الأستاذ الفاضل مصطفى حمزة:
أشكرك على ما تفضَّلتَ به من جميل الرأي بخصوص المجموعة التاسعة من رباعياتي، وأرجو أن تحاول قراءة المجموعات السابقة –إن سمح وقتك- وهي جميعها منشورة في منتدى الشعر المقفى/ منتديات تخاطب، وقد بلغ مجموع الرباعيات التي نشرتها حتى الآن (370) رباعية، وسيأتي المزيد منها بعون الله.
كما قد نشرتُ في المنتدى ذاتِه عدداً من قصائدي -وبعضها طويل- أذكر منها:
(رحلة مديح) وهي قصيدة في مدح الرسول الكريم (ص)، (جبروت فاتنة)، (حديث مع الموت)، (مَن للنار يطفئها؟)، (مَاءٌ وَنَار)، وغيرها. وهذه القصائد موجودة في الصفحات الأقدم من منتدى الشعر المقفى، وأتمنى أن تقرأها، وتتفضل بكتابة رأيك فيها، فإني يسعدني أن أسمع رأي المتخصصين في الأدب عما أكتبه، وأبقى بحاجةٍ إلى النقد الذي أعتبره مصباحاً ينير الدرب لكلِّ من تهمُّه مواصلة مسيرته الأدبية بنجاح.
أستاذي الكريم:
أتفق معك في أن المعروف عن الرباعية هو أن تشترك عروضُ البيت الأول وضربُهُ وضربُ البيت الثاني في حرف رويٍّ واحد، ولكني أضيف أنه يمكن التغاضي عن هذا (القيد) الذي ربما يجعل النظم أكثرَ صعوبةً في بعض الحالات، ولي في ذلك أسوةٌ بمن سبقني من الشعراء، ومنهم أحمد الصافي النجفي الذي ترجم (265)من رباعيات الخيام شعراً، ولم يلتزم في أيٍّ منها بهذا القيد، وهذه الترجمة منشورة على الإنترنيت، وأورد منها هنا نموذجاً واحداً هو الرباعية رقم (47) في الصفحة (65) من هذه الترجمة، وهي الرباعية ذاتُها التي أوردتَها من نظم أحمد رامي في تعليقك مثالاً على قالب الرباعيات:
يقول أحمد الصافي النجفي:
جَاءَ مِنْ حَانِنَا الْنِّدَاءُ سُحَيْرَا ***** يَا خَلِيْعَاً قَدْ هَامَ بِالْحَانَاتِ
قُمْ لِكَيْ نَمْلأَ الْكُؤُوْسَ مُدَامَاً ***** قَبْلَ أَنْ تَمْتَلِيْ كُؤُوْسُ الْحَيَاةِ
كما أضيف رباعيةً أخرى للخيام وجدتُها في كتاب (من رباعيات الخيام)، الصفحة (107)، وهي:
إِذَا مَا أَتَيْنَا خَاشِعَيْنِ لِمَسْجِدٍ ***** فَلَمْ نَأْتِ نَقْضِيْ لِلْصَّلاةِ فُرُوْضَهَا
وَلكِنْ سَرَقْنَا مِنْهُ سَجَّادَةً وَمُذْ ***** عَرَاهَا الْبِلَى جِئْنَا لِكَيْ نَسْتَعِيْضَهَا
كما عثرتُ في كتاب (سمرقند) لأمين معلوف، الصفحة (8) على الرباعيتين التاليتين المنسوبتين إلى عمر الخيام:
1-
كُنْ حِمَارَاً فِيْ مَعْشَرٍ جُهَلاءِ ***** أَيْقَنُوْا أَنَّهُمْ أُولُوْ عِرْفَانِ
فَهُمْ يَحْسَبُوْنَ لِلْجَهْلِ مَنْ لَيْـ ***** ـسَ حِمَارَاً، خِلْوَاً مِنَ الإِيْمَانِ
2-
إِنَّ مَنْ أَدْرَكُوْا الْمَنَاصِبَ ذَاقُوْا ***** جُرَعَ الْهَمِّ وَالأَسَى أَلْوَانَا
وَعَجِيْبٌ أَنَّ الَّذِيْ لَيْسَ يَهْوَى ***** حِرْصَهُمْ لا يَرَوْنَهُ إِنْسَانَا
وفي هذه النماذج كلِّها يتبيَّن أن عروضَ البيت الأول يمكن ألا تشترك مع ضربي البيتين الأول والثاني في حرف رويٍّ واحد.
أكرر شكري لك، وأبقى بانتظار تعليقاتك الكريمة القادمة