د محمد محمد يونس علي كتب:

تأليف محمد محمد يونس علي
يتجه التعليم الحديث نحو جعل الطالب محورا للعملية التعليمية، وينعكس هذا في
تغيير النظرة إلى ما يجري داخل الفصل من عملية تدريس إلى عملية تعلم، وتغيير مهمة
الطالب – بناء على ذلك- من مستمع إلى محاضرة المدرس إلى كونه العضو الأساسي في
عملية التعلم، وهذا لا يتأتى إلا إذا أخذ الدرس شكل الحوار والمناقشة بين المدرس وطلابه،
وكلف الطلاب بأعمال وواجبات يقومون ﺑﻬا فرادى وجماعات لتنمية تفكيرهم النقدي،
ومهارﺗﻬم القيادية، وشعورهم بالمسؤولية، وإدراكهم لطرائق التعلم المتبعة. وفي مقابل ذلك
يقصر المدرس مهمته على التوجيه والإشراف والإرشاد وشرح ما استعصى على طلابه من
نقاط.
ويستلزم هذا التغيير خلق جو من الإثارة والمتعة والتشويق، كما أنه يتطلب كثرة
المران، وتشجيع الطالب على القراءة المسبقة للدرس ومراجعته بعد الفراغ منه، وربط
خبرات الطالب السابقة بالخبرات الجديدة، وتقويم دقيق من جانب المدرس لما يعرفه الطالب
وما لا يعرفه. أما النتائج المرجوة من هذا التوجه الحديث فهو ما يُعرف بالتعليم الباقي الأثر
الذي لا ينتهي بانتهاء تدريس المادة ونجاح الطالب، بل بالربط الوثيق بين ما يتعلمه الطالب
وحياته العملية. ولعل الأثر الطيب الذي يمكن أن يتركه هذا النوع من التعليم في مجال اللغة
العربية الممارسة العملية للغة وتنمية مهاراﺗﻬا المختلفة. وإذا كان لنا أن نلخص ما قيل في
فهو ما أوجزه المثل student centered-approach شأن التعليم المتمحور حول الطالب
الصيني في قوله: "بدلا من أن تطعم ابنك سمكة علمه كيف يصطاد السمك".
وينبغي ألا ننسى أيضا أهمية معالجة تدريس العربية في مراحل مبكرة، ولاسيما في
رياض الأطفال؛ لأﻧﻬا من أهم المراحل التي يظهر فيها التلميذ استعداده لتعلم لغته الأم. ولذا
فمن المهم في هذه المرحلة تشجيع التلاميذ على الإكثار من مشاهدة الرسوم المتحركة الناطقة
بالفصحى وما أشبهها من التمثيليات والمسرحيات والقصص؛ لما لها من أثر ملموس على
تنمية اللغة العربية لدى الأطفال، وهذا أمر مشاهد ومعروف، مع ضرورة إخضاع مضمون
تلك الرسوم والأعمال ولغتها للرقابة العلمية والنفسية.

أهم خطوة الآن فى هذا الانجاز هى التفطن الى التحديات التى تواجهها اللغة العربية والتى دُرست وطُبقت بشكل دقيق وأصبحت واضحة كالشمس فى رابعة النهار! اللغة العربية أُستبعدت الآن من مضمار العلم والتعلم بشكل نجد فيه خطورة لمستقبلها كاهم مقوم من مقومات وجود وسيادة الامم والشعوب... تحت مسمى التطور التقنى الهائل المستمر والعولمة وعصرالتكنولوجيا و المعلوماتية والانترنت الذى لا يتسنى لمستخدمها الاستفادة منها بالكم والكيف الذى يطمح اليه الاّ من خلال تعلم وممارسة ومن ثَم تبنى لغات أخرى واولها الانجليزية طبعا !
واذا ما بدأنا من هذا الانجاز بحسب رأيى شخصيا فنحن بذلك نتجنب التفريط فى اللغة العربية لغة ديننا الحنيف التى تضمن لنا السيادة والعزة ونتفطن الى ما قد يكون استغفال للعرب والاسلام بأى شكل كان وتحت اى مسمى ولأجل اى هدف .....والله ولى التوفيق,,,

تحيّةً طيّبةً إلى أستاذنا الفاضل الدّكتور
محمّد محمّد يونس علي
ممّا لا ريب فيه أنّ التّعليمَ في بلداننا العربيّة يُعاني على وجه العموم أزمةً
لا يُمكنُ وصفُها بأنّها أزمةٌ طبيعيّةٌ
و الأزمّةُ تتجلّى أكثرَ في مضمار تعليم اللّغة العربيّة و إعطاء الأولويّة للّغات الأجنبيّة
كاللّغة الإنكليزيّة و الفرنسيّة و غيرهما و هذا لا يعني عدم الاكتراث بتعليم هاتين اللّغتين
أو غيرهما فالقضيّة قضيّة أولويّات
و أمّا عن طريقة تعليم اللّغة العربيّة فأجد على الأقلّ فيما أراه في المحيطِ الّذي أنا فيه
أنّ مناهج التّعليم تُهمل أموراً أهمّها على الإطلاق
تنميةُ القدرة التّعبيريّة عند المتعلّم و إهمال التّركيز على الجوانب الجماليّة في اللّغة
إذْ كيف سيتعلّم الطّالب هذه اللّغة و هي في نظره جثّةٌ هامدة ، و قواعدها في نظره هي
أقرب إلى القوانين الرّياضيّة و المعادلات الكيميائيّة و ليس ذلك تقليلاً من شأن هذه الأخيرة
فالتّركيز الزّائد على قواعد النّحو مثلاً من منفّرات المتعلّم من هذه اللّغة و ليت تعليم النّحو
يتمّ ربطه بمعانيه في التّعليم فالإعراب مثلاً : فاعل مرفوع و علامة رفعه الضّمّة ، و ليس وراء ذلك شيء
و أمّا تعليم قواعد البلاغة فليس أحسن حالاً
فالمتعلّم قد يقضي سنواتٍ طويلةً في تعلّم اللّغة العربيّة حتّى في صفوف المختصّين دون أنْ تلمس
في كلامه إذا تلكلّم مسحةً بلاغيّةً جماليّةً
و كذلك الحال في كثيرٍ من مدارسنا و جامعاتنا حين ندرس النّصّ الأدبيّ نضعه على طاولة التّشريح و نجعل منه مزقاً متناثرة دون أن يكون هناك نظامٌ يجمع بين هذه الأجزاء ليجعل من النّصّ قطعةً واحدة تتجلّى من خلالها الجوانب الجماليّة و الفنية في النص
و أخيراً أقول :
لعلّي لا أخطئ إذا قلْتُ : إنّ تعليمنا للّغة العربيّة لم يرْتقِ إلى مستوى تأهيل المتعلّم للتّعبير عن حاجاته
الضّروريّة فضلاً عن نقله إلى مستوى استخدام اللّغة على الصّعيد الفنّيّ
عذراً للإطالة و أتمنّى أن يستخدمنا الله جلّ و علا للنّهوض بهذه اللّغة الشّريفة المقدّسة الّتي نهض ببنائها الشّامخ درساً
و تقعيداً و تحليلاً الآلاف المؤلّفة عبر العصور فكان عملهم ضرباً من العبادة .[center][b]