بعض عوائق الحوار
لقد عرفت عدة حوارات التوقف والفشل وعدم الاستمرارية نتيجة عدة أسباب ، غير أن أغلب تجمد الحوارات وفشلها في بعض الأحيان ، مرجعه في المقام الأول إلى عدم التقيد بأدب الحوار ومضامينه في المخاطبة والمجادلة أسلوبا وممارسة "
في حين نجد عوائق أخرى تحول دون الحوار أو استمراره نحو :
سوء الظن :
وهو من العوائق التي تحول دون وقوع الحوار فإذا كان حسن الظن يسمح بتحقيق أرضية للحوار والمساواة بين المتحاورين فإذا سوء الظن مرض ينتشر في النفوس الضعيفة نهى الإسلام عنه بقوله عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم ٌ) لما يجلبه من ويلات وحروب .
الحسد:
وهو من أقبح الخصال التي تصيب الإنسان وتنكد له عيشته فإن الحسود الذي يتمنى الشقاء والتعس لغيره يشقى نفسه أيضا بهذا الحسد إذ يمنع عن نفسه فوائد الحوار والتواصل مع الغير ويجلب له الإثم وسوء العاقبة.
الكبرياء :
" رذيلة من الرذائل الاجتماعية تغرس الفرقة والعداوة بين الأفراد فتقضي على التعاون والمحبة بينهم " وبذلك يظهر الطرف المتحاور للطرف المتكبر أنه دون مستواه ولا يستحق أن ينزل إليه إذ يعتبر ذلك نقصا وعيبا لكن الحقيقة أن عدم التواضع هو النقص والعيب وأن صاحب الكبر مآله ما أخبر به الرسول فيما رواه عنه حارثة بن وهب الخزاعي أن النبي قال " الا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره آلا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر "
الغضب :
وهو من العوائق التي تحول دون استمرار الحوار القائم ، وهو كذلك محاولة إبطال دعوى الخصم قبل أن يقدم الدليل عليها وهو من الرذائل الخلقية التي إذا تحكمت في نفوس الناس وتمكنت من مجتمعاتهم كان لها أسوأ الأثر في حياتهم ونتائج بشعة في تمزيق روابط المودة بينهم .
استفزاز الغير :
واحتقاره بأسماء وألقاب تؤدي إلى انفعاله وذلك قصد وضعه في موقف حرج وإرباكه وتحويل انتباه الغير الملاحظ من تتبع الحوار إلى الشماتة وقد نهى الإسلام عن هذا الأسلوب في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) .
ملاحظات تجب مراعاتها:
1-هدف الحوار
معرفة رأي الطرف الآخر فكيف أعرف ما في عقله إن لم يكن هناك حوار
الاطلاع على فكر الآخر فقد أجد فيه فعلا ما هو أصوب مما أعرفه
إضاءة نقاط أخرى في الموضوع
الوصول للحقيقة
تقريب وجهات النظر
بث روح المودة
2-لابد من إيجاد نقطة بداية بين الطرفين (أساس لانطلاق الحوار) لا أن يكون هدف كل منهما متضادا مع هدف الآخر
3-أن يكون هناك خلفية معرفية عن الموضوع لمن يتحاور
لا يمكن الدخول في حوارات قد تؤدي لتقليل شأنك وذلك عندما يكون الحوارموضوعه لا إلمام لك به فسيكون كلامك غريبا ويظهر عدم فهمك
4-تحديد المرجعية في موضوع الحوار التي يقبل كلا الطرفين الرجوع إليها
5-لا بد من مراعاة البيئة التي نشأ وعاش فيها الطرف الآخر فهي تؤثر على طريقة تفكيره وفهمه وتقبل أن البيئات والمشارب مختلفة ولا تظن الكل مثلك يفكر بنفس المنهج أو يتصرف بنفس المنحى
6-الطريقة الانفعالية وعلو الصوت من الأسباب التي تعيق الحوار كذلك التعصب للرأي
7- عدم التركيز على الأمور الفرعية في الموضوع وإنما على الشيء الرئيسي فهو الأهم
8-تذكر النية والإخلاص
لماذا ندخل الحوار؟؟هل للانتصار لرأي شخصي؟؟أم لهدم فلان؟؟أم إثارة مشاكل؟؟
لا إنما من اجل الوصول للأهداف
فلا يجب النظر للحوار على أنه حلبة صراع لا بد فيها من غالب ومغلوب والتزام حسن الخلق والأدب يجعل الطرف الآخر أكثر تقبلا لأفكارك
وأخيرا لا تنتظر أن تصل بالحوار إلى اتفاق تام