تعريــــــــــــــف فقــــــــــــــه اللغــــــــــــــة وعلم اللغـــــــــــــــة
تعريف فقه اللغة : باعتبار مفرديه .
جاء في مادة ( ف ق ه ) في لسان العرب : الفقه هو العلم بالشيء والفهم له ، وغلب على علم الدين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم... والفقه في الأصل : الفهم يقال : أوتي فلان فقهاً في الدين أي فهماً فيه . قال عز وجل: {ليتفقهوا في الدين } أي ليكونوا علماء به ... وفقه فقهاً بمعنى علم علماً .
وجاء في المعجم الوسيط في المادة نفسها :" الفقه : الفهم والفطنة والعلم وغلب في علم الشريعة وعلم أصول الدين.(1) .
تعريف كلمة اللغة لغة : اللغة مشتقة من لغا يلغو إذا تكلم فمعناها الكلام .
اصطلاحاً : عرفها ابن جني في كتابه الخصائص
حد اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ) .
وهذا التعريف الذي تناقله علماء العربية على اختلاف تخصصاتهم – يضارع أحدث التعريفات العلمية للغة ، حيث ترى أن اللغة :
أ- أصــــــــــــــــــــــوات منـــــــــــــطـــــــــــوقـــــــــــــــــــــــة . ب- وأن وظيفتها التعبير عن الأغراض .
ج- وأنها تعيش بين قوم يتفاهمون بها . د- وأن لكـــــــــــــــل قــــــــــــــــــــــــــوم لغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .
فهذه – تقريباً – الأركان التي يدور عليها تعريف اللغة عند جميع من عرفها . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كتاب فقه اللغة العربية وخصائصها ، للدكتور إميل بديع يعقوب ، الطبعة الأولى 1982م ،دار العلم للملايين ، بيروت – لبنان ، ص 28
تعريف فقه اللغة باعتبار تركيبه :
فقه اللغة لغة :فهم اللغة والعلم بها وإدراك كنهها .
اصطلاحا : " العلم الذي يعنى بدراسة قضايا اللغة من حيث أصواتها ومفرداتها وتراكيبها وخصائصها الصوتية والصرفية و النحوية و الدلالية وما يطرأ عليها من تغييرات وما ينشأ من لهجات وما يثار حول العربية من قضايا وما تواجهه من مشكلات إلى غير ذلك مما يجري ويدور في فلكه "
تعريف علم اللغة : باعتبار مفرديه :
العلم لغة : نقيض الجهل علم علماً ورجل عالم وعليم من صار يمتلك العلوم الدينية والدنيوية وعلمت الشيء أعلمه علما عرفته وعلم وفقه أي تعلم وتفقه .
اصطلاحا ً: مجموع المسائل والأصول الكلية التي تجمعها جهة واحدة كعلم الكلام وعلم النحو وعلم الأرض وعلم الآثار .
تعريف كلمة اللغة لغة : اللغة مشتقة من لغا يلغو إذا تكلم فمعناها الكلام .
اصطلاحاً : عرفها ابن جني في كتابه الخصائص
حد اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ) .
تعريف علم اللغة باعتبار تركيبه : عرفه الدكتور محمود فهمي حجازي : ( هو دراسة اللغة على نحو علمي وتدرس اللغة في إطار علم اللغة في المجالات الآتية /الأصوات/بناء الكلمة /الصرف/ بناء الجملة / النحو /المفردات ودلالاتها .(1) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) فقه اللغة مفهومه وموضوعه وقضاياه ، محمد إبراهيم الحمد ، الطبعة الأولى 1426هـ ، دار ابن خزيمة ،ص 19،18،17.
الفـــــــــــرق بين فقـــــــــه اللغـــــــــة وعلــــــــــــم اللغــــــــــــــة
1- منهجية " فقه اللغة " تختلف عن منهجية " علم اللغة " بحيث أن الأولى تدرس اللغة على أنها وسيلة لدراسة الحضارة أو الأدب من خلال اللغة ، بينما تدرس الثانية اللغة لذاتها ، يقول أحدهم
إن التفريق بين الاصطلاحين :" فقه اللغة " و"علم اللغة " واجب للتفريق بين دراسة اللغة باعتبارها وسيلة وبين دراستها باعتبارها غاية في ذاتها ويؤكد دي سوسير " أن موضوع علم اللغة الصحيح والوحيد هو اللغة ذاتها ومن أجل ذاتها " .
2- أن ميدان " فقه اللغة " أوسع وأشمل ، إذ أن الغاية النهائية منه دراسة الحضارة والأدب ، والبحث عن الحياة العقلية من جميع وجوهها لذلك لذلك اهتم فقهاء بتقسيم اللغات وبمقارنتها بعضها مع بعض ، وبإعادة صيغ النصوص القديمة لشرحها في سبيل التعرف على ما تتضمنه من مضامين حضارية بمختلف وجوهها ، " ففقه اللغة هو الأرض الواسعة بين " علم اللغة " من ناحية وبين الدراسات الأدبية والإنسانية من ناحية أخرى أما علم اللغة فيركز على التحليل لتركيب اللغة ووصفها كميدانه الأساسي ، وعندما يوسع علماء اللغة ميدان موضوعهم فيعالجون المعنى فإنهم يقتربون من مجال فقه اللغة "
3- أن اصطلاح " فقه اللغة " سبق من الناحية الزمانية ، اصطلاح " علم اللغة " الذي جاء لتوضيح التركيز اللغوي دون غيره كأساس للفرق بين الاثنين وذلك واضح في وصف فقه اللغة غالباً بأنه مقارن ، أما علم اللغة فهو تركيبي أو شكلي ( أي يعنى بالشكل فقط ولا يعنى بما حول اللغة أو ما يتصل بالشكل اللغوي .
4- أن " علم اللغة " اتصف منذ نشأته بكونه "علما" حسب المنهج المفهوم الدقيق لهذا المصطلح ، وقد شدد معظم علماء اللغة على هذه الناحية لكن لم يحاول أحد أن يصف " فقه اللغة " بكونه علماً .
5- أن عمل فقهاء اللغة عمل تاريخي مقارن في أغلبه أما عمل علماء اللغة فوصفي تقريري بعد هذا التفريق بين " فقه اللغة " و " علم اللغة " لابد من الإشارة إلى أن هذا الأخير يدرس اللغة على مستويات أربعة وهي :
1- المستوى الصوتي : ويدرس فيه الأصوات ، إما من ناحية صفاتها دون النظر إلى وظائفها ، وعند ذلك يسمى " الفوناتيك " أو علم الأصوات العام ، أما من ناحية وظائفها ، فيطلقون عليه اسم " الفونولوجيا" أو علم الأصوات التشكيلي .
2- المستوى الصرفي : ويدرس الصيغ اللغوية والوحدات الصرفية .
3- المستوى النحوي : وميدانه الجملة ودراسة عناصرها وتركيبها .
4- علم الدلالة : ويدرس المعاني ، سواء معاني الألفاظ المفردة ويسمى عند ذلك أم الجمل والعبارات .
وينقسم علم اللغة حسب المنهج الذي يسير عليه إلى : تاريخي ، ووصفي ، وعام ، ووظيفي ، وبنائي ، وتطبيقي ، ومقارن .(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتاب فقه اللغة العربية وخصائصها ، للدكتور إميل بديع يعقوب ، ص 33-36.