مقدمة
تعتبر مصطلحات كل علم هي مفاتحه ,وهي من يعطيه صفة الجامع المانع بحيث
يكون المصطلح حصنا منيعا لذلك العلم فلا يتبادر إلى العقل سوى صورة المصطلح الذهنية .
أن تتبع نشأة المصطلح النحوي في عصوره الأولى أمر بالغ الصعوبة بسبب عدم
وصول مؤلفات العلماء الأوائل إلينا لكن هذا لا يمنع من تتبع أثر المصطلحات النحوية من
خلال التراث اللغوي النحوي المتمثل فيما توفر لدينا من مصادر .
تكمن أهمية البحث في كونه يتمحور حول المصطلح النحوي بين المدرسة البصرية
والمدرسة الكوفية، ، وأهم ملامح الخلاف فيما بينهما. لقد وجد الخلاف بين المدرسة
البصرية والمدرسة الكوفية في استخدام المصطلح النحوي، والدليل على ذلك ما وصل إلينا
من مؤلفات تمثل أقطاب هاتين المدرستين، بحيث كان التعبير عن الموضوعات النحوية
متغايرًا بينهم، ولكن ما يجدر قوله إنَّ المصطلح النحوي البصري هو الذي ذاع صيته
واشتهر بين النحاة حتى عصرنا الحاضر، أما المدرسة الكوفية فيمكن حصر المصطلحات
النحوية التي اشتهرت عنها بالنعت وعطف النسق. ويرتبط ذلك بالأسلوب الذي اتبعه كلٌّ
منهما في السماع والقياس اللغويين على اعتبار أنَّهما الأداة التي من خلالها تم استقراء لغة
العرب وتقنينها؛ بغية الحفاظ على النص القرآني، ونزاهته من لحن القول.
علي بن سالم المري
- 1 -
إهداء
انقسم الإهداء عندي إلى شطرين , شطر عام وشطر خاص .
فأما العام فهو لكل مهتم بشأن لغة الضاد راجيا من الله أن يجد فيه من الفائدة ما يتطلع إليه ,
وأما الخاص فهو مقدم لسعادة الدكتور بلقاسم الجزائري عضو هيئة التدريس بجامعة
الملك فيصل ( كلية الآداب ) , فقد أخذ بيدي لتحصيل هذا العلم فجزاه الله عني خير الجزاء
وجعل كل ما يقول ويفعل في ميزان حسناته اللهم آمين .
- 2 -
المصطلح النحوي بين المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية
تعريف المصطلح في اللغة :
هو مصدر ميمي من الفعل ( اصطلح ) وقد يكون اسم مفعول لذات الفعل (1) .
مأخوذ من مادة ( صلح ) التي تدور حول معنيين في اللغة العربية هما :
الأول : الصُّلْح , والثاني : الصَّلاحُ .
الصُّلْحُ تصالح القوم بينهم , والصَّلاحُ نقيض الفساد , والإصلاح نقيض الإفساد والصَّلاحُ بمعنى المصالحة ..... وتصالح القوم ,وصالحوا , واصطلحوا بمعنى واحد . (2)
وبين المعنيين تقارب في دلالة كل منهما فمن المعلوم أن إصلاح الفساد بين القوم لا يتم إلا باتفاقهم .
تعريف المصطلح في الاصطلاح :
هو اتفاق مجموعة من العلماء عليه لاستعماله في مجال علمي معين أو فن بعينه حتى يكون واضح المعنى محدد الدلالة مؤديا الغرض المراد (3) .
هو عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشئ باسم ما ينقل عن موضعه الأول , وإخراج اللفظ عن معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما .
فالمصطلح لفظ خصصه الاستعمال في علم من العلوم , أو فن من الفنون لمفهوم معين
فأخرجه من الاستعمال اللغوي العام إلى استعمال لغوي خاص بعلم من العلوم , فصار له
معنى دلالي آخر جديد مغاير لمعناه السابق , بسبب استعمال ذلك العلم أو الفن أو الصناعة له
في مجالاته المختلفة , بحيث إذا ذكرت هذه الكلمة في محيط دائرة ذلك العلم لا يسبق لها معنى إلى الذهن إلا ما كان من معناها العلمي الخاص لا اللغوي العام .
-----------------------
1- المصطلح ومشكلات تحقيقه .
2- تهذيب اللغة .
3- المصطلح ومشكلات تحقيقه .
- 3 -
تعريف مصطلح النحو :
" نحو" مصدر للفعل" نحا ", وللنحو في اللغة عدة معان منها القصد والجهة والمثل والمقدار والقسم والبعض ولكن أشهرها وأظهرها القصد .
استقر معناه إلى إعراب أواخر الكلم وهو علم استخرجه المتقدمون من خلال استقراء كلام العرب وأرادوا ا به أن ينحو المتكلم إذا تعلمه كلام العرب .
أما بالنسبة للمصطلح النحوي فهو عبارة عن اتفاق بين النحاة على ألفاظ معينة تؤدي إلى معان ومفاهيم مستقرة عندهم كالمبتدأ والخبر والفعل والفاعل ...... الخ .
نشأة المصطلح النحوي :
لم يتسن لأصحاب كتب التراجم أن يوفروا معلومات حول جهود كلّ واحد من أعلام
القرنين الأول والثاني وأن ينسبوا إلى كل احد منهم ما استنبطه أو أضافه ،ثم إن الوثائق التي
يمكن أن تكون شاهدة و ممثلة للخطوات الأولى قد انمحت آثارها و انعدامها هذا يمثل عقبة
في سبيل تتبع تلك المصطلحات .
"وإذا اعتبرنا أن مصطلحات كل علم هي مفاتيحه ،فإن جهل ظروف نشأتها وملابسات
تطورها يحول دون تتبع أطوار العلم و الإلمام بكيفية استنباط مفاهيمه ومراحل ائتلاف
عناصره"(4).
وهذا لا يمنع من تتبع أثر المصطلحات النحوية من خلال التراث اللغوي النحوي المتمثل
فيما توافر لدينا من وثائق، يقول الدكتور المهيري:”إن الإلمام بالرصيد الاصطلاحي النحوي
لا يتسنى إلا بتجريد أمهات الكتب النحوية جميعها”(5)
------------------------
4, 5. التعدد المصطلحي وأثره في الدرس النحوي .
- 4 -
إن أول من وضع المصطلح النحوي هو أبو الأسود الدؤلي وما يثبت ذلك ما ذكره ابن
النديم في كتابه الفهسرت في أول من وضع في النحو كلاما . حيث طالعنا بين ثنايا تلك
الرواية التاريخية وجود عدد من المصطلحات منها الفاعل والمفعول والفتح والكسر مما يدل
على سبق أبي الأسود في هذا الباب .
" وهو من أطلق كلمة ( النحو ) على هذا العلم وذلك تيمنا بكلمة الإمام علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه " (6).
أخذ هذا العلم يكتمل شيئا فشيئا وذلك من خلال جهود العلماء المتميزين بدءا بأبي الأسود
ثم علماء القراءات ثم الخليل بن أحمد وتلاميذه .
ومن النحاة اللذين كان لهم الفضل أيضا عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي فأول ما استقر
مصطلح النحو كان على يديه , "سأله يونس بن حبيب هل يقول أحد " الصويق " بمعنى "
السويق " ؟ قال نعم وما تريد إلى هذا ؟ عليك بباب من النحو يطرد وينقاس " (7) فقد أشار
الدارسون إلى إنه" بعج النحو ومد القياس والعلل " واستعمل مصطلح النحو بمفهومه العلمي
الذي استقر عند اللغويين .
-----------------------
6- نشأة النحو لمحمد طنطاوي .
7- المصطلح النحوي الكوفي وأثرة على النحاة المحدثين
-5-
نضج المصطلح النحوي :
إنَّ البداية الحقيقية للمصطلح النحوي بصورته الناضجة كانت عند الخليل وسيبويه من
خلال أول المؤلفات النحوية وهو (الكتاب) لسيبويه أما ذكر الخليل هنا فذلك يرتبط بكون أنَّ
كتاب سيبويه يمثل خلاصة علم الخليل، ثم توافرت جهود النحاة من بعده حتى وصل
المصطلح النحوي إلى ما هو عليه. على أنَّ من الواجب ذكره أنَّ جلَّ هذه المصطلحات هي
نفسها التي قدمها سيبويه ونحاة البصرة من بعده.
المصطلح النحوي في الكتاب لسيبويه :
تختلف آراء الباحثين فيما قدم سيبويه إلى النحو من مصطلحات ولا يعود اختلافهم إلى
خطأ في الحساب والإحصاء، بل إلى تسامحهم أو تشدّدهم في معنى المصطلح، وما يجب أن
يكون، أهو اللفظ الدال على معنى نحوي محدد كالاسم والفعل، والفاعل والمفعول، والرفع
والنصب، أم هو هذا اللفظ نفسه مقترناً بتعريف دقيق يضبط دلالته ويميز من سواه؟.
"فِمنَ الذين ذهبوا المذهب الأول مَنْ وجد في كتاب سيبويه “نحو مئة مصطلح”(8).
وعلى سبيل التوضيح لا التمثيل نقول: إنْ كنت من الفريق الأول قلت: استعمل سيبويه
مصطلح المضارع الذي سيستقر في مفهوم الدارس للنحو على أنه مقابل لمصطلح الماضي
و من ثم يحيل على مفهوم زمني محدد على غرار إحالة الماضي على معنى معين وإن لم
يعرفه التعريف العلمي المنطقي.
---------------------
8- التعدد المصطلحي وأثره في الدرس النحوي .
- 6 -
وإن كنت من الفريق الثاني قلت كما قال د. شوقي ضيف: “يغلب على سيبويه أن يعنى في
توضيح الباب الذي يتحدث عنه بذكر أمثلته التي تكشفه”(9). فإذا عمد سيبويه إلى تعريف
الكلام لم يقل: الكلام لفظ مفيد، وإنما قال”: الكلم اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا
فعل” (10) وقوله هذا تقسيم لا تعريف، غير أن إدراكه أقسام الكلام دليل على وضوح
المصطلح في ذهنه ولا يجحد أصحاب المذهب الثاني فضل سيبويه في تعريف ما حاول
تعريفه، سواء أحالفه النجاح فيما حاول أم خالفه. قال د. شوقي ضيف: “وقد يعمد إلى المنهج
العقلي المجرد، فيحاول أن يحدّ بعض ما يتحدث عنه من أبواب عن طريق التعريف الكلي
الجامع، من ذلك تعريفه للفعل في السطور الأولى من الكتاب إذ يقول: وأما الفعل فأمثلة
أخذت من لفظ أحداث (مصادر) الأسماء، وبنيت لما مضى، ولما يكون ولم يقع، وما هو
كائن لم ينقطع”(11).
وهكذا يمكننا القول أننا كلما لاحظنا أن سيبويه حرص على وصف المفهوم يمكن أن نعتبر
أن ما يستعمله من التسميات لم يكتسب بعد الصبغة الاصطلاحية التي تغني عن شرحها
وتوضيحها(12)
---------------------------.
9 - المدارس النحوية .
10 , 11- الكتاب .
12- التعدد المصطلحي وأثره في الدرس النحوي .
- 7 -
المصطلح النحوي في كتاب المقتضب للمبرد :
ازداد المصطلح النحوي عند المبرد وضوحا ونضجا واستقرارا فنجده في كتابه المقتضب
يحدد المصطلح تحديدا دقيقا فهو يعرفه , ثم يمثل عليه , ثم يذكر علاماته , ومن ذلك حديثه
عن مصطلح ( الاسم ) حيث يقول : " أما الأسماء فما كان واقعا على معنى , نحو : رجل
, وفرس , وزيد , وعمرو , وما أشبه ذلك , وتعتبر الأسماء بواحدة كل ما دخل عليه حرف
من حروف الجر فهو اسم وإن امتنع من ذلك فليس باسم "( 13)
المصطلح النحوي في كتاب الخصائص لإبن جني :
اعتمد على نظرية الإشتقاق الأكبر في بيان معنى المصطلحات النحوية حيث ذكر إن
التقليبات لجذر الكلمة الثلاثية تنتج ست صور تدور كلها حول معنى واحد , ويبين المستعمل
من هذه الجذور والمهمل ومن ذلك تقليبة للجذر الثلاثي ( كلم ) في سياق حديثه عن الفرق
بين الكلام والقول حيث قال : " أما ( ك ل م ) فهذه أيضا حالها , وذلك أنها حيث تقلبت
فمعناها القوة والشدة , والمستعمل منها أصول خمسة هي : ( ك ل م ) ( ك م ل ) ( ل ك م )
( م ك ل ) (م ل ك ) وأهملت منه ( ل م ك ) فلم تأت في ثبت "(14 ) يذهب بعد ذلك
إلى ذكر الشواهد الشعرية على كل وجه من هذه التقليبات .
----------------------
13- المقتضب .
14- الخصائص .
- 8 -
جهود علماء البصرة والكوفة في استقرار المصطلح النحوي :
وبعد سيبويه ظهر نحاة كبار ارتقوا بالمصطلح النحوي البصري، فصقلوا ما نقلوا، وزادوا على ما
وجدوا، وطوروا وابتكروا، ووفوا المصطلح حقه من الدقة والإيجاز والوضوح. ومنهم قطرب محمد
بن المستنير (ت: 206هـ) والأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (ت: 211هـ) وأبو عمر الجرمي صالح
بن إسحاق (ت: 225) وأبو عثمان المازني بكر بن محمد (ت: 249هـ) فقد استطاع هؤلاء البصريون بمناقشاتهم الخصبة أن يرقوا بمصطلحات النحو إلى مرحلة من النضج قاربت الكمال
وفي هذه الحقبة نفسها ظهر نحاة الكوفة وأبرزهم علي بن حمزة الكسائي (ت: 189) ويحيى بن
زياد ا لفراء (ت: 207هـ) وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب (ت: 291هـ). وحاولوا أن يصوغوا
آراءهم بمصطلحات جديدة، فلم يصيبوا إلا حظا يسيرا من التوفيق. “ودل الدرس النحوي على أن
مصطلح الكوفيين للمواد النحوية مصطلح لا يتصف بالشمول والسعة”. وعلى أن الكوفيين “يفتقرون
إلى الإحكام في مصطلحهم. وآية ذلك أن المصطلح الواحد عندهم يدل على موضوعات عدة” (15)
كمصطلح التفسير الذي يعني عندهم التمييز والمفعول لأجله. وآيته كذلك أن نحاة بغداد ومصر
والأندلس في القرن الرابع الهجري والقرون التي أعقبته آثروا مصطلح البصرة على مصطلح الكوفة
فيما صنفوا ، وأن ابن يعيش وابن هشام الأنصاري، وأبا حيان الأندلسي وجلال الدين السيوطي
وأمثالهم استطاعوا أن يكتبوا بمصطلحات البصرة أضخم كتب النحو في لغة العرب.
----------------------------------------
15- التعدد المصطلحي وأثره في الدرس النحوي
- 9 -
الخلاف حول المصطلح النحوي بين مدرستي الكوفة والبصرة :
سبق أن أشرنا إلى غلبة المصطلح البصري من خلال شيوعه على نطاق واسع في
الاستعمال وربما نرجع ذلك إلى مجموعة من الأسباب :
1- وثوق العلماء والدارسين بالمنهج الذي اتبعته مدرسة البصرة في السماع والقياس .
2- متانة علمهم وشموله المتمثلة في مؤلفاتهم في هذا الباب .
3- عامل الاستقرار السياسي في البصرة .
4- كان لهم قدم السبق في تأسيس هذا العلم وتطويره بجهود علمائهم الجهابذ .
يفترض بالمصطلحات أن تنقل الصورة الذهنية المحددة في مجال البحث العلمي
بحيث تكون نبراسا عليها , لكن هذا المبدأ لم يكن موجودا من خلال تعدد المصطلحات
للظاهرة الواحدة وهذا ما يطالعنا به خلاف مدرسة البصرة والكوفة فقد أوردت كل
مدرسة مصطلحات خاصة بها على إن أبواب النحو واحدة عند المدرستين مما قد يوقع
الدارس في بعض الإشكاليات المتعلقة بالتفريق بينهما .
ويمكن توضيح الخلاف في المصطلح النحوي بين المدرستين من خلال ما ذكره شوقي
ضيف، وما ذكره عوض القوزي، فقد تناول الرجلان الحديث عن المصطلح النحوي بين
البلدين حيث ذكرا جوانب الاختلاف بينهما ويمثل ذلك الجدول التالي (16) .
---------------------
16- المدارس النحوية .
- 10 -
المصطلح البصري
المصطلح الكوفي
اسم الفاعل
الفعل الدائم
الضمير
المكنى والكناية
الصفة
النعت
الشركة
عطف النسق
البدل
الترجمة والتكرير
التمييز
التفسير
حروف النفي
حروف الجحد
لا النافية للجنس
لا التبرئة
الزيادة
الصلة والحشو
المصروف والممنوع من الصرف
ما يجري وما لا يجري
حروف الجر
الصفة
الظرف المفعول فيه
المحل عند الفراء وجل الكوفيين غاية
لام الابتداء
لام القسم
الفعل المتعدي
الفعل الواقع
الفعل المبني للمجهول
الفعل الذي لم يسم فاعله
التوكيد
التشديد
الأسماء الستة
الأسماء المضافة
المفعول لأجله التفسير
الفصل والفاصلة العماد
- 11 -
ضمير الشأن والقصة والحديث
الضمير المجهول
الفعل ثلاثة أنواع: الفعل الماضي، والفعل المضارع، وفعل الأمر.
الفعل نوعان (ماض ومضارع) والأمر مقتطع من المضارع فهو فعل مضارع دخلت عليه لام الأمر فنجزم، ثم حذفت حذفًا مستمرًا.
المبتدأ
المثال عند ثعلب
الخبر
المرافع عند الفراء
حروف المعاني
الأدوات
البصريون جعلوا العامل فعل محذوف تقديره استقر نحو: محمد أمامك. والتقدير: محمد استقر أمامك.
الخلاف:عامل معنوي عند الكوفيين حيث قالوا: الظرف ينتصب على الخلاف إذا وقع خبرا.
علامات الإعراب: الرفع، النصب، الجر، الجزم.
علامات البناء: السكون، الضم، الفتحة، السكون.
علامات الإعراب والبناء جعلوا التسمية عكس البصريين.
البصريون جعلوا عامل النصب في المفعول معه الفعل بتوسط الواو، وفي الفعل المضارع بأن مضمرة.
الصرف جعله الفراء عامل النصب في المفعول معه والفعل المضارع بعد واو المعية، والفاء، و ثم، و أو.
عطف البيان
لم يترجموا له
البصريون اسم الإشارة مبتدئ، وما بعده خبر، والاسم المنصوب حال.
التقريب: سموا به اسم الإشارة، وأعملوه عمل كان وأخواته، فيليه اسم وخبر نحو: هذا زيدٌ قائمًا
- 12 -
ظاهرة تعدد المصطلح النحوي :
لقد كان المفروض إزاء استخدام المصطلحات وسيلة لنقل الصورة الذهنية المحددة
في مجالات البحث العلمي المختلفة أن لا تتعدد دلالة المصطلح الواحد في العلم الواحد و لكن
الواقع أن هذا المفروض ليس مطردا إذ إن بعض المصطلحات تتعدد دلالتها في العلم الواحد
بتعدد الموضوعات التي استخدمت فيها حيث تدل على معان مختلفة و كلها معان اصطلاحية
وهكذا يضطر الدارس إلى معرفة هذه المعاني و ما تستخدم فيه من موضوعات .
ومثال ذلك مصطلح (المفرد) فإنه مصطلح استخدمه النحويون في موضوعات متعددة.
في تعريف الكلمة و هو مصطلح متعلق بالبنية اللفظية للصيغة و يعني (عدم وجود علاقة
بين أجزاء اللفظ و أجزاء المعنى) أي المفرد الذي يقابل المركب ، فكلمة رجل، و رجلان، و
رجال أجزاء لفظها (الراء ن و الجيم ،و اللام) لا صلة لها بأجزاء المعنى و هي الدلالة على
شخص ،بخلاف كلمة (عبد الله) و (كلية الأدب) ليست مفردة لأن الصلة جلية بين أجزاء اللفظ و أجزاء المعنى.
في تحديد نوع الأسماء و علاماتها الإعرابية، و متعلق هذا الموضوع هو الدلالة العددية،
أي المفرد الذي يقابله المثنى، والجمع و يكون تعريف المصطلح هنا هو: ما دلّ على واحد أ
أي ليس بمثنى و لا جمع وعليه فكلمة (عبد الله)، و(كلية الأدب)، و(رجل) مفرد لأنها دلت
على واحد، و تكون كلمات:رجلان و رجال ليست مفردة و قد كانت كذلك في الموضع الأول
- 13 -
في الجملة الاسمية حيث تناول النحاة أنواع الخبر فيها و يعني المصطلح هنا ما ليس
جملة ،ولا شبه جملة) نحو المؤمن فاضل ،والمؤمنان فاضلان،والمؤمنون فاضلون،
والمؤمنات فاضلات كل أخبار هذه الجمل من قبل المفرد في حين الخبر في الجمل الآتية
الشمس تطلع من المشرق) و (الاجتماع غدا) ليس مفردا ففي الأولى جملة و في الثانية شبه
جملة
في أسلوب النداء، و يقصد بالمفرد كون المنادى ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف مثل: يا إبراهيم،و لغير المفرد مثل: يا عبد الله والشبيه بالمضاف مثل:يا حسنا وجهه .
ومن أمثلة تعدد دلالة المصطلح استعمال مصطلح ( الناقص ) :
فيستعمل تارة للدلالة على كان وأخواتها ويستعمل للدلالة على الفعل المعتل الآخر تارة أخرى .
وقد ذكرت هذا الاستعمال لهذه المصطلحات على سبيل المثال لا الحصر فأمثلتها كثيرة
في كتب النحو العربي , حيث تعدد المصطلح للمفهوم الواحد , كما تعدد المصطلح بين
المدارس النحوي مع إختلاف المفهوم .
- 14 -
بعض المقترحات لعلاج ظاهرة تعدد المصطلح النحوي :
1- الإستغناء عن المصطلحات المضطربة وحصر إستعمالها في المواضيع التي يتوقف تحديدها عليها .
2- عدم التوسع في إستعمال بعض المصطلحات مما يؤدي إلى الإشتراك اللفظي .
3- إعادة النظر في بعض المفهومات النحوية التي تؤدي إلى تعدد المصطلح .
ملاحظات على المصطلح النحوي بوجه عام :
1- هناك مصطلحات نحوية تستخدم في علوم أخرى .
2- بعض المصطلحات كأنها تفسير وتوضيح لمعنى الظاهرة النحوية وليس علما عليها
بمعنى تشابه المعنى الاصطلاحي والمعجمي فلا يكاد الدارس يفرق بين المعنيين .
3- طول بعض المصطلحات حيث نجده يتكون من كلمتين أو ثلاث وربما جملة أو جمل .
- 15 -
الخاتمة
نشأ علم العربية بإشارة من الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لأبي الأسود الدؤلي
من أجل المحافظة على النص القرآني من اللحن فهو بذلك مؤسس هذا العلم وواضع البذرة
الأولى ثم توالت جهود العلماء في ترسيخ دعائمه إلا إنه لم ينضج ويستقر إلا على يد عبد الله
بن أبي إسحاق الحضرمي وإمام العربية سيبويه .
وبينما تبلور المصطلح النحوي عند البصرة ترعرعت المدرسة الكوفية التي شرعت لها
جادة مستقلة اتخذت آلياتها آنذاك مخالفة للبصرة ، حيث توسع علمائها في السماع والقياس
وأتوا بمصطلحات نحوية مغايرة لما إتفق عليه البصريون .
لكن الرواج الأعظم كان يصب في صالح للمصطلحات البصرية في تعاطي الدرس
النحوي ويعزى ذلك إلى الأسبقية الزمنية التي حظتْ بها البصرة ، أضف إليه ميل غالبية
العلماء المتأخرين إلى آرائها الشيء الذي جعل شيوع مصطلحاتها محصلة بدهية .
وقد جمعنا ماتسنى لنا جمعه من مصطلحات كوفيَّة وما يقابلها لدى البصريين ، مشيرين
إلى بعض الانفراد في الاستعمال عند بعض علمائنا .
كما تناولت بشيء من الإيجاز لظاهرة تعدد المصطلح النحوي ومدى ضررها بعلم النحو
من خلال جلب بعض الأمثلة لذلك , وقد أتيت ببعض المقترحات المتواضعة لعلاج هذه
الظاهرة وختمت بملاحظات يسيرة على المصطلح النحوي رجيا من الله أن أكون قد وفقت
في طرح قضية المصطلح بالشكل الذي يفيد من يتطلع إلى الإستزادة في هذا الجانب
- 16 -
المصادر والمراجع
1- الكتاب – لسيبويه – عبدالسلام هارون – الجزء الأول – الطبعة الثالثة – الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة 1988م – صفحة 12 .
2- المقتضب – للمبرد – الجزء الأول – تحقيق محمد عبد الخال عظيمة القاهرة 1415هـ- صفحة 142 .
3- الخصائص – لأبن جني – تحقيق محمد علي النجار – الجزء الأول – المكتبة العلمية 1913م – صفحة 13 .
4- تهذيب اللغة- للأزهري- المحقق: رشيد عبد الرحمن العبيدي الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب- الطبعة: 1975م. صغحة 182.
5- المصطلح النحوي نشأته وتطوره - لعوض القوزي- الناشر عمادة شؤون المكتبات الرياض 1981م- صفحة 57 .
6- المدارس النحوية - لشوقي ضيف- الطبعة السابعة – الناشر دار المعارف مصر 1119م – صفحة 251 .
7- نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة - لمحمد طنطاوي- الطبعة الثانية – الناشر دار المعارف مصر- صفحة 183 .
8- بحت بعنوان - المصطلح ومشكلات تحقيقه - د. إبراهيم كايد
9- بحث بعنوان التعدد المصــطلحي وأثــره في الـدرس النـحوي لخالد هدنة.
10- بحث بعنوان المصطلح النحوي الكوفي وأثرة على النحاة المحدثين لمداورة عمر .
11- بحث بعنوان التعدد المصطلحي وأثره في الدرس- النحوي لخالد هدنة .
- 17 -
الفهرس
الموضوع رقم الصفحة
مقدمة . ( 1 )
إهداء . ( 2 )
تعريف المصطلح . ( 3 )
تعريف مصطلح النحو , نشأة علم النحو . ( 4 , 5 )
نضج مصطلح النحو , المصطلح النحوي في كتاب سيبويه والمبرد
وابن جني . ( 6 , 7 , 8 )
جهود علماء البصرة والكوفة في استقرار المصطلح النحوي . (9 )
لخلاف حول المصطلح النحوي بين البصرة والكوفة ( 10 )
المصطلح النحوي البصري وما يقابله من مصطلحات الكوفة . ( 11 , 12 )
ظاهرة تعدد المصطلح النحوي . ( 13 , 13 )
مقترحات علاج تعدد المصطلح , ملاحظات على المصطلح النحوي . ( 15 )
الخاتمة . ( 16 )
المصادر والمراجع . ( 17 )
الفهرس . ( 18 )
- 18 -