وهاتِي الضرعَ واسقيني غراماً ***وأعطي الوعدَ ألا تفطميني
فمنذ ولادتي قد كنتُ طيرا *** تلاحقني الطغاة وتتَّقيني
وتخبو شمعتي، ويفيض حزني *** وتمقتني الديار، وتزدريني
ويحسبني الطغاةُ أداةَ حربٍ *** ولستُ بعبدِهِمْ ملكِ اليمين
بلادي: أنصتي لي، ناصِريني ***وبالخيرات هيَّا متِّعيني
إذا ما خِلْتِ أني لستُ حرَّاً ***فحقٌّ عندها أن تحقريني
كذلك إن نطقتُ لهمْ بِسِرٍّ *** بهجرك–لا أبا لكِ- عاقبيني
عبيدُ المال لست لهم بِخِلٍّ *** ولاأرضى الدنيَّةَ في يقيني
أيا عبداً تَجاوَزَ كلَّ حدٍّ *** بقتلٍ واغتصابٍ، إِتَّقيني
فهل ترضى الرزيَّةَ في بلادي *** وتُردِي الناسَ في فعلٍ مشينِ
وللسّفّاح قولي في إباءٍ: *** "تَوَقَّفْ، واحترِمْ وطني وديني"
أتقتلُ طفلتي وتُبيح عرضي *** وتغتال البراءة في عيوني
وتزعمُ أنك الجبار فرداً ***وعزرائيلُ مسَّاكُ المنون
فكيف رضيْتَ أنْ تدعو سفيناً ***وأسراباً من الطير الهجين
تُدَكُّ بهمُ الكتائبُ دونَ ردٍّ ***فلا تَلقى لهمْ غيرَ الطنينِ
فمَن أفنى وأدخَلَهُمْ سمائي؟ ***أبنغازي –سَلِمْتِ- فخبِّريني
******
ويا مصراتتي بالدمع قولي *** وزيدي من دموعك أنِّبيني
على جرذانهم صولي وجولي *** أبنغازي –سَلِمْتِ- فخبِّريني
وفي بحر البياض أرى عروسا *** لها تاج عصبت بهجبيني
طرابلْسُ التي نزفت دموعا *** كتغريدِ الحمامِ على الوكونِ
حلفتُ عليك بالرحمن ربي ***وبالزيتون والبلد الأمين
أَصُدُّ الظلمَ والإفسادَ دوماً***لميعاد الردى أو تلتقيني
فهذا ما مَنحتُ عليه عهدي *** فإن خنتُ الوعود، فعنِّفيني
وللزنتان أُسْدٌ قد تناخوا *** وحاز كرامُهم قصب اللجين
وأعلَوْا همتي نحو الأعالي *** وهذا طبعُهم عبر القرون
إلى تلك الجبال الصامدات *** إلى أحضانِ كِكَّلَةٍ خذوني
فمن أشبالهم صُنِعَتْ رجالٌ *** تصيب العالياتِ منَ الغصونِ
تَخِرُّ لهمْ جبابرةُ الجيوش ***سجوداً بالجباه وبالجبين
وللرجبان لا أنسى نضالاً *** يُطيحُ بكلِّ أهوجَ مستكينِ
وأبطالٌ أمازيغٌ كرامٌ *** بمجدٍ منذ مغبرِّ السنين
تراهمْ في المعارك مثلَ أُسْدٍ ***ويخفى منهمُ صوتُ الأنين
إذا صالوا يَخِرُّ الخصمُ رعباً ***همُ في قوة الحبل المتين
وبنغازي بها أُسْدٌ كرامٌ *** أُعَوِّذُهُمْ إذا نظرتْ عيوني
فحلّق في الخيال غداة هاجوا *** على أعدائنا فاستنهضوني
فإنَّ مفارز الثكنات منهم *** وهمْ في خدمة الحقِّ المبين
من البطنان تلقاهم نشامى *** إلى البيضاء والجبل الرصين
وفي أرض الجنوب أحرارٌ تنادوا ***فهزوا الأرض من تحت المهين
وبالزّاويْ أهدِّدُ كلَّ وغدٍ *** من الأنذال عُبَّادِ اللعين
وفي كلِّ الأماكن في بلادي *** ترى الثوَّارَ في عزمِ القُيون
يدكُّون الكتائبَ والعبيدا *** على أعقابهم وعلى المتونِ
******
بلادي درة الأوطان طرَّاً *** خذي كلَّ المحبة والحنينِ
فعشقُكِ لا يدانيه غرامٌ *** ولا تلقاه في قلب الخدين
وحبُّكِ لا تساوره شكوكٌ *** تجاوز ما يقال عن اليقين
وأَسْعَدُ إنْ رأيتُ بها هلالاً ***ونجماً زاهياً فوق الجبين
وأنْ ألقى الأحبةَ في مساءٍ ***أسامرهم مسامرةَ الرصينِ
فلا أعدو على حدٍّ ولكن *** أُحَكِّمُ سُنَّةَ الحقِّ المتين
لرملِكِ قُبْلَةٌ، وأزورُ أمِّي ***وأمشي مشيةَ الأسد الرزين
فهيّا يا بلادي بشِّريني *** بِميتة ذلك الرجل اللعين
لأخبرَ إخوتي وأزفَّ بشرى *** وأُنهيَ آهةَ الرجل الحزين
أنا الليبي في بلدي طليقاً *** أحاكي صرخةَ الطفل الجنين
خطابي للعبيد ألا خسئتم *** خذوني للسجون وقيّدوني
ضعوني في الظلام بلا فراش *** إذا ما تيأسون فعذبوني
وحرِّقوا جبهتي ثمّ أغيروا *** فسادا في اليدين وفي الجفون
عشقتُ النار في جسمي لهيبا *** إذا بالنار أخلص من شجوني
ويخرجُ ماردي ويثور شعبي *** على الأنجاس أصحاب البطون
فلا السجن ولا السجان يبقى *** ولا الحزن الذي أغشى عيوني
وتفرحُ ليبيا وتصير حرة *** بهذا إخوتي قد خبّروني
يا رب تكمل فرحتنا يا رب يا رب يا رب يا رب....
اللهم اجعل هذه الايام المباركة بداية للامن والامان والاستقرار والرقى والتقدم فى ليبيا يا الله يا مجيب السائلين يا رب العالمين يا رحمن يا رحيم ...
.بلادي إنْ هجرتُ فسامحيني *** وزيدي من حنانك أرضعيني
وهاتِي الضرعَ واسقيني غراماً ***وأعطي الوعدَ ألا تفطميني
لله در وطنيتك دكتور محمد ...تمخضت فأنجبت درر والله ...
رائعة هى ورائع ما أنجبت فلولا الاولى ما كانت الثانية ....
___________________________________________
أخي الأستاذ الشّاعر الدّكتور محمّد
أقول واثقاً : إنّ شمعتك لن تخبوَ بإذن الله ، و أمّا عن الطّغاة فسوف يظلّون يتّقونك و يتّقونك
ما دام فيك نبضٌ و لسانٌ ينطق
و لن تحقرك بلادك لأنّك حرٌّ و لأنّ ليبيا حرّة
لله درّ ليبيا لقد كانتْ مصباحاً على طرثق الحرّيّة و سيفاً تتهاوى بضرباته عروش الطّغاة
و يحضرني في هذا المقام بيتٌ للشّاعر الكبير محمود درويش الّذي أغمض عينيه قبل أن تكتحلا
برؤية الطّغاة و هم يتساقطون
يقول درويش
نيرونُ مات و لم تمتْ روما بعينيها تُقاتلْ
و حبوب سنبلةً تجفُّ ستملأ الوادي سنابلْ
عبد السّلام كنعان - سوريا