منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالمدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف تغزاوي
عضو نشيط


القيمة الأصلية

البلد :
المغرب

عدد المساهمات :
24

نقاط :
72

تاريخ التسجيل :
02/12/2011


المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل Empty
مُساهمةموضوع: المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل   المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2012-01-30, 18:41

ثانوية محمد الخامس التأهيلية
كلـمـيـمـة د. يوسف تغزاوي.

1- المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل :
من المعلوم أن نظرية النحو التوليدي تبلورت على يد نعام تشومسكي Noam Chomsky الأمريكي.
وقد طبع اللسانيات بطابع يخالف ما كان سائداً عن السلوكية في شخص رائدها بلو مفيلد، ولهذا اهتم النحو التوليدي بالشخص المتكلم الذي يمكنه أن ينتج ويفهم عدداً لا يحصى من الجمل الجديدة. وبذلك يعلن تشومسكي عن فرضيات القدرة اللغوية عامة.
فإلى جانب كونها أداة للتواصل، تعد اللغة أداة للتفكير ووسيلة لتحصيل المعرفة وتداولها، وذلك بحكم علاقتها الوطيدة مع الفكر.
ومن هذا المنطلق حصل تحول هام في الدراسات اللسانية منذ منتصف الستينيات، حيث استطاع تشومسكي توضيح العلاقة الوثيقة بين اللغة والذات المتكلمة، هذه الذات التي تستطيع فهم وإصدار عدد لا متناه من الجمل التي لم تسمعها من قبل، ومن ثم أعطى تشومسكي الأولوية للإنسان المتكلم في فهم النظام اللغوي باعتباره مبتكراً للغته في كل لحظة ينطق فيها، بالإضافة إلى هذا وذاك يذهب تشومسكي إلى أن للمتكلم معرفة حدسية بلغته، ووعياً بإمكانياتها لدرجة أنه يتمكن من تقدير صلاحية أو استحالة بعض التراكيب ملائمة أو العبارات التي يسمعها أو ينطق بها. وقد ميز تشومسكي بين مستويين في اللغة : القدرة اللغوية وتشمل الوسائل والأدوات الضمنية المتوافرة بين يدي الذات المتكلمة للتعبير عن نفسها، والهدف من دراسة القدرة هو وضع نسق من القواعد يساعد على توليد واستنباط كل العبارات أو الجمل في اللغة. أما المستوى الثاني فهو الإنجاز اللغوي ويتمثل في التحقق الفعلي للقدرة الضمنية.
فما هو مفهوم القدرة اللغوية عند تشومسكي؟
أولى تشومسكي أهمية قصوى في أعماله اللسانية إلى ثنائية القدرة والإنجاز، حيث قام بإحياء فلسفة ديكارت التي تؤكد على وجود معرفة سابقة للحواس أو للتجربة، أي وجود أفكار أولية. هذه الفكرة الديكارتية همل تشومسكي على نقلها إلى المجال اللغوي، فاعتبر اللغة مظهراً عقلياً موروثاً قبل أن تكون نشاطاً مكتسباً من خلال التنشئة الاجتماعية للفرد، يقول تشومسكي (تشومسكي 1966، ص : 21) «ينبغي أن نضع تمييزاً واضحاً بين ملائمة السلوك اللغوي لظروف التكلم وبين سيطرة المثيرات على السؤال اللغوي، فسيطرة المثيرات تعزى إلى الآلية المسيرة في حين ترتد الملائمة في تنوعها الإنساني إلى خارج إطار التفسير الميكانيكي».
وفي هذا الجانب بالذات انصب انتقاد تشومسكي للنظرية السلوكية إذ يقول «يعتقد أن دراسة مسائل الفكر قد غرقت نهائياً في نوع من الآلية تعالج بها هذه المسائل، ويبدو لي بصورة خاصة، أن الفرضيات التجريبية التي سيطرت على دراسة اكتساب المعرفة خلال سنين عديدة، قد تبناها البعض من دون أي تبرير... ويبدو لي أن لا دور خاصاً بها ضمن الاحتمالات المتعددة التي يمكن تصورها فيما يختص بكيفية عمل الفكر».
ومن هذا المنطلق حاول تشومسكي إلغاء الرجوع إلى المفاهيم النفسانية السلوكية والاجتماعية. وفي إطار انتقاده للاتجاه النفساني يقول تشومسكي «إن اللغة والتواصل يلعبان دوراً خاصاً وأساسياً في الحياة البشرية، وقد حلل وناقش العديد من العلماء ورجال الفكر والمعرفة مسائل اللغة والتواصل على عكس ما فعل علماء النفس، ذلك أنهم لم يضيفوا إلا النزر اليسير لذلك المجهود العام... إن الحدث الأساسي الذي نواجهه ونحن نبحث في اللغة والسلوك اللساني هو كالأتي :
يستطيع كل شخص أن يفهم عدداً هائلاً من الجمل المعبر بها في لغته الأم، تلك الجمل التي يسمعها لأول وهلة، وبوسعه في أي وقت شاء، أن يعبر شفوياً بعبارات جديدة يفهمها بنفس الطريقة مالكي تلك اللغة» (رايص 1993، ص : 193).
كما نجد في كتابه (تشومسكي 19979، ص : 03) حديثاً عن ماهية اللغة والفرق بينها وبين من يقول بلغة الحيوانات ولغة النحل...، أن مفهوم ومصطلح اللغة خاص بالبشر، وأما الأنظمة الأخرى فلن تكون سوى أنظمة تواصل. وفي ذلك يقول تشومسكي : ما الذي يعد «لغة»؟
«فإذا كان المقصود باللغة «اللغة البشرية» فذلك يعني بالضرورة نفي صفة اللغة عن جميع الحالات السابقة، أما إذا فهمنا «اللغة» على أنها النظام الرمزي «أو نظام التواصل» فإن جميع ما ذكر من أمثلة يصبح لغات، شأنه في ذلك شأن العديد من الأنظمة المختلفة الأخرى» (تشومسكي 1979، ص : 03).
وبناءً على ذلك، فإن التواصل عنده شيء واللغة شيء آخر، على اعتبار أنها تشكل وحدة منفردة، وأنه لا يجب أن تمتزج مع الأنظمة الأخرى للتواصل، وبذلك يعلن تشومسكي قطيعته مع النظريات البنيوية الأخرى، ولا يقتحم النموذج التواصلي في الأساس، والجدير بالذكر أن تشومسكي 1968 يقر بأن كل لغة هي مجموعة من لهجات وتعليمات تقوم مقام الأوامر، يخاطب بواسطتها المبرمج جهازه لتنفيذ ما يقدمه له من معلومات. وبالجملة، نلاحظ أن تشومسكي في كتابه (1968) الذي ألفه بمعية «ميلر» أن أثار نظرية التواصل التي أتى بها شانون وويفر بادية عليه، بحيث أن تشومسكي يتحدث فيه عن مفهوم التركيب Le codage وإعادة التركيب Recodage والتحليل Décodage وكذا الإرسال والاستقبال. استناداً إلى هذا وذاك، نستشف أن تشومسكي لا يسلم بأن وظيفة اللغة هي التواصل، ولا يريد تحليلها من هذا الجانب، وقد تناول بالتحليل والمناقشة الانتقادات التي وجهها له سورل Searl (1972) انطلاقاً من «أفعال الكلام» بحيث قال سورل كما نقل عنه تشومسكي «أن وظيفة الكلام أو اللغة هي التواصل، كما أن وظيفة القلب أن يضخ الدم، وفي الحالتين يمكننا أن ندرس البنية في استقلال عن الوظيفة لكن ذلك لا يتأتى وسيكون دون جدوى. بما أنه من الواضح أن هناك تفاعلاً بين البنية والوظيفة.
إننا نتواصل أساساً مع الآخرين بل أيضاً مع أنفسنا، كما لو تكلمنا أو تلفظنا شفوياً بفكرة مخاطبين بها أنفسنا».
والظاهر أن تشومسكي يحاول أن يغالط قارئيه، فقبوله للتواصل كوظيفة، وعدم قبوله كاقتراح لا يتأتى لدى كل عقل سليم.
وفيما أوردناه عن تشومسكي دلالة واضحة على أنه ينفي عن اللغة وظيفة التواصل. ومن السخافة والنقصان أن ندرس بنية اللغة بمعزل عن وظيفتها.
فإذا كانت اللغة عند سورل نسق من أنساق التواصل بامتياز، ويستحيل أن ندرس بنية هذا النسق بمعزل عن وظيفتها. فإن تشومسكي يعقب على هذا القول بالرد التالي : «لقد قدم سورل التصور الذي أعارضه أنا فيه بهذه المصطلحات «اللغة ليست لها وظيفة جوهرية خارج الوظيفة العامة التي هي التعبير عن الفكر الإنساني، وإذا كانت للغة وظيفة فلا وجود لرابط مهم بين وظيفتها وبنيتها، فالبنيات التركيبية للغات البشرية هي نتاج للخصائص الفطرية للفكر الإنساني وليس لها أية علاقة معنوية مع التواصل رغم أن الناس يستخدمونها من أجل التواصل إن ما هو جوهري في اللغات هي خصائصها المحددة في بنيتها» (نفسه، ص : 71).
ويستطرد تشومسكي في نفس الإطار قائلاً : «إن سورل يعتقد أنني أفترض اعتباطاً أن الاستعمال والبنية لا يؤثر الواحد منهما في الآخر. وأن هذا التصور مع إنشاء نظرية للمعنى، ويعيب علي إعلاني لحرب دفاعية ضد «دراسة أفعال الكلام»...» (نفسه، ص : 73)».
وهذا هو ما شكل نقطة الخلاف بين سورل وتشومسكي الرافض للرابط الأساسي والوثيق بين اللغة والتواصل.
والجدير بالذكر أن تشومسكي لم يبقى موقوف الأيدي تجاه التهم المنسوبة إليه، وخصوصاً من قبل سورل حيث أجاب «إنه لم يسبق لي أبداً أن قلت أنه لا وجود لرابط عام بين بينة اللغة ووظيفتها – أي وظيفة التواصل – ولم أفترض اعتباطاً أن لا يؤثر الاستعمال في البنية. أضف إلى ذلك أنني لا أرى أن ما هو جوهري في اللغات هي بنيتها. إنني غالباً ما وصفت ما سميته بالاستعمال الإبداعي للغة كخاصية جوهرية وليست دون الأهمية الموجودة في الخصائص البنيوي التميزية» (نفسه، ص : 73).
استناداً إلى هذا نستشف أن تشومسكي تناول مفهوم اللغة كوسيلة للتواصل وكذا اللغة التي وظيفتها التواصل، حيث يقول أنه من الصعب تحديد المعنى بالضبط. ودليلنا في هذا الزعم، كون تشومسكي يخشى على اللغة أن تختلط بالأنظمة التواصلية الأخرى، لأنها جميعها وسائل للتواصل، بالرغم من كونه لا ينفي أن تكون للغة وظيفة وهي التواصل، لكنه ضد النزعة الميكانيكية أو الأداتية التي تجعل اللغة في حد ذاتها أداة للتواصل، وتفسرها على هذا النحو فقط، على أن اللغة يجب أن ينظر إليها من الجانب البيولوجي، إنها بنية كسائر البنيات، كبنية القلب الذي تكلم عنه سورل.
وإذا سلمنا بهذا، يمكن القول بهذه الطريقة أو بأخرى أن تشومسكي يعيد أو يقرر ما قاله سورل بطريقة موجزة.
ويمكن إجمال تصور تشومسكي بخصوص ماهية اللغة، بقولة له وردت في كتابه (1979) إذ يقول : «وربما جاز لنا أن ندرس بناء إدراكياً كاللغة البشرية على نحو مقاييس لدراسة عضو في الجسم عبر الأبعاد المختلفة التالية :
1- المبادئ البنائية.
2- الآليات الجسمانية.
3- طريقة الاستخدام.
4- تطور الكائن الحي.
5- التطور التاريخي العرفي.
6- قابلية الاندماج في نظام الأبنية الإدراكية» (تشومسكي، 1979، ص : 4).
من هذا المنطلق، نستنتج أن تشومسكي يعترف بوجود التواصل، شريطة أن نأخذ بعين الاعتبار الدور الذي يلعبه في التعبير الفكري وفي استعمالات أخرى للغة.
إن تشومسكي يتشبث بالفكرة القديمة القائلة بأن «اللغة مرآة للفكر». وهذه الفكرة داخلة في التواصل لا خارجة عنه لأن الإنسان كلما عبر إلا وعكس ما في فكره في تلك اللغة سواء حمل خبراً أو أعرض عن تلقيه أو تعجب أو استفهم أو أجاب. فهل من منكر لأن تكون هذه أعمالٌ للفكر؟ وهل من منكر أيضاً أن الإنسان يرغب بها في التواصل مع بني جنسه؟ وحتى لو افترضنا جدلاً أنه حاطب بها نفسه. ولكي نجمل ما سبق، نقول أن تشومسكي يلغي بشكل جذري ملفت العودة إلى مفاهيم نفسانية أو اجتماعية، ويستدل أساساً على الجانب البيولوجي في اللغة، وذلك من خلال شرح الفرضيات المتعلقة بهذا المفهوم البيولوجي من جهة ثم توضيح هذه المفاهيم من جهة أخرى، بحيث يمكن وضعها تحت مجهر الفحص والمحص والتدقيق.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو هل يمكن اعتبار الطاقة اللغوية عضواً فيزيائياً من أعضاء الجسم البشري؟ وما هو مفهوم القدرة عند تشومسكي؟ باعتباره على حد تعبير تشومسكي 1980 الطريق الصحيح الذي يمكن للدراسات اللسانية الحديثة للغة أن تسير عليه.
ويستند تشومسكي في رده هذا – زيادة على ما ذكرنا – على أن غرضه من دراسة الكلام، وهي الدراسة التي يعتبرها الجديرة بالاهتمام، البرهنة على أنه «مرآة للفكر» ومؤدى ذلك أن دراسة الكلام عليها أن تتم خارج المقام الاجتماعي.
ومما لا مراء فيه أن في النزعة التشومسكاوية أخذ بالنظرية الرياضية للتواصل، حيث تتقاطع مع دعاة البنيوية في تدقيقاتهم بشكل واضح، ومن أتباع هذا المذهب اللساني نجد هوكيت وكاتز، وقد قام هذا الأخير بتوجيه نقد شديد اللهجة للاتجاه السلوكي مع تبنيه لأفكار أستاذه تشومسكي حيث قال : «ينحصر التواصل اللغوي بالإجمال في إنتاج فونيم سمعي خارجي بإمكان الجميع ملاحظته وتقوم بنيته الصوتية والتركيبية بإرسال أفكار المتكلم وآرائه الحميمة والذاتية. وفي التقاط البنية الفونيتيكية والتركيبية التي تقدمها هذه الظاهرة الفيزيائية التي يقوم بها متكلمون آخرون على شكل خبرة ذاتية حميمة لنفس الأفكار والآراء.
وتركزت الدراسات التي اختصت بالتواصل اللغوي والتي أجريت وفقاً لآراء المذهب السلوكي فقط على مظاهر الظروف التواصلية التي بالإمكان ملاحظتها علانية : أصوات الكلام، السلوك غير الكلامي للمساهمين في الظرف : الكلامي والخصائص الفيزيائية للمثيرات المستعملة. هذا الصنف من الدراسات يهمل المظهر الأساسي للتواصل الناجح : تناسب الأفكار والآراء العائدة إلى المتكلم والمستمع التي تستقيم عبر تبادل الكلام.
في الواقع، هذا التناسب هو الظاهرة الوحيدة التي تجعل من تبادل الكلام عملية تواصلية لغوية حقيقية». (ميشال زكريا، 1984، 79).
انطلاقاً من هذه الشهادة، نستخلص أن كاتز لا ينفي عن اللغة وظيفتها التواصلية، بل يؤكد – ما نفاه تشومسكي – أنها وسيلة من وسائل التواصل بدليل قوله : «التواصل اللغوي»، علما بأن هناك تواصل آخر بوسيلة أخرى، أي بنظام آخر من أنظمة العلامات، كما بين لنا المفهوم الشائع عند اللسانيين الآخرين مفهوم التقابل La symétrie في التجربة والخبرة اللغوية، بحيث يرتكز نجاح التواصل على أن يكون المرسل والمستقبل عالمين بالنظام اللغوي المتداول بينهما.
ونلاحظ أن «كاتز» يؤكد على وظيفة اللغة التواصلية، وذلك إثر حديثه عن قضية الإبداع اللغوي، كما نادى بها أستاذه، والمتجلية في قدرة المتكلم المدهشة على إنتاج ما لا نهاية له من الجمل والرسائل اللغوية.
ويتبين ذلك من خلال قولته : «ولكي نتفهم كيف بإمكان اللغات الطبيعية أن تستعمل كـأداة لتواصل الأفكار والآراء، يجب أن نتفهم ما الذي يتيح لمتكلميها أن يقرنوا بين الأصوات والمعاني المتناسبة. وواضح جداً، أن كل من يتكلم لغة طبيعية يدرك بصورة ضمنية نظاماً لغوياً معنياً، إنها الفرضية التي تتيح تحليل قدرة المتكلم المدهشة على استعمال لغته بصورة إبداعية. فالمتكلمون الذين يعبرون بسهولة ينتجون جملاً لم يسبق لهم ملاحظتها من قبل ويتفهمونها في الوقت نفسه، وهذه المقدرة قائمة بالنسبة لجمل جديدة عددها غير متناه» (ميشال زكريا، 1984، ص : 80).
وهكذا نلاحظ أن التشومسكاوية تتأرجح بين الأخذ بنظرية التواصل ووظيفة التواصل اللغوية، ويتجلى ذلك في كتاب تشومسكي وميلر وكذا عند هوكيت الذي ألف سنة 1953 مقالاً يلخص فيه ما أتى به شانون وويفر، وبيَّن رفض تشومسكي لدمج هذا المفهوم في النظرية اللسانية «علماً بأنه شارك سنة 1969 في ندوة عقدت تحت موضوع التواصل دون أن يستعمل هذا المصطلح ولو تطبيقياً» (باشمان، 1981، ص : 22).
والنحو التوليدي يتساءل دائماً حول «معرفة اللغة التي تضع الكلام في فعل حقيقي وذلك من طرف المتكلم المستمع» (تشومسكي، 1965، ص : 19). ودائما في إطار هذا التصور حدد تشومسكي موضوع النظرية اللسانية في متكلم – مستمع مثالي، ينتمي إلى عشيرة لغوية متجانسة تمام التجانس ويعرف لغته معرفة جيدة، ولا يتأثر حينما يمارس معرفته اللغوية في ظروف الإنجاز الفعلي بقيود غير واردة نحوياً كقصور الذاكرة والشروط وتحويل العناية أو الانتباه، وكالأخطاء العفوية أو النوعية (تشومسكي، 1695، ص : 12).
ولذلك أصبحت قدرة المتكلم النحوية محط اهتمام البحث اللساني التوليدي على اعتبار أن هذه القدرة – قدرة المتكلم النحوية – هي ما يشكل النظرية اللسانية. ولذلك يقر تشومسكي 1980 ب، ص : 224) بأن الفرد الذي يعرف اللغة يعرف شروط استعمالها، كما يعرف الأهداف التي يروم بلوغها في ظل شروط اجتماعية معطاة، وبما أن اللغة أدلة وضعت كي تستعمل، فإنه من المعقول افتراض نسق من القواعد والمبادئ يضطلع بتحديد كيفية استعمالها (البوشيخي، 1998، ص : 20).
وعلى هذا الأساس، ميز تشومسكي بين القدرة النحوية وبين القدرة التداولية، حيث تدل الأولى على الحالة المعرفية التي تتضمن كل مظاهر الصورة والمعنى وعلاقتهما، بما في ذلك البنيات التحتية التي تدخل في هذه العلاقة، وتدل الثانية على القدرة على استعمال تلك المعرفة في صلتها بالنسق التصوري لتحقيق بعض الأغراض والغايات (البوشيخي، 1990، ص : 25).
ويمكن تحديد القدرة التداولية بنسق القواعد التكوينية الممثل في العقل، كما يمكن أن تتضمن ما دعاه بول غرايس بمنطق الحوار. ولهذا اقترح تشومسكي نظرية للإنجاز تجمع بين نظرية القدرة النحوية وبين نظرية القدرة التداولية، معتقداً أن بناء نظرية واضحة للقدرة اللغوية يتطلب تخطيط نماذج للإنجاز تظهر الكيفية التي تستعمل بها هذه القدرة (البوشيخي، 1990، ص : 27).
استناداً إلى ما سبق تعتبر اللغة مجموعة من الجمل حيث ينبغي وصفها في استقلال عن سياق ورودها أو عن دورها في التواصل. ولذلك انصب اهتمام تشومسكي في مشروعه على وصف قدرة المتكلم المستمع المثالي على إنتاج الجمل وتأويلها والحكم عليها بناءً على حدسه اللغوي. إذ الحدس اللغوي هو الرصيد الحقيقي الذي يستقي منه اللساني معطياته.
ويبدو فيها يخص النموذج التواصلي المضمر في نظرية أن تشومسكي يحتفظ كذلك بالمسلمة الأساسية للتبادل المتساوي، ومن هذا المنطلق يمكننا أن نلاحظ أن هذا التخلي الظاهر عن التواصل ما هو إلا تخل شكلي، ويجد تشومسكي ما يعادل هذا بإسقاط ذلك على المتكلم الأصيل أي عوض المعرفة المتبادلة، يكون للكلام وظيفة تفريق المتكلم مما يمثله حقا.
كما نجد تشومسكي يستخدم – يوظف – عند إجراءات لجوئه إلى الحدس – وكذا في نظريته التعليمية اللغوية – نوعاً ما من التواصل «إن هذا الاختيار الأحادي التصور Solipsiste ينبني عليه انتقاد تشومسكي لستراوسن» (باشمان، 1981، ص : 23).
ومن هذا المنظور فإن الحديث عن التواصل أو عن القصد التواصلي لا يمكن أن يوجد بينهما أي تمييز.
ولقد وجد جاكبسون انتقاداً للمدرسة التوليدية قائلاً فيه أن «التجارب التي حاولت بناء نموذج للكلام دون علاقة مع المتكلم أو المستمع، والتي قننت هكذا نظاماً منفصلاً عن التواصل الفعلي أوشكت أن تحول التواصل إلى وهم متجمد». (جاكبسون، 1963، ص : 83).

الـــــهــــــــوامـــــــش :
1- Chomsky Noam 1966, Linguistique cartésienne, traduit par D. Delanoe Ed Seuil, Paris.
2- نور الدين رايص، نظرية التواصل واللسانيات الحديثة، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، كلية الآداب، فاس، 1993.
3- Chomsky Noam, théorie du langage, théorie de l'apprentissage, 1979, Ed Seuil.
4- زكريا ميشال، الألسنة، قراءات تمهيدية، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1984.
5- Christian Bachman, Jacqueline Lindenfled – Jacky – Simoin, 1981, Langage et communications sociales, Hatier, Paris.
6- Chomsky Noam, 1965, Aspectes de la théorie syntaxique, traduit par Jean claud Miluer, Edition Seuil Paris.
7- عز الدين البوشيخي، قدرة المتكلم التواصلية وإشكال بناء الأنحاء، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة، مرقونة كلية الآداب، مكناس، 1998.
8- النحو الوظيفي وإشكال الكفاية، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، مرقونة، 1990.
9- Roman Jakobson, Essaie de linguistique général Tome 1, les fondations du langage, traduit et préface par Nicolas Ruwet et les éditions de Minuit, 1963.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
إيمان الجزائر
عضو شرف
عضو شرف
إيمان الجزائر

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
171

نقاط :
315

تاريخ التسجيل :
28/12/2011


المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل Empty
مُساهمةموضوع: رد: المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل   المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2012-01-30, 18:46

بارك الله فيك شكرا على الموضوع.المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل 463596 المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل 976116 المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل 445779 المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل 406167
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قلب الحنان
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
5

نقاط :
9

تاريخ التسجيل :
23/11/2012


المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل Empty
مُساهمةموضوع: رد: المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل   المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل I_icon_minitime2012-11-23, 12:28

المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل 463596
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» المدرسة التوليدية التحويلية
»  نظرية القوالب في المدرسة التوليدية التحويلية
» اللسانيات التوليدية التحويلية
» تحميل كتاب: هاري فان درهالست و نورفال سميث - الفونولوجيا التوليدية التحويلية
» مدارس اللسانيات : 5- المدرسة التوليدية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  أروقة المدارس اللسانية :: اللسانيات التوليدية-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


المدرسة التوليدية التحويلية والتواصل 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
اللسانيات اسماعيل البخاري الأشياء النقد الحذف النحو مبادئ التداولية المعاصر النص الخطاب العربية مدخل على العربي اللغة قواعد بلال موقاي محمد ننجز كتاب مجلة ظاهرة الخيام


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع