أنباء تراثية ـــ فاطمة عصام صبري
مهرجان الحرس الوطني للتراث والثقافة في المملكة العربية السعودية
من 2 إلى 8 رجب 1406 هـ
يرتبط نشوء الحرس الوطني بنشوء المملكة العربية السعودية. فقد كانت نواته رجالاً قاتلوا بقيادة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حين بدأ مسيرته عام 1319 لإنشاء الدولة.
وفي عام 1374 صدر أمر ملكي بإعادة تنظيم الحرس الوطني ليضم أبناء أولئك المقاتلين الأبطال. ثم تسلم الأمير عبد الله بن عبد العزيز رئاسة الحرس عام 1382 فكان ذلك منطلقاً للتطور الكبير الذي يعيشه الحرس الوطني اليوم إذ وضع الأمير خططاً طامحة واسعة المدى شملت مختلف مرافق الحرس في الميادين الصحية والسكنية والثقافية والعسكرية والتراثية والرياضية. وسمي الأمير بدر ابن عبد العزيز نائباً لرئيس الحرس عام 1387 ليشارك في تنفيذ مشاريع الحرس المتعددة الأغراض وكذلك الشيخ عبد العزيز التويجري نائباً ثانياً له، والشيخ عبد الرحمن الشتري مديراً للعلاقات العامة.
ومن وجوه النشاط هذا المهرجان الوطني الثاني للتراث والثقافة في السعودية الذي أقيم في الجنادرية على بعد 50 كم تقريباً من العاصمة الرياض في هذه السنة من 2 إلى 8 رجب 1346 = 12 إلى 18 آذار 1986.
ودعي إليه دعوة عربية كريمة 800 مثقف وصحافي من المملكة و160 آخرون من الدول العربية والإسلامية كان بينهم نفر من السوريين منهم رئيس تحرير مجلة التراث العربي بدمشق.
افتتح المهرجان برعاية العاهل السعودي الملك فهد وحضور الأمير عبد الله بن العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني. كذلك حضره الأمير محمد بن الحسن الثاني ولي عهد المغرب والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد ورئيس الوزراء بالنيابة في البحرين والشبخ سرور بن محمد آل نهيان رئيس ديوان رئيس دولة الإمارات العربية وثلة من الأمراء والشيوخ وطائفة المدعوين.
وجرى في سحابة اليوم الأول "سباق الهجن" فذَّكر المشاهدين سباق الإبل في أيام العرب القدامى. جرى السباق شوطين أحدهما قبل الظهر والثاني في الأصيل كان للفائزين الخمسة الأوائل جوائز مجزية وكريمة، كما أن رؤية هذا السباق من أجمل ما رأته العيون حين تتأمل عدد الأحداث من الإبل في نحو السابعة من العمر عليها أحداث من الفتيان فيما بين الخامسة والحادية عشرة من العمر. وقد تذكرنا عندئذ ما حفظناه في المدرسة الابتدائية من أسماء خيل الحلبة وهي عشرة: السابق أو المجلي والمصلي والمسلي والتالي والمرتاح والعاطف والمؤمل والحظي واللطيم والسكيت كما تذكرنا بيتي صاحب المصباح اللذين يجمعها:
وغدا المجلِّي والمصلى والمسلى * * * تالياً مرتاحها والعاطف
وحظيها ومؤمَّل ولطيمها * * * وسُكيتها هو في الأواخر عاكف
كذلك تذكرنا ترتيب سن البعير بيننا وبين أنفسنا، فهو حين يولد سليل ثم سقب وحُوار فإذا استكمل سنة وفصل عن أمة فهو فصيل فإذا كان في الثانية فهو ابن مخاض فإذا كان في الثالثة فهو ابن لبون فإذا بلغ الرابعة وحُمل عليه فهو حق وهو في الخامسة جذع وفي السادسة وألقى ثنيته فهو ثنيّ وفي السابعة وألقى رباعيته فهو رباع وفي الثامنة سديس وفي التاسعة بازل وفي العاشرة مُخلف ثم مخلف عام ومخلف عامين. وهكذا ثم تأتي أسماء البعير الهرم. والإبل التي دفع بها السباق ما كانت في أشد قوتها وهي في نحو السابعة إلى العاشرة من العمر.
أما الفتيان فهم بين اليافع والمراهق اللذين بلغا الحلم أو كادا والزور والغلام اللذين اجتمعت قوتهما والفتى والشارخ.
وإنما استطردنا إلى هذه الألفاظ اللغوية توكيداً لها وإعجاباً بغنى اللغة العربية ودقتها في التعبير.
ثم في المساء بعد العشاء توالت مواكب العروض الفنية الشعبية تترى بديعة تلخص عادات مناطق المملكة المختلفة ورقصاتهم وأناشيدهم إبان السلم والحرب مع إلقاء قصائد من الشعر الفصيح ومحاورات لطيفة بين أطفال في المدارس الابتدائية يدعونها شعر الرد وهي من أطرف المحاورات تمثل خطبة زواج بين فتى ووالد العروس. ثم انتهى العرض بزيارة قرية التراث أقيمت خصيصى لصون مشاهد من التراث الشعبي في المملكة.
وقد وضع برنامج للمهرجان يستغرق أسبوعاً ثم مدد لنجاحه أسبوعاً ثانياً.
وقد تخلل المهرجان ندوات أدبية وثقافية وتراثية مفيدة كما تخلله زيارات رائعة لمنشآت الحرس الوطني الصحية (مستشفى الملك فهد) والإسكانية (خشم العان) وتعليمية وكذلك بدت زيارة جامعة الملك سعود الحديثة درة متلألئة عمرانياً وثقافياً بردهها وساحاتها ومدرجاتها ومكتباتها ومرافق الطلاب فيها.
ولا يمكن أن تنسى زيارة معرض الرياض بين الأمس واليوم. ولا زيارة مدينة الدرعية وآثارها وهي العاصمة الأولى للمملكة.
لقد كنا في كل خطوة نخطوها نتذكر الشعر العربي القديم نستنشق من خلاله صبا نجد ونشم عراره ونرى ربوعه ومصايفه التي غناها الشعراء. ومن ذلك أوصاف الشعراء للصحراء ولا سيما الرجازون كرؤبة بين العجاج وخاصة مقطوعته:
وقاتِم الأعماق خاوي المخترَق
مشتبه الأعلام لماع الخَفقَ
يكلّ وفد الريح من حيث انخرق
شأزٍ بمن عَوهَ جدب المنطلق
ناءٍ من التصبيح نأي المغتبَق
تبدو لنا أعلامه بعد الغرق
في قطع الآل وهبَوات الدُقَق
خارجة أعناقها من معتنق... (1)
ونعجب كيف تبدل المهمة بالقتمة وضوحاً وتألقاً وبالسراب ماء معيناً وبالجفاء أنساً فتنساب في خلدنا تلك الأبيات على الشكل الآتي:
وواضح الأعماق حلو المنطلق
اتسَّق الحسن به فيما اتسق
ينتشر الورد عليه والحبق
ويسطع الشذا الزكي والعبق
وتسبغ الشمس سناها في الأفق
كأنه لوحات فنٍّ مؤتلق
نعم الصبوح وجهه والمغتَبق
وموكب المساء فيه والشفق
كأنه جواهر تحت الغسق (2)
تميس في نعيم مرآه الحدق
قد نُسفتْ أرجاؤه أحلى نسق
لو شامه رؤبة ميتاً لنطق
وقال شعراً غير ما كان سبق
وتوَّجت المشاركة في المهرجان بزيارة المدينة المنورة والتشرف بأعتاب الحبيب العظيم وبالعمرة المباركة.
ولم نكد نصل إلى بلد إقامتنا حتى لمحنا سحاباً يبرق فلاح على صفحة القلب ختام الأبيات تحية لمن شرَّف الوجود برسالته:
يا دَجن حَمِّل بارقاً إذا بَرَق
تحية مِن وامق لمن ومق
أوّاه! كم ضمَّ حشاه من حُرَق
عبد الكريم اليافي
***
الحواشي:
1 ـ يصف رؤبة مهمهاً قاتم الجوف خاوي الأرجاء متشابه المرتفعات فلا يمكن الاهتداء بها، يلمع فيه السراب، وتكل الريح أني سرت فيه، شأز أي شديد على من عوّه أي تلبث فيه، غير خصيب على المار والسالك، تظهر جباله كأنها غرقى في السراب والتراب الذي تكسحه الريح من الارض، فلا تبرز إلا شعافها ورؤوسها بعد اعتناق السراب والهباء لها وإغراقها فيهما.
إلى قصيدة رؤبة يشير المعري في قوله:
ما لي غدوت كقاف رؤبة قيِّدتْ في الدهر لم يقدر لها أجراؤها
وحقاً قل تناقل الأدباء لها على بلاغتها. أما رهين المحبسين فقد قيدُ نفسه بلزوم بيته ولكن شهرته طبقت الآفاق وواكبت مسيرة الزمان.
2 ـ إشارة إلى الكهرباء الممتدة من الرياض إلى الجنادرية وما حولها وإلى الطريق المعبد في الصحراء والأماكن المأنوسة.
أنباء تراثية
مؤتمر عالمي عن تاريخ الملك عبد العزيز:
نظمت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض مؤتمراً دولياً بعنوان: "المؤتمر العالمي عن تاريخ الملك بعد العزيز" في الفترة من 20 ـ 23 ربيع الأول 1406 هـ الموافق 2 ـ 5 كانون الأول 1985.
وقد نظم هذا المؤتمر بهدف التعرف على شخصية الملك عبد العزيز وصفاته القيادية والأسس التي بنى عليها الدولة والإنجازات التي تحققت في عهده ومظاهر التقدم الحضاري الذي واكب الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد مع الكشف عن مواقفه تجاه القضايا العربية والإسلامية والعالمية.
وتناولت الأبحاث التي قدمها عدد كبير من المؤرخين والعلماء من مختلف أنحاء العالم أربعة جوانب رئيسة هي:
1- شخصية الملك عبد العزيز والعوامل التي أثَّرت في تكوينها.
2 ـ ظروف عصره السياسية والاجتماعية والاقتصادية قبل توحيده للمملكة وبعده.
3 ـ الإنجازات والوسائل التي اتخذت لتحقيقها في المجالات الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والإدارية.
4 ـ الوثائق التاريخية عن المملكة في عهده.
لجنة وطنية لحماية آثار صنعاء وشبام ووادي حضرموت:
تلبية للنداء الذي وجهته منظمة اليونسكو خلال انعقاد المؤتمر الإسلامي الخامس عشر لوزراء الخارجية (صنعاء ديسمبر) كانون الأول 1984) لمشاركة الدولة في الحملة الدولية لحماية مدينة صنعاء القديمة، عاصمة الجمهورية اليمنية، وبناء على دعوة من تلك المنظمة للجمهورية العربية السورية للإسهام في صون التراث المعماري في مدينة شبام ووادي حضرموت لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قامت الحكومة السورية بتشكيل لجنة باسم "اللجنة الوطنية لحماية آثار صنعاء وشبام ووادي حضرموت".
عقدت هذه اللجنة التي تضم 30 خبيراً وفنياً في مجال التاريخ والتراث والآثار أول اجتماع لها في دمشق في شهر آب / أغسطس 1985 وعرضت خطة العمل التي أعدتها منظمة اليونسكو وناقشت الخطوات العملية التي ستتخذها من جانبها للإسهام في هذه المشاريع وأعلنت أن أهدافها تتلخص في النقاط التالية:
1 ـ توضيح أهمية هذه المدن التاريخية الفريدة من نوعها وتعميم التعريف بها.
2 ـ مساعدة السلطات المحلية في اليمن على متابعة تنفيذ خطة العمل.
3 ـ التدخل الفني في أعمال الصون.
عام 1988 ذكرى المائة الرابعة لوفاة المعمار العثماني سنان:
أعلنت الحكومة التركية عام 1988 تاريخاً للاحتفال بمرور أربعمائة عام على وفاة المعمار سنان، أشهر معماري النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي الذي وضع بصماته على تطور الفن المعماري الإسلامي العثماني في فترة هامة. وستنظم المديرية العامة للفنون الجميلة بوزارة الثقافة والسياحية التركية بالاشتراك مع كليات العمارة احتفالات على مدى العام لإحياء ذكرى سنان.
ومن المعروف أن سنان المعمار ترك آثاراً خالدة في استامبول وفي غيرها من المدن. ومن آثاره في سورية التكية السليمانية بدمشق.
ترميم مسجد ديماك بأندونسيا:
يعتبر مشروع ترميم مسجد ديماك بأندونسيا واحداً من أهم مشروعات اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي لما لهذا المسجد الأثري الضخم من مكانة خاصة بالنسبة للتراث الإسلامي لا في أندونسيا فسحب بل في جنوب شرقي آسيا وفي العالم الإسلامي كله.
وطبقاً لقرارات مؤتمر القمة الإسلامي الرابع (الدار البيضاء. المغرب. يناير / كانون الثاني 1984) والمؤتمر الإسلامي الرابع عشر لوزراء الخارجية (دكا، بنغلادش ديسمبر / كانون أول 1983). عهد إلى أمانة لجنة التراث (أرسيكا) في إستانبول في مهمة القيام بدراسة ميدانية لترميم المسجد المذكور.
وقام فريق من الخبراء بوضع تقرير عرض على السلطات في أندونيسيا.
هذا وقد قررت اللجنة الدولية للتراث التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في اجتماعها الثاني الذي عقد في شهر شباط 1985 بدء حملة عالمية لجمع التبرعات لتمويل المشروع وأرسلت كتباً إلى الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تدعوها إلى الإسهام في هذا المشروع.
وقد تبرع وقف الشؤون الدينية التركي بمبلغ مليونين ونصف مليون ليرة تركية لهذا المشروع قدمت إلى السفير الأندونسي في تركيا.
معرض الفن الإسلامي:
أقيم خلال شهر كانون الأول 1985 معرض الفن الإسلامي في المنامة (البحرين) عرضت فيه حوالي 300 نسخة من المصاحف الشريفة والعديد من التحف الفنية الإسلامية المحفورة على مختلف المعادن ترجع في معظمها إلى الحقبة من القرن التاسع إلى القرن الثاني عشر.
ندوة دولية حول الموسيقى التقليدية في سلطنة عمان:
نظمت وزارة الإعلام في سلطنة عمان بالتعاون مع المركز العماني للموسيقى التقليدية ندوة دولية حول الموسيقى التقليدية في السلطنة في العاصمة مسقط من 6 إلى 16 تشرين أول 1985 وشارك في هذه الندوة أكثر من 30 عالماً وخبيراً من سلطنة عمان ومن البلدان العربية الأخرى. وشملت البحوث التي قدمت الندوة مجالاً واسعاً من الموضوعات مثل الأغاني والحفلات وتقنيات البحث والربائد (الأرشيف) والتأثيرات الثقافية المتبادلة في الموسيقى العمانية والرقص التقليدي والعلاقات بين الفنون والمجتمع.
متحف للفنون الإسلامية في إسبانيا:
تقرر تحويل التصميم الأساسي لثلاثة متاحف كان تم التخطيط لإقامتها في إسبانيا وهي متحف الآثار ومتحف الفن الحديث ومتحف الفن الإسباني إلى متحف واحد باسم "متحف الفن الإسباني ـ الإسلامي". وسيشمل هذا المتحف 17 قاعة ومركزاً للدراسات الإسلامية ومكتبة للمحاضرات وأخرى للمعارض. ومن الجدير بالذكر أن الخبراء يتوقعون أن يصبح هذا المتحف من أهم متاحف العالم. ومن المنتظر أن يشمل المتحف معروضات ترجع إلى ما بين القرن الثالث والقرن التاسع الهجري / القرن التاسع والقرن الخامس عشر الميلادي أي حتى آخر عهد العرب المسلمين في إسبانيا.
الببلوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم:
تتضمن هذه الببلوغرافيا كل ما طبع من ترجمات لمعاني القرآن الكريم ابتداءاً من أول ما صدر في أوربا من أول ما صدر في أوربا بعد اختراع المطبعة عام 1510 وانتهاء بعام 1980 وهو العام الذي بدأت فيه عمليات الحصر والتجميع. وقد بلغت الترجمات 551 ترجمة وبلغت الترجمات غير التامة والمنتخبات 883 ترجمة وبعض هذه المنشور طبع مرة واحدة وبعضها طبع عشرات المرات حتى بلغ المجموع النهائي لكل ما نشر 2672 طبعة جميعها مذكورة في هذه الببلوغرافيا. وهذا المجلد الذي تجاوزت صفحاته أكثر من ألف صفحة يعطي القارئ معلومات دقيقة ومفصلة عن كل ترجمة ويعلق على ذلك بحواش تشير إلى المراجع التي استقيت منها المعلومات الخاصة بالترجمة أو التي تناولت الترجمة بشيء من التعليق. وألحق بالكتاب كشافات بأسماء المترجمين والمحققين والمفسرين والناشرين وكشاف بالعناوين ثم كشاف بالترتيب الزمني لتاريخ ظهور تلك الترجمات وتطلب هذه الببلوغرافيا من مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في إستانبول وثمنها حوالي 100 دولار.
مسابقة دولية في فن الخط العربي:
أعلنت اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي مسابقة دولية هي الأولى من نوعها في فن الخط العربي باسم الخطاط المرحوم حامد الآمدي.
تقصد المسابقة إلى الحفاظ على قيم فن الخط الإسلامي الأصيل وأساليبه وإحيائه على طريق تشجيع خطاطي الجيل الحالي والأجيال المقبلة.
وستجري المسابقة في أنواع الخطوط الخمسة التالية: الثلث مع النسخ، جلي الثلث، التعليق أو جلي التعليق، الديواني ، أي نوع من الخطوط، محاكاة أحد أعمال الخطاط الآمدي. وقد تم اختيار ثلاثة نماذج من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأقوال المأثورة لكل نوع من الخطوط لاختيار واحد من كل منها لمحاكاته وذلك لتحقيق المساواة بين المتسابقين.
وآخر موعد لوصول طلبات التسجيل في السابقة يوم الاثنين 21 نيسان 1986 ولا بأس من ذكر لمحة موجزة عن حياة هذا الخطاط المشهور حامد الآمدي:
اسمه الحقيقي موسى عزمي ولد عام 1891 في مدينة آمد (ديار بكر) ورحل إلى استانبول في سن الخامسة عشرة. درس القضاء والفنون وتفرغ للخط. تخصص من فن الرسم بألمانيا وأخذ من أعلام عصره من كبار الخطاطين ومن سبقهم. عمل خطاطاً لعدد من مطابع استانبول وافتتح مكتباً خاصاً باسم مستعار هو حامد مقروناً باسم بلده آمد.
كتب مصحفين يعتبران من النماذج الخطية الرائعة. وسطر الكثير من الآيات القرآنية على قباب عدد كبير من المساجد التركية وجدرانها ومن بينها مسجد الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري في استانبول. أخذ عنه وتتلمذ عليه كثير من أعلام الخطاطين في العالم الإسلامي. توفي في 18 مايس 1983.
المخطوطات في سورية:
يبلغ عدد مخطوطات الظاهرية 11905 وقد تم نقلها جميعاً إلى مكتبة الأسد كما تم نقل المخطوطات المحفوظة في المركز الثقافي بسلقين في محافظة أدلب والمركز الثقافي بحماة ومديرية الآثار والمتاحف بالإضافة إلى بعض المخطوطات الخاصة التي اشتريت من أصحابها.
ويبلغ إجمالي عدد المخطوطات وسيتم نقل المخطوطات في مكتبة الأسد الآن 13051 مخطوطة سيتم نقل المخطوطات المودعة في أوقاف حلب والمركز الثقافي بحمص إليها تجميعاً للمخطوطات في مكان واحد ولتحظى بالترميم والتعقيم المتوافرين في مكتبة راقية وحديثة.
وكذلك عهُد إلى لجنة في فهرسة المخطوطات غير المفهرسة منها.
فهرس المخطوطات مكتبة كوبريلي:
تعتبر مجموعة مخطوطات هذه المكتبة من أهم المخطوطات الإسلامية في العالم. وقد تجمعت على مدى قرنين من الزمان ابتداء من منتصف القرن السابع عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر وضمت ألواناً من المعرفة الإسلامية. وتبلع مجلدات هذه المجموعة 2773 مجلداً وتضم 3500 عنواناً ومعظمها مخطوطات أصلية وفريدة. وسوف يصدر هذا الفهرس في ثلاثة مجلدات قبل منتصف عام 1986.
كتاب تلخيص المتشابه في الرسم:
صدر عن دار طلاس بدمشق "كتاب تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم". تأليف أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي، صاحب تاريخ بغداد الكبير، والمتوفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة هجرية.
حققت الكتاب وقدمت له وصنعت فهارسه الفنية سكينة الشهابي.
هذا الكتاب من الكتب النادرة النفيسة التي ألفت في موضوع المتشابه من الأسماء، ويزيد في أهميته أنه مما وضعه قلم الخطيب البغدادي، وهو أشهر مؤرخ ومحدث عرفه القرن الخامس الهجري. ولعل أسلوب مؤلفه فيه جعله محبباً إلى القلوب، قريباً من النفوس؛ فقد التزم فيه طريقة طريفة أبعدته عن الجفاف العلمي المعروف في مثل هذا النوع من الكتب، فكان بالإضافة إلى ضبط الأسماء المتشابهة والتفريق بينها كتاب أخبار، وحديث، وتفسير، وأشعار، وتاريخ، وطرائف نا درة.
وإذا تذكرنا أن الكتاب مورد من موارد الحافظ ابن عساكر في تاريخه الكبير، وأنه من أهم أصول الأمير ابن ماكولا في كتابه الإكمال، وأنه ضمن خلاصة ما في المؤتلف والمختلف للدار قطني، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد ازداد قدره، وعلت قيمته، وأيقنا أنه من أمهات الكتب العربية التي لا يستغني عنها الباحث المحقق، والمؤرخ المنقب، والمحدث المتقن؛ وفوق ذلك فإنه مما يجد فيه القارئ العادي المتعة والفائدة والتسلية؛ لأنه حوى من كل شيء قبساً، فكان كتاب أدب بالمعنى العام الذي يتصوره السلف لا بالمعنى الخاص الذي نفهمه نحن في وقتنا الحاضر.
وأخيراً فالكتاب في جزأين من القطع الكبير.
نشأة العلوم الطبيعية عند المسلمين في العصر الأموي:
تأليف لطف الله قاري مع مقدمة للدكتور عبد الحليم منتصر، ظهر الكتاب في مائتين وخمس عشرة صفحة من القطع المتوسط عن دار الرفاعي في الرياض (1406 هـ ـ 1986 م) تتناول فصوله تراث العرب في الفلك والكيمياء والطب وعلوم الحيوان والصناعات والهندسة والعمران في تلك الحقبة المهمة مع ملاحق مفيدة.