شاب امتلأ حبا وعشقا وأملا وعملا إنه الشهيد الشاب الشيخ معاوية المهدي عصمان هذا الشاب الذي امتلأ حبا للناس وللعالم كله،، كان يحب كل من حوله ويحبه كل من حوله،، يحب بيتهم القديم على البحر مع جدته وعمته،، ويحب بيتهم الجديد حيث أبوه وأمه وإخوته، يحب مدينته بنغازي حبا إنسانيا، يعامل بنغازي كإنسان يتكلم ويضحك ويبكي يشتاق إليها ويحن إليها حنينا خاصاً كما يحن لأمه ، إذا سافر عنها شعر بحزن جديد لا يعرفه ،يقول يحصل لي حزن غريب، وكان يسأل هل سيأتي هذا الحزن إلى قلبي إذا ذهبت إلى مكة والمدينة؟؟؟ ثم يضحك ويقول: زودناها لا لا إلا مكة والمدينة!!
أَحَبَّ معلميه الذين لا يوجد بينهم أحد إلا أحَبَّ معاوية المهدي عصمان وكان أحدهم يقول له: يا معاوية المهدي عصمان أحب أن أنطق اسمك كاملاً لأن فيه تسامحا ورمزية جميلة ، إن اسمك نسيج جميل معاوية بن المهدي بن عثمان ، المهدي بين معاوية وعصمان، فكان يبتسم تلك الابتسامة الصافية التي يعرفها كل من رآه.
أحب زملاءه وأحبوه، فكان علامة بارزة لرفقائه في الدراسة ،وقدوة في الجد والمثابرة والتفوق ،محبا للحوار والنقاش والطرائف والنكات والأمثال وكل مفيد، كانت له كناشة يقيد فيها ما أعجبه واستظرفه من صلب العلم وملحه، ويردد ماسمعه من أحد شيوخه:
ولابد للزاوي من كناش*** يحمل فيه العلم وهوماشي
لقد كان كما قال أحد أساتذته الشيخ مراجع الطلحي:معاوية إنسان خال من العقد ، لقد كان يحب الحياة في سبيل الله، يحب الحياة بكل متعها وطيباتها، يحب لعب الكرة بل عقد مباراة مرة مع شاب يدعى (حسن) وقال له سنغلبك لتعلم أن من أحب الله أحب التفوق والنجاح في كل شئ،
أحب البحر والسباحة، أحب الطبيعة والزهور والورود، أحب الجبل الأخضر ورأس الهلال وسوسة وشحات والبيضاء والمرج ، أحب الشواء لرفقائه إذا خرجوا، فإنه يتولى شواء اللحم لهم، ويستمتع الجميع بذلك لأن له طريقة في إدخال السرور على الجميع ، كان يحب الإنشاد بصوته العذب الشجي، لقد أنشد للجمال والكمال والجلال، يحب أن يكون من حوله في سرور وسعادة وفرح...، لقد حرص على نشر الكلمة الطيبة فكان ينشر عبيرها في كل مكان ،فكان من مؤسسي مهرجان الشباب مهرجان التحبير الذي كان من أبرز المقدمين فيه، ورغم ماعاناه المهرجان من ظلم الحاقدين والحاسدين والظالمين، ظل الشهيد وفيا له لأنه كان يقول :لقد فجر التحبير في الشباب كثيرا من الطاقات،ثم لو تكلمت عن حبه للكتاب والكُتّاب أصحاب القلم الجميل أمثال علي الطنطاوي والسباعي وغيرهم لطال المقام، ولكنها سطور من حياة الشهيد ليعلم الناس من هم شهداء السابع عشر من فبراير.. ..
أيها القارئ لقد أحب معاوية المهدي عصمان الإنسان والمكان والزمان الذي عاش فيه ،لكنه كان بهذا الحب يقاوم أعتى نظام للكره والبغض والحقد والكراهية والعدوانية ، نظام القذافي الذي قرر أهل الحب أن يقفوا في وجهه بكل شجاعة وبسالة وكرامة، ليكتبوا أسماءهم في قلب ليبيا الحبيبة، تلك المعشوقة الفاتنة الجميلة التي عشقوها من أعماق أعماقهم, تلك المعشوقة التي طالما حلموا برؤيتها حرة أبية تنعم بالعدالة والشورى والمؤسسات ،، والتي طالما أملوا أنها ستحضنهم يوما ما ، عندما يدفعون ثمن مهرها الغالي، لم يبخلوا يوما عليها بالطموح والعطاء والعمل والانتماء والدماء... وقد فعلوا.... وللحديث بقية لا تنتهي.