بسم الله الرحمن الرحيم
معنى (الفرقان) من آيات القرآن
لقد جاء معنى الفرقان في تفسير المفسرين للآية 1 الفرقان( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ( أن الفرقان هو الذي أنزل مفرقاً بين الحق والباطل والضلالة والهدى والحلال والحرام . وأنه قد خص الله به رسولنا الكريم ليخصه بالرسالة إلى جميع الخلق لأن الكتب التي سبقته كانت منزلة جملة واحدة.
ولكننا عندما نقف عند الآيات التالية يتضح لنا أن الفرقان لم ينزل على رسولنا وحده والآيات هي: (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) 53 البقرة و(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ) 48 الأنبياء
إذاً سميت التوراة بالفرقان وسمي القرآن بالفرقان ولهذا يكون المعنى واحداً ومشتركاً بين الكتابين. فمن الملاظ لم يذكر في الكتاب أن الكتب الأخرى قد سميت بالفرقان. وهذا ينفي أن لرسالة حبيبنا المصطفى لجميع الخلق دخل بتسمية القرآن بالفرقان لأن سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما السلام لم تكن رسالنهما للناس كافة وقد سميت التوراة بالفرقان أيضاً. فما معنى الفرقان؟
أعتقد أن كلمة الفرقان هي مصدر للفعل يُفْرَقُ الذي ورد في الآية: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) 4 الدخان وبالتالي يكون كل أمر حكيم يفرق هو فرقان أي هو منزل من عند الله في ليلة القدر. عليهيستنبط أن معنى يفرق هو( يُنَزَّل). فيصير معنى الفرقان هو تنزيل الأمر الحكيم. فما هو الأمر الحكيم الذي ينزل في ليلة القدر من كل عام؟
لقد تحدثنا قبل ذلك عن أن محتويات القرآن هي أخبار وأحكام. فالآخبار هي الأمر الحكيم الذي تتبعه قوانينه. والأمر الحكيم مكون من عدد من الأمور الحكيمه. لذا ينزل كل أمر حكيم من تلك الأمور في ليلة القدر. وومفاد ومجمل الأمر الأصلى هو : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ) 36 النحل. ولكن هذا الأمر قد فصله الله وأنزله مفصلاً بهدف أن يستوعبه الناس ويعملوا به. فبدأ التنزيل بتوضيح أخبار الإله وأسمائه وكتبعه ورسله وقصص الأمم السابقة مع أممهم. ثم أمر الله الذين آمنوا بالصلاة والزكاة توكيداً لإيمانهم به وبملائكته وكتبه ورسله . ومن أجل أن يدخل كل من دخل في الاسلام استمر هذا الأمر فترة طويله والكفار والمنافقون يؤذون المسلمين. فأنزل في ليلة القدر أمراً حكيماً آخراً هو قتال الكفار في بدر
والله أعلم. فكان الأمر الحكيم في ليلة القدر (ليلة الفرقان) وكان تطبيقه في يوم بدر(يوم الفرقان) فاليوم دائما تسبقه ليلته.والله أعلم
)وإذا تمعنا في الآيتين ) وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً) ) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) 105-106 الإسراءنجد أن كلمة فرقناه تعني نزلناه مفصلاً. ويؤكد هذا المعنى ما ورد عن ابن عباس أيضاً أنه قرأ: فرقناه، بالتشديد، أي: أنزلناه آية آية مبيناً ومفسراً، ولهذا قال: { لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ } أي: لتبلغه الناس، وتتلوه عليهم، أي: { عَلَىٰ مُكْثٍ } أي: مهل { وَنَزَّلْنَـٰهُ تَنْزِيلاً } أي: شيئاً بعد شيء. والله أعلم من قبل ومن بعد