اللون في القرآن الكريم(1/2)
أسماء وليد حمدون(*)
(خاص للمعهد)
المقدمة
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على من آتاه الله جوامع الكلم، سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله المبعوث للناس كافة، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا يخفى على احد منّة الله سبحانه وتعالى على الإنسانية جمعاء ببعث المصطفى [ص] وبالقرآن الكريم الذي هو كتاب هداية وبصائر وشفاء وموعظة وحكمة، أحاط بكل جوانب الحياة وجاء بحلول فريدة لكل مشاكل الحياة، وبين غرائب وفرائد الكون بآيٍ وسور عظيمة وكريمة، هو مأدبة الله على أرضه، شغف به القارئون، والحافظون والدارسون والباحثون. ولإدراكي لهذا كله جعلت جهدي المتواضع هذا في بحث جزئية من جزئيات تصوير القرآن الكريم، وهو (اللون في القرآن الكريم) دراسة وتقصيا وإحصاء. إذ أن اللون لا ينفصل عن الصور التي يوصف بها، فهو جزء مهم وحيوي يضفي على كل مشهد دلالات كبيرة، وربما يضفي الحركية على المشاهد القرآنية، بل على كل ما يوصف به، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الكون لون واحد بل أبدع وأتقن في تلوين الأشياء بألوان لا تند عن الطبيعة البشرية ولا تستقبحها العين حيثما وجدت في موضعها الذي اختاره الله لها. ولكن إذا تغيرت عما خلقه الله أو ألفه البحر استقبحتها الطباع ومجتها الأبصار.
إن اللون له في الصور التي يوصف بها دلالات حقيقية أحيانا –في التعبير عن هيئة لون الموصوف- وأحيانا أخر ارتبط بمعان مجازية كنائية وظفت قوة تأثيرها الرمزي في القيم الروحية عن طريق العادات والتقاليد وارتبطت كذلك وفق قيم معرفية في القرآن الكريم. وهذا ما سيكون مدار البحث على امتداد أبحاثه، إذ وقع البحث بتمهيد ومباحث بعدد الألوان التي وردت في القرآن الكريم الأصلية منها والفرعية، فالتمهيد يقوم على تبيين أهمية اللون في رسم الصور والتعريف بماهيته وأثره في ثقافة وحياة الأمم التي لم تكن على مذهب واحد منه. ثم تبيين الألوان كمعجزة في خلق الله تناغمها وتوائمها أحيانا واختلافها وتنافرها أحيانا أخرى في هذا الكون الواسع، ما صوره الله سبحانه وتعالى منها في القرآن الكريم.
ثم قام البحث على عدد من المباحث بكل لون ورد في القرآن الكريم مع استقصاء للآيات التي ذكرت ذلك اللون ودلالات هذا اللون الحقيقية والقيمية الهيئة والدلالة المجازية في كلام العرب وفي القرآن الكريم من خلال المعاجم العربية التي كان أبرزها وأوسعها وأظهرها لمعاني الكلمات سفر المعاجم لسان العرب لابن منظور، ثم مبحث للألوان الفرعية في القرآن الكريم مع دلالاتها وتفسير لآياتها.
نهل البحث من كتب-جزى الله مؤلفيها عنا كل خير- كتب تفسير القرآن فضلا عن المعاجم وبعض الأبحاث الحديثة التي استقصت عن الألوان في الشعر فضلا عن بعض كتب الفن والزخرفة والرسم التي استنبطنا منها ماهية اللون الحقيقية كهيئة. ثم خاتمة استخلصت فيها أبرز نتائج البحث.
وبعد فهذا ما كان مني وعسى أن أكون قد وفقت في الإلمام بالحد الأدنى من جوانب هذا الموضوع خدمة للقرآن الكريم ورغبة في تلمس جزء يسير من بلاغته. فإن أصبت فمن الله التوفيق والسداد، وإن أخطأت فنسأل الله المغفرة، وله الحمد على كل شيء.
التمهيد
أ- تعريف اللون:
تعددت وتنوعت نعم الله سبحانه وتعالى على مخلوقاته، تعدد مخلوقاته وتباينها وتمايزها، ولعل في خلق الألوان وتباينها واختلافها ما يبهر العين ويلفت الانتباه إلى عظيم صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعه. فالخالق سبحانه وتعالى خلق الطبيعة زاخرة بألوان شتى مختلفة، وأشار في محكم كتابه العزيز إلى ذلك في قوله تعالى: (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ)(1) وقوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)(2) ، وقوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ)(3). وقوله تعالى: (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ)(4) ، وقوله تعالى: (فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا)(5) ، وقوله تعالى: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)(6).
كل تلك الآيات مشار بها إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الطبيعة ملونة في كل عناصرها ومفرداتها ليكون ذلك دليلا على بديع صنعه ومتقن خلقه.
وقد اختلف العلماء والباحثون واللغويون في تحديد ماهية اللون تعريفا، فابن سيده يعرّف "اللون بأنه: لون كل شيء فاصل بينه وبين غيره والجمع ألوان، وقد تلون ولونته(7). وذكر آخر أن اللون في ماهيته هيئة كالسواد والبياض وما يتركب بينهما(8).
واللون صفة أو مظهر للسطوح التي تبدو لنا نتيجة لوقوع الضوء عليها، واللون نعمة كبرى من نعم الله فهو نصر للبصر وفرحة للنفس ووسيلة هامة من وسائل التعبير والفهم. وللون قوة موحية تؤثر في جهازنا العصبي فيبعث فرحة لا يستهان بها عند التطلع إليه، ويشملها طرب قد لا يختلف عن طرب الموسيقى والغناء.. واللون شعر صامت نظمته بلاغة الطبيعة وبيانها(9).
وعرفه بعضهم بأنه فعل بصري وفعل نفسي طبيعي في آن معا فالألوان هي كائنات ضوئية نوعية من الطبع والإثارة، يخاطب بها الوجود كل الكائنات(10).
وللون في مصطلح أهل العلوم البحتة هو الموجات الضوئية التي تتفاوت أبعادها تفاوت أثر كل واحد منها في شبكية العين وإحساسها به(11).
وقد ذهب بعضهم إلى أن جوهر اللون بوصفه مقتربا جماليا خالصا يتأسس من خلال خبرة سيكولوجية قائمة على أساس فسلجي تؤثر عمليا تأثيرا مهما في توجيه شكل الخطاب وتعزيز المشهد الشعري بقيم جمالية جديدة تزيد من فاعليته الفنية والتعبيرية، واللون موضوع معقد وهو جزء من خبراتنا الإدراكية الطبيعية للعالم المرئي، فهو لا يؤثر في قدراتنا على التمييز بين الأشياء فقط، بل ويغير من مزاجنا وأحاسيسنا، ويؤثر في تفضيلاتنا وخبراتنا الجمالية بشكل يفوق تأثير أي بعد آخر على حاسة البصر أو أي حاسة أخرى.
أضف إلى ذلك أن أنظمة اللون تحولية، لا تخضع لمعايير ثابتة في المقياس التأثيري والحركي، إنما تعتمد على حساسية اللون إذ أن الحواس البشرية لها قابلية فذة على تمييز ما لا يقل عن سبعة ملايين من الألوان المحتملة تقدمها الطبيعة لمدركاتنا وأحاسيسنا واستجاباتنا(12).
ب- اللون والعربية:
لقد وقف العلماء وهم يبحثون عن تأثيرات اللون المتبادلة في عالم الحساسية إلى عدد من الحقائق التي تمثل استجابة النفس البشرية للألوان، فبعض درجات اللون الأخضر –مثلا- قد تكون ذات تأثير سيئ أو ضار لدى بعض الأشخاص إذ يؤدي عندهم إلى الوهم والقلق والاضطراب، في حين يذكر –هذا اللون نفسه البعض الأخر بالطبيعة النباتية والخصوبة فيوحي لهم سيكولوجيا بالراحة والصبر والنمو والأمل(13).
فتأثير اللون في النفس متباين، فيعضها يوحي بأفكار تريحنا وتطمئننا والأخرى نضطرب منها. وهكذا تستطيع الألوان أن تهب الإنسان الفرح والسرور والحزن والكآبة(14).
ولا ينفصل اللون عن الثقافة، وإنما هو منها تشكله ضروبا وتؤلفه أجناسا فتستحسن بعضه فترتضيه، وتستقبح بعضه فلا تبتغيه، بل إنها قد تضرب صفحا عن بعضه فلا ترتنيه، وليست الأمم في الألوان على مذهب واحد وسنة وحيدة وإنما الناس في إدراك اللون متباينون وفي الموازنة مختلفون(15).
إن العربية منذ نشأتها الأولى وعبر تاريخ الحضارة العربية، من أكثر اللغات قدرة على التعبير عن الألوان وظلالها بل وما أسمته بالألوان الفرعية أو الألفاظ الدالة على الإشباع والتأكيد في الألوان(16). وقد عنيت العربية عناية فائقة بالألوان على ألسنة خطبائها وشعرائها فيما وصل إلينا من أخبارها في العصر الجاهلي. واشتدت هذه العناية ي عصور ازدهار الحضارة الإسلامية في المشرق والمغرب والأندلس، حتى بات موضوع الألوان من الموضوعات التي تفرد لها ابواب خاصة في مصنفات اللغويين المشهورين(17).
إن مصادر الألوان في الكون عديدة متعددة تختلف باختلاف البيئات والبلاد والأقاليم، ولكن أعظمها نشأنا في إدراك الألوان وتمييزها إنما هو اختلاف الليل والنهار وما بينهما من فجر وسحر وصدفة وشفق، فلليل الظلمة والسواد وللنهار الضياء والإشراق، وللنجوم الإشراق، كل ذلك كان في مصطلحات ومسميات في شعر العرب وخطبهم.
إن الألوان الأساسية في العربية ثلاث هي ألوان الليل والنهار وما بينهما. فمن اختلاف الليل والنهار استمد العربي ألوانه الأولى، إذ أبصرها ثم ميزها ثم جعلها أمهات ثلاث ينسب إليها ما يكون من غيرها.. ثم إنه فاضل بينهما أو استند إلى بياض جلدته فجعل منها لون الألوان حسنا وبهاء وروعة وجمالا. وقد تحدث اللغويون القدامى عن الألوان في العربية، فهذا أبو عبيدة في كتابه (الخيل) يذكر ما يزيد على ثمانين لونا، وهو في ذلك كله يعرفها ويحدد دلالاتها اللونية، جاعلا من كل منها لونا مستقلا بذاته مميزا لما يدل عليه في المدى اللوني بتموجاته الدقيقة التي تنشأ عن تمازج الألوان وتداخلها وهو مجال واسع رحب يحتل فيه الخيال والإحساس اللغوي مكانة متميزة(18).
لقد أبدع الخيال العربي أيما إبداع في تحسس تداخل الألوان وتمازجها والتعبير عنها بألفاظ خاصة بها دالة عليها، إذ أن دلالات الألوان في العربية عميقة الجذور، تواكب الحياة العربية في بيئاتها المختلفة وتساير متطلباتها الحضارية عبر تاريخها الطويل(19).
لقد كان للألوان في المؤلفات التراثية صدى واضح وخطوط متميزة وأثر كبير إذ أحصى منها عبد الكريم خليفة في دراسته عددا من أبرزها، ومن ذلك ما كتبه ابن الأعرابي في كتابه (أسماء خيل العرب وفرسانها) رواية أبي منصور الجواليقي والإسكافي بتحقيق نوري حمودي القيسي في كتابه (مبادئ اللغة معشرح أبيات مبادئ اللغة) وتتلمس ذلك أيضا في كتاب (خلق الإنسان) لمؤلفه «أبو محمد ثابت بن أبي ثابت، وكتاب (فقه اللغة وسر العربية) لمؤلفه أبي منصور الثعالبي وكتاب المخصص لابن سيده أبي الحسن وكتاب الملمع لأبي عبد الله الحسين علي النمري(20).
إن اللون ودلالته ارتبطا بمعان ورموز عند العبي واستخدمت قوة تأثيرها الرمزي في القيم الروحية عن طريق العادات والتقاليد وارتبطت كذلك وفق قيم معروفة في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف(21).
وخلاصة القول إن اللغة العربية كانت فذة في استيعاب دلالات اللون وتدرجاته وتبايناته المختلفة وانعكس ذلك بشكل كبير لدى شعرائها وخطبائها مصطلحات وألفاظ بينت وبشكل جلي درجات اللون من ناحية وانعكاساتها النفسية والفلسفية من ناحية أخرى.
ج- اللون في موارده القرآنية:
كما مر آنفا إن اللون عند العرب المسلمين لم يكن من دون مدلول فلسفي ونفسي وجمالي. فقد عبر عن خاصية معرفية ورمزية، ونجد أن آي الذكر الحكيم قد أوردت الألوان لتحقق موصوفات معينة فيحتل اللون في الصورة التعبيرية مساحة نفسية واعتبارية أساسية غير شكلية ولا هلي فضلة مما يمكن الاستغناء عنه بدون حضور الفعل اللوني. ولهذا ورد عدد من الألوان مثل اللون الأبيض والأسود والأحمر والأصفر والأزرق والأخضر وغيرها من الألوان الفرعية كانت في بعضها واردة على الحقيقة وفي بعضها الآخر كانت متناولة الجانب المجازي من الصورة، وكانت ثالثة شعارا أو رمزا بشيء معين، حيث أن اللون ودلالته ارتبطا بمعان ورموز عند العربي، واستخدمت قوة تأثيرها الرمزي في القيم الروحية عن طريق العادات والتقاليد.
إن القرآن الكريم أورد ستة ألوان هي الأبيض والأسود والأحمر والأصفر والأخضر والأزرق بشكل كان يتناغم دائما وتفصيلات الموصوف وسنجد ذلك من خلال ما سيرد في المباحث الآتية:
المبحث الأول: اللون الأبيض:
ورد اللون الأبيض في القرآن الكريم في الآيات الكريمة الآتية:
قوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)(22).
قوله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ* وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(23)
قوله تعالى: (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ)(24).
قوله تعالى: (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)(25).
قوله تعالى: (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى)(26).
قوله تعالى: (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ)(27).
قوله تعالى: (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ)(28).
قوله تعالى: (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ)(29).
قوله تعالى: (بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)(30).
قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)(31).
نجد فيها مدلولات متنوعة، فالبياض: ضد السواد، وقد ابيض وبيّضتُ الشيء: جعلته ابيض(32). والبياض في كلام العرب الحمرة، والحمرة هي البياض، وكذلك البياض في كلام العرب الزرقة والزرقة هي البياض، تقول ابيض وابياض بمعنى أحمر احمار، يقولون أتاني كل اسود منهم واحمر، ولا يقال أبيض ومعناه جميع الناس. يقول ثعلب لا تقول ابيض من بياض الكون، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا احمر، وسميت العجم حمراء لبياضها. وكانت عائشة رضي الله عنها تسمى حميراء لغلبة البياض على لونها(33).
أول ما يطالعنا اللون الأبيض في القرآن الكريم في سورة البقرة وصفا لوجوه المنعمين في الجنة الذين رضي الله عن سعيهم في الدنيا فأثابهم برضوانه الجنة. وفسر قوله (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ) أي وجوه المؤمنين، والبياض من النور فهم في نعمة الله لا يظعنون عنها ولا يموتون(34). ومما يدل على أن بياض الوجه دل على معنى نفسي قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ)(35) ، إذ فُسِّرت باللين وبهجة المرأة وحسن المنظر إذا كان ذا نعمة من حسن العيش والترف[i]، وكذلك قوله تعالى وصفا لوجوه المنعمين: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ)(36) ، وما فسر به المسفرة ذات الأسفار والنور والضياء. يقال: أسفر الصبح إذا ظهر ضوء الشمس في أفق الفجر، أي وجوه متهللة فرحا وعليها أثر النعيم، والسين والتاء للمبالغة في البشر أي الفرح.. فهذه هي وجوه الجنة المطمئنين بالاً، المكرمين عرضا وحضورا38. قال الفرّاء (مسفرة) أي مشرقة ومضيئة وهي قول ابن السكيت أيضا(39)، فهو من باب المجاز العقلي لأن الوجوه محل ظهور الضحك والاستبشار أو كناية عن الذوات(40).
إن اللون الأبيض هو من الألوان المحببة للإنسان العربي فهو رمز للنعمة والنقاء والخير والسلام والقوة. وقد استخدمه الشعراء في حديثهم عن وجوه القوم المشرقة بعملا لخير والكرام، ووصفوا به السيوف لنصاعتها ولمعانها. ومن الإشارات الطريفة التي قد تكون لها دلالات فنية في استعمال اللون الأبيض هو الحسن مصونا عفيفا حييا، وهو الشرف أبيا كقول الشاعر بشار بن برد:
بيض جداد وأشراف زبانيـــة يغدو على من يعادي الويل والحربُ
وهو النور والضياء كقول بشار بن برد:
يا ليتني لم أنـم شوقا وتسهادا حتى رأيت بياض الصبح قد عادا(41)
إن اللون الأبيض هو لون الضياء الدنيوي والنور الإلهي وهو لون الأرواح الطيبة وكذلك لون الطهارة، أطلقته العرب على الماء والشحم واللبن وغلبوه في قولهم الأبيضان (الشباب والشحم) وتوسعوا في ا
ستخدام البياض في إطلاقه على الفضة، ووصف الأرض بأنها بيضاء، ووصف الموت بأنه ابيض إذا أتى فجأة لم يسبقه مرض يغير اللون وكذلك الخيط الأبيض أو ضوء النهار(42).
وقد ورد اللون الأبيض في القرآن الكريم بوصف خمر الجنة ضمن المعاني المذكورة سابقا بقوله تعالى: (بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)(43)..
ووردت اليد البيضاء خمس مرات ي ذكر معجزة موسى [ع] فذكر المفسرون أن يد موسى كانت تبرق كالبرق لها شعاع يعشي الأبصار، أو شعاع كضوء الشمس من غير برص(44). واليد البيضاء دلالة على النعمة والإحسان، كما ورد هذا المعنى في قول الشاعر بشار بن برد:
كم له من يد علينا وفينا وأيادٍ بيض على الأكفاءِ(45)
وورد اللون الأبيض بالمعنى الحقيقي في وصف الجبال ويصدق ذلك على استخدام اللون الأسود في قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)(46). وكذلك وصف أول طلوع الفجر بالخيط الأبيض ورد على الحقيقة وعلى المجاز. وذكر اللون الأبيض للحزن في سورة يوسف في قوله تعالى: (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)(47). إذ عبر عن التحول والشدة في الحزن والله أعلم.
المبحث الثاني: اللون الأسود:
ورد اللون الأسود في القرآن الكريم سبع مرات هي:
قوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)(48).
قوله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)(49).
قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ)(50).
قوله تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)(51).
قوله تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ)(52).
قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)(53).
قوله تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)(54).
السواد نقيض البياض، وسود وساد وأسود واسودادا، كان عنترة اسود اللون ويقال أتاني من القوم أسودهم وأحمرهم، أي عربهم وعجمهم، ويقال كلمته فأرد علي سوداء لا بيضاء أي كلمة قبيحة لا حسنة، والأساود هم الضروب المتفرقون ويقال للأعداء صُهب السبال وسود الأكباد وإن لم يكونوا كذلك. والسود سفح الجبل مستدق عن الأرض خشن سود55 نجد من معاني كلمة السواد الحقيقة والمجاز يتأرجح بين رؤية العين الباصرة وتصور الذهن والبصيرة. وقد كره العرب السواد ونعتوا به كثيرا من الموصوفات التي أبغضوها وكرهوا رؤيتها فأكباد الأعداء سوداء، ووجه الخائف أسود والغربان سود والظلام أسود والليل كذلك كما استخدم اللون الأسود للحداد كما هو معروف «كان اللون الأسود مدعاة لجلب انتباههم فاستعمل في مواضع ملتهبة وحادة. وقد تحلل استعمالهم لهذا اللون بعض الظلال المعتمة والداكنة»(56). ومن الملاحظ أن الله سبحانه وتعالى عبر عن الخيبة والعار في الدنيا بالوجوه السوداء كما وصف حال الخاسرين النادمين في الآخرة بوجوه سوداء أيضا إذ ورد الأسود في القرآن الكريم خمس مرات وصفا للوجه المسودة خزيا وعارا في الدنيا وخيبة وخسرانا في الآخرة.
قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)(57). وقد فسر السواد بأنه الظلمة(58).
ووصف القرآن الكريم ذلك السواد بتعبيرات أخرى كما في قوله تعالى: (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ* تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ)(59). والقترة غبرة يعلوها سواد كالدخان، والقتار ريح القدر(60). والمراد هنا معفرة بالغبار وهو شبه الدخان يغشى الوجوه من الكرب والغم وهكذا وجوه أهل الكفار(61). وقد ذكر أن الأسود هو القبيح أو اليحموم(62). كل ذلك يبين أن اللون الأسود في الوجه عبر عنه بصفة أخرى في قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ)(63) وفسر صاحب التحرير والتنوير قوله تعالى (خاشعة) أي ذليلة يطلق الخشوع المذلة فوصفت تلك الوجوه بالذلة والنصب أي التعب والعمل الشاق والإرهاق(64).
كل هذا يؤكد ما رجحنا من أن السواد في وصف الوجوه سوادا مجازيا لأن الله سبحانه وتعالى خلق السواد في بشرة ضمن ما خلق من ألوان البشر ولم ينكره أو يستقبحه. (إن اللون الأسود هو لون جهنم والنفس والأمارة بالسوء والذنب والكفر)(65) ، وهو لون الشين والشناعة والظلام والشقاء(66).
وكما ورد السواد في القرآن الكريم بالمعنى المجازي ذكر بدلالته الحقيقية نجد ذلك في قوله تعالى: (وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)(67).
ووصف للجبال (وَغَرَابِيبُ سُودٌ)(68) ، وهو من حنك الغراب وحلكة السواد(69).
المبحث الثالث: اللون الأخضر:
ورد اللون الأخضر في القرآن الكريم ثمان مرات في المواضع الآتية:
قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ)(70).
قوله تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)(71).
(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ)(72).
قوله تعالى: (أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ)(73).
قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)(74).
قوله تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)(75).
قوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ)(76).
قوله تعالى: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ)(77).
الخضرة في الألوان لون الأخضر، ويكون ذلك في ملابس أهل الجنة وما ينتظر المسلمين وغيرهم. واخضر الشيء اخضرارا واخضوضر وكل غض خضر. وفي التنزيل (فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا). (خضرا) هنا بمعنى أخضر. وقال بعضهم الخضر هاهنا الزرع الأخضر. ابن الأعرابي الخضيرة تصغير الخضرة وهي النعمة. وفي صفته [ص] أنه كان أخضر الشمط، كانت الشعرات التي شابت منه قد اخضرت بالطيب والدهن المزوح. وخضر الزرع خضرا أنعم واخضره الري. وارض مخضرة ذات خضرة. وفي حديث علي أنه خطب بالكوفة في آخر عمره فقال: (اللهم سلط على فتى ثقيف الذيال الميال يلبس فروتها ويأكل خضرتها) يعني غضها وناعمها وهنيئها. وفي حديث القبر يُملأ عليه خضرا أي نعما. قيل للرجل إذا مات شابا قد اختضر لأنه يؤخذ في وقت الحسن والإشراق(78).
ويبدو من المعاني المطردة في كلمة (خضر) الواردة في الآيات الكريمة أن الخضرة إما الخصب والنماء والري والنعومة في الدنيا أو هي ألوان النعيم المختلفة للمؤمنين العاملين في الجنة فالسنبلات الخضر التي رآهن فرعون مصر أولهن يوسف [ع] بالسنين المخصبات التي يزرع فيها الناس وينتجوا الحب المزروع. والشجر الأخضر الذي يصبح حطبا للنار هو من آيات خلق الله وعظمته، فهو بوصفه الأخضر يعني أنه رطب يسري الماء في أوعيته وتجاويفه ولكن بقدرة الله يتحول إلى حالة أخرى بعد جفافه ليصبح نارا. والسماء إذا أمطرت أخرجت خضرا من الأرض أي زرعا خضرا فأصبحت مخضرة. كل ذلك كان دليلا على الخصب والنماء والري. أما في الآخرة فورد اللون الأخضر وصفا لفرش الجنة بقوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ)(79) والرفرف: هي ما يبسط على الفراش لينام عليه، وهي تنسج على شبه الرياض ويغلب عليها اللون الأخضر. فوصفها في الآية بأنها خضر وصف كاشف لاستحضار اللون الأخضر لأنه يسر الناظر. وكانت الثياب الخضر عزيزة وهي لباس الملوك والكبراء، قال النابغة:
يصونون أجسادا قديما نعيمها بخالصة الأردان خضر المناكب(80).
«وقد غلب إطلاق اللون الأخضر على المواضع المتوافر فيها الماء، كما نعتت به مناكب ثياب الملوك والرياض»(81).
وكما أن لون مفارش الجنة خضر كذلك لون لباس أهل الجنة خضر أيضا: (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا)(82). ويبدو أن الله سبحانه وتعالى عندما حدد اللون الأخضر –والله أعلم- لم يقصد اللون بعينه بقدر الإشارة إلى لباس الملوك والكبراء، لأن المتداول من لباس الجاهلية المصبوغة بالألوان الثابتة نادرة لقلة الأصباغ ولا تكاد تعدو الأخضر والأحمر ويسمى الأرجواني. أما ما عدا ذلك فإنما لونه ما ينسج من صوف الغنم أبيض أو أسود أو من وبر أو من كتان أبيض(83).
ويعد ابن جزي (لون الخضرة) أفضل الألوان كلها وأشرفها(84). إن اللون الأخضر كان دائما متصلا بالطبيعة النباتية والحياة والخصوبة وهو يوحي سيكولوجيا بالراحة والصبر والنمو والأمل(85)، وفي هذا المعنى ورد شعر بشار بن برد بقوله:
عليه الجوهر الأخضر والياقوت مصبوبُ
وقال أيضا:
نعم دعاة الإمام حلمهـــم راسٍ ومرعى جنابهم خضرُ86
التحرير والتنوير، محمد طاهر بن عاشور: 30/299.
الهوامش
ـــــــــ
(*) معهد اعداد المعلمات ، الموصل .
1ـ النحل: 13.
2ـ النحل: 69.
3ـ الروم: 22.
4ـ الزمر: 21.
5ـ فاطر: 27.
6ـ فاطر: 27.
7ـ المخصص: 1/103
8ـ الألوان في معجم العربية، عبد الكريم خليفة: 280.
9ـ فن الزخرفة، حسن علي حموده: 22.
10ـ تحولات الخط واللون، حليم جرداق: 19.
11ـ فلسفة اللون في الفن، نوري الراوي: 32.
12 ـ المصدر نفسه.
13ـ المصدر نفسه.
14ـ فن الزخرفة: 95.
15ـ الألوان في اللغة، الصادق الميساوي: 252.
16ـ الألوان في معجم العربية، عبد الكريم خليفة: 28.
17ـ المصدر نفسه: 9.
18ـ الألوان في اللغة: 253.
19ـ الألوان في معجم العربية: 29.
20ـ الألوان في معجم العربية: 29.
21ـ دلالات اللون في الفن العربي الإسلامي، فياض عبد الرحمن الدوري: 15.
22ـ البقرة: 187.
23ـآل عمران: 106-107.
24ـ الأعراف: 108.
25ـ يوسف: 84.
26ـ طه: 22.
27ـ الشعراء: 33.
28ـ النمل: 12.
29ـ القصص: 32.
30ـ الصافات: 46.
31ـ فاطر: 27.
32ـ المخصص: 1/107.
33ـ لسان العرب مادة (بيض).
34ـ مدارك التنزيل حقائق التأويل، عبد الله بن احمد النسفي: 1/262.
35ـ الغاشية: 8-10.
36ـ التحرير والتنوير، محمد طاهر بن عاشور: 30/299.
37 ـ عبس: 38-39.
38 ـ التحرير والتنوير: 30/134.
39 ـ المخصص: 1/113.
40 ـ التحرير والتنوير: 3/134.
41 ـ ينظر الألوان في اللغة: 265.
42 ـ دلالات اللون في الفن العربي الإسلامي: 42.
43 ـ الصافات: 46.
44 ـ فتح البيان: 10/115.
45 ـ ينظر الألوان في اللغة: 265.
46 ـ فاطر: 27.
47 ـ يوسف: 84.
48 ـ البقرة: 187.
49 ـ آل عمران: 106.
50 ـ آل عمران: 106.
51 ـ النحل: 58.
52 ـ الزمر: 60.
53 ـ فاطر: 27.
54 ـ الزخرف: 17.
55 ـ لسان العرب: مادة (سود).
56 ـ دلالات اللون في الفن العربي الإسلامي: 49.
57 ـ آل عمران: 106.
58 ـ مدارك التنزيل وحقائق التأويل: 1/ 262.
59 ـ عبس: 40-41.
60 ـ لسان العرب: مادة (قتر).
61 ـ التحرير والتنوير: 3/138.
62 ـ المخصص: 1/103.
63 ـ الغاشية: 2.
64 ـ ينظر التحرير والتنوير: 30/269.
65 ـ دلالات اللون في الفن: 42.
66 ـ الألوان في اللغة: 273.
67 ـ البقرة: 187.
68 ـ فاطر: 27.
69 ـ المخصص: 1/103.
70 ـ الأنعام: 99.
71 ـ يوسف: 43.
72 ـ يوسف: 46.
73 ـ الكهف: 31.
74 ـ الحج: 63.
75 ـ يس: 80.
76 ـ الرحمن: 76.
77 ـ الإنسان: 21.
78 ـ لسان العرب: مادة (خضر).
79 ـ الرـحمن: 76.
80 اـ لتحرير والتنوير: 27/274.
81 ـ دلالات اللون في الفن العربي الإسلامي: 50.
82 ـ الكهف: 31.
83 ـ دلالات اللون في الفن العربي الإسلامي: 51.
84 ـ الألوان في معجم العربية: 30.
85 ـ فلسفة اللون في الفن، نوري الراوي: 52.
86ـ الألوان في اللغة: 274.