منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك دلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةدلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجردلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصوردلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةدلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةدلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلوددلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيردلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة دلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنادلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة دلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبدلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديردلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبدلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصاردلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 دلالة الحوار وفلسفته

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بلال موقاي
نائب المدير
نائب المدير
بلال موقاي

وسام الإداري المميز

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1216

نقاط :
1939

تاريخ التسجيل :
28/04/2012

الموقع :
https://twitter.com/mougay13

المهنة :
جامعة معسكر، الجزائر


دلالة الحوار وفلسفته Empty
مُساهمةموضوع: دلالة الحوار وفلسفته   دلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2012-06-30, 23:36

دلالة الحوار وفلسفته:محاضرة للشيخ الدكتور محمود عكام \ سوريا

للحوار في لغتنا وتراثنا معانٍ رفيعة القدر سامية الدرجة، تكسوها مسحٌة حضاريٌة راقية، فتكسبها دلالة عميقة تعبّر عن روح الأمة.

ويؤكد هذا ما ورد في القرآن الكريم، ففي سورة الكهف تكرر فعل (يحاوره) مرتين، في الآيتين 34 و 37 ، يقول تعالى : {وكان له ثَمَرٌ فقال لصاحبه وهو يُحَاوِرُهُ أنا أكثرُ منك ما ً لا وأعزُّ نَفَرًا} الآية 34 {قال له صاحبُه وهو يُحَاوِرُهُ أَكَفرت بالذي َ خَلَقكَ من تراب ثم من نطفة ثم سَوَّاك رجلاً} الآية 37.
وورد في سورة المجادلة لفظ التحاور، في قوله تعالى {قد سمع اللَّه قولَ التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللَّه، واللَّه يسمع َتحَاوُرَكما إن اللَّه سميع بصير } الآية 1. والتحاور عند الطبري المراجعة في الكلام، وهو المعنى الفصيح الصحيح الذي نجد له أصلا في كتب اللغة.


فالأصل في الحوار في الثقافة العربية الإسلامية، هو المراجعة في الكلام، وهو التجاوب، بما يقتضي ذلك من رحابة الصدر، وسماحة النفس، ورجاحة العقل، وبما يتطلبه من ثقة ويقين وثبات، وبما يرمز إليه من القدرة على التكيّف، والتجاوب، والتفاعل، والتعامل المتحضّر الراقي مع الأفكار والآراء جميعًا.

وبهذا المعنى يتأكد لدينا، بما لا يرقى إليه الشك، أن الحوار أصلٌ من الأصول الثابتة للحضارة العربية الإسلامية، ينبع من رسالة الإسلام وهديه، ومن طبيعة ثقافته وجوهر حضارته.

واقترانُ الحوار بالعقل، يؤكد أيضًا على معنى سامٍ في سياق تحديد مدلول اللفظ ؛ ذلك أن الحوار العاقل، هو الذي يقوم على أساس راسخ، ويعتمد وسيلة سليمة، ويهدف إلى غاية نبيلة.


وارتباط الحوار بمعنى الرجوع من الشيء وإلى الشيء، يثبّت في الضمير الإنساني فضيلة الاعتراف بالخطأ، ويركز على قيمة عظمى من قيم الحياة الإنسانية، وهي القبول بمبدأ المراجعة، بالمفهوم الحضاري الواسع الذي يتجاوز الرجوعَ عن الخطأ، إلى مراجعة الموقف برمته، إذا اقتضت لوازمُ الحقيقة وشروطها هذه المراجعة، واستدعى الأمر إعادَة النظر في المسألة المطروحة للحوار على أي نحوٍ من الأنحاء، وصولا إلى جلاء الحق.

فالحوار قيمة من قيم الحضارة الإسلامية، المستندة أساسًا إلى مبادئ الدين الحنيف وتعاليمه السمحاء، وهو موقف فكري وحالة وجدانية، وهو تعبير عن أبرز سمات الشخصية الإسلامية السّوية، وهي سمة التسامح، لا بمعنى التخاذل والضعف بوازع من الهزيمة النفسية، ولكن بمعنى الترّفع عن الصغائر، والتسامي على الضغائن، والتجافي عن الهوى والباطل.
وفي ظل المفهوم السابق، فإن فلسفة الحوار في الحضارة الإسلامية، تقوم على قواعد ثلاث :
القاعدة الأولى :

إخلاص النية والانطلاق من قاعدة إيمانية وثقة بالنفس وتجرّد عن الهوى، وتغليب المصلحة العامة التي تخدم الإنسانية وتجلب الخبر لبني البشر كافة.

يقول تعالى في محكم التنزيل : (ولكلّ وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات) )

(، ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم (إنما الأعمال بالنيات وإّنما لكل امرئٍ ما نوى).

فإخلاص النية والثقة بالنفس والتجرّد عن الهوى والغرض الزائل، يُؤدّي إلى الثبات في مواقف الحق، وإلى عدم الركون إلى الباطل أو الانهزام أمام سطوته، ويُقوّي في النفس إرادَة البقاء الحرّ الكريم،


فالمؤمن دائمًا عزيز النفس قويُّ الجانب، حرّ الإرادة، كريم الذات ؛ لا يقبل الهوان والانكسار والذلة والصغار، لا في دينه، ولا في نفسه.




القاعدة الثانية :

التأدّب بأخلاق الإسلام، والتأسي بسيرة النبي صلى الله عليه و سلم، وسِيرة صحابته الكرام، في الحوار، ومخاطبة الناس، من منطلق الإيمان بوحدة النوع الإنساني أولا،
قال صلى اللَّه عليه وسلم : (كلكم لآدم وآدم من تراب)،


والمجادلة بالتي هي أحسن ثانيًا، يقول تعالى : ( ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ، {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاَّ بالتي هي أحسن}




القاعدة الثالثة :

نشدان الحق والبحث عنه، والسعي إلى الحقيقة والتماسها، والقصد إلى ما فيه الصالحُ العام من شتى الطرق التي ليس فيها انحراف عن محجة الشرع، وبمختلف الوسائل التي تحّقق مصالح العباد والبلاد.



وعلى الرغم من الطبيعة المتشعبة للحوار، فإنه ليس دعوة، ولا مناظرة، ولا مجادلة، ولكنه صيغة جامعة، وأسلوب من أساليب التقارب والتجاوب والتفاعل. ولذلك فإن من شروط الحوار الجادّ الهادف أن يتصف بالحكمة. والحكمة هي جماع العلم والمعرفة، من عناصرها الفطنة وحسنُ الفهم، وعمق الوعي وسعة الإدراك، والرشد، والتنبّه، والقصد والاعتدال. يقول تعالى في سورة البقرة : {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا})
وإذا كانت الحكمة هنا قرينة الدعوة، فإنها من شروط الحوار أيضًا.



وكما ترتبط الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فكذلك الحوار قرين الحكمة والموعظة الحسنة في جميع الأحوال.

وهذا الارتباط هو من قبيل ارتباط المنهج والمضمون بالوسيلة والأسلوب ؛
فالحوار هو المضمون،
والحكمة هي المنهج،
بينما الوسيلة والأسلوب هي الموعظة الحسنة

، وليست أية موعظة، على أي نحوٍ من الأنحاء، ولا بأية طريقة من الطرق، ولكنها موعظة حسنة.

وفي السياق القرآني، تتبع الدعوَة إلى اللَّه بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلة بالتي هي أحسن،
يقول تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} وينطبق هذا على الحوار انطباقًا كاملًا.

وإذا كانت المجادلة، وهي مقارعة الحجة بالحجة، تأتي في المرتبة الثانية من مراتب الدعوة إلى اللَّه، وكما أن الدعوة لاتتم على الوجه الشرعي، إلا إذا كانت صادرة عن الحكمة، ومقترنة بها، كذلك الحوار لا يكون إلا بالتي هي أحسن، أي أحسن الوسائل وأقوم الأساليب، وأصح الطرق. وهذه هي مبادئ الحوار، وأسسه، وشروطه.



أما مقوّمات المحاور، فهي فرعٌ عن هذه المبادئ، وتأسيسٌ على تلك القواعد. فالمحاور لابد أن يكون حكيمًا فطنًا، عالمًا بالعصر، فقيهًا في قضاياه ومشكلاته، قويًا مستقيمًا، عارفًا بالدنيا، مدركًا لرسالته، متفتح العقل، ذكي الفؤاد، واسع الأفق، محيطًا بمعارف شتى، على قدر كبير من الثقافة والخبرة والتخصّص.


وبهذا المعنى، فإن الحوار قوة وسلاح من أسلحة السجال الثقافي والمعركة الحضارية، وهو وسيلة ناجعة من وسائل الدفاع عن المصالح العليا للأمة، وشرح قضاياها، وإبراز اهتماماتها، وتبليغ رسالتها، وإسماع صوتها، وإظهار حقيقتها، وكسب الأنصار لها، وجلب المنافع إليها، ودرء المفاسد عنها.
كان الحوار أصلا ثابتًا في الحضارة الإسلامية، فإنه من مبادئ الشرع الحنيف، استنادًا إلى قوله تعالى : {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلاَّ اللَّه ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون اللَّه} فهذه الآية في عمقها وجوهرها، وفي مغزاها ومعناها، دعوة إلى الحوار الراقي الهادف.

أهداف الحوار :

أهداف الحوار، هي كل ما يحقق الخير والصلاح والأمن والسلام والرخاء والطمأنينة للناس كافة.

وفي اللفظ القرآني "التعارف" من قوله تعالى في سورة الحجرات، ما يُغني ويفيد ويقوي ويز ّ كي هذه المعاني جميعًا، قال تعالى : {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا} .

فالتعارف هنا يتسع ليشمل التعاون والتعايش، وكلَّ ضروب العمل الإنساني المشترك، لما فيه الخير والمنفعة لبني البشر. وهو هدف سامٍ من أهداف الحوار.

وينبغي أن تبدأ أهداف أي حوارٍ من الإنسان وتدور حول شؤونه وقضاياه، وتعود إليه، لئلا يفقد الحوار قيمته وأهميته ومضمونه الغني. وهذه الأهداف من الكثرة بحيث يتعّذر حصرها، ولكن يمكن إجمالها فيما اتفق المجتمع الدولي اليوم على اعتبارها أهدافًا إنسانية سامية في النقاط التالية:
ـ نشر المعارف وحفز المواهب وإغناء الثقافات،



2 ـ تنمية العلاقات السلمية والصداقة بين الشعوب والوصول إلى جعل كل منها أفضل فهمًا لطرائق حياة الشعوب الأخرى.


3 ـ تمكين كل إنسان من اكتساب المعرفة والمشاركة في التقدم العلمي الذي يحرز في جميع أنحاء العالم والانتفاع بثماره، والإسهام من جانبه في إثراء الحياة الثقافية.


4 ـ تحسين ظروف الحياة الروحية والوجود المادي للإنسان في جميع أرجاء العالم.


وكما هو شأن التعاون الثقافي الدولي، فإن على الحوار بوجه عام، أن يكون من أهدافه أيضًا، إبراز الأفكار والقيم التي من شأنها توفير مناخ صداقةٍ وسلامٍ، واستبعاد جميع مظاهر العداء في المواقف وفي التعبير عن الآراء، على أن يتوخى الحوار أيضًا، النفع المتبادل لجميع الأمم التي تمارسه ، ويسعى في جهد مشترك مع الأطراف جميعًا، للقيام بعملية حضارية كبرى، هي تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسود المجتمعات وتعوق مسيرة التعاون والتقارب والتفاهم والحوار.


وهكذا يفتح الحوار المجال واسعًا أمام تفاهم المجتمعات، ويؤدي إلى تقارب الثقافات، ويساهم في تلاقح الحضارات، وهو ما نصطلح عليه هنا بالتفاعل الحضاري الذي يجب أن يدعم التعاون الدولي على مواجهة تحديات العصر ومشاكله والسعي لحّلها


مجالات الحوار :

إنَّ الحوار في حدّ ذاته مطلبٌ حيويٌّ وضرورة قصوى.

والحوار لايكون إلاَّ مع الأطراف، التي تجمعها الرغبة المشتركة في إجراء حوار تهدف من ورائه إلى تحقيق أهداف معلومةٍ متفق عليها.

ولايكون الحوار حوارًا إذا هو افتقر إلى هذه الشروط، وسيصبح ضربًا من العبث، أو في أحسن الأحوال، إملاءً للرأي وفرضاً له من طرفٍ على طرفٍ آخر، إن لم تتوفر له هذه العناصر.

وفي هذه الحالة يكون الحوار، فاقدًا للشرعية، مفرغًا من أية دلالة أو مضمون، اللَّهم إلا معنى الهيمنة والغطرسة وفرض الأمر الواقع.


وحوار المسلمين مع غيرهم من شعوب العالم، ينبغي أن ينطلق من هذه الأسس القوية، ويكتسب هذه المعاني الواضحة، ويّتجه نحو هذه الغايات المرسومة.
وتتعدّد مجالات الحوار وتتنوّع، غير أن أهمها المجالات التالية :

أولاً : المجال الثقافي والحضاري

والحوار فيه يهدف إلى التعارف وتصحيح المفاهيم الخاطئة والصور المشوهة، كما يهدف إلى التفاهم على الجوامع المشتركة بين الثقافات والحضارات، وإلى التلاقح الثقافي والحضاري الذي ينتج الإبداع والتجديد.
ثانياً : المجال الديني

والحوار فيه يهدف إلى تعزيز القيم الدينية ونشر الفضائل ومكارم الأخلاق وتقوية الإيمان بالمبادئ القويمة التي جاءت بها الأديان السماوية، والتعاون على توعية الناس بأخطار الانحراف الفكري والسلوكي والتطرّف والغلوّ والجريمة بكل أنواعها.


ثالثًا : المجال الاقتصادي

والحوار فيه يهدف إلى تطوير العلاقات التجارية بين الدول في إطار القوانين الدولية، وبما يحّقق المصالح المشتركة فيما بينها، بعيدًا عن أي نوع من الاستغلال، ودعم جهود التنمية الشاملة والمتكاملة خصوصًا في الدول النامية، ومنع الاحتكار والاستغلال واستنزاف الموارد الطبيعية والمواد الأولية للدول الفقيرة، وإقامة أُسس جديدة للتجارة الدولية لضمان العدل والإنصاف.


رابعًا : المجال السياسي

والحوار فيه يهدف إلى احترام قواعد القانون الدولي والالتزام بالشرعية الدولية، وإقامة العلاقات الثنائية بين الدول على أساس الالتزام والاحترام المتبادلين، والعمل من أجل استتباب الأمن والسلام في ربوع العالم، ومحاربة الإرهاب، ودعم حق الشعوب في الدفاع عن سيادتها وتحرير أراضيها. أولاً :
أن يكون الحوار متكافئًا، تتوّفر له شروط المساواة والندّية والإرادة المشتركة، وأن تتعدّد مستوياته وتتفاوت درجاته، بحيث يكون حوارًا شاملا يدور مع مختلف الفئات والشرائح، على المستوى الحكومي، وعلى صعيد المؤسسات الأهلية ذات العلاقة بالقضايا والمجالات التي ُتحَدَّدُ لهذا الحوار. وهذا الشرط ينسحب على جميع مجالات الحوار.




ثانيًا :

أن يتناول الحوار مختلف القضايا التي تهمّ المجتمع الدولي، لا يُستثنى منها إلاَّ القضايا التي تدخل ضمن اختصاصات السيادة لكل دولة، بحيث يتَّسع مجال الحوار ويتعمّ ُ ق مجراه، فيشمل كلَّ موضوع ذي صلة بالحياة السياسية والثقافية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتِّقانية، فلا يكون مقتصرًا على القضايا المعرفية الصرف. وهو الأمر الذي يؤكد اتساع مساحة الحوار ليشمل المجالات جميعًا.



ثالثًا :

أن يهدف الحوار إلى تحقيق منافع مشتركة للطرفين، وأن يؤدي إلى تأمين المصالح التي يحرصان عليها، والتي لها صلٌة بالتقدّم في مجالات الحياة سياسيًا و ثقافيًا وعلميًا واقتصاديًا واجتماعيًا، بحيث يكون لهذا الجوار تأثيرٌ على مجمل العلاقات بين المسلمين والغرب، ويعود بالنَّفع والفائدة على الجميع.



رابعًا :

أن يكون الحوار متحضرًا، ومترفعًا عن الموضوعات التي هي مثار اختلافات دائمة لا سبيل إلى إزالتها إلاَّ بتنازل طرفٍ للطرف الآخر عن أحد ثوابته العقدية، بحيث يقع تجنّبُ المسائل ذات الحساسية الفائقة التي من شأنها إذا ما أُثيرت في الحوار، أن تؤدي إلى إيقافه، أو إلى التأثير على إيجابياته.



خامسًا :

أن يسير الحوار في خطوط متوازية ووفق برامجَ مُعدَّة مسبقًا، فلا يتوقف الحوار في هذا الاتجاه حول موضوع معيّن، ريثما تظهر النتائج المترتبة على الحوار السائر في الاتجاه الثاني، وإنما َتَترَابط حلقات الحوار وتتداخل الاتجاهات فيما بينها، وصولا إلى التكامل بين الأهداف المتوخاة.
كما أن التخطيط للحوار هو أول شروط النجاح في تحقيق الأهداف الإنسانية التي تتشعب بحيث يتعّذر إدراجها ضمن مجالات محدّدة، لأن الحوار ذو آفاق واسعة، والحياة هي مجاُله الحيويّ.

ولذلك لا مناص هنا من َتدَخل الهيئات والمنظمات المسؤولة التي تنهض بمهام العمل الثقافي والفكري العربي الإسلامي في قنواته الرسمية والأهلية، حتى تستطيع التحكم في الاتجاهات العامة للحوار، وتحويلها إلى المسارات التي ُتْفضِي إلى بلوغ الأهداف المرسومة.

ويقتضي هذا التخطيط تنسيقًا في جهود العاملين في هذا المجال، من جهة، وتحديدًا للجهات الغربية التي تقبل الدخول في حوار معها، من جهة ثانية.



وينبغي أن يكون واضحًا بالقدر الكافي، أن الحوار مع الجهات الأكاديمية والثقافية حول القضايا ذات الثقل المعرفي الكبير، سيبقى دائمًا هو المدخلَ الرئيسَ إلى الحوار العام حول الموضوعات ذات الطبيعة الشمولية التي تشمل مجالات عديدة. وليس بالضرورة أن تنصرف الجهود إلى الحوار ذي الطابع الديني، وإن كان الحوارُ الدينيُّ أساسًا من أسس التعايش والتفاهم اللذين يمهدان للتعاون في شتى المجالات

بشرط أن يكون الهدف الذي يرمي إليه الحوار في هذا المجال، هو الاتفاق على التعاون في تعزيز القيم المشتركة، ومحاربة الرذيلة والإنحراف والشذوذ، ورفض الظلم والعدوان على الكرامة الإنسانية وعلى سيادة الدول،. ونشر الفضائل ومكارم الأخلاق، والعمل المشترك من أجل تجنّب الإنسانية المخاطر والأزمات التي تتهدّدها


والمسلمون هم حَمََلة مشاعل الحوار، لأنهم مؤمنون برسالة دينية خالدة إلى الإنسانية جمعاء وشهداء على الناس، مصداقًا لقوله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا}.
المصدر:
الحوار الحضاري والثقافي: أهـدافـه ومجـــالاتــه
د. عبد العزيز بن عثمان التويجري
المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو

والواقع أن الحوار لا يستغنى عنه أحد، فعن طريقه يتوصل الناس إلى صياغة إجابات مناسبة للمشكلات التي تدور بينهم.

ويتم التفاهم بين طرفين مختلفين عن طريق المناقشة والتفاوض، على أساس من الاعتراف المتبادل والانفتاح على الآخر بسماحة وبإرادة مشتركة لتبادل الآراء والإذعان للحقيقة.



إن كثيراً من النزاعات ودورات العنف إنما تنشأ من عدم معرفة الناس بعضهم ببعض، وتبادلهم الحذر وسوء الفهم والمخاوف مع أنهم لو جلسوا إلى بعضهم وتحاوروا، لأبعدوا شبح العنف والتدمير، فالعنف يبدأ عندما يتعطل الحوار.


الذين يضيقون بالحوار هم أصحاب التعصب المقيت وناقصو الفكر والأخلاق، عندما يعجزون عن مواصلة الحوار بالحجة والبرهان، يلجأون إلى ما لجأ إليه فرعون: {فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى} سورة طه، آية60. وعندما أذعن سحرة فرعون وآمنوا برب هارون وموسى كان جواب فرعون: {آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى} سورة طه، 71. إن لنا في قصص الأنبياء عليهم السلام، وفي سيرة المصطفى [، عبرة لأولي الأبصار.


النموذج الفرعوني قائم وماثل في هذا العالم دون شك، فهناك من يظن أنه فوق الناس جميعاً بما أوتي من قوة السلاح أو المال، فهو يستعين بالآخرين ويستخف بهم، ويرى أنهم أقل من أن يكونوا طرفاً في حوار.


هذا هو الكبر والخيلاء الذي إذا مس قلب امريء جعله غير قادر على أن يبصر أو يفهم أو يسمع.
لنتذكر قول الله تعالى: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها، وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ) الأعراف، 146.


ولعل أكبر تشويه يتعرض له العالم الإسلامي اليوم هو تصويره على أنه محضن الإرهاب والعنف وأن القيم السائدة فيه مناقضة لقيم الحرية والمساواة، وأن أي اتجاه للعالم الإسلامي نحو الحوار والتفاهم إنما هو بسبب تعرضه للأفكار العصرية وقيم الغرب.


هذه دعاوى سياسية لا أساس لها من الحقيقة، يرددها الإعلام الدولي الذي يتخذه البعض مطية للمبارزة الكلامية والمراء وذريعة للعنف والتباغض.


المسلمون عندهم من أصول الحوار في كتاب الله الكريم وفي سيرة رسولهم ما يهديهم إلى سواء السبيل، فهم يقدمون للعالم نموذجاً راقياً في إصلاح الواقع والتعامل السليم مع مشكلات الحياة.

فنحن بحق نعاني أزمة في الحوار, ترتبط بـأزمات كثيرة؛ في الفهم والتلقي والنقل والأخلاق.

هذا يدل على أهمية الرجوع إلى ما يجب أن يكون عليه الحوار من وضوح في الهدف على كافة المستويات, والهدف واضح, وهو: الحق, فيجب البحث عنه, والرجوع إليه متى استبان على لسان من جاء به أيا كان, بلا تسلط, أو إحراج, أو استعراض للقدرة العقلية, أو الذهنية !!



ويدل أيضا على أن الحوار من أفضل وسائل الإقناع, وتغيير الفكر الذي يعدل سلوك المحاور إلى الأفضل ،وفيه ترويض للنفوس على قبول النقد ، واحترام آراء الآخرين ...



وتتجلى أهميته في دعم النمو النفسي, والتخفيف من مشاعر الكبت وتحرير النفس من الصراعات والمشاعر العدائية والمخاوف والقلق ، فأهميته تكمن في أنه وسيلة بنائية علاجية تساعد في حل كثير من المشكلات.).
بعض من أنواع الحوار

حوار العلماء وحوار طلاب الشهرة
وفرق كبير بينهما. وينتج من حوار العلماء فوائد عظيمة للناس لأنه يقوم على احترام الذات والآخرين وتقبل الرأي الآخر ما دام لا يمس الثوابت في العقيدة، والإدراك أن للحوار هدفًا يراد تحقيقه بعكس حوار طلاب الشهرة الذين يريدون الانتصار للذات.



الحوار من منظور الأشخاص ومنه:

1ـ الحوار بين العاقل والجاهل فلابد من حلم العاقل ليعلّم الجاهل.

2ـ الحوار بين الشيوخ والشباب، فينبغي مراعاة المراحل العمرية، واختلاف الأعراف، والعلاقة بين خبرة الحياة عند الشيوخ، وجدة علم الشباب.

3ـ الحوار بين المتخصصين وغير المتخصصين.

4ـ الحوار بين الحاكم والمحكوم، وينبغي فيه احترام عقول الآخرين، واحترام قدر الحكام دون التنازل عن الموضوعية وإخلاص النصيحة بين الطرفين



ومن أثر الحوار:
أن يفكر المحاور في آرائه أو يتراجع عنها أو يزداد بها وثوقاً.
فالحوار فيه معنى ترداد الفكر في العقل, والأخذ والرد, وفيه معنى الاستعداد لدى الإنسان للرجوع إلى الحق إن استبان له.


وهذا معنى شريف في لفظ الحوار، ولا يستلزم ذلك الرجوع من قول لآخر, لكن يحدث الإنسان نوعاً من التحوير أو التعديل أو ينظر في دقة وتحرير ما قاله.


إذن الحوار فيه نوع من الرجوع, وعدم الاستئثار بالرأي دون الطرف الآخر, وفيه نوع من الملاينة في الكلام, والملاطفة, بخلاف المجادلة والمحاجة.


وفيه نوع من رفع سقف المناقشة قدر الطاقة بين المتحاورين.



فالحوار ليس مقارعة ولا منابذة في ميدان قتال تراق فيه دماء المتحاربين بسيوف الألفاظ النابية والفكر المعقد والمسلك المتشنج.

فهناك تلازم بين الحوار والأدب, بين الحوار واللطف, بين الحوار واللغة الراقية!

وهذا كله من شأنه أن يجعل الحوار يؤتي أكله, ويصل إلى أهدافه من بيان الحق, وإقناع الآخر به
فهناك الاستئثار, والصراخ, والعصبية, والتنابز, والازدراء, والنظرة الدونية؛ حتى يتخيل لك في بعض الحوارات أنك في حلبة مصارعة؛ أيهما يطرح الآخر أرضا بضربة قاضية!!

و من آداب الحوار الصحيح:


- حسن المقصد, وليس العلو في الأرض ولا الفساد.

- التواضع في القول والعمل, وتجنب ما يدل على العجب والغرور والكبرياء.

- حسن الاستماع والإصغاء.

- الإنصاف.

- البدء بمواضع الاتفاق والإجماع والمسلمات والبديهيات إذا ليس من المصلحة أن نهجم على مسائل مختلف فيها.

- ترك التعصب لغير الحق.

- احترام الطرف الآخر.

- الموضوعية – وهو رعاية الموضوع وعدم الخروج عنه ومن الموضوعية التوثيق العلمي أيضا .

- عدم الإلزام بما لا يلزم

- الاعتدال في كل شيء؛ في سياق الحجج وفي الوقت .

دلالة الحوار وفلسفته 33534




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر جابر
عضو فضي.


القيمة الأصلية

البلد :
الكويت

عدد المساهمات :
57

نقاط :
57

تاريخ التسجيل :
01/05/2013


دلالة الحوار وفلسفته Empty
مُساهمةموضوع: رد: دلالة الحوار وفلسفته   دلالة الحوار وفلسفته I_icon_minitime2013-05-01, 08:55


جهود تستحق الثناء

يعطيك العافية ودمت متألقا على الدوام
هذا وتقبل مني أغلى تحية ... عـمـر جــابـــــر
__________________________________________
لا تنظر إلى صغر المعصية ... ولكن انظر لعظمة من عصيت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

دلالة الحوار وفلسفته

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» بعض عوائق الحوار
» ادب الحوار والمناظرة pdf
» الحوار في القرآن الكريم
» الإسلام لغة لن نستطيع تبليغها مُجدّدا إلاّ بالعلم
» الحوار الصريح المحترم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  :: منتديات الفلسفة والمنطق (جديد) :: منتدى المنطق والحجاج والجدل والمناظرة (جديد)-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


دلالة الحوار وفلسفته 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
اللسانيات النقد الأشياء المعاصر الخيام كتاب النص ننجز النحو الخطاب محمد موقاي مجلة التداولية مبادئ على بلال اللغة البخاري مدخل اسماعيل ظاهرة قواعد العربية الحذف العربي


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع