معنى ( تاويل الاحاديث ) في سورة يوسف
معني كلمة ( الاحاديث ) التي وردت في الاية كما افهمها هى ( الاحداث الغيبية ) وقد ورد في لسان العرب ان احد معاني الاحاديث هى (الاخبار الجديدة ) وهو ما يتمشى ومعنى ( تاويل الاحاديث ) اي فهم الاحداث الغيبية التي علمها الله سبحانه وتعالى لسيدنا يوسف -- وليس تاويل الاحلام -- ويؤيد ذلك قول يوسف عليه السلام للفتيان اللذين دخلا معه السجن (قال لا ياتيكما طعام ترزقانه الا نباتكما بتاويله قبل ان ياتيكما -- ذلكما مما علمني ربي ) يوسف 37 --اذن الله علمه تاويل الاحداث الغيبية وذلك بالرجوع الى الاية ( ويعلمك من تاويل الاحاديث ) التي جاءت في اول السورة -- اذن الاحاديث هى الاحداث الغيبية -- ونلاحظ ان كل الرؤى التي جاءت في السورة سواء لسيدنا يوسف او للفتيان او للملك لم يذكر فيها ( اني ارى او رايت في المنام ) كما ذكر في قصة ابراهيم عليه السلام ( اني ارى في المنام اني اذبحك ) اذن الرؤى في سورة يوسف هى رؤى غيبية وقد تكون مثل ما حدث لسيدنا عمر في قصة سارية والجبل--- اذن هى رؤى يراد تاويلها وفهمها -- هذا هو فهمي لمعنى ( الاحاديث ) وهو كما ذكرت الاحداث الغيبية وليس الاحلام -- ومن العجيب ان نرى ان طلب الملك حين حدثت له الرؤيا انه قال ( افتوني في رؤياى ان كنتم للرؤيا تعبرون ) وجاءت كلمة ( تعبرون ) بدون تشديد حرف ب -- اذن هو يريد احدا يعبر الغيب ويدله على ما يحدث ثم يعود اليه بالتاويل اي الحلول -- بالطبع لا يطلب احدا ليعبر بجسمه ولكن يكون عنده موهبة فريدة ليعبر الى الغيب بفكره -- وبالطبع لم يكن هذا الشخص الا يوسف عليه السلام الذي سبق ان عبر الى الغيب بفكره وبالعلم الغيبي الذي علمه الله اياه حين اخبر الفتيان عن الطعام وحين اخبر الساقي والخباز عن مصيرهما
والله اعلم
محمد شملول