فروق نحوية

01/05/2011

فروق نحوية

هذه مسائل تبين الفرق بين بعض الأدوات أو الموضوعات النحوية ، جمعت شواردها من أبواب النحو المختلفة ، قصدا للفائدة ، ولعلها تكون إضافة نافعة إن شاء الله.

الفرق بين التخيير والإباحة
من حروف العطف (أوْ) ، وهي تدل على معان كثيرة , منها :
1- التخيير ، نحو : اشرب عصيرا أو قهوة – خذ كتابا أو قصة ......
2- الإباحة ، نحو : جالس الفقهاء أو الأدباء – كُلْ لحما أو سمكا .......
والفرق بين التخيير والإباحة : أن التخيير يمنع الجمع بين المتعاطفين كما في قولنا: تزوج هندا أو أختها , ( فلا يجوز الجمع بين الأختين ) ، أما الإباحة فلا تمنعه .

الفرق بين الغلط والنسيان في البدل المباين
البدل المباين ثلاثة أنواع :
بدل الغلط ، وبدل النسيان ، وبدل الإضراب .
(أ) بدل الغلط :
وضابطه : أن يكون المتكلم قد قصد الثاني فقط (البدل) ، ولكنه غلط لسانه فذكر الأول (المبدل منه) ، نحو : رأيت رجلا حمارا . فقد قصد المتكلم أن يقول (حمارا) فسبق لسانه إلى (رجلا) .
(ب) بدل النسيان :
وضابطه : أن يكون المتكلم قد قصد الأول (المبدل منه) نسيانا ، ثم ظهر له فساد قصده فذكر الثاني (البدل) ، نحو : قرأتُ كتابَ النحو البلاغة.
فقد قصد المتكلم كتاب البلاغة ، فذكر كتاب النحو نسيانا ، ثم ظهر له فساد قصده فذكر الثاني .
والفرق بين الغلط والنسيان : أن الغلط يتعلَّقُ باللسان ، والنسيان يتعلق بالعقل .
(ج) بدل الإضراب :
وضابطه : أن يكون المبدل منه والبدل مقصودين قصدا صحيحا ، نحو : خذ تمرا تفاحا . فقد قصد المتكلم التفاح ثم أضرب عنه إلى التمر .
والبدل المُباين بأقسامه لا يقع في كلام البلغاء . فإن وقع البليغ في شيء منها، أتى بين البدل والمبدل منه بكلمة "بل"، دلالة على غلطه أو نسيانه أو إضرابه .

الفرق بين التمني والترجي والفرق بين الترجي والإشفاق
من أخوات (إن) التي تدخل على المبتدأ والخبر، وتغير حكمهما:
- (ليت): وتفيد التمني، وهو طلب المستحيل حصوله، أو ما يمكن حصوله بعسر:
فالأول نحو قول أبي العتاهية:
ألا ليت الشباب يعود يوما ** فأخبره بما فعل المشيب
والثاني نحو قولنا : ليت السلام يعم الأرض.
- (لعل): وتفيد الترجي، وهو طلب حصول الأمر الممكن المحبوب، نحو: لعل الله يوفقني – لعل الأزمة تنفرج – لعل الدرس يتضح ...
وتفيد أيضا الإشفاق، وهو الخوف من وقوع الأمر المكروه، نحو: لعل الأزمة تزداد – لعل النهر يجف – لعل الأمان يفتقد ...
ونحو قوله تعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6) ، أي: قاتل نفسك غما، والمعنى: أشفق على نفسك أن تقتلها حسرة على ما فاتك من إسلام قومك.
والفرق بين التمني والترجي: أن التمني يكون في الأمر الممكن وغير الممكن، أما الترجي فلا يكون إلا في الأمر الممكن، فلا يجوز أن يقال: لعل السماء تمطر ذهبا.
وأما قول فرعون كما حكى القرآن: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ / أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى)(غافر: 36 : 37) فممكن في ظنه.
والفرق بين الترجي والإشفاق: أن الترجي – كالتمني – يكون في الأمر المحبوب، أما الإشفاق فلا يكون إلا في الأمر المكروه.

الفرق بين حرف الجر الأصلي والزائد والشبيه بالزائد
حرف الجر الأصلي :
- يؤدي معنى جديدا في الجملة من المعاني التي يشتمل عليها .
- ولا بد له مع مجروره من متعلق يتعلق به كفعل أو ما يشبه الفعل ...
- والاسم المجرور بعده ليس له محل آخر .
حرف الجر الزائد :
- لا يؤدي معنى جديدا في الجملة سوى التوكيد , أي : توكيد المعنى الموجود في الجملة .
- ولهذا لا يحتاج مع مجروره إلى متعلق يتعلق به .
- وما بعده يكون له إعراب لفظي وآخر معنوي : يكون مجرورا في اللفظ , وفي محل رفع أو نصب أو جر على حسب العوامل الداخلة عليه .
حرف الجر الشبيه بالزائد :
- يؤدي معنى جديدا في الجملة , كالترجي مثلا أو التقليل .
- ولا يحتاج إلى متعلق يتعلق به .
- وما بعده يكون مجرورا في اللفظ , وله محل آخر من الإعراب على حسب العوامل الداخلة عليه .
مما سبق يتضح أن حرف الجر الأصلي (وكذلك الظرف) لا بد له مع مجروره من متعلق يتعلق به كفعل أو ما يشبه الفعل ...
فإذا قلنا مثلا : " سألت وذهبت عن زيد إلى المسجد " كان الجار والمجرور (عن زيد) مرتبط بالفعل (سأل) , والجار والمجرور (إلى المسجد) مرتبط بالفعل (ذهب) , وهذا هو معنى التعلق .
والمتعلق قد يكون :
- فعلا : نحو قوله تعالى : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)الفاتحة/7 ، فالجار والمجرور (عليهم) متعلق بالفعل (أنعمت) .
- أو ما يشبه الفعل , وهو المصدر والمشتق واسم الفعل , نحو قوله تعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)الفاتحة/7 ، فالجار والمجرور (عليهم) متعلق باسم المفعول (المغضوب) .
- أو ما يؤول بما يشبه الفعل , كقوله : (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ )الأنعام/3 ، فالجار والمجرور متعلق بلفظ الجلالة لتأويله بـ " المعبود " , أو : المسمى بهذا الاسم .
* أما حرف الجر الزائد كالباء في قوله : ( كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً)الرعد/43 , فلا تعلق له . وكذلك حرف الجر الشبيه بالزائد – لأنه بمنزلة الزائد – مثل (لعلّ) في لغة عُقيل ، و (لولا) عند سيبويه إذا جاء بعدها ضمير متصل نحو : لولاي – لولاك- لولاه , و(رُبَّ) ...

وقد كنا نعرب (مِنْ) في قوله تعالى : ( مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِير ) المائدة/ 19 , في إحدى المحاضرات ، وبعد أن قلت : " (مِنْ) حرف جر زائد " ، قال أحد الطلبة مستغربا : " كيف يكون في القرآن كلمة زائدة وهو كتاب محكم ؟!! " ، وعلت نبرات الاستفهام ، وبدت الحيرة على وجوه أكثرهم ، فقلت : اكتبوا العبارة التالية ثم أزيدكم بيانا : حرف الجر الزائد يكون زائدا زيادة نحوية أصيلا أصالة بلاغية ، والمعنى : أنه زائد من الناحية النحوية لأنه ليس له متعلق يتعلق به ، ولكنه يؤدي دورا بلاغيا مهما هو التوكيد ، فإذا قلت : " ما معي مال " ، فقد يفهم أنه ليس معي مال كمئات الدنانير أو آلاف الجنيهات ... ولكن معي بعض الجنيهات ، فإذا قلت : " ما معي مِنْ مال " ، فالمعنى : ما معي من أول ما يطلق عليه مال أي : جنيه فصاعدا .... فزيادة (مِنْ) هنا لها دور بلاغي مهم هو تأكيد عدم وجود مال مطلقا.