كتب تراثية صَدرت حديثاً ـــ محمد مطيع الحافظ
صدر عن مجمع اللغة العربية بدمشق
رسالة أسباب حدوث الحروف: للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن سينا تحقيق الأستاذين محمد حسان طيان ويحيى مير علم-ومراجعة الدكتور شاكر الفحام والأستاذ أحمد راتب النفاخ –168 صفحة.
والكتاب في ستة فصول: 1-في سبب حدوث الصوت. 2-سبب حدوث الحروف، 3-تشريح الحنجرة واللسان. 4-الأسباب الجزئية لحرف من حروف العرب. 5-الحروف الشبيهة بهذه الحروف. 6-الحروف قد تسمع من حركات غير نطقية.
سبق أن طبع الكتاب عدة طبعات، غير أن الحاجة ما زالت ملحة في أن تظهر طبعة جديدة تجمع روايتي الكتاب عن المؤلف، فنهض المحققان بهذه المهمة، وقدماً للقرّاء رسالة (أسباب حدوث الحروف) بروايتيها لم تختلط رواية منهما بالأخرى.
***
فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (قسم الأدب) – الجزء الثاني – وضعه الأستاذان رياض مراد-ياسين السواس-480 صفحة.
ويتضمن هذا الجزء وهو الجزء الثاني تتمة فهرسة المخطوطات الأدبية في المكتبة الظاهرية. ثم صنع الأستاذان مستدركاً لما فاتهما وفهارس عامة بأسماء المؤلفين والنساخ والأعلام والأماكن.
علماً بأن الجزء الأول من هذا الفهرس قد صدر سنة 1982م.
***
فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (التصوف) – الجزء الثالث - وضعه الأستاذ محمد رياض المالح-554 صفحة.
هذا الجزء هو الأخير من هذا القسم، وقد ضم أسماء المخطوطات التي تبدأ بحرف النون وينتهي بالمخطوطات التي تبدأ بحرف الياء –ويضم هذا الجزء أيضاً فهارس لعناوين الكتب –والمؤلفين والنسّاخ للأجزاء الثلاثة من الفهرس ثم مستدركاً عاماً.
صدر الجزء الأول من هذا الفهرس سنة 1978م، والجزء الثاني في سنة 1980م.
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من الفهارس قد صدر ضمن خطة مجمع اللغة العربية بدمشق بصنع فهارس لجميع العلوم التي تضمها المكتبة الظاهرية قسم المخطوطات.
أما الفهارس التي صدرت سابقاً فهي:
-فهرس مخطوطات التاريخ (الجزء الأول)-وضعه الدكتور يوسف العش سنة 1947م.
-فهرس مخطوطات علوم القرآن-وضعه الدكتور عزة حسن سنة 1962م.
-فهرس مخطوطات الفقه الشافعي-وضعه الأستاذ عبد الغني الدقر سنة 1964م.
-فهرس مخطوطات الطب والصيدلة –وضعه الدكتور سامي خلف حمارنة-راجعته السيدة أسماء الحمصي-سنة1969م.
-فهرس مخطوطات علم الهيئة وملحقاته-وضعه الأستاذ إبراهيم الخوري- سنة 1969م.
-فهرس المنتخب من مخطوطات الحديث-وضعه الأستاذ محمد ناصر الدين الألباني- سنة1970م.
-فهرس مخطوطات الفلسفة والفقه وآداب البحث-وضعه الأستاذ عبد الحميد حسن سنة 1970م.
-فهرس مخطوطات الجغرافية وملحقاتها – وضعه الأستاذ إبراهيم الخوري سنة 1970م.
-فهرس مخطوطات الرياضيات-وضعه الأستاذ محمد صلاح عائدي- سنة 1973م.
-فهرس مخطوطات التاريخ وملحقاته (الجزء الثاني) – وضعه الأستاذ خالد الريان- سنة 1973م.
-فهرس مخطوطات علوم اللغة العربية (النحو)-وضعته السيدة أسماء الحمصي-سنة 1973م.
-فهرس مخطوطات (الفقه الحنفي)- الجزء الأول وضعه الأستاذ محمد مطيع الحافظ سنة 1980م. والجزء الثاني 1981م.
-فهرس مخطوطات العلوم والفنون عند العرب –وضعه الأستاذ مصطفى الصباغ سنة 1980م.
-فهرس مخطوطات الطب والصيدلية الجزء الثاني – وضعه الأستاذ صلاح الخيمي-سنة 1981م.
-فهرس مخطوطات التصوف (1-3) وضعه محمد رياض المالح – سنة 1980-1983.
-فهرس مخطوطات علوم القرآن (الجزء الأول) – وضعه صلاح الخيمي – 1984م.
-فهرس مخطوطات (المجاميع) الجزء الأول-وضعه محمد ياسين سواس-1984م.
كتاب التوفيق للتلفيق: تأليف أبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي-المتوفى سنة 429هـ-حققه وعلّق عليه إبراهيم صالح-272 صفحة.
جمع المؤلف فيه مباحث التلفيق بين الشيء وجنسه والجمع بين الشيء المشكل نظماً ونثراً في ثلاثين باباً-منها في التلفيق بين السحاب والبرق والرعد والمطر-والتلفيق بين أوصاف الأنبياء والصحابة وخصائصهم، وفي ذكر الحيوانات والطيور والألوان، وأحوال النساء والناس والأشجار وغيرها من الأدوات التي يستعملها الإنسان ويحتاج إليها في حياته اليومية كالثياب والأطعمة والأشربة وغيرها.
ذكر المحقق في مقدمته أنه اعتمد في تحقيق الكتاب على نسختين مخطوطتين إحداهما تحتفظ بها مكتبة برلين والثانية من مخطوطات دار الكتب الظاهرية. وصنع للكتاب فهارس فنية عامة.
***
نظرات في ديوان بشار بن برد: للدكتور شاكر الفحام-204 صفحة صدر ديوان بشار بتحقيق الأستاذ الجليل محمد الطاهر بن عاشور شيخ جامع الزيتونة في ثلاثة أجزاء بين سنة 1950 وسنة 1957م، ثم الجزء الرابع ويضم ملحقات الديوان وما تناثر من شعر بشار في كتب الأدب.
حقََّق الأستاذ الطاهر الديوان معتمداً على نسخة مخطوطة واحدة كثر فيها التصحيف والتحريف، وقد بذل مراجعاً الديوان الأستاذان محمد رفعت فتح الله ومحمد شوقي أمين جهوداً كبيرة لإصلاح الخطأ فيه.
وكان الدكتور شاكر الفحام قد اختار دراسة شعر بشار بن برد في رسالة (التبريز) الماجستير، باعثاً على النهوض بالنظر في الديوان لتصحيح ما فيه من تصحيف وتحريف وتقويم..
يقول الدكتور الفحام.. وأتاحت لي الصحبة المحببة للديوان أن أُرجِّح قراءة في الأبيات تخالف ما اتجه إليه المحقق والمراجعان، وأن أوثر تفسيراً اراه أقرب إلى مراد الشاعر وألصق بمذهبه، واخترت من ذلك شواهد وأمثلة.
ظهر هذا العمل في مجلة المجمع في المجلدين (53 و54) ثم أفرد بشكل كتاب مستقل بعد التنقيح فيه والتهذيب في أواخر عام 1983هـ.
***
سفر السعادة وسفير الإفادة – تأليف أبي الحسن علي بن محمد السخاوي المتوفى سنة 643هـ - في ثلاثة أجزاء – تحقيق محمد أحمد الدالي – قدم له الدكتور شاكر الفحام -.
أورد فيه المؤلف شرحاً لمعاني الأمثلة ومبانيها المشكلة، كما جعل فيه ما استخرجه من ذخائر القدماء، وختم كتابه بالنظم الذي يتفق لفظه ويختلف معناه – ورتب الأبنية على حروف المعجم استقل الجزء الأول منه بالأبنية وهي في نيّف وثلاثين مثالاً وثمان مائة مثال – وتبدو الفائدة من الكتاب بخاصة فيما حفظه لنا من تفسير الجرمي لأبنية سيبويه.
اعتمد المحقق في تحقيق الكتاب على أربع نسخ خطية، إحداها بخط المؤلف وثلاث تحمل إجازته.
***
مشيخة ابن طهمان-تحقيق د.محمد طاهر مالك-242 صفحة.
بدأ تدوين الحديث النبوي في نهاية القرن الأول الهجري، وبلغ أوج اعتناء المسلمين بهذا التدوين في القرن الثالث الهجري-من هذا التدوين مشيخة ابن طهمان المتوفى سنة 163هـ- ولكن هذه المشيخة ليست بياناً لشيوخ ابن طهمان، وإنما هو أقرب ما يكون بالسنن.
يعتبر هذا الكتاب من أقدم الصحف المدوّنة في الحديث النبوي الذي أملاه مؤلفه عام 158هـ ويتضمن 208 حديث تبحث في المسائل الشرعية: العبادات والمعاملات والعقائد.
ومؤلفه إبراهيم بن طهمان ولد بهراة ونشأ بنيسابور ورحل في طلب العلم واستقرَّ في مكة المكرمة وتوفي بها سنة 163هـ.
***
شرح الكافية البديعية في علوم البلاغة ومحاسن البديع – تأليف صفي الدين عبد العزيز الحلي المتوفى سنة 750هـ - تحقيق الدكتور نسيب نشاوي-480صفحة.
يشتمل الكتاب على قصيدة في 145 بيتاً من البحر البسيط وعليها شرح يتضمن مائة وأربعين باباً لأنواع البديع والبلاغة.
جعل المؤلف في مطلع كل باب بيتاً والبديعية شاهداً على النوع الذي يشرحه.
اعتمد المحقق في تحقيق الكتاب على أربع نسخ خطيّة وعلى النسخة المطبوعة عام 1316هـ.
***
الثقافة الإسلامية في الهند (معارف العوارف في أنواع العلوم) – تأليف عبد الحي الحسني المتوفى سنة 1341هـ-راجعه وقدم له أبو الحسن علي الحسني الندوي-420 صفحة.
جعل المؤلف كتابه في التاريخ العلمي للهند جيلاً بعد جيل، كتاريخ دراسة كتب علوم اللغة العربية، وتاريخ العلوم الشرعية وآداب البحث والمنطق وعلمي الطبيعة والإلهيات والحكمة والفنون الرياضية والصناعة الطبية، وتاريخ الشعر والشعراء، وأورد المؤلف أيضاً الكتب المصنفة في إقليم الهند.
تمتاز هذه الطبعة بتذييل للكتاب تضمن ذكر المؤلفات التي ظهرت بعد وفاة المؤلف في شبه القارة الهندية.
شعر دعبل بن علي الخزاعي – صنعة الدكتور عبد الكريم الأشتر-الطبعة الثانية –مزيدة ومعدلة 696صفحة.
اشتهر دعبل الخزاعي بهجائه للخلفاء: الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق وغيرهم- كما أنه اشتهر بأنه شاعر مدح آل البيت.
قال عنه صديقه البحتري: "دعبل بن علي أشعر عندي من مسلم بن الوليد.. لأن كلام دعبل أدخل في كلام العرب من كلام مسلم، ومذهبه أشبه بمذاهبهم".
بلغ مجموع الشعر الذي ضمه هذا السفر زهاء ألف وخمسمائة بيت موزعة على أربعة أقسام:
1-الشعر الذي نسب إلى دعبل وتحقق من نسبته إليه.
2-ما انفردت كتب الشيعة بروايته.
3-ما اختلف في نسبته إلى دعبل.
4-ما نسب إليه من شعر خطأً.
وقد ذكر الدكتور الأشتر أنه انتهى إلى أنه يصحُّ لدعبل من هذا الشعر أكثر من ألف بيت.
***
(وصدر حديثاً في دمشق):
ثلاثة مؤلفات لمؤرخ دمشق محمد بن طولون الدمشقي:
1-إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين(: حققه وعلّق عليه محمود الأرناؤوط، قرأه ونظر في تحقيقه الشيخ عبد القادر الارناؤوط – دمشق 1983-168صفحة.
يعتبر هذا الكتاب من أشهر الكتب التي ضمت رسائل الرسول على انفراد، استوعب فيه مؤلفه معظم كتبه ورسائله(، ساق بعضاً من الروايات فيه بالسند إلى الصحابي الراوي للكتاب أو الرسالة، غير أن المؤلف، كما ذكر المحقق لم يفصح عن المصدر الذي نقل عنه، مما جعل المحقق يتتبع الرسائل في المظان والإحالة إليها، كطبقات ابن سعد، وعيون الاثر ونصب الراية.
سبق للكتاب أن قامت مكتبة القدسي والبدير بدمشق عام 1348هـ بطبعه، والذي اشرف عليه الأستاذ حسام الدين القدسي رحمه الله، غير أن هذه الطبعة لا تخلو من السقط والخطأ، مما حدا بالمحقق إلى تحقيقه تحقيقاً جديداً بمنهج علمي جيد، من ضبط للنص وتخريج للرسائل، وتخريج للآيات والأحاديث، والتعريف في الأعلام. وقدم لذلك بمقدمة مفيدة عن المؤلف وعن أمية الرسول، ورسل النبي وكتابه ومترجميه، وخاتم النبي وتعريف الكتاب وأهميته.
2-فص الخواتم فيما قيل في الولائم-تحقيق نزار أباظة-دمشق1983-128 صفحة، خصّ المؤلف كتابه هذا بالحديث عن الولائم وأنواعها وأحكامها وآدابها، ونقل فيها آراء العلماء والفقهاء واللغويين، جمع المتناثر من كتب اللغة والحديث والأدب فانتظم بعمله عقد لطيف فيه من الآداب والسنن والطرائف والتنبيهات التي تحدث دائماً في حياتنا اليومية. بدأه المؤلف بمنظومة لابن أبي العز الأذرعي وشرحها ابن طولون فكان فيها وليمة العرس، والخرس للولادة، والعقيقة للمولود، والوكيرة لبناء الدار، والوضيمة للميت، والنقيعة للقدوم من السفر والعذير للختان، والمأدبة للأصحاب، والحذاق لختم القرآن، والتحفة للزائر، والقرى للضيف، والنزل لمن نزل بك ثم زاد عليها: وليمة الأخوة، ووليمة الفرع، ووليمة العتيرة لشهر رجب، ووليمة الأملاك لعقد النكاح، ثم شرع المصنف يذكر اسم كل وليمة واشتقاقه اللغوي، ثم تعرّض لآراء أصحاب المذاهب والأدباء والصوفية وغيرهم.
والمؤلف في كتابه يلقي ضوءاً على الحياة الاجتماعية السائدة في ذلك العصر، فيتحدث عن أخبار الكتاتيب، ويهاجم طائفة المتعطلين، وينتقد العادات السيئة المنتشرة في عصره:
اعتمد المحقق على النسخة المصورة للرسالة المحفوظة في مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق، وهي بخط المؤلف.
أخرج المحقق كتابه بشكل منهجي، فضبط النص، ووضع عنواناً للموضوعات الرئيسية، وأحال الأخبار إلى مظانها، وقدم لذلك بمقدمة عن المؤلف بشكل واسع. وعن الكتاب ومزاياه.
3-تاريخ المزة وآثارها وفيه: المعزة فيما قيل في المزة – تحقيق محمد عمر حمادة، دمشق 1983-158 صفحة.
رسالة في وصف المزة، ومن سكنها من الأعلام، وتراجم من انتسب إليها، مع ذكر مدارسها ومساجدها وحماماتها، وموقعها ومناخها، وبعض ما قال فيها المؤرخون والشعراء.
اعتمد المؤلف ابن طولون في كتابه على من تقدمه من العلماء فنقل ما ورد عنهم في المزة وأحوالها، وما استطاع ذكره أو وعته حافظته.
سبق للرسالة أن نشرت بإشراف الأستاذ حسام الدين القدسي رحمه الله بدمشق سنة 1348هـ، طبعها القدسي عن نسخة المؤلف.
عثر المحقق على نسخة أخرى في المكتبة الظاهرية وهي بخط جديد كتبها المرحوم محمد صادق المالح سنة 1340هـ، والذي يترجح لديّ أنه اعتمد على نسخة المؤلف التي اعتمدها القدسي عند طباعة هذه الرسالة.
قدم المحقق للكتاب بمقدمة جيدة عن عصر ابن طولون، والحياة الاجتماعية والسياسية والعلمية، وعن المؤلف وحياته العلمية ووظائفه وأحواله ومؤلفاته، ومصادر ترجمته، ومنهجه، ثم أتبع ذلك بدراسة عن المزة وسكانها وموقعها ومنتجاتها وتاريخها ووضعها الحالي.
ثم أردف ذلك بصور للمزة ومعالمها الأثرية ومنشآتها الحالية. وقد قدم للكتاب الدكتور محمد علي سلطاني، فعرف بالكتاب ومحققه وأهميته.
صدر عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق كتاب: المعاني الفلسفية في لسان العرب "الفلسفة العربية الأولى" للدكتور ميشال إسحاق.
لقد سعى صاحب الكتاب إلى غايته عن طريق الربط بين اللفظ والمعنى، مما استدعى الكشف عن العلاقات المعنوية بين ما يدرج تحت المادة اللغوية الواحدة في المعجم، فإذا هي: المشابهة السببية، الكتابة، المجاز المرسل، مقولة الاتجاه، رابطة الموضوع بالذات.
ثم ما لبث أن تجاوز ذلك إلى البحث فيما دعاه بالاشتقاق الأصلي أي اشتقاق الثلاثي من الثلاثي. وذلك إما بالقلب وإما بإبدال أيٍّ من أصوات الفعل بأي من أصوات الأبجدية يصلح للتعبير عن معنى جديد يرتبط بمعنى الفعل الأول بروابط محددة تبين له بالاستقراء أنها: الاشتراك في اللحمة المعنوية مع الاختلاف في الفاعل أو المفعول به أو كيفية أو مدى الفعل، أو أنها علاقة السببية. وهي ذات العلاقات بين المشتقات بالقلب، تضاف إليها علاقة الضدية.
وإذ كان بعض هذه العلاقات يحدد الجنس فقد لجأ إلى معاني المشتقات بالاشتقاق العام (الأصغر) لتحديد الفعل، فتم له تحديد المعنى وتم بالتالي التفريق بين المترادفات.
وقد أدت به هذه الطريق إلى الهدف الأساسي من الكتاب وهو الكشف عن خبء الفكر العربي القديم المحفوظ في اللغة. وذلك لأن البحث في العلاقات بين الأصول اللفظية يكشف عن العلاقات بين الأصول المعنوية ويدخلنا في أعماق فكر الأمة وطرق تفكيرها.
***
من الكتب الهامة التي صدرت أخيراً في دمشق مجلدة من تاريخ دمشق فيها تراجم النساء.
تتألف هذه المجلدة من 741 صفحة من القطع الكبير تضم أخبار (196) امرأة من النساء الشهيرات اللواتي وردن دمشق، أو اجتزن بنواحيها وتمتد هذه النواحي حتى تشمل مساحة كبيرة حول دمشق، وقد تطول الترجمة أو تقصر.
لا يوجد في الخزانة العربية من خص شهيرات النساء بمثل ما خصهن به الحافظ ابن عساكر. وكان جمعه لأخبارهن جزءاً من اهتمامه بمدينة دمشق، والمشاهير من النساء والرجال الذين أسهموا في بناء حضارة هذه المدينة وكانوا سبب خلودها.
ومن هنا تأتي أهمية هذه المجلدة من تاريخ دمشق لأنها تسلط الضوء على جوانب من الحضارة العربية لا يمكن أن تظهر جلية واضحة في غير أخبار النساء.
حققت هذه المجلدة سكينة الشهابي، ووضعت بين يديها مقدمة طويلة تحدثت فيها عن الحافظ ابن عساكر-مولده، نشأته، بيئته، شخصيته، وأهم مؤلفاته، وموضعه بين المؤرخين العرب.
2-أخبار الوافدات من أهل الكوفة والبصرة على معاوية تأليف العباس بن بكار الضبي المتوفى سنة 222هـ. تحقيق سكينة الشهابي.
يتألف الكتاب من (86) ورقة من الحجم المتوسط يحكي أخبار ست عشرة امرأة كانت لمعاوية معهن لقاءات ومجالس طريفة، وتتجلى لنا في أخبار معاوية مع هؤلاء النسوة شخصيته، ودهاؤه، وسياسته في إدارة شؤون الرعية، كما تبدو لنا فيها شخصية المرأة العربية، وجرأتها، وفصاحتها، ومقدار الحرية التي كانت تتمتع بها.
قدمت المحققة لهذا الكتاب بمقدمة وافية تحدثت فيها عن محتوى الكتاب ومؤلفه، وأهميته، وصلته بالحافظ الكبير ابن عساكر.
3-المنتخب من كتاب أزواج النبي. تأليف الزبير بن بكار المتوفى سنة 256هـ تحقيق سكينة الشهابي.
يتألف الكتاب من 72 ورقة من الحجم المتوسط، وفيه ذكر عشر زوجات من أزواج النبي وأخبار زواج النبي بهن.
روى الزبير بن بكار هذه الأخبار عن شيخه المدني محمد بن الحسن بن زبالة.
وضعت المحققة بين يدي كتابها مقدمة عرفت فيها بالمؤلف وشيخه، وتحدثت عن الأصل المخطوط وأهميته من حيث القدم وصحة السماع وصلته بالحافظ الكبير ابن عساكر؛ فهو مورد من موارده الكثيرة في تاريخه الكبير.
***
صدر عن وزارة الثقافة والإرشاد القومي:
على جناح الذكرى (حكاية حياة.. وملامح مدينة) – تأليف رضا صافي.
كان الهدف من هذه الكتاب – كما ذكر المؤلف – أن يعرض لمواطني أبناء بلدته حمص ولا سيّما أجيال الشباب واليافعين منهم، لمحاً من حياة أجيال تقدمتهم في بلدهم وملامح من معالمه ومظاهره وأطرافاً من تقاليده وعاداته، وشذرات من كفاحه ونضاله.
عرض المؤلف في الجزء الأول الذي صدر عام 1982 في 278 صفحة، ذكرياته:
أ-في فجر الطفولة: فتحدث عن الطوفة الكبيرة والثلجة الكبيرة، وعن الميماس والمدرسة و(اللوكس) في حمص، وأول طيارة رأتها حمص، وعن شهر رمضان، والعيد، وأيام النظافة، والحمام في حمص، وأيام سفر برلك.
ب-في مناهل العلم: تحدث فيه عن حلقات العلوم الشرعية والكتَّاب والمدرسة.
أما الجزء الثاني فصدر عام 1983 في 306 صفحة، وفيه ذكرياته عن:
1-دروب الشقاوة: وفيه:
أول أيام الشقاوة، في طاحونة الأسعدية، بين الملك والشيطان، المدينة الصغيرة، الخاتمة الطيبة، نرده وثيقة، المشانق والشهداء، المنفيون والمهاجرون، كرمى لله جوعان، نهاية الحرب وانسحاب الأتراك، اللجنة الفيصلية، التقاليد الشعبية، أعياد الربيع الخمسانات حفلة الختان، عند خيمة كركوز، كشكش بيك والتاترو، على متن الدراجة، في عالم الجن.
2-درب العمل: وفيه: السعي وراء الوظيفة، مع المرادين، أنى له المدرسة والدار.
3-درب اللهو والطرب:
وفيه يتحدث عن: رشفة (عنبري) كانت أول الدرب، مشيناها خطى كتبت علينا، تتبع الطرب في مظانه: الأذكار والمولوية، مع ليالي نجيب الخالدة وفي الريف، نهاية الدرب، سنة من هناءة وحبور.
***
صدر عن الدار العربية للكتاب في تونس عام 1983 في 432 صفحة:
القراءات بإفريقية: من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري، لهند شلبي.
تناولت المؤلفة في دراستها التأريخ للقراءات بإفريقية عبر القرون الخمسة الأولى مع التعليل المستند إلى العوامل الثقافية والسياسية والاعتقادية.
والإلمام بأخبار كل من انتسب إلى هذا الميدان. وحددت المنطقة الجغرافية للموضوع بإفريقية وقصدت بها القيروان خاصة، ولم تذكر المؤلفة رجال القراءات بإفريقية إلا من اعتبروا كذلك في نظر من أرخوا لعلمائها من أهل السنة والجماعة.
والكتاب في مقدمة وخمسة أبواب وخاتمة – الباب الأول: تاريخ القرآن بإفريقية. الثاني: تاريخ المصحف بإفريقية. الثالث: تاريخ القراءات بإفريقية. الرابع: تاريخ القارئ بإفريقية. الخامس: تراجم القرّاء بإفريقية.
ومن تصفح هذه الأبواب تستبين مكانة هذا الكتاب الذي يعد مرجعاً مهماً في هذا الموضوع.
كتاب "قطوف لغوية":
صدر حديثاً في دمشق عن مؤسسة علوم القرآن كتاب (قطوف لغوية) لمؤلفه عبد الفتاح المصري، وهو موسوعة لغوية مصغرة تعالج أبواباً متعددة في فقه اللغة العربية. يتألف الكتاب من أربعة أبواب وتسعة وعشرين فصلاً.
الباب الأول عنوانه (مدخل إلى اللغة العربية)، وفيه عرّف المؤلف القارئ بمعنى اللغة ووظائفها وفق أحدث النظرات اللسانية آخذاً بتعريف ابن جني للغة، وثنى بنبذة عن تاريخ العربية ونشأة أبرز علومها، وأنهى الباب بالكلام على أهم خصائص العربية، وفي طليعتها الإعراب والغنى بوسائله الثلاث "الاشتقاق والمجاز والتعريب".
وخصص الباب الثاني لمفهوم (اللغة العربية الفصيحة، وجعلها في ثلاث مراتب هي العربي الأصيل في عصر الاحتجاج والمولد والمعرب، وتكلم على طرائق التوليد والتعريب مع أمثلة منوعة، كما تكلم على العلاقة بين الفصيحة والعامية، ورد الكثير مما تتناقله ألسنة العامة إلى أصوله العربية الفصيحة، ودعا إلى نبذ الدخيل غير الفصيح.
وفي الباب الثالث، وعنوانه (في الثقافة اللغوية) جمع المؤلف كثيراً من الأمثلة على ظواهر للعربية في المفردات والتراكيب، منها الكليات والمترادفات والمشتركات والمثنيات والأضداد، كما أفرد فصلاً للتعريف بأبرز أعلام اللغة، وآخر لأبرز الكتب والمعجمات اللغوية، وثالثاً لأبرز المؤسسات اللغوية.
وانتقل المؤلف في الباب الرابع (في التقويم اللغوي) إلى الكلام على الفصيح والأفصح في اللغة معتمداً على أمثلة من لغة القرآن الكريم، وفي فصل فتاوى وتحقيقات أتى بنماذج مما أقرته مجامع اللغة العربية في الألفاظ والتراكيب مسندة إلى مراجعها، وفي فصل تال تكلم على الأخطاء الشائعة وصنفها حسب الألفاظ والتراكيب أيضاً، وذكر وجوه الصواب فيها، وفي فصل بديلات فصاح أتى بالمقابلات الفصيحة لكلمات عامية تدور على ألسنة الناس.
ثم أنهى المؤلف كتابه بخاتمة فيها بعض أقوال في العربية من القرآن الكريم والشعر، وبعض طرائف لغوية تتصل بمضمون الكتاب، وبعدها ذكر المصادر والمراجع في مسرد خاص.
الكتاب مصدّر بمقدمة، ذكر فيها الباعث على التأليف وهو ما يلاحظ من ضعف لغوي فاش في صفوف المثقفين والطلاب، رأى ضرورة العمل الجاد للقضاء عليه، كي تنهض أمتنا على خيرما نرجو لها من سلامة وقوة وكمال، وفيها أيضاً كلام على محتوى الكتاب ومنهجه، فيه ذكر جمع المؤلف بين التراث والمعاصرة، وعنايته بترتيب الأمثلة المنوعة وتبويبها على نحو يسهِّل على القارئ المراجعة، كما ذكر أن الكتاب موجه في أكثره للمثقفين عامة وطلاب العلم، لعله يسهم في تحسين لغتهم وإغناء ثروتهم من الألفاظ والتراكيب الفصيحة والسليمة.
قدم للكتاب الدكتور مازن المبارك أستاذ علوم اللغة العربية بجامعة دمشق، ومما قاله في تقديمه (القطوف كتاب لغة، ولكنه نافع لغير المختصين بقدر ما هو نافع لهم، يجمع لك من كل بستان زهرة، ويأتيك من كل واد بقطرة، فلا تمل أريجه لأنه منوع الشذا، ولا ترتوي من مائه لأنه الموارد، تتتابع صفحاته فتتوارد فوائده، ولا تمله النفس، فلكل من صفحاته لون، وفي كل منها طعم).