بسم الله الرحمن الرحيم
العلوم التي تدرس اللغة العربية :
تخضع اللغات الإنسانية كظاهرة خاصة ببني اليشر للكثير من العلوم التي تحاول فهم ماهية اللغة وطبيعتها , وعلا قة اللغة بالفكر المجتمع , وكذلك علاقة اللغةبالكثير من انماط النشاط الإنساني : كالسياسة , والفلسفة , والاقتصاد, وعلاقة اللغات الإنسانية بعضها ببعض . ولن نستطيع في هذه العجالة السريعة أن نفصل القول في هذه القضايا التي تحتاج معرفة خريطتها غلى اعوام من الدراسة الجادة و ويكفي ان نشير إشارة سريعة إالى بعض هذه العلوم الهامة .
1- علم اللغة : وهو علم واسع أثبت البحث الموضوعي أن اصوله ترجع إلى علم التجويد , ولكن العالم السوسري فرديناد دوسوسير أضاف إضافات خطيرة لهذا العلم وبناء على إضافاته تفتقت الأذاهان عن إضافات حقيقة لهذا العلم فأضحت فروعا لعلم اللغة منها :
أ- علم الأصوات اللغوية ( الفوناتك )
ب- علم اللغة المقـــــارن .
ت- علم اللغة الإجتماعي .
ث- علم اللغة الجغـــرافي .
ج- علم اللغة الوصـــــفي .
ح- علم اللغة التاريخي (( أصبح فيما بعد فقه اللغة ))
2- فقه اللغة :
ويقوم هذا العلم على دراسة نشأة اللغة وتطورها , وكذالك على عوامل نمو اللغة سواء كانت عوامل خرجيو او عوامل داخلية .
وأوضح الفروق بين علم اللغة وفقه اللغة من خلال منهج وصفي محددا زمان ومكان الظاهرة اللغوية صدد الدراسة .
أما فقه اللغة فإنه يدرس ايضا من خلال المنهج الوصفي نشأة اللغة وعوامل نمائها وتطورها , وميلاد الألفاظ , ونضجها , ووفاتها . وطبيعة البحث في فقه اللغة كما ترون قد تمتد من بداية التاريخ إلى وقتنا الراهن .
3- علم الصرف ( المرفولجي ) وهو يدرس طبيعة الكلمة واشتقاقها وانواعاها .
4- علم النحو ( السينتكس ) او التراكيب اللغوية , وعلاقة الكلمات في إطار الجملة او السياق اللغوي .
5- علم الدلالة اللغوية : ويدرس هذا العلم موضوعين على جانب كبير من الأهمية , المعجم اللغوية ونظام ترتيبها , وعلاقة االمعجم بحقبته التاريخية , وانواع المعجم , ولغة الاصطلاح والتقنية , وعلاقة اللغة بعصرها .
أما الموضوع الثاني فهو علاقة اللغة بالفكر , أو علاقة اللفظ بالمعنى , وقد تعددت المدارس والأراء في هذا الموضوع بشكل كبير بين القديم والحديث والمعاصر .
6- علم البلاغة والنقد : والنقد أوسع من البلاغة والبلاغة أداة من أدوات النقد .
7- نظرية الأدب .
8- تاريـخ الأدب .
9- علم منهج دراسة الدب .
وكل من هذه العلوم له اصوله ومناهجه وقواعده وتاريخه وعوامل نشاته , واسباب تطوره .
وسوف نخصص هذه الورقة للتعريف السريع بعلم الترادف اللغوي , وهو من فروع فقه اللغة , وقبل أن ندخل في تعريف الترادف سنشيرإلى عوامل التوسع اللغوي , تنقسم إلى عوامل داخلية ,, وعوامل خارجية .
العوامل الداخلية :
1- الاشتقاق اللغوي .
2- القلب والإبدال .
3- التوسع المجازي : في اللفظ , وفي التركيب .
4- التـرادف .
5- المشترك .
6- الأضــداد.
عوامل خارجية :
1- المعرب .
2- الدخيل , وبينه وبين المعرب فرق جوهري وهو أن المعرب ماستعمله العرب من الألفاظ لمعن في غير لغتها , ولكنه أصبح عربيا , تشتق منه ألفاظ , ويخضع للميزان الصرفي . أما الدخيل فهي الألفاظ التي دخلت العربية من لغات أخرى وحافظت على شكلها ولم تخضع للميزان الصرفي ولم يشتق منها ألفاظ.
الترادف اللغوي
تعريفه :" هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار دلالة واحدة "
أو هو في تعريف أعم " اتساع اللفظ بالنسبة للمعنى "
شروط الترادف :
1- أن يكون اللفظ مفرد .
2- أن تكون دلالة اللفظين على ذات واحدة .
3- أن تكون دلالة اللفظين باعتبار واحد .
مثال : لا السيف والصارم , ليسا مترادفين لأنهما وإن دلا على شيء واحد فإن اعتبار الدلالة مختلف , لأن الأولى دلت على ذات السيف , ودلت الثانية على صفة من صفات السيف .
ملاحظة :الفرق بين التوكيد والترادف اللغوي : يفيد الثاني في التوكيد تقوية الأول , بينما المترادفان يفيد كل منهما ما أفاده الآخر .
موقف علماء اللغة من الترادف : وقف علماء اللغة من الترادف موقفين : موقف القائلين بالتباين , ومقف القائلين بالترادف .
وحجة الرأي الأول : أان أحد اللفظين يدل على الذات , والآخر يدل على الصفة , إذن اعتبار الدلالة مختلف دائما بين كل لفظين يدلن على ذات ما
مثال : الإنسان والبشر , الإنسان وصع باعتبار النسيان ,أو باعتبار أنه يؤنس , والبشر باعتبار أنه بادي البشرة .
ومن العلماء القائلين بالترادف : السيوطي , أبو الحسن أحمد ابن فارس ,ابن الصلاح , وأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب , أبي علي الفارسي , وأبو هلال العسكري الذي ألف كتاب الفروق اللغوية ليثبت عدم وجود الترادف بين الألفاظ .
أما الموقف الثاني فهو موقف المؤيدين للترادف :
ويرى هذا الفريق أن للترادف سببين :
1- أن يكون من واضعين مختلفين , وهو الأكثر , وذلك بأن تضع إحدى القبلتين أحد الاسمين والأحرى الاسم الآحر دون أن تعرف إحداهما عن الأخرى شيء .
2- أن يكون من واضع واحد بقصد الفوئد الأنية :
أ- أن تكثر طرق التعبير عن النفس .
ب- التوسع في طرق سلوك الفصاحة , وأساليب البلاغة في الظم والنثر , سسجعا , وجناسا , وقافية , وتصريعا .
ومن العلماء الذين يؤيدون وقوع الترادف :
ابن خالويه ,ويرى أنه على خلاف الأصل , والبيضاوي المفسر , ويرى أه أمر واقع , أبو هلال السكري عندما يعجز عن إيجاد الفرق اللغوي بين لفظتين .
والحقيقة أن الترادف وقع كثيرا في هذا العصر فالأرز الذي هو الحبة المعروفة في مصر , يعني الخبز في الكويت و والقوطة في مصر هي الطماطم في كثير من البلاد العربية هي هي البندورة في بلاد الشام وفلسطين
إذن الترادف واقع لامحيص عنه ,
والله أعلم و آحر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , وصل اللهم على سيدنا محمد .
إعداد : جمعة سعد محمد الشربيني
خادم اللغة العربية