منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك السمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة السمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة السمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالسمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 السمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جمعة سعد الشربيني
.عضو مميّز


القيمة الأصلية

البلد :
مصر

عدد المساهمات :
40

نقاط :
118

تاريخ التسجيل :
12/03/2011

الموقع :
مصر

المهنة :
مدرس لغة عربية


السمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) Empty
مُساهمةموضوع: السمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية)   السمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) I_icon_minitime2011-03-14, 23:40


بسم الله الرحمن الرحيم
السمات الفنية لأدب الطفل في القصة والمسرحية


















يجزم علماء النفس أن الملامح الحقيقة للطفل تتشكل أثناء الطفولة , وأن تغيرا طفيفا يطرأ على شخصية الإنسان في الكبر , وأن هذا التغير لا يمس جوهر الشخصية التي كانت تكونت في مرحلة الطفولة , كما أصبح من بديهيات علم النفس أن مرحلة الطفولة مرحلة قائمة بذاتها لها احتياجاتها , ولها دوافعها , ولها خصائصها , ولعل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ما يثبت صدق بعض نظريات ومقولات علم النفس : " الناس معادن , خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " فالإسلام ينقل الإنسان نقلة نوعية , ولكنه لا يغير معدنه وجوهره , فلو أسلم صاحب معدن أصيل , وبقي على الكفر صاحب المعدن النبيل لفاقه صاحب المعدن الوضيع , أما إذا أسلما فلا يمكن أن يتفوق صاحب المعدن الخسيس عليه .
إن هذا الكلام يعني أن إبداع الأدب لمرحلة الطفولة لم يعد ترفا أدبيا , ولا مجرد هواية متروكة لأمزجة الأدباء ,وإنما أصبح فرضا على الأمة في مجموعها (فرض الكفاية ) , فإن تركته أثمت . كما يجب على الأمة أن تضع في خططها التعليمة من الأدبيات ما يناسب الطفولة , ويكفيها حاجتها , في ظل الانفتاح على العالم , حتى لا تغتال الأمة في مستقبلها من خلال الطفولة , ونحن واجمون ذاهلون , ويجب ألا يترك أدب الطفل لأمزجة الأدباء , كل يورد الأطفال مشربا يرتئيه , وإنما يجب أن يتم الإبداع في إطار الأهداف الحضارية الكبرى للأمة , وألا يترك الأديب نفسه لشيطانه الذي يلهمه الإبداع , بل يجب أن يكتب بوعي كامل , وأن تكون لديه رؤية حضارية شاملة , وتصور واضح لمكان أمتنا على الأرض , وما لهذه الأمة وما عليها , إن كتاب الطفل قليلون , والتخطيط لأدب الطفل يكاد يكون معدوم , والأمر برميه متروك لمبادرة الأدباء , فهل آن الأوان لكي نهتم بأدب الطفل مستشرفين به ومن خلاله المستقبل الزاهر , ومتجاوزين الواقع التردي لأمتنا .
في رحلة مثيرة وممتعة عبر ثلاثة عشر قصة , مع الكاتب المحترف , صاحب الخيال الخلاق , والقريحة المبدعة عشنا المتعة , والفائدة , والتعلم .
فالكاتب يحدد فكرته بوعي كامل , ثم ينتقي الأحداث التي تناسب الفكرة , ويجعل من الفكرة منوالا ينسج عليه الأحداث ببراعة كبيرة , فيجعل من الأحداث سداة القصة ( الخيط الطولي في النسيج ) , ومن المكان والزمان لحمة القصة ( الخيط العرضي في القصة ) . ومن سرده المتوالي , ورسمه لشخصياته يصل بنا إلى حبكته القصصية , التي عندها تصل إنفعالتنا إلى ذروتها , ثم تبدأ الانفراجة أو ما يعرف بالحل , وفي أثناء ذلك تتخلل الطفل القيمة التي يريد أن يبثها إياه , وعندها تتوقف الأحدث , والزمان والمكان
بعدما تكون القيمة المتسللة قد تجسدت سلوكا حيا واقعيا أمام ناظري الطفل . ويكاد ذلك يكون أسلوب الكاتب في كل قصصه . والوعي الأدبي لدى الكاتب عال , حتى إذا ما فرغت من القراءة تيقنت أن الكاتب صانع ماهر , وصاحب خبرة عميقة في أدب الطفل , فهو كلاعب العرائس الماهر , الذي يحرك عرائسه على المسرح بمهارة ووعي يبهر المشاهدين . وسوف تلاحظ ذلك في كل القصص ,ماعدا قصة " المخلوق الفضائي والفلاح البسيط " والتي لم يتقن الكاتب أحداثها بالصورة التي نراها في قصص الخيال العلمي التي أبدعها الغربيون , والتي لفق الكاتب بعض أحداثها مستغلا غفلة الطفل وسذاجته , وعدم قدرته على تفسير الأمور , على أن الأحداث رغم البراعة في ترتيبها , وتنظيمها بسيطة , وواقعية في أغلب القصص , ونستطيع تفسير من خلال رؤيتنا للواقع العادي .
أما شخوصه فهي شخوص جاهزة , وهذا المصطلح النقدي يعني أن الكاتب لم يبدأ بشخص مجهول تماما للقارئ , ثم تبدأ أبعاد الشخصية في التكشف والوضوح شيئا فشيئا , فلا نتعرف على كل أبعادها الخارجية والداخلية إلا بانتهاء القصة , وهو ما يعرف لدى النقاد بالشخصية النامية , بل إن الكاتب قد يمعن في إبراز معالم الشخصية من بداية القصة , ففي " الثمن العادل " من بداية القصة يقول " فأتى المحتال الكذاب " وفي "البخيل وجرة الذهب "
يقول في أول سطر من القصة " عاش رجل بخيل " وكذلك في أغلب القصص . وأعتقد أن الكاتب رأى أن الشخصية الجاهزة أنسب للطفل , وأقرب إلى مزاجه , وأنسب مع علمه البسيط , لأن الغاية من القصة هي غاية تعليمة , فلا يعني الكاتب أن يبهر الطفل بشخصية بعيدة الأغوار , مثل شخصية أوديب , وإلكترا اللذين أخضعهما علماء التحليل النفسي قبل النقاد للدراسة , والطفل لن يفهم ذلك , ولهذا فمن العدل ألا نخضع شخصيات قصصه للمقاييس النقدية التي نقيس بها شخصيات أدب الكبار , وقد يجنح الكاتب رغم البساطة إلى الرمز في قصصه , وقد أشرت إلى ذلك في قصص : السباح الماهر , والمحتال وظل النخلة , والدرس العظيم , والثعلب ملكا للغابة ,وصياد اللؤلؤ والخاتم الثمين , وناي الصدق , والمخلوق الفضائي والفلاح الطيب .

والسرد لدى الكاتب سرد حوا ديتي مباشر في كل القصص إلا في بعض المقاطع من قصة , " المحتال وظل النخلة " التي غلب عليها الحوار الذي دار بين الحكيم والمحتال , وكذلك في قصة : "المخلوق الفضائي والفلاح البسيط " حيث كان للحوار دور كبير فحسم الصراع بين المخلوق الغريب , وبين الفلاح البسيط , ولغة السرد لغة تعليمة بسيطة , وأظن أن الكاتب قد استعان بمعجم للكلمات التي يستعملها الأطفال في هذه السن , ولذلك نرى أن الكاتب قد اتبع كل قصة بمجموعة من التدريبات التي تساهم في تحليل الفكرة , ومهارة اكتساب اللغة , وفي مهارة اكتساب القاعدة اللغوية , وهذا يذكرنا بالمقامات اللغوية التي كانت تبتدع من أجل تعليم النشء المهارات اللغوية من خلال القصص المسلية التي كانت توردها المقامة .


أما الزمان والمكان فقد جاء متشابها في أغلب القصص , اللهم إلا قصة المخلوق الفضائي , حيث حلق بنا الكاتب في عوالم أخرى , وسافر بنا إلى كواكب أخرى , وجعل من سفينة الفضاء مكان مأزوم ضيق لا فضاء فيه , ولهذا إيحاؤه في سياق القصة .
وجاء الزمان والمكان مناسبين كلٌ في قصته , وقاما بدور البطانة النفسية , والموسيقى التصورية التي تساعد في تكثيف الأحداث , ومساعدة القارئ على تصور الأحداث والانفعال بها , وتحريك خيال القارئ .









































رؤية نقدية لأدب الطفل

قصة "هدية العيد "





















يجزم علماء النفس أن الملامح الحقيقة للطفل تتشكل أثناء الطفولة , وأن تغيرا طفيفا يطرأ على شخصية الإنسان في الكبروأن التغير لا يمس جوهر الشخصية التي كانت تكونت في مرحلة الطفولة , كما أصبح من بديهيات علم النفس أن مرحلة الطفولة مرحلة قائمة بذاتها لها احتياجاتها , ولها دوافعها , ولها خصائصها قول الرسول صلى الله عليه وسلم ما يثبت صدق بعض نظريات ومقولات علم النفس : " الناس معادن , خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " فالإسلام ينقل الإنسان نقلة نوعية , ولكنه لا يغير معدنه وجوهره , فلو أسلم صاحب معدن أصيل , وبقي على الكفر صاحب المعدن النبيل لفاقه صاحب المعدن الوضيع , أما إذا أسلما فلا يمكن أن يتفوق صاحب المعدن الخسيس عليه .
إن هذا الكلام يعني أن إبداع الأدب لمرحلة الطفولة لم يعد ترفا أدبيا , ولا مجرد هواية متروكة لأمزجة الأدباء ,وإنما أصبح فرضا على الأمة في مجموعها (فرض الكفاية ) , فإن تركته أثمت . كما يجب على الأمة أن تضع في خططها التعليمة من الأدبيات ما يناسب الطفولة , ويكفيها حاجتها , في ظل الانفتاح على العالم , حتى لا تغتال الأمة في مستقبلها من خلال الطفولة , ونحن واجمون ذاهلون , ويجب ألا يترك أدب الطفل لأمزجة الأدباء , كل يورد الأطفال مشربا يرتئيه , وإنما يجب أن يتم الإبداع في إطار الأهداف الحضارية الكبرى للأمة , وألا يترك الأديب نفسه لشيطانه الذي يلهمه الإبداع , بل يجب أن يكتب بوعي كامل , وأن تكون لديه رؤية حضارية شاملة , وتصور واضح لمكان أمتنا على الأرض , وما لهذه الأمة وما عليها , إن كتاب الطفل قليلون , والتخطيط لأدب الطفل يكاد يكون معدوم , والأمر برميه متروك لمبادرة الأدباء , فهل آن الأوان لكي نهتم بأدب الطفل مستشرفين به ومن خلاله المستقبل الزاهر , ومتجاوزين الواقع التردي لأمتنا .
في رحلة مثيرة وممتعة عبر ثلاثة عشر قصة , مع الكاتب المحترف , صاحب الخيال الخلاق , والقريحة المبدعة عشنا المتعة , والفائدة , والتعلم .
فالكاتب يحدد فكرته بوعي كامل , ثم ينتقي الأحداث التي تناسب الفكرة , ويجعل من الفكرة منوالا ينسج عليه الأحداث ببراعة كبيرة , فيجعل من الأحداث سداة القصة ( الخيط الطولي في النسيج ) , ومن المكان والزمان لحمة القصة ( الخيط العرضي في القصة ) . ومن سرده المتوالي , ورسمه لشخصياته يصل بنا إلى حبكته القصصية , التي عندها تصل إنفعالتنا إلى ذروتها , ثم تبدأ الانفراجة أو ما يعرف بالحل , وفي أثناء ذلك تتخلل الطفل القيمة التي يريد أن يبثها إياه , وعندها تتوقف الأحدث , والزمان والمكان
بعدما تكون القيمة المتسللة قد تجسدت سلوكا حيا واقعيا أمام ناظري الطفل . ويكاد ذلك يكون أسلوب الكاتب في كل قصصه . والوعي الأدبي لدى الكاتب عال , حتى إذا ما فرغت من القراءة تيقنت أن الكاتب صانع ماهر , وصاحب خبرة عميقة في أدب الطفل , فهو كلاعب العرائس الماهر , الذي يحرك عرائسه على المسرح بمهارة ووعي يبهر المشاهدين . وسوف تلاحظ ذلك في كل القصص ,ماعدا قصة " المخلوق الفضائي والفلاح البسيط " والتي لم يتقن الكاتب أحداثها بالصورة التي نراها في قصص الخيال العلمي التي أبدعها الغربيون , والتي لفق الكاتب بعض أحداثها مستغلا غفلة الطفل وسذاجته , وعدم قدرته على تفسير الأمور , على أن الأحداث رغم البراعة في ترتيبها , وتنظيمها بسيطة , وواقعية في أغلب القصص , ونستطيع تفسير من خلال رؤيتنا للواقع العادي .
أما شخوصه فهي شخوص جاهزة , وهذا المصطلح النقدي يعني أن الكاتب لم يبدأ بشخص مجهول تماما للقارئ , ثم تبدأ أبعاد الشخصية في التكشف والوضوح شيئا فشيئا , فلا نتعرف على كل أبعادها الخارجية والداخلية إلا بانتهاء القصة , وهو ما يعرف لدى النقاد بالشخصية النامية , بل إن الكاتب قد يمعن في إبراز معالم الشخصية من بداية القصة , ففي " الثمن العادل " من بداية القصة يقول " فأتى المحتال الكذاب " وفي "البخيل وجرة الذهب "
يقول في أول سطر من القصة " عاش رجل بخيل " وكذلك في أغلب القصص . وأعتقد أن الكاتب رأى أن الشخصية الجاهزة أنسب للطفل , وأقرب إلى مزاجه , وأنسب مع علمه البسيط , لأن الغاية من القصة هي غاية تعليمة , فلا يعني الكاتب أن يبهر الطفل بشخصية بعيدة الأغوار , مثل شخصية أوديب , وإلكترا اللذين أخضعهما علماء التحليل النفسي قبل النقاد للدراسة , والطفل لن يفهم ذلك , ولهذا فمن العدل ألا نخضع شخصيات قصصه للمقاييس النقدية التي نقيس بها شخصيات أدب الكبار , وقد يجنح الكاتب رغم البساطة إلى الرمز في قصصه , وقد أشرت إلى ذلك في قصص : السباح الماهر , والمحتال وظل النخلة , والدرس العظيم , والثعلب ملكا للغابة ,وصياد اللؤلؤ والخاتم الثمين , وناي الصدق , والمخلوق الفضائي والفلاح الطيب .

والسرد لدى الكاتب سرد حوا ديتي مباشر في كل القصص إلا في بعض المقاطع من قصة , " المحتال وظل النخلة " التي غلب عليها الحوار الذي دار بين الحكيم والمحتال , وكذلك في قصة : "المخلوق الفضائي والفلاح البسيط " حيث كان للحوار دور كبير فحسم الصراع بين المخلوق الغريب , وبين الفلاح البسيط , ولغة السرد لغة تعليمة بسيطة , وأظن أن الكاتب قد استعان بمعجم للكلمات التي يستعملها الأطفال في هذه السن , ولذلك نرى أن الكاتب قد اتبع كل قصة بمجموعة من التدريبات التي تساهم في تحليل الفكرة , ومهارة اكتساب اللغة , وفي مهارة اكتساب القاعدة اللغوية , وهذا يذكرنا بالمقامات اللغوية التي كانت تبتدع من أجل تعليم النشء المهارات اللغوية من خلال القصص المسلية التي كانت توردها المقامة .


أما الزمان والمكان فقد جاء متشابها في أغلب القصص , اللهم إلا قصة المخلوق الفضائي , حيث حلق بنا الكاتب في عوالم أخرى , وسافر بنا إلى كواكب أخرى , وجعل من سفينة الفضاء مكان مأزوم ضيق لا فضاء فيه , ولهذا إيحاؤه في سياق القصة .
وجاء الزمان والمكان مناسبين كلٌ في قصته , وقاما بدور البطانة النفسية , والموسيقى التصورية التي تساعد في تكثيف الأحداث , ومساعدة القارئ على تصور الأحداث والانفعال بها وتحريك خيال القارئ






























أولا : مقدمة البحث :

لاشك أن المتعة والمنفعة اللذين نبحث عنهما في الأدب يرجعان إلى أسباب إنسانية , ذلك أن المتعة والفائدة يمكن أن نجدهما في أشياء في أشياء أخرى غير الآثار الفنية الرائعة .
ولقد اهتم الأدب العربي القديم بأدب الطفل , وقص علينا كتاب المستطرف جانبا من اهتمام الجاحظ بآداب الطفل , ومعلميهم , وكذلك أبدى الجاحظ اهتماما كبيرا بهذا الموضوع في سائر كتبه , وأبدى اهتماما خاصا به في كتابه البيان والتبيين , وجاءت اهتمامات الفقهاء على قدم وساق مع اهتمامات النقاد والأدباء , وكذلك اهتمامات التربويين كابن خلدون الذي أبدى اهتماما عظيما بتربية النشء , ومعاملته معاملة تنتج منه إنسانا صالحا .

ثانيا : الحدث :
قصة هدية العيد مكن قصص الطفل , وقد تميز الحدث فيها بالبساطة الشديدة , فالحدث يتركب من وقائع جزئية قليلة , وإن كانت هذه الوقائع مترابطة في إطار منطقي وفكري يصل بنا إلى النتيجة المرجوة , وهي ترسيخ" قيمة الإيثار"فأحداث القصة تدور حول أرملة فقيرة ترعى ثلاث بنات كالزهرات اليانعة , جاءهم العيد , وليس مع الأم سوى عشرة دنانير , وأرادت الأم أن تشتري لكل طفلة الملابس والهدية التي طلبتها , ولكن كل هدية من الهدايا يساوي الدنانير العشرة التي تمتلكها الأم , والتي جمعتها مكن العمل في بيوت القرية , وهنا تقع الأم في صراع نفسي لأنها تحب بناتها الثلاثة , وتريد أن تشتري لكل واحدة ما تريد ولكن الدنانير لا تكفي , وهنا تتعقد الأحداث وتتشابك الوقائع لنصل إلى ما يسمى بالحبكة القصصية , ولكن الأم سرعان ما تحزم أمرها , وتقرر أن تشتري للطفلة الصغرى مها , وليس ذلك لأنها تفضلها عليهم ولكن لأن طفولتها حقيقة بأن تستمتع بعيد ربما تكون أختاها قد استمتعتا به من قبل .
وتذهب الأم وتشتري لمها الدمية التي طلبتها , وتمتلك مها الدمية , وتسعد بها ثم تبدلها بالكرة التي طلبتها أختها الوسطى ( منى ) وتدسها لها في فراشها , وتستيقظ منى فتجد الكرة , فتظن أن أمها هي التي اشترتها لها , فتذهب إلى البقال وتبدلها بالمذياع الذي طلبته أختها الكبرى (ماجدة ) , وتدسه في فراشها فتستيقظ ماجدة وتجد المذياع فتظن كما ظنت أختاها , وتبدل المذياع بالدمية مرة أخرى وتدس الدمية في فراش مها .
يفهم البقال القصة فيخبر أهل القرية , ويلقنهم الدرس الذي تعلمه من البنات الصغيرات , وإذا بالهدف من القصة يتحقق من خلال تضافر الوقائع التي يتكون منها الحدث , وإذا بأهل القرية يسعون لإسعاد البنات وأمهن , وهي كما ترى وقائع بسيط , ولكنها موظفة توظيف جيد لخدمة النتيجة التي يسعى لها القاص .

ثالثا : الشخصيات : الأم , مها , منى , ماجدة , البقال , أهل القرية .
اعتمد الكاتب في هذه القصة على ما يسمى بالشخصية الجاهزة , وهي الشخصية التي لا تتطور مع تطور الأحداث ولا تتكشف أبعادها النفسية كلما تعمقنا في قراءة القصة , وإنما تبقى كما هي دون تغير , وتوظف فقط من أجل الهدف والفكرة التي يسعى إليها الكاتب , وهذا يتناسب مع القدرة الإدراكية للطفل , لأنه لا يستطيع أن يدرك الدوافع العميقة للسلوك الإنساني , وإنما يكتفي برؤية السلوك وتقليدة , وتعلمه , ومن ثم الاقتداء به .

رابعا : السرد
اعتمد الكاتب على السرد المباشر , أو ما يعرف بالسرد التاريخي وقد نجح الكاتب في تصوير الحالة النفسية للأم عندما باتت ليلها تترقب الصباح , وتفكر في حل الأزمة التي ستحل بها في الصباح , وبقي السؤال يتردد على مسامعها طوال الليل : لمن تشتري الهدية ؟ والكاتب لم يكن بارعا في تصوير الحالة النفسية للأم , ولم تكن لغته من الحيوية بحيث تكون قادرة على أن تضع القارئ في قلب العاصفة النفسية التي تجتاح الأم , وكأني بالكاتب هو الذي يقف خلف شخصياته ليلقنهم اللغة التي يتحدثون بها , وإذا كان السرد نقل الواقع إلى لغة , فأعتقد أن لغة الكاتب طغت على لغته .

خامسا : البناء :
أخضع الكاتب الحوادث كلها لإطار عام , أدت فيه كل واقعة دورها في ترسيخ فكرة الإيثار , وإيقاظ هذه الحاسة في أهل القرية الطيبين , كما أدت الأحداث دورا حيويا في الوصول إلى هذا المعنى خصوصا ما ارتبط منها بشخصية الطفلة الصغيرة منى , والتي تعد في الحقيقة بطلة القصة .





سادسا : الزمان والمكان :
الزمان والمكان يمثلان الموسيقى التصويرية التي تساعد الخيال على تمثل الموقف , كما يمثلان البطانة النفسية التي تساعد العقل على الاستيعاب , وزمن الرواية هو يوم وقفة العيد , والمكان بيت صغير فقير ليس عائل رجل , ولا حتى ظل صبي يشعر الأرملة والبنات بالدفء الرجولي وحماية الذكر لأنثاه , وغيرته عليها , وهنا تحدث المفارقة التي تجعل البكاء موجعا , ففي قلب فرحة العيد لا نكاد نسمع تلك الصرخات المكتومة التي تحوم على هذا البيت , ورغم بساطة وصف الكاتب للمكان إلا أنه وظفه توظيفا جيدا .

سابعا : الخاتمة :
لاشك أن الطفل في حاجة إلى أدب يتناسب مع عمره , لأن الطفل يدرك الواقع بذوقه ولا يتعلمه , وشتان مابين الإدراك والتعلم أو المعرفة , فالإدراك ذاتي , والمعرفة موضوعية والطفل لا يستطيع معرفة الموضوعات الخارجية وتفسيرها , ولكنه يستطيع إدراكها بذوقه , ثم اجترارها بعدما تختمر لتكون معرفة وقيم يزن بها الواقع , وأعتقد أن الكاتب نجح في غرس هذه القيمة من خلال القصة , وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .













"الجنيّ الحكيم والكسالى الثلاثة"
رؤية نقدية


















أولا: مقدمة البحث :
بأسلوب الحكي المتأثر بالحدوتة يحاول الكاتب القص للأطفال , وقد بدأ قصته بـــ"كان " على طريقة " كان ياما كان " وغاية الكاتب من هذه القصة أن يعلم الأطفال قيمة من أهم قيم الحياة هي قيمة العمل , ولقد طغت فكرة الكاتب على بنائه الفني , وإذا كانت الفكرة هي في كل الأعمال الفنية هي المنوال الذي ينسج عليه المبدع أعماله , فإن الفكرة هنا استغرقت الأحداث , وكانت المحور الذي يجذب الأحداث كلها إليه , وكانت هي بطل القصة الذي حرك الأحداث وصاغ وقائع القصة .

ثانيا : الحدث :
يتمثل حدث هذه القصة من مجموعة من الوقائع البسيطة التي تآزرت في الوصول إلى العقدة , ومن بساطة الوقائع التي تصوغ هذا الحدث يمكن لقارئ عادي أن يتعرف على ختام القصة منذ أن يبدأ في قراءتها .
إنها قصة ثلاثة فتيان أثرياء , كفاهم الأب مؤونة العيش بما يملك من مال وأرض واسعة , فكانوا كما قال الشاعر في حق الجاهلية المترفة " نؤوم الضحى " فهم لا يستيقظون من النوم إلا لتناول الطعام , مات الأب فجأة , وترك الفتيان الأرض بورا , وعضهم الجوع بأنيابه بعدما أبطرهم الشبع , وتركوا أرضهم بورا , ويحشر الكاتب ذهابهم إلى الشاطئ حشرا لا مبرر له بين أحداث القصة , وهنا يظهر التكلف في صناعة الحدث , فذهابهم إلى أرضهم أيسر من ذهابهم إلى الشاطئ , ولكن الكاتب اختلق واقعة الذهاب إلى الشاطئ من أجل رؤية الجن الحكيم , ولست أدري أيهما أكثر حكمة الإنسان أم الجان ؟!
يعبث الفتيان بالزجاجة فإذا بالجن يخرج من الزجاجة الغريبة , وقد أهزله طول الحبس في الزجاجة , ويطلب كل واحد من الصبية حفنة من الذهب , ولكن الجان الذي ساقه القدر كان يعلم الغيب , وجاء خصيصا لحل مشكلة الفتية , وهذا المنحى الأسطوري في صياغة الحدث أبعد القصة عن الواقعية ,مما أفقدها القدرة على الإقناع , أم أن العفريت كان رمزا للقدر الذي خلع عنهم ربقة الكسل , وألبسهم ثوب النشاط والعافية.
على أية حال فقد أكسب الحوار الذي دار بين العفريت والفتية الحدث شيئا من الحيوية والنشاط , بعد ذلك وعدهم الجان بحفنة الذهب إذا هم تنافسوا في زراعة أرضهم , وسوف يكون الذهب لأكثرهم إنتاجا .
عاد الشباب إلى أرضهم وهم يتنافسون في زيادة إنتاجها , وبعد الشهور الثلاثة عاد إليهم الجان العجوز , فأسرعوا إليه طمعا في المكافأة , ضحك الجان العجوز وقال لهم إن ما لديكم الآن أفضل من الذهب , وهو حماسكم للعمل .
اختفى الجن فجأة , ورجع الإخوة بعضهم لبعض , وقالوا لقد كان الجني على حق ق ق ق .

ثالثا : السرد :
اعتمد الكاتب على السرد المباشر أو الحكي , ولم يعتمد على الحوار الدرامي إلا في واقعة الجني عندما تحرر من الزجاجة , وللغة مستوى واحد , يسوقه المؤلف على ألسنة شخصياته .



رابعا : البناء :
أخضع الكاتب وقائع القصة كلها لفكرة عظيمة , وقيمة كبري من القيم الإنسانية , وهي قيمة العمل , ونجح الكاتب في إقناع الكسالى بهذه القيمة , كما نجح في إخراجهم من حالة الترهل إلى حالة اشتداد الساعد , وقوة العود .

خامسا : الزمان والمكان :
الزمان والمكان يمثلان الخلفية الخيالية التي تعين القارئ على تصور الأحداث واستيعابها , ورؤية الدوافع النفسية التي تحرك الإنسان على مسرح الحياة , وترسم سلوكه في هذا العالم , وقد نجح الكاتب في دمج البعد المكاني في وقائع القصة , ,عن كان البعد الزماني وهو البعد الرابع للمكان شبه غائب , ولعل الكاتب قصد إلى ذلك قصدا ليشعرنا أن الزمن لا قيمة في حياة الكسالى , فأنت تشعر أن الأحداث تدور في فراغ .

سادسا : الخاتمة :
لعل القاص يهدف إلى القيم الإنسانية , ويحاول غرسها في أطفالنا , والكاتب نجح في هذا إلى حد بعيد , ولعل المقاييس التي تحكم أدب الطفل غير تلك التي تحكم أدب الكبار , وخيال الطفولة الجامح يتقبل بعض الأساطير كمصباح علاء الدين والتي من قبيلها واقعة الجني التي وردت في القصة , ويكفي الكاتب جهدا أنه أجهد فكه الإبداعي , وخياله الخلاق في تأليف هذا القصص , لتكون وسيلة لتعليم أبنائنا القيم الرفيعة , وما أجمل أن نتعلم من خلال القصة .








"الثمن العادل"
رؤية نقدية


















أولا : المقدمة :
الأدب مرآة الواقع , ولكن الكاتب لا ينقل الواقع نقلا حرفيا وإنما ينتقي من الواقع ما يصوغ به حدثة , ويبني منه وقائعه , والأدب تكثيف لأحداث الواقع , والواقع هو المادة الخام التي يشكل منها المبدع عمله الفني , وهنا يبرز الدور الحيوي للخيال المبدع الخلاق , وشتان مابين الخيال المبدع والوهم المتبدد , الخيال يعيد ترتيب الواقع , والوهم يبدد الواقع , الخيال يطلعك من خلال التكثيف في الأدب على ما يستحيل أن تطالعه في الواقع , وهذا ما سوف نراه في قصة "الثمن العادل " .

ثانيا : الحدث :
تدور أحداث هذه القصة حول شخصية محورية هي شخصية الغريب المحتال , وتكاد شخصية الغريب تصنع كل أحداث القصة .
تبدأ أحداث القصة بدخول المحتال القرية , حيث بنى منزلا كبيرا , وملأه الأنعام التي تعد من مظاهر الغنى في القرى , واستغل المحتال سذاجة أهل القرية , فكان يجمعهم كل مساء ليقص عليهم حكايات كاذبة يقصد إلى إخافتهم وإرهابهم , ثم يطلب منهم تحت وطأة هذا الإرهاب ما يشاء , مثل قصة أرض النار التي قتل فيها التنين بعدما أحرق فرسان الملك بأنفاسه الملتهبة , ثم طلب منهم أن يزرعوا أرضه ويرعوا بهائمه بلا مقابل , فنفذوا طلبه خوفا من شره .
ويبدوا أنه وجد لهذا القصص الكاذب مردودا فأمعن في كذبه , وغالى في احتياله وتلفيقه, فقص عليهم قصة بلاد الجليد , وكأنه يريد أن يوهمهم أنه سوبر مان القادر على العيش في الأجواء , ومقاتلة كل الوحوش , فكما أنقذ "ست الحسن" في بلاد النار . أنقذ "ذات الحسن " , وقاتل الدببة التي افترست ألف فارس , وأخذ الهدايا والعطايا تقديرا لشجاعته , ثم فرض عليهم أن يأتي كل واحد منهم بكمية من محصولهم وثمارهم , فأ1عن أهل القرية تحت وطأة الخوف , وأحضروا ماطلب منهم , ولم يتوقف مسلسل الجشع , وإنما استمرأ المحتال الكذب , وقص عليهم قصة مارد البحر الذي اختطف "أميرة الحسن " ابنة ملك الجزيرة , وقتل ألف فارس من فوارس الملك , ولكني استطعت أن أصرعه بحربتي , وأنقذ الأميرة , وطلب منهم أن يأتوه بالهدايا . حتى تكدست الهدايا والأموال في قصر المحتال , وأهل القرية يزدادون فقرا , وأنت تلاحظ أن شخصية المحتال لايمكن أن تكون موجودة بهذه الصورة المركزة في الواقع , ولكنه الخلق الأدبي الذي يكثف كل صفات الاحتيال والكذب حتى تبدوا بارزة أمامك من خلال الوقائع المتتالية في القصة . وكلما أمعن الكاتب في تركيزها تشابكت الوقائع وعقدت الأحداث وصولا إلى العقدة من خلال البناء الدرامي أو ما يعرف بالحبكة , ويقف القارئ مشدوها إلي الحل , أو إلى انفراجة تنقذ أهل القرية من هذا اللص الذي انتهك براءتهم , وعبث بطيبتهم .
وتوقع الجميع أن يثور أهل القرية , ولن هيهات أن يثور من حبس شجاعته بين جدران الخوف , وأودع كلماته معاقل الصمت .
ولكن من خلال الحدث المصنوع تسخر الأقدار النار التي التهمت الأخضر واليابس في قصر المحتال , وكان يجب بمنطق القوة الواهمة أن ينقذ قصره من النار , ولكنه وقف عاجزا يطلب المساعدة من أهل القرية , ورفض أهل القرية المساعدة , وهنا انكشف زيف القوة , وتحول القصر والمال إلى كتلة من الفحم , فكان هذا هو الجزاء العادل للكذب , ولو صدق الرجل لأنجاه صدقه . خرج المحتال من القرية يجر أذيال الحسرة والخذلان , وتعلم أهل القرية الدرس وهو ألا يصدقوا ما لا يكون أن يكون , وتلك هي الحكمة التي يريد أن يعلمها الكاتب للطفل الصغير , وأظن أنها تصلح للكبار قبل الصغار .

ثالثا : الشخصيات :
في هذه القصة شخصيات محورية (أساسية) , وشخصيات هامشية : المحتال , أهل القرية , التنين , الدببة , مارد البحر , وذوات الحسن , والملوك ,والنار, والخدم , والشخصيات السباقة كلها هامشية عدا شخصية المحتال , والنار التي ترمز إلى الثورة المكبوتة والغيظ الذي ملأ قلوب أهل القرية , والشخصيات الهامشية كلها شخصيات جاهزة دخلت القصة وخرجت كما هي , اللهم إلا أهل القرية رمز السذاجة والطيبة , فقد حدث تحول كبير في أسلوب تفكيرهم , وإن كان ذلك بصورة مجملة دون التركيز على شخصية بعينها ترمز إلى أهل القرية وتصور شخصيتهم من الداخل والخارج .
أما المحتال فشخصيته نامية حيث بدأت مجهولة إلى حد ما ثم تكشفت لنا أبعادها الخارجية من البطولات الخارقة التي اختلقها , فيبدو أن قوته الجسدية , ومهارته الحربية كانت بادية , فأعانته على إقناع أهل القرية ببطولاته المختلقة , ولو كان ضعيف البنية ما استطاع إقناعهم بشيء من ذلك .
أما على المستوى الداخلي فقد أظهر لنا الكاتب من خلال البناء الفني نفسية حقيرة , وجشعا لا حدود له .

رابعا : السرد
نجح الكاتب في سرد أحداث القصة , كما نجح في تصوير شخصية المحتال , ونقل الواقع القصصي إلى لغة معبرة عن الفكرة , والشخصيات , والوقائع , واتسمت لغة السرد بالإيحاء والحيوية , على الرغم من مباشرة السرد وسهولته .

خامسا : البناء :
اختار الكاتب أسلوب البنائية العضوية , وتمثل ذلك في إخضاع الوقائع كلها لإطار عام يحاول من خلاله تأصيل فكرة الوعي , ومحاربة السذاجة التي كانت ومازالت سببا في تجرأ المحتالين على القيم , أكثر مما ركز على تحطيم صفة الكذب لأنها أمر عارض يزول بزوال السذاجة , وتعليم المخدوعين الوعي , واعتقد أن الترابط المنطقي للأحداث تمكن من تصوير هذا المعنى , بله توصيله .

سادسا : المكان والزمان : الوجود والعدم مرتبطان بالزمن , ويفرض الزمان كثافته في مراحل الحزن والألم , والمكان إيحاء , وتجسيد , ولكل منهما شخصيته التي تساوق الأحداث , والحقيقة أن الزمان البطئ المتمثل في الليالي الثقيلة التي مرت على أهل القرية كان معبرا عن معناتهم النفسية , وموازيا لكآبة الواقع الذي فرض عليهم , وشدة الخوف الذي عاشه هؤلاء السذج , وكذلك المكان , فنحن أمام مكانين : مكان متخم بالشبع ويقول هل من زيد ؟! , يملكه جشع واحد ,
وآخر لاشيء فيه , بل يكاد يتنازل عن الاشيء أصحابه لوافد كاذب , ومحتال مخادع , والحقيقة أن هناك رمزية واضحة في القصة لواقع نعيشه ولكن النار المقدسة التي أنقذت أهل القرية لن تنقذ ملايين العرب والمسلمين .


سابعا :الخاتمة :
لقد تميزت هذه القصة بقدر كبير من الواقعية الرمزية , حيث رمز المحتال إلى حفنة من المستغلين الذين ينعمون بكل شيء , ورمز بأهل القرية السذج إلى ملايين المعذبين والمطحونين من قبل هذه القلة المحتالة , كما توحي بتيار الوعي الذي بدأ يدب في الأمة الساذجة .




















البخيل وجرة الذهب
رؤية نقدية


















أولا : المقدمة :
العمل الأدبي غالبا ما يفرض علينا منهج نقده , ومن الإجحاف بمكان أن نفرض منهجا أدبيا ما على عمل لا يصلح له هذا المنهج , فما يصلح لنقد أدب الكبار قد لا يصلح لنقد أدب الأطفال , وإذا كنا نحن الكبار" الذين نبدع أدب الطفولة فإن الأطفال هم الذين يمنحون هذا الأدب الخلود ", ومن مظاهر هذا الخلود أن تتابع الأجيال في قراءة هذا الأدب والنهل منه , وكذلك أن ينجح هذا الأدب في وصل هذه الأجيال بتراثها وقيمها , كما يتعين على الأديب أن يعي حقيقة مهمة , وهي أن التراث والقيمة هما التجربة التي تعين الطفل على إدراك الحاضر والمستقبل , والكاتب في قصة البخيل وجرة الذهب يجعل من القصة أساسا يقيم عليه قيمة الكرم , وهي قيمة إسلامية كبرى , وقيمة عربية أصيلة , ولله در الشاعر العربي حين قال :
نحن في المشتاة ندعوا الجفلى *** لاترى الآدب فينا ينتفر

ثانيا : الحدث : تدور أحداث القصة حول رجل بخيل شديد البخل , يذكرنا ببخلاء الجاحظ , آلمه رؤية الفقراء العاملين يأكلون من الثمار التي يجنونها , فأوحى إليه شيطانه أن يبيع كل ما يملك ويكتنزه في جرة , ويخبئ هذه الجرة في الأرض , ولكن الأقدار كانت له بالمرصاد , فإذا بالأمطار تجرف التربة , وتحمل الجرة إلى جهة غير معلومة , وإذا بالبخيل يخرج مولولا صارخا , يبحث كالمجنون عن جرة الذهب التي جرفها السيل , وفي ذات الوقت وصلت الجرة إلى يد الحداد الفقير , ولمح الحداد الطمع في عيون أبنائه , فحمل الجرة , وأخذ يعرفها , ويعلن عنها , ووصل الخبر للبخيل , فاندفع إلى الحداد ليأخذ الجرة , فحكم الناس للحداد بعشرة في المئة من الذهب , وفكر الحداد بسرعة البرق ,وادعى أن الجرة كان فيها ألفا دينار , ولكي تنطلي الحيلة على الحاضرين صرخ الرجل وبالغ في البكاء حتى أتت الشرطة وأخذت الحداد والبخيل إلى القاضي , فاكتشف القاضي حيلة البخيل , وعلم أنه أراد أن يحرم الحاد من حقه , وأراد أن يلقنه درسا , فقال إن هذه الجرة لا تتسع لأكثر من ألف دينار , وأنت تزعم أن جرتك كان بها ألفي دينار , إذأً هذه ليست جرتك , وحكم للحداد بجرة الذهب , ورجع الحداد باكيا نادما , وأدرك الخطأ الذي أوقع نفسه فيه , وانصرف الناس عنه وتركوه يلطم خده , ويشق ثوبه كالمجنون , بينما بقي الحداد قلقا طوال الليل , يريد أن يعيد الجرة إلى جاره , وعندما أصبح الصباح حمل الحداد الذهب واتجه إلى جاره الذي كان قد فارق الحياة .
وقائع فيها الكثير من الحركة , وفيها الكثير من الدرامية تمكن الكاتب أن يصنع منها نسيج أحاث القصة , و أ ن يخضعها لمنطق يخدم فكرته التي تمثل محور الأحداث , والمنوال الذي نُسِجت حوله الوقائع , لقد كان لكثرة الأحداث الجزئية دور في تعقد أحداث هذه القصة رغم بساطة الحادثة , وتمثلت براعة المؤلف في قدرته على التحكم في هذه الوقائع الجزئية , وإخضاعها لمنطق القصة , وهنا تتجلى البراعة الفنية , والقدرة الإبداعية للكاتب , فالوقائع لديه يحركها بمهارة كبيرة كما يحرك اللاعب الماهر عرائسه في مسرح العرائس , فخيوط الأحداث كلها بيده , يقدم ويؤخر , ويحذف ويذكر , وكل ذلك بحساب دقيق , ومنطق محسوب .


ثالثا : الشخصيات :
هناك فارق كبير بين النمو الفني للشخصية وبين تكثيف صفة بعينها , وإلحاق جل مظاهر هذه الصفة بالشخصية , فنمو الشخصية يعني أن تبدأ الشخصية الفنية غامضةً , ثم تتكشف لنا أبعادها الخارجية والداخلية شيئا فشيئا في خط موازٍ لتطور وقائع الحادثة , وهو ما يعرف بتطور الشخصية , والكاتب في الحقيقة اعتمد على الشخصيات الجاهزة إلى حد كبير , حتى إنه بدأ القصة بذكر أهم الأبعاد الداخلية للشخصية الأساسية في القصة (البخيل ) , فقال : " عاش رجل بخيل " وهذا البعد النفسي لم يتطور ليكشف لنا بقية الأبعاد الداخلية لشخصية البخيل ,
أما الحداد فقد حدث شيء من النمو على شخصيته , حيث كانت رؤيتنا غائمة إلى حد بعيد , ومن خلال تطور الشخصية رأينا إنسانا راضيا قانعا بما قسمه الله له , حتى إنه أعاد جرة إلى البخيل , ولكن الأقدار كانت قد سبقت الحداد , فاختطفت روح البخيل , فكان جزاء رضاه أن ملك المال , وجاء حدث التنعم بالمال ليكشف لنا عن بعد التعقل والورع وعمق التدين في شخصية الحداد , حيث إن سعادته بالمال بدت باهته , وكذلك لم ينس الفقراء , فوزع فيهم قدرا من المال , وعالج زوجيه المريضة ولم يفكر زوجة أخرى أكثر جمالا وصحة , وأصغر سنا .
أما أهل القرية , والقاضي , وأسرة الحداد , فكانت كلها شخصيات هامشية أكمل بها الكاتب البناء الفني للقصة , على أني أؤكد أن الشخصيات الجاهزة انسب لشخصية الطفل .


رابعا : السرد : اعتمد الكاتب على السر المباشر , أو أسلوب الحكي (الحدوتة) , أو ما يعرف بالسرد التاريخي , ولم يستعمل الكاتب الحوار إلا في مواطن قليلة , وذلك كالحوار بين القاضي والبخيل , والذي نم عن ذكاء هذا القاضي , واستطاعت لغة الحوار أن تنقل الواقع القصصي بكل حذافيره وإيحاء ته , كذلك كانت لغة السرد مناسبة لسن الطفولة , ولو عقدنا مقارنة سريعة بين الألفاظ المستعملة في السرد , وبين الألفاظ المستعملة في هذه المرحلة العمرية سنلاحظ أن لغة السرد مناسبة جدا , وأن هناك تشابه كبير بين اللغتين .

خامسا :البناء :
لقد نجح الكاتب في محورة الأحداث كلها حول فكرته التي طالما ألح عليها , واخضع وقائعه كلها لمنطق واحد , فكانت الوقائع كالأمواج المنجرفة في تيار النهر , وجاء البناء سهلا ممتنعا , ومناسبا في عدم تقده لسن الطفولة .

سادسا : المكان والزمان:
ركز الكاتب على أن يجعل المكان مناسب لسن الطفولة , فالمكان واقعي يشبه في كل أنحائه الأماكن التي تعود الطفل رؤيتها , وكذلك كان مناسبا للأحداث .
أما الزمان البعد الرابع للمكان فقد استوعب الأحداث , وجاءت حركته سريعة ودراماتيكية ومفاجئة عندما هطلت السيول هطولا غير متوقع , وجرفت الجرة , ثم جاء ثقيلا متباطئا عندما حكم القاضي للحداد بجرة الذهب , فكان الزمان والمكان بطانة نفسيه مناسبة للأحداث .

سابعا : الخاتمة :
يسعى أدب الأطفال إلى غرس القيم الكبرى في النشء , ولا يستطيع هذا الأدب أن ينجح إلا إذا كان مقنعا للطفل , قادرا على اجتذابه , واستقطابه , ولن يتمكن من ذلك إلا إذا صنع عالما موازيا لعالم الطفل , ومضاهيا لاهتماماته , ومتوغلا في مشاعره , وأظن أن قصة البخيل وجرة الذهب قد نجحت في ذلك إلى حد بعيد .

























السباح الماهر
رؤية نقدية


















أولا : المقدمة :
لاشك أننا " لم نبذل إلا النذر اليسير من الجهد في إعداد الأطفال وتنميتهم فنسبة الأدبيات الإسلامية ـ مثلا ـ لاتزيد عن 5٪ تقريبا , حيث إننا نتوقع أن يقرؤوا كتب الكبار ويستوعبوها ويقتنعوا بها .
وإذا كان هذا هو حالنا مع الأطفال الأصحاء فإن الوضع أسوأ , لأن مجتمعنا لايزال ينظر إلى المعاقين على أنهم معوقين للتقدم , على الرغم من أن منهم هو أكثر عطاء من الأصحاء , وهناك اعتقاد سائد يحمل المعاقين مسؤولية ماهم فيه , وإن كنا غير صريحين في مناقشة هذا الاعتقاد , وربما كان ذلك سر سخريتنا منهم , وسر تحاملنا عليهم ,ويتمثل رد الفعل لديهم في الانزواء والكآبة , والقصة تحاول إثبات أن المعاق ليس طاقة معطلة , وأنه يتعين علينا توجيه المعاق وجهة تمكنه من استثمار الامكانات المتاحة , فهلن كلير استطاعت الحصول على درجة الدكتوراة وهي صماء , بكماء , عمياء .

ثانيا : الحدث :
تدور وقائع هذا الحدث حول فكرة الإعاقة التي يمثلها الطفل "حسن" , فقد ولد هذا الطفل بلا ساقين , ولذلك لم يسده تفوقه على أقرانه , ولا الهدايا التي يحضرها الأب دوما , ولا ذكاؤه الخارق , لأنه يريد أن يلعب وزملاؤه لا يسمحون له بذلك , وللطفولة احتياجاتها التي لا يغني ذكاء ولا هديا , ولعل الكاتب أصاب كبد الحقيقة عندما جعل الهم الأكبر عدم قدرته على ممارسة اللعب , ورفض زملائه له كعضو مرفوض اجتماعيا (من قبل مجتمع الأطفال ) , وهذا بغير شك يشعر الطفل المعاق بالذنب , وتأنيب الضمير الذي قد يصل إلى جلد الذات على أمر لادخل لأحد فيه , اللهم إلا حكمة الأقدار التي لانعي مغزاها في أحايين كثيرة .
وهنا يأتي الدور الهام لحكمة الكبار , في توجية المعاق لاستثمار إمكاناته المتاحة استثمارا يعوضه النقص الناشئ عن فقدان الأعضاء المهيضة , وبما يتناسب مع احتياجات الطفولة , ويجعل منه عضوا مقبولا من مجتمع الأطفال , حيث لا تجرحه نظرات الإشفاق ,ولا تقتل الأمل في نفسه نظرات التعالي .
ولهذا بادر الأب واختار له رياضة السباحة لأنها تناسب قوة ذراعيه المفتولين , وبذل الابن قصارى جهده في التدريب حتى قويت ذراعه , وأتقن السبحة وبز فيها أقرانه ومن يكبرونه , مدفوعا بإرادة قوية وتصميم لا يعرف الكلل .
ثم تأتي واقعة جديدة دبرها الكاتب بوعي شديد , لكي يمكن حسن من إثبات وجوده , وإقحام نفسه في عالم الطفولة الذي يرفضه , وهي رحلة المدرسة إلى القناطر , حيث جلس كسيف البال , بادي الألم , تخيم على عالمه سحابة من الحزن الكثيف لعجزه عن مشاركة أقرانه لذة اللعب والجري.
ويزيد تلك السحابة قتاما سخرية زملائه منه .
فآثر الانسحاب من المكان , واخذ يراقب مياه النهر وهي تتدفق , وتجسد بتدفقها أمله وعجزه معا .
بعد ذلك أقبل الأولاد وأسرعوا بالنزول إلى النهر وحسن يحذرهم من جبروت النهر , وغدر الأمواج ولكن دون جدوى , حيث ذهبت صرخاته أدراج رياح السخرية والاستهزاء , وحدث ما توقعه حسن حيث جرف التيار الشديد سعيد العنيد , والذي كان أكثر الأولاد سخرية من حسن , وملأ الماء رئتيه , وبدت زرقة الاختناق بادية عليه , وأسرع الإجهاد والموت إليه , ولم يعد قادرا على السباحة شبرا واحدا , وهو يطلب الغوث ولكن .... لا مغيث.
وحادثة غرق سعيد دون غيره من الأولاد مقصودة , لأنها هي التي ستضع حسن في امتحان قاسٍ ليثبت لبقية الأولاد أن السخرية من الإنسان حال ضعفه قد يؤدي إلى موته , ولافرق بين القتل المعنوي للنفس والإذلال , وبين القتل المادي بإزهاق الروح . وتأتي حادثة الإنقاذ إنقاذ حسن وسعيد معا , ويبدو نبل حسن , وتتجسد قدراته التي عمي عنها الأولاد , وينزل إلى النهر متحديا أمواجه لينقذ عدوه اللدود أمام ذهول أقرانه , ويصل بالفعل إلى سيعد ويسحبه بسهولة إلى الشاطئ وسط تهليل الأولاد الذين استعادوا أنفاسهم المكتومة , وعادت إليهم فرحتهم بالمنقذ (حسن) , وسعيد الذي شارف على الموت , وحيا الجميع حسن , وهو مطرق من الخجل , وأفاق سعيد ليرى أن حسن المعاق كان سبب نجاته , وتحولت العداوة إلى صداقة حميمة , وزالت الحواجز التي كانت تمنع حسن من الاندماج في مجتمع الأطفال , واغتسل حسن من أحزانه وكآبته في ماء النهر .

ثالثا : الشخصيات :
(حسن , الأب , الأولاد , ٍسعيد )
شخصية حسن شخصية معروفة لكل الأطفال , وهي شخصية نامية , تتطور بشكل واضح مع أحداث القصة , فتكشف لنا ألأحداث عن تحول كبير في شخصيته عندما وجد القليل من التوجيه والعناية , فإذا بالولد المنزوي الكئيب يصير بطلا من أبطال السباحة , فكثيرون أولئك الذين لا يأبهون بالتوجية ولو كانت كلمات التوجيه أشد وقعا على نفوسهم من الرصاص , لأنهم كالجدر المبنية , لا يؤثر فيهم الكلام , ولا تأسرهم النصيحة , ولكن حسن شخص من نوع آخر , إن لديه استعداد لأن يغير نفسه , ولذا سرعان ما زالت الغلالة الرقيقة من الكآبة , والحزن , وتفجرت طاقة التغير , لنرى أنفسنا وجها لوجه أمام شخصية جديدة تماما هي شخصية البطل القوي لا الإنسان الخائف الحزين الضعيف .
أما الأب فهو رمز للقوى الاجتماعية المتعاطفة مع المعاقين , وهي كما ورد في القصة قوى واعية ومدركة للدور المناط بها ,
ويقابل دور الأب في القصة الدور الذي قام به سعيد وهو دور طفولي غير واعي , وغير مسؤول , لا ينظر للأمور نظرة واعية متفحصة .
أما الأولاد فيمثلون أغلبية المجتمع وهي أغلبية منساقة عاجزة سلبية , فهي إما مع الأب , وإما مع سعيد , ويبقى يبقى حسن كنقطة تتقاطع عندها كل الأدوار الاجتماعية, ويبقى الدور الرسمي متحركا في إطاره الضيق , محكوما بأطر التسويق السياسي , والتصوير التلفازي .

رابعا : السرد :
السرد من النوع المباشر الذي يسير مع القصة بوتيرة واحدة , فالكاتب وإن كان قد نجح في نقل الوقائع للقارئ إلا أنه هو الذي يتكلم , وتتحدث الشخصيات على لسانه , ولغة السرد مناسبة إلى حد كبير مع المرحلة العمرية للطفل .



خامسا : البناء :
البناء الفني للقصة يقصد به بعض النقاد قدرة الكاتب على صناعة الحبكة القصصية , وإخضاع الأحداث للمنطق الفني للقصة , بحيث تتضافر الأحداث في صياغة واقع قصصي غير متناقض في منطقه الفني , والكاتب نجح بصورة كبيرو في التلاعب بالوقائع القصصية حتى إنها كانت في يده كالعجين في يد خباز ماهر فهو يقدم ويؤخر ويختلق من الأحداث ما يساعده في الوصول إلى الحبكة القصص.

سادسا: المكان والزمان يؤكد النقاد على أن المكان والزمان يمثلان الإيحاء الصامت , للمشاعر التي تتخلل القصة , كما يوحيان بالأفكار . والأماكن تمثل عالم الطفولة بكل مافيه من إيحاء بالطمأنينة كالبيت, والمغامرة كالنهر , والمرح كالملعب , وقد قام كل مكان بموقعه في القصة بالدور الذي قصده الكاتب , وكذلك الزمان , كان يمر في بعض الأحيان ثقيلا , فيوحي بالكآبة , ويمر في يعضها الآخر سريعا فيوحي بالضياع كلحظات غرق سعيد .

سادسا : الخاتمة:
لاشك أن الكاتب قد نجح في هذا العمل الفني نجاحا كبيرا , وعالج قضية من أخطر القضايا , وهي قضية الإعاقة , وليس مطلوبا في الأعمال الفنية أن يضع لنا الكاتب الخطط التي والإجراءات المعتمدة في علاج ظاهرة ما , وإنما يكفي الكاتب أنه سخر مقدرته الفنية لإجبارنا على التعاطف مع المعاقين , واعتقد أن القصاص قد نجح في ذلك عندما أشرك عواطفنا مع حسن , وجعلنا نصل إلى حد التفاعل التام معه , وتابعنا تطورات الأحداث المتعلقة به لحظة بلحظة .
وأحسسنا بما يسمى التطهير النفسي عندما وصلنا معه إلى شاطئ الأمان .































المحتال وظل النخلة
رؤية نقدية

















أولا: المقدمة:
تحتاج قصة الطفل إلى صناعة فنية بقدر ما تحتاج إلى تبسيط يخرجها من أدب الكبار إلى أدب الأطفال , وقد يظن البعض أن الأمر يسير . إن تمثل عواطف الطفل واهتماماته لأمر غاية في الصعوبة , فليس في وسع كاتب أن يخضع بشكل تام للمعجم اللفظي للطفل , أو أن يسخر رؤيته تسخيرا مطلقا لخيال الطفولة , لأن الكاتب لديه رسالة حضارية يريد أن يصوغ من خلالها شخصية الطفل الحضارية , في وقت تتآكل فيه شخصيتنا الحضارية حيث تقع في تحد مباشر مع العولمة التي تفترسنا حتى النخاع , وفي قصة "المحتال وظل النخل " ما يومئ إلى هذا المعنى.

ثانيا :الحدث:
لقد كانت "الحدوتة " (القصة الشعبية ) من أروع فنون أدب الطفل , فكانت بقدر ما تحمل من عناصر التشويق , تؤدي رسالة جليلة في غرس جذور أبنائنا في تربة القيم الإنسانية , هذا إلى جانب فطرية الأداء في تحبيب الأجداد إلى الأبناء , والجد ي الحدوتة رمز للماضي الذي نتشبث به ونحن نستشرف المستقبل , ونحن أحوج ما نكون في المرحلة الراهنة ونحن نكابد اجتياح العلمنة والغزو الفكري ولعل الكاتب ألمح إلى ذلك بصورة تستدعي النظر عندما اعتمد في سرده للحدث على الجدة , وربط كل أحداث القصة بالجد الحكيم , فأحداث الحدوتة تدور حول رجل يداعى شداد
وكان شداد هذا شريرا ماكرا , يخدع البسطاء والضعفاء , ويستولي على أموالهم وممتلكاتهم , وفي يوم من الأيام ازدرد بعض البلحات ورمى النوى في كل اتجاه , وسقط المطر , فأغرق القرية , ولأغرق فيما أغرق النوى الذي كان شداد قد ألقاه على الأرض , فإذا بهذه بالنوى يتحول إلى نبتات , سرعان ما تحولت إلى نخلات يستظل بها الناس ,وجاء الفكرة الشيطانية لشداد الذي فرض حمايته على النخلات وعلى الأماكن التي يصلها ظل النخل , وهذا يذكرنا بقصة الحمل والذئب , واستولى شداد على كل ما يصله ظل نخلاته , وفي ذلك إيماءة لطيفة للعولمة التي كادت أن تدجن الأمم لمصلحة الغرب (شداد) , وكان مما طاله ظل نخل شداد منزل العجوز فاطمة , وهي امرأة وحيدة لا عائل لها , وحاول شداد الاستيلاء على منزل فاطمة , وتصدت له فاطم العجوز , ولكن أنى لهذه العجوز الضعيف أن تقاوم هذا الذئب الماكر, وطلبت الاحتكام إلى القاضي ولكن القرية لاقاضي لها , فاحتكمت إلى حكيم القرية , فحكم الحكيم بكل ما يصل إليه ظل النخل لشداد عملا بمبدأ التسليم الجدلي , ثم طلب من فاطمة ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

السمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الخصائص الفنية في الحكم والأمثال العربية دراسة تحليلية تطبيقية على كتاب مجمع الأمثال للميداني
» تحميل كتاب: السياق الأدبي: دراسة نقدية تطبيقية
» السياق الأدبي دراسة نقدية تطبيقية د.محمود محمد عيسى 2004 pdf
» دراسة كتاب الغربال دراسة نقدية لميخائيل نعيمة
» البلاغة النبوية دراسة تطبيقية.pdf

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: الأدب العربي-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


السمات الفنية لأدب الطفل(دراسة نقدية تطبيقية) 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
النحو اسماعيل المعاصر الحذف مجلة الأشياء العربية النص كتاب محمد موقاي ظاهرة اللسانيات قواعد ننجز التداولية الخيام العربي الخطاب مبادئ بلال البخاري مدخل النقد اللغة على


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع