<BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">
من كتاب الشيخ مصطفى العدوي بارك الله فيه
مصطلح الحديث في سؤال وجواب
لان هذا العلم هام و نريد نشره ليقوم المسلمين و الدعاة للذب عن دين الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
س1: اذكر طرفاً من أهمية علم الحديث؟
ج1: علم الحديث من أجلّ العلوم الشرعية، إن لم يكن أجلها، فعليه وبه تقوم سائر العلوم الشرعية، ومن لم يكن عنده إلمام به أخطأ، وأوقع غيرَه في الخطأ، وانحرف عن النهج السديد من حيث يشعر، ومن حيث لا يشعر، سواء كان مفسراً أو فقيهًا أو أصولياً أو واعظاً أو مؤرخاً .
* فقد تجد مفسراً من المفسرين يفسر آيات من كتاب الله، ويجتهد في تفسيرها غاية الاجتهاد، إلا أنه جانَب الصواب بعد الاجتهاد كله؛ وذلك لأنه بنى تفسيره للآيات على أحاديث ضعيفة، أو موضوعة، أو أثر لا يثبت عن قائله.
* وقد تجد فقيهاً يصول ويجول في مسألة فقهية لتحريرها ، ويحاول- قدر جهده- الوصول إلى الصواب فيها، ولكنه لا يُوفق ؛ لأنه بنى رأيه فيها على حديث ضعيف، وهو لا يشعر.
* وكذلك بالنسبة لأهل الأصول، تجد فيهم ـ مثلاً ـ أصولياً يُؤَصِّل قاعدة من القواعد التي تبنى عليها الأحكام، وتُؤَسس عليها مسائل من الدين، يؤصلها على حديث ضعيف، فتأتى القاعدة وما رُكِّبَ عليها بضرر على الدين أكثر من النفع الذي رجاه مؤسسها ومؤصلها.
* وما أكثر هذا في الوعاظ ، الذين يزعمون أنهم يقربون الناس إلى ربهم، ولا يشعرون أنهم يكذبون على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)،ويَتَقّوَّلُون عليه ما لم يقل، بل ويكذبون على الله عز وجل؛ إذ ينسبون إليه ما لا يحصى مما لم يقله- سبحانه- من الأحاديث القدسية[1]، بعضها فيه الخطأ الصُرَاح الذي يُضَادُّ قواعدَ أهل السنة والجماعة، وأصول الدين من الكتاب الحكيم والسنة النبوية المطهرة، فضلاً عما فيه من وصف الرب سبحانه بما لم يصف به نفسه، فلا يبتعدون بأفعالهم هذه عن الوقوع تحت طائلة قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}الأنعام : 144 ].
* أما المؤرخون، فحدث ولا حرج، فقد قل فيهم الصالحون، وفشا فيه الكذب، فزوروا التاريخ، وزيفوا الحقائق، وشوهوا جمال سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بما اختلقوه فيها ونسبوه إليها، فكان علمُ الحديث الحَكَمَ في ذلك كله، فجزى الله أهله خير الجزاء؛ إذ نافحوا عن سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وصحّحوا مسارات العلوم الشرعية، ونظّفوا سُقياها من كل شائبة ودخيلة، فعظم الله أجرهم، وغفر زلاتهم، ورفع درجاتهم، وأسكنهم فسيح الجنان.
* هذا طرف من أهمية علم الحديث ومصطلحه، ولو كان المجال هنا مجاله لأوردنا ما لا يتسع المقام هنا لبيانه، ولكن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
س2: ما معنى الطريق (أو السند) ؟ وما معنى المتن؟ مَثِّل لما تقول؟
ج2: الطريق : هو سلسلة الرجال الموصلة للمتن.
والمتن:هو ما ينتهي إليه السند من الكلام .
وكمثال لذلك : ما أخرج البخاري، ومسلم، وأبو داود (واللفظ لأبي داود):
حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" .
فقوله : (حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر) هو السند، وقوله: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" هو المتن.
س3: إلى كم قسم ينقسم الحديث من ناحية عدد الطرق؟
ج3: ينقسم الحديث من ناحية تعدد الطرق إلى قسمين:
1- متواتر.
2- آحاد .
س4: ما هو الحديث المتواتر؟
ج4: هو الحديث الذي يأتي عن عدد كبير من الرواة ( وذلك في كل طبقة من طبقات السند) يستحيل تواطؤهم على الكذب، ويستندون إلى أمرٍ محسوس.
* توضيحات وتنبيهات على التعريف:
1- حدد بعض أهل العلم عدد طرق المتواتر بالأربعة، وبعضهم عيَّنه بالخمسة ، وبعضهم عيَّنه بالعشرة، وبعضهم بالأربعين ، وبعضهم بالسبعين، إلى غير ذلك، والذي عليه الأكثر هو العدد الذي يحصل به اليقين. عزي هذا القول إلى جمهرة أهل العلم. [ راجع:" توضيح الأفكار" ص2/403 ] .
2- معنى يستندون إلى أمر محسوس كقولهم: حدثنا، أو سمعنا، أو لمسنا.
س5: إلى كم قسم ينقسم المتواتر؟ عرف كل قسم؟
ج5: ينقسم المتواتر إلى قسمين:
1- متواتر لفظي، وهو: ما تواتر لفظه.
2- متواتر معنوي.
قال السيوطي في" تدريب الراوي" (2/180): وهو أن ينقل جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب وقائع مختلفة، وتشترك في أمرٍ يتواتر ذلك القدر المشترك، كما إذا نقل رجل عن حاتمٍ مثلاً أنه أعطى جملاً، وآخر أنه أعطى فرساً، وآخر أنه أعطى ديناراً، وهلم جرا، فيتواتر القدر المشترك بين إخبارهم، وهو الإعطاء؛ لأن وجوده مشترك من جميع هذه القضايا.
س6: مثل للأحاديث المتواترة اللفظية بأمثلة،وللمتواتر المعنوي بمثال.
ج6: مثال لمتواتر اللفظي حديث: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" ،وحديث : "نضَّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها،ثم أداها كما سمعها"، وحديث: " من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة" .
ومثال المتواتر المعنوي أحاديث" رفع اليدين في الدعاء ".
س7: ما الكتب المؤلفة في الأحاديث المتواترة؟
ج7: وقفنا منها على :
1- "الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة" للسيوطي.
2- "نظم المتناثر في الحديث المتواتر" للكتاني.
س8: ما هو خبر الآحاد ؟
ج8: الآحاد ما ليس بمتواتر.
س9: إلى كم قسم ينقسم خبر الآحاد؟ وما هي هذه الأقسام؟
ج9: ينقسم خبر الآحاد إلى ثلاثة أقسام وهي:
1- المشهور.
2- العزيز.
3- الغريب (الفرد).
س10: ما الحديث المشهور(عند المحدثين)؟
ج10: هو: ما رواه في كل طبقة ثلاثة فأكثر من غير أن ينتهي إلى التواتر، وقيل: إنه يكفي أن يكون الراوي في الطبقة الأولى "وهم الصحابة" أقل من ثلاثة.
س11: ما الحديث العزيز؟
ج11: هو: ما رواه في كل طبقة اثنان، وقد يكون الحديث عزيزاً عن أحد الرواة، وذلك إذا رواه عنه راويان.
س12: ما الحديث الغريب ( الفرد)؟ اذكر مثالاً له؟
ج12: هو: ما انفرد براويته راوٍ واحد.
ومثاله: حديث "إنما الأعمال بالنيات " تفرد به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب، ورواه عن عمر علقمة بن وقاص الليثي، ورواه عن علقمة بن وقاص الليثي محمد بن إبراهيم التيمي، ورواه عن محمد بن إبراهيم التيمي يحيى بن سعيد الأنصاري .
س13: ما الفرق بين حديث الآحاد، والحديث المتواتر،من ناحية القبول أو الرد (أو الصحة والضعف)؟
ج13: الحديث المتواتر مقطوع بصحته، أي مقبول قطعاً، أما حديث الآحاد فمنه الصحيح المقبول، ومنه الضعيف المردود.
س14: إلى كم قسم ينقسم الحديث من ناحية الصحة والضعف؟
ج14: الذي استقر عليه العمل، أن الحديث ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي:
1- الصحيح .
2- الحسن.
3- الضعيف.
وقد كان أكثر المتقدمين على تقسيم الحديث إلى قسمين فقط. وهما: الصحيح والضعيف، والذي أدخل اصطلاح الحسن هو الترمذي ـ رحمه الله ـ وكان قبله قليلاً ما يُطلق</BLOCKQUOTE>