الأسلوب في تراث علماء العرب
لقد وجدت كلمة الأسلوب مجالا طيبا في الدراسات القديمة خاصة في مباحث الإعجاز القرآني , التي استدعت بالضرورة ممن تعرضوا له أن يتفهموا مدلول الكلمة عند بحثهم المقارن بين أسلوب القرآن وغيره من أساليب العرب متخذين ذلك وسيلتهم لإثبات الإعجاز , وتفاوت هذا المفهوم ضيقا واتساعا من باحث لآخر (ينظر : البلاغة والأسلوبية 10)
وسوف نعرض للأسلوب عند علماء العرب في اتجاهين الأول يمثله علماء الإعجاز القرآن , والثاني علماء النقد الأدبي والبلاغة العربية.
الأسلوب وعلماء الإعجاز:
الذي ينظر في كلام علماء الإعجاز يجد أنهم يدركون الأسلوب تمام الإدراك , وأنهم فرقوا بين الأسلوب الذي جاء عليه القرآن وأساليب الكلام التي كانت موجودة عند العرب متمثلة في الشعر والنثر . . .
وسوف نقف عند أهم علماء الإعجاز كابن قتيبة , والخطابي , والباقلاني , والإمام عبدالقاهر الجرجاني , والزمخشري , والفخر الرازي .
1_ابن قتيبة ( ت : 276 هـ )
ابن قتيبة يربط بين تعدد الأساليب والافتنان فيها , وطرق العرب في أداء المعنى , وذلك في كتابه : "تأويل مشكل القرآن" حيث يقول : "وإنما يعرف فضل القرآن مَن كَثُر نظره , واتسعَ علمه , وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب , وما خص الله به لغتها دون جميع اللغات فإنه ليس في الأمم أمة أوتيت من العارضة والبيان واتساع المجال ما أوتيته العرب . . ." (تأويل مشكل القرآن صـ10ــ, تحقيق السيد أحمد صقر القاهرة . دار إحياء الكتب العربية 1954).
كما ذكر الأساليب التي يرد عليها كلام العرب بقوله : "فالخطيب من العرب إذا ارتجل كلاما في نكاح , أو حَمَالة , أو تحضيض , أو صلح أو ما أشبه ذلك لم يأت به من واد واحد , بل يَفتَنُّ فيختصر تارة إرادة التخفيف , ويطيل تارة إرادة الإفهام , ويكرر تارة إرادة التوكيد , ويخفي بعض معانيه حتى يغمض على أكثر السامعين , ويكشف بعضها حتى يفهمه الأعجمين , ويشير إلى الشيء ويكنى عنه , وتكون عنايته بالكلام على حسب الحال , وكثرة الحشد , وجلالة المقام" (تأويل مشكل القرآن صـ11ـ)
فيبدو من نص ابن قتيبة ربطه الواضح بين الأسلوب وطرق أداء لمعنى في نسق مختلف , بحيث يكون لكل مقام مقال , فتعدد الأساليب عنده راجع إلى اختلاف الموقف أولا , ثم طبيعة الموضوع ثانيا , وإلى مقدرة المتكلم وفنيته ثالثا . . .
كما أنه ربط بين النوع الأدبي وطرق الصياغة عندما ربط بين الخطبة والموضوع الذي يتصل بها من نكاح أو حَمَالة أو تحضيض أو صلح وما أشبه ذلك (ينظر : البلاغة والأسلوبية 12)
كما أنه ذكر في "الشعر والشعراء" أقسام الشعر حينما جعلها أربعة "ضرب منه حسن لفظه وجاد معناه , وضرب منه حسن لفضه وحلا , فإذا أنت فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى , وضرب منه جاد معناه وقصرت ألفاظه عنه , وضرب منه تأخر معناه , وتأخر لفظه".
ثم قال بعد ذلك : "فالشاعر المجيد من سلك هذه الأساليب , وعدل بين هذه الأقسام , فلم يجعل واحدا منها أغلب على الشعر , ولم يطل فيَمِل السامعين , ولم يقطع بالنفوس ظمأ إلى المزيد" (الشعر والشعراء 28)
فهو يشير إلى أن الشاعر ينبغي أن يسلك الطريق المناسب لِحال السامعين وأن يراعى أحوالهم فلا يملهم أو يتركهم دون أن يعطيهم ما يكفيهم من المعاني
2_ الخطابي ( ت : 388 هـ) :
الخطابي في رسالته "بيان إعجاز القرآن" يربط بين الأسلوب والغرض الذي يتضمنه النص الأدبي , من حيث كان تعدد الأساليب دالاً على تعدد الأغراض , فقد تحدث عن المعارضات في مذاهب الكلام قائلا:
"وها هنا وجه آخر يدخل في هذا الباب , وليس بمحض المعارضة والمقابلة, وهو أن يجري أحد الشاعرين في أسلوب من أساليب الكلام وواد من أوديته , فيكون أحدهما أبلغ في وصف ما كان بباله من الآخر في نعت ما هو بإزائه , وذلك مثل أن يُتأمل شعر أبي دؤاد الإيادي والنابغة الجعدي في صفة الخيل , وشعر الأعشى والأخطل في نعت الخمر , وشعر الشمّاخ في وصف الخمر , وشعر ذي الرمة في صفة الأطلال والزمن ونعوت البراري والقفار , فإن كل واحد منهم وصّاف لما يضاف إليه من أنواع الأمور , فيقال : فلان أشعر في بابه أو مذهبه من فلان في طريقتها التي يذهبها في شعره.
وذلك بأن تتأمل نمط كلامه في نوع ما يُعنى به ويصفه , وتنظر فيما يقع تحته من النعوت والأوصاف , فإذا وجدت أحدهما أشد تقصيّا لها , وأحسن تخلصا إلى دقائق معانيها , وأكثر إصابة فيها حكمت لقوله بالسبق , وقضيت له بالتبريز على صاحبه , ولم تبال باختلاف مقاصدهم وتباين الطرق بهم فيها" (بيان إعجاز القرآن صـ65,66ــ ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن للرماني والخطابي وعبدالقاهر الجرجاني , تحقيق محمد خلف ومحمد زغلول سلام ط 2 القاهرة دار المعارف 1968م)
ففهم الخطابي للأسلوب يختلف عن فهم ابن قتيبة , حيث كان لكل منهما مساره الفكري في تقدير الإعجاز القرآني , فابن قتيبة ربط بين الأسلوب وتعدد أنواعه بتعدد طرق أداء المعنى.
في حين اتجه الخطابي إلى الربط بين الأسلوب والغرض أو الموضوع فكلما تعددت الموضوعات التي يطرقها الأديب تعددت الأساليب وتشكلت بطبيعة هذا الموضوع , وعليه تعقد المقارنة بين الشعراء في المجال الواحد الذي يخوضون فيه , أما إذا افترق مدخلهم إلى موضوعات متعددة . . . فإننا نحكم لكل منهم بالسبق فيما هو فيه , وما اختص به كلامه , فنقول :فلان أشعر في الوصف , وفلان في الهجاء , وهكذا . . .
ومع هذا التمايز بين الرجلين نلحظ توافقا بينهما في أن كلا منهما ربط بين الأسلوب والطريقة الفنية في الأداء , باعتبار أن هذا الربط خير وسيلة لإدراك الإعجاز القرآني . (ينظر : البلاغة والأسلوبية 14 , 15).
3_ الباقلاني : (ت 403هـ ):
الباقلاني ربط بين الأسلوب والنوع الأدبي , واتخذ من هذا دعامة له في إثبات تفرد القرآن بالنظم العجيب المخالف لضروب الصناعة التي يعرفها الشعراء ويستخدمونها في شعرهم . . . يقول الباقلاني:"إن نظم القرآن على تصرف وجوهه , وتباين مذاهبه , خارج عن المعهود من نظام جميع كلامهم , ومباين المألوف من ترتيب خطابهم , وله أسلوب يختص به ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتاد , وذلك أن الطرق التي يتقيد بها الكلام البديع المنظوم تنقسم إلى أعريض الشعر على اختلاف أنواعه , ثم إلى أنواع الكلام الموزون غير المقفى , ثم إلى أصناف الكلام المعدّل المسجّع , ثم إلى معدّل موزون غير مسجّع , ثم إلا ما يرسل إرسالا فتطلب فيه الإصابة والإفادة , وإفهام المعاني المعترضة على وجه بديع وترتيب لطيف . . . وقد علمنا أن القرآن خارج عن هذه الوجوه , و ومباين لهذه الطرق" (إعجاز القرإن للباقلاني 35 تحقيق : السيد أحمد صقر ، ط دار المعارف 1963م ).
فالقرآن له أسلوبه الخاص به , الذي يختلف عن أساليب العرب في كلامها شعرا ونثرا. . .
4_ الإمام عبدالقاهر الجرجاني ( ت:471 هـ):
الأسلوب عند الإمام عبدالقاهر هو : الضرب من النظم والطريقة فيه , حيث يقول : "واعلم أن الاحتذاء عند الشعراء وأهل العلم بالشعر وتقديره وتمييزه أن يبتدئ الشاعر في معنى له وغرض أسلوبا – والأسلوب هو الضرب من النظم والطريقة فيه – فيعمد شاعر آخر إلى ذلك الأسلوب ,فيجيء به في شعره , فيشبه بمن يقطع من أديمه نعلا على مثال نعل قد قطعها صاحبها , فيقال : قد احتذى على مثاله". (دلائل الإعجاز 268 تحقيق الشيخ شاكر)
والاحتذاء هنا لا يعني فقدان الشخصية فقد أكد الإمام عبدالقاهر على عملية الوعي في تركيب الأسلوب عندما تحدث عن الاستعارة , وأن منها نوعا لا يعرفه ولا يصل إليه إلا ذوو الروحانية والأذهان الصافية , والعقول النافذة , والطباع السليمة , لأن "لها أساليب كثيرة و مسالك دقيقة مختلفة" (الأسرار 50 دار المعرفة 1978 م )
كما نلحظ أن الإمام يربط الأسلوب بطريقة أداء المعنى على وجه معين عن طريق التمثيل حيث يقول: "وإن كان مما مضى إلا أن الأسلوب غيره , وهو أن المعنى إذا أتاك ممثلا فهو في الأكثر ينجلي لك بعد أن يحوجك إلى طلبه بالفكرة , وتحريك الخاطر له , والهمة في طلبه , وما كان منه ألطف , كان امتناعه عليك أكثر , وإباؤه أظهر , واحتياجه أشد" (السابق 118 )
فالأديب المبدع يتفنن في أسلوبه بحيث يشد إليه المتلقي ؛ لأن من المركوز في الطبع أن الشيء إذا نيل بعد الطلب له أو الاشتياق إليه , كان نيله أحلى وبالميزة أولى . . .
كما أنه ربط الأسلوب بالخصائص التعبيرية في حديثه عن "قلب التشبيه" مما يؤكد ارتباط الأسلوب عنده بأنماط الأداء في تركيب العبارة , فيعلق على قول محمد بن وهب :
وبدا الصباحُ كأن غُرتّه وجهُ الخليفة حين يُمتَدح
حيث يقول :
"واعلم أن هذا الدعوى ] جعل الفرع أصلا [ وإن كنت تراها تشبه قولهم : لا يُدرى أَوَجْهه أنور أم الصبح ؟ وغرته أضوأ أم البدر ؟ وقولهم إذا أفرطوا : نور الصباح يخفي في ضوء وجهه , أو نور الشمس مسروق من جبينه , وما جرى في هذه الأسلوب من وجوه الإغراق والمبالغة , فإن في الطريقة الأولى خلابة وشيء من السحر" (السابق 194 , 195 )
وعلى كلٍّ فمفهوم عبدالقاهر للأسلوب يرتبط تنظيرا وتطبيقا بمفهومه للنظم من حيث كان نظما للمعاني وترتيبا لها . . .
فالأسلوب – إذا – ينصَبُّ على الطريقة الخاصة في ترتيب المعاني , وما تحويه هذه الطريقة من إمكانات نحوية وتعبيرية تُميز ضربا عن ضرب وأسلوبا عن أسلوب .(ينظر : البلاغة والأسلوبية 23 , 26 بتصرف).
5_ الزمخشري : ( ت : 538 هـ) :
الزمخشري يربط بين معنى الأسلوب والخصائص الأسلوبية , أو بين الأسلوب والطاقة الكامنة فيه ,وهذا ما نلحظه بوضوح في حديثه عن أسلوب الالتفات في قوله تعالى : ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) )) .
حيث يقول : "فإن قلت لِمَ عدَل عن لفظ الغيبة إلى لفظ الخطاب , قلت : هذا يسمى الالتفات في علم البيان , قد يكون من الغيبة إلى الخطاب , ومن الخطاب إلى الغيبة , ومن الغيبة إلى التكلم كقوله تعالى : ((حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ)) وقوله تعالى : ((وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) )) وذلك على عادة افتنانهم في الكلام وتصرفهم فيه , ولأن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن , تطرية لنشاط السامع , وإيقاظا للإصغاء إليه من إجرائه على أسلوب واحد )) . (الكشاف 1/ 10)
وطبق الزمخشري هذا المنحى لفهمه للأسلوب في كشفه عن وجوه الحسن في قوله تعالى : (( الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ )) حيث يقول:
"وهذا أسلوب صحيح محكم , أثبت - أولا – أن تنـزيله من رب العالمين , وأن ذلك ما لا ريب فيه , ثم أضرب عن ذلك إلى قوله : (( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ )) لأن " أمْ " هي المنقطعة الكائنة بمعنى "بل" , والهمزة إنكار لقولهم وتعجبا منه لظهور أمره في عجز بلغائهم عن مثل ثلاث آيات منه ,ثم أضرب عن الإنكار إلى إثبات أنه الحق من ربك" (الكشاف 3/218 )
فالزمخشري في تحليله للنص القرآني وبيان خصائصه الأسلوبية يستند إلى مناهج البحث البلاغي من ناحية , والتركيب النحوي من ناحية أخرى , وأفاد من كل محاولا الوصول إلى أقصى درجة من الرصد الموضوعي للخصائص الأسلوبية رابطا بين التأثير الانفعالي لدى المتلقي والخصائص التعبيرية في النص الأدبي عامة والقرآني خاصة . (البلاغة والأسلوبية 20 ,21 )
6_ الفخر الرازي ( ت: 606 هـ) :
الإمام الرازي في كتابه "نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز" لم يكتف بالربط بين الأسلوب والنوع الأدبي , بل قدم إضافة جديدة في مجال دراسة الأسلوب , هذه الإضافة هي محاولته للربط بين الأسلوب و القائل , حيث اعتبر الأسلوب خاصية تمثل منشئها , ومن هنا لا يمكن القول بأن أسلوب القرآن معجز ؛ لأن كل أسلوب له خصائصه الفنية التي يتفرد بها , وبهذا يصح وصف كل أسلوب على حدة بالتفرد , فأسلوب الشعر متميز لأن له خصائص فنية يتميز بها ، وأسلوب الخطابة متميز لأن له هو الآخر سمات فنية يتفرد بها , وهكذا... يقول الرازي :
"ومن الناس من جعل الإعجاز في أن أسلوبه مخالف لأسلوب الشعر والخطب والرسائل , لاسيما في مقاطع الآيات مثل (( يعلمون ويؤمنون)) وهو أيضا باطل من خمسة أوجه :
الأول : لو كان الابتداء بالأسلوب معجزا لكان الابتداء بأسلوب الشعر معجزا.
الثاني : أن الابتداء بأسلوب لا يمنع الغير من الإتيان بمثله .
الثالث : يلزم أن الذي تعاطاه مسيلمة من الحماقة في "إنا أعطيناك الجماهر فصل لربك وجاهر" وكذلك "والطاحنات طحنا"في أعلى مراتب الفصاحة .
الرابع : أنه لما فاضلنا بين قوله تعالى : ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)) وقولهم : "القتل أنفى للقتل" لم تكن المفاضلة بسبب الوزن , والإعجاز إنما يتعلق بما به ظهرت الفضيلة.
الخامس : وهو أن وصف بعض العرب القرآن بأن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة لا يليق بالأسلوب" (نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز ،للرازي صـ6ــ مطبعة الآداب والمؤيد بمصر 1317 هـ )
فالقرآن له أسلوبه الخاص , والشعر له أسلوبه الخاص , والخطب لها أسلوبها الخاص , والرسائل لها أسلوبها الخاص , ومسيلمة له أسلوبه الخاص . (ينظر : البلاغة والأسلوبية 17 , 18 )
فانظر إلى العلماء وكيف تنوعت آراؤهم ونظرتهم إلى الأسلوب , حيث تعطيك هذه الآراء مجتمعة معظم الأسس والقواعد الأساسية التي يقوم عليها علم الأسلوب في الدراسات الحديثة.
فقد ذكر ابن قتيبة أسباب تنوع الأساليب , كما أنه ربط بين تعدد الأساليب وطرق العرب في أداء المعنى في نسق مختلف , كما أنه ربط بين الأسلوب وطرق الصياغة .
كما أنه ربط بين الأسلوب الذي يسلكه الشاعر أو الخطيب وحال السامعين ...
كما أن الخطابي ربط بين الأسلوب والغرض الذي يتضمنه النص الأدبي كما أن الباقلاني ربط بين الأسلوب والنوع الأدبي , وبناء عليه بين أسلوب القرآن يختلف عن أساليب العرب في خطابها شعرا ونثرا . .
والإمام عبدالقاهر بين أن الأسلوب ضرب من النظم , وبين أن كل نظم له خصائصه التي يتميز بها عن غيره . . . وهو بذلك يربط بين الأسلوب وطريقة أداء المعنى . .
والزمخشري كان يبين الخصائص الأسلوبية في طرق التعبير في تحليله للقرآن الكريم تحليلا بلاغيا يكشف عن حسن النظم فيه , وبيان الأوجه الجمالية التعبيرية التي اشتمل عليها .
وأخيرا نجد الرازي لم يكتف بالربط بين الأسلوب والنوع الأدبي , وإنما تجاوز ذلك إلى الربط بين الأسلوب والمنشئ ...