منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك   النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـة  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجر  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصور  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزة  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزة  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلود  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجير  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة   النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنا  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة   النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجب  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخدير  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حب  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصار  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاطمة العربي
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1

نقاط :
3

تاريخ التسجيل :
30/11/2011

المهنة :
أستاذة جامعية


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2012-03-22, 10:56

الأستاذة : فاطمة عماريش المسجلة تحت اسم فاطمة العربي.
المركز الجامعي بخميس مليانة .
النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص

إنّ المتتبع للفكر اللّساني و تاريخه يدرك أنّه قد سار وفق منحيين مختلفين من حيث المبادئ و الأهداف. منحى / تيار يعتبر اللغة نسقا مجردا يمكن وصفها بمعزل عن وظيفتها التّواصلية / الاستعمالية ، و يتميّز هذا المنحى بعنايته بالشّكل أكثر من عنايته بالمعنى ، بل يعتبر المعنى خارج نطاق اهتمامه , كما يسعى إلى معالجة الجمل المصنوعة أكثر من سعيه إلى معالجة اللغة في تجلياتها الفعلية / اليومية ، من أبرز نظريات هذا المنحى " البنيوية ، والنحو التوليدي التحويلي ، و نحو التعليق أو التبعية ". منحى / تيار وظيفي يقوم على مبدأ رئيس يقول بأداتية اللغة التي تأوي مختلف و وظائفها الممكنة إلى وظيفة أساسية ألا وهي الوظيفة التّواصلية ، إذ تتعالق بنية اللغة و وظيفتها حيث يُحدد بناء الأولى " البنية " على أساس من الثانية " الوظيفة " . و ينبني على هذا المبدأ العام وصف مختلف المستويات اللّغوية " نحوا و صرفا وتركيبا " . وتتخذ اللّسانيات الوظيفة من القدرة التّواصلية - باعتبارها كلا متكاملا يجمع المعرفتين اللّغوية " نحوا و صرفا " و غير اللغوية " تداولية "- موضوعا لدراستها بغية وضع أنموذج لقدرة مستعملي اللغة الطبيعية " ّأنموذج يمثل للملكات اللغوية و غير اللغوية المسهمة في عملية التّواصل إنتاجا و فهما و بما يقوم بينها من علاقات... "1ويتكون هذا الأنموذج من خمسة قوالب تتمثل في : القالب المنطقي ، و القالب الإدراكي ، و القالب المعرفي ، و القالب الاجتماعي ،تتمركز حول القالب الأساس المتمثل في القالب النّحوي حيث ترصد هذه القوالب ملكات القدرة التّواصلية الخمس و تتفاعل فيما بينها باعتبار أن كل قالب يتمتع باستقلال مبادئه إلا انه يشكل دخلا - خرجا لكل القوالب . فالقدرة التّواصلية إذن قدرة واحدة تمكن مستعملي اللّغة الطبيعية من التّواصل فيما بينهم، حيث تتفاعل القوالب المذكورة في عمليتي إنتاج الخطاب و فهمه وفقا لموقف التّخاطب و نمط الخطاب. إنّ تمركز النّحو في قلب القدرة التّواصلية يجعله اْهمم مفعّل لها مما يحدونا إلى طرح السؤالين الآتيين :
ما المقصود من النّحو عند الوظيفيين ؟ هل النحو ههنا هو نحو جملة أم نحو خطاب ؟ لا شك أن النّحو يكتسي دلالة خاصة في سياق النّظريات الوظيفية إنّه: "... ليس مجموعة من القواعد أو القيود الصّارمة التي تطبق على النّص و إنما لا يتضمن مفهوم القاعدة سوى مجموعة من القواعد الاختيارية التي استخلصت من النّص ذاته "2 . إن النّحو ههنا - بتعبير آخر - عبارة عن مجموعة من المقولات القابلة للتغير بحسب طبيعة النّص المدروس إذ تنحصر مهمته حسب فان ديك في : " صياغة قواعد تمكننا من حصر كل النّصوص النّحوية في لغة ما بوضوح ، و من تزويدنا بوصف للأبنية ، و يجب أن يعد مثل ذلك النّحو النّصي إعادة بناء شكلية للكفاءة اللّغوية الخاصة بمستخدم اللّغة في إنتاج عدد لا نهائي من النّصوص " 3.
فنحو النّص إذا هو ضرب من التحليل يمتد بتشخيصه إلى مستوى ما وراء الجملة و الذي يبدأ من علاقات ما بين الجمل ثم الفقرة ثم النص ( الخطاب ) كاملا.
و لقد سعت النظريات الوظيفية منذ تأسيسها إلى ربط اللّسان بوظيفته الأساسية المتمثلة في إتاحة التواصل بين بني البشر – كما سبق و أشرنا – فكان من البديهي جدا أن تتجاوز حدود الجملة إلى خطاب فقد أشار فان ديك في أحد مؤلفاته إلى أن : "النّحو الوظيفي ليس نحو جملة – بالمعنى الذي يأخذه هذا المفهوم في اللّسانيات الصورية – ولا يمكن أن يكون نظرا لتوجه الوظيفي التّداولي إلا نحو خطاب ، إلا نحوا يرمي إلى وصف و تفسير الملفوظ اللغوي بما فيه الخطاب الأكمل أي النّص "4 .
فموضوع الوصف في المقاربة الوظيفية إذن ليس الجملة بل النص باعتباره وحدة متكاملة سواء أكان مفردة أم جملة أم نصا. و لئن تمحورت الأبحاث الأولى لهذه النّظرية حول الجملة فإنها لا يمكن أن تعد إلا عملية تمهيدية لدراسة النّص ككل مُوحّد و يمكن تصنيف الأبحاث التي أنجزت في هذا المنحنى إلى قسمين : " أبحاث تنطلق من مبدإ أنّ للنّص بنية الجملة ، و أّن معالجة قضايا الخطاب تستدعي إواليات غير ما اْستخدم في معالجة قضايا الجملة ، و أبحاث تفترض تماثلا أو على الأقل تقاربا بين بنية الجملة و بنية النّص و أنّ ما يرصد الأولى يمكن أن يكيف فيرصد الثانية " 5 . إنّ هذا التنوع و التناظر بينها مفهمي الصورية و الوظيفية لا يقتصر على الدراسات اللغوية الغربية بل إنا نجد له أصولا في الفكر اللّغوي العربي مماثلة يدفعنا إلى لتساؤل حول: مظاهر الوظيفة في الفكر اللغوي العربي ؟ هل اقتصر المنحنى الوظيفي في الفكر اللّغوي العربي على الجملة كحد أقصى ؟ على افتراض تجاوز الجملة، في المنحنى الوظيفي العربي ما هي مظاهر الدراسة الوظيفية للخطاب ؟ لقد نشأت مختلف علوم العربية حول النّص القرآني بغية فهمه و تفسيره ، حيث أملت وحدة هذا النص ، و تكامله على الباحث اتخاذ أدوات إجرائية بدءا من الصرف مرورا بالنّحو وصولا إلى وصف التّرابط النّصي ، و قد قدم عبد القاهر الجرجاني في هذا السّياق دراسة تتعلق بنحو النص ؟- بالمفهوم المعاصر - و آليات انسجامه بدءا بوجوب انصياعه لقوانين النّحو عند الصياغة ( النّظم ) يقول : " و اعلم أن ليس النّظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النّحو ، و تعمل على قوانينه ، و أصوله ، و تعرف مناهجه التي نهجت ، فلا تزيغ عنها ،.... و ذلك إنا لا نعلم شيئا يبتغيه النّاظم بنظمه، غير أن ينظر في وجوه كل باب و فروقه... "6 و لئن انطلق الجرجاني من معالجة ظواهر تخص نحو الجملة كالتّقديم و التّأخير فقد تعداه إلى النّظر في مسائل تصب في عمق نحو النّص و ذلك إذ يقول : " و ينظر في الجمل التي تسرد فيعرف مواضع الفصل فيها من مواضع الوصل "7 ، يعد هذا القول نقطة فاصلة بين نحو الجملة و نحو النّص إذ يتضح من خلاله ربط المتتالية الجملية التي تشكل نصا متماسكا موحدا . وقد التفت الجرجاني إلى الميزة التي تتفاضل بها النّصوص بعضها عن بعض ، إذ أنها المُظهرة لوعي النّاظم في ترتيب كلامه حسب توالي المعاني في النّفس - من جهة -و تأثيرها في المتلقي من جهة أخرى ، يقول : " و ينظر في التعريف و التنكير ، و التّقديم و التّأخير في الكلام كله ، و في الحذف و التّكرار ، ولإضمار و الإظهار ، فيضع كلامه من ذلك مكانه ،و يستعمله على الصحة و على ما ينبغي له "8 .
غير بعيد عما جاء به الجرجاني نجد البقاعي يشير إلى قضايا نحو النّص على مستوى التّطبيق في تراثنا الفكري العربي حيث ركز في تفسيره على ربط الجمل بعضها ببعض فيقول : " وهذا العلم يقصد به علم المناسبات يكشف أن للإعجاز طريقين أحدهما نظم كل جملة على حيالها بحسب التّركيب و الثاني نظمها مع أختها بالنظر إلى التّرتيب " ، ويضيف قائلا في توضيح الفكرة الثانية : " والذي نبغي في كل آية ، أن يبحث أول كل شيء عن كونها تكملة لما قبلها ، أو مستقلة ، ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها " 9.
و يشير البقاعي في هذا السياق إلى أنّ الأسلوب هو النسج المخصوص في نظم الآية ، فيقول متبنيا رأي الرازي في سورة البقرة :" ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة وفي بدائع ترتيبها ، علم أنّ القرآن ، كما هو معجز بحسب فصاحة ألفاظه، وشرف معانيه ، فهو أيضا بسبب ترتيبه ، ونظم آياته ، ولعل الذين قالوا : معجز بسبب أسلوبه ، أرادوا ذلك "10.
يبدو واضحا مما سبق أنّ ما استقر في أذهان علماء التراث من نحو النّص هو موضوع الفصل و الوصل كتجل فعلي لهذا النّحو، فلا نجد منهم من التفت إلى ربط المتتالية الجملية إلا وأشار إليه.
وأما حديثا فإنا نجد جملة من الباحثين الذين حاولوا الاستفادة من البحوث الغربية بغية تطوير الدرس اللّغوي العربي أمثال وليد منير الذي حاول تقديم فهم خاص للنّص القرآني ، من خلال تقديم فهم جديد لمفهوم النّص ، حيث قدم من خلال هذا المفهوم المفترض ، آليات التّرابط في النّص القرآني وهو يستند في بناء مفهومه هذا على جملة من النّظريات الغربية دون أن يتبنى – بشكل واضح – واحدة منها ، ويبدو أنّ النّص القرآني في عرفه نص كلي واحد فعمد إلى " تفسير منسوخه بناسخه ، وإن تباعدت المسافات بينهما ، ومجمله بمفصله ، وإن اختلف السّياق .....ودخل إلى علم التّأويل والتّصوف ليبدي من النّص ما خفي حينا.... ليصل إلى مصداق مفهومه للنّص المترابط .... " 11
ويعد الدكتور أحمد المتّوكل أحد أشهر اللّسانيين المعاصرين الذين حاولوا بناء نظرية عربية تتخذ من التّراث منطلقا محاولا الاستفادة مما وصلت إليه النّظريات الغربية الحديثة ، ويقر الدكتور في محاولاته إلى إيجاد نقاط التّقارب بين القديم والحديث-فيما يخص نحو الجملة الوظيفي أو نحو النّص - أنا " لا ندري إذا كان للدرس اللّساني الوظيفي الحديث نشأة وتطورا صلة بالتّراث اللّغوي العربي .... بتعبير آخر ، إذا كان لهذا الدرس جذور عربية إلا أنّه من الممكن في جميع الأحوال أن ننظر إلى التراث بحكم مفاهيمه ومنطلقاته و أهدافه على أنّه حقبة هامة من تطور الفكر اللّغوي الإنساني في توجهه الوظيفي "12
و يشير الدكتور إلى أن التراث العربي الفكري مخزون يحصل التعامل معه وفق اتجاهين: " أ- إما أن يكون حاضرا في تحصيل المعارف اللسانية الحديثة، ب- أو أن يرجع إليه على سبيل تأصيل ما اكتسب من هذه المعارف."13
فصلة التّراث اللّغوي العربي بالنسبة للوظيفيين العرب إذن لدى المتّوكل هي صلة مباشرة سواء أكانت أصلا أم نتيجة تأصيل
إنّ السعي إلى تسليط الضوء على الموروث اللّغوي و كذا الحداثي في شقه الوظيفي ينبغي أن تؤطره جملة من القناعات أو المبادئ أبرزها :
- إنّ محاولة إحياء التّراث اللّغوي العربي بغية تطوير الدرس اللّغوي المعاصر لا تكون إلا بمقاييس تنبع من عمق اللّغة العربية ذاتها.
- إنّ للتراث اللغوي العربي سماته و خصائصه التي تجعل الباحث يتفادى الإسقاط الذي قد يغيب حقيقته.
- إنّ قولنا بضرورة تفادي الإسقاط لا يعني تغييب تلك المعايير الكلية التي تنسجم إلى حد ما و حقائق الدرس الغوي العربي.
إنّ عملية تفعيل النحو الوظيفي الحديث في مراحله الأولى تقتضي اتخاذ التراث اللغوي مرجعا عند البرهنة و التحليل و مصدرا ينتهل منه كلما دعت إلى ذلك الضرورة ، فزخم التراث يحتاج منا إلى قراءة واعية تعيد بعثه من جديد و إعادة تصنيفه وفق ما تقتضيه معايير الحداثة .

1 - أحمد المتوكل ، التركيبيات الوظيفية قضايا و مقاربات ، دار الأمان للنشر و التوزيع ، الرباط،ط/1 ، 2005 ، ص49
2 - سعيد حسن البحيري ، علم لغة النص المفاهيم و الاتجاهات ، مكتبة لبنان ناشرون ، ط/1 ، 1998 ، ص 218 .
3 - المرجع نفسه ، ص 135 – 136 .
4 - أحمد المتوكل، الوظيفية بين الكلية و النمطية، دار الأمان للنشر و التوزيع، الرباط، ط/1، 2003، ص 97.
5 - ـــــــــــــ ، قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ـ بنية الخطاب من الجملة إلى النص ــ دار الأمان الرباط ، ص 15
6 - عبد القاهر الجرجاني ، دلائل الإعجاز في علم المعاني ، تحقيق محمد عبده ، دار المعرفة بيروت ، لبنان ط/ 1991 ، ص 70
7 - المرجع نفسه ، الصفحة نفسها .
8 - البقاعي ، نظم الدرر في تناسب الآيات و السور ، خرج أحاديثه و وضع حواشيه عبد الرزاق غالب المهدي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط/ 1995 ، مج 8 ، ص 611 .
9 - المرجع نفسه ، مج 1 ، ص 7 .
10 – المرجع نفسه ص 6 .
11- عمر أبو خرمة ، نحو النص ـ نقد نظرية و بناء أخرى ـ عالم الكتب الحديث ظ/1 ، 2004 ، ص 63 .
12- أحمد المتوكل ، المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي الأصول و الامتداد ، دار الأمان الرباط ، ط/1 ، 2006 ، ص 213 .
13- المرجع نفسه ، الصفحة نفسها .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام لسانية
مشرف عام
مشرف عام
أحلام لسانية

القيمة الأصلية

البلد :
السعودية

عدد المساهمات :
1314

نقاط :
1860

تاريخ التسجيل :
24/05/2010

المهنة :
أستاذة


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: رد: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2012-03-23, 00:11


موضوع جاد ماتع
وطرح مميز بدء من توضيح المقصود إلى تأصيله

وأشدد على أهمية تلك القواعد والمبادئ التي ختم بها الموضوع

أما قول د.المتوكل
اقتباس :
أن التراث العربي الفكري مخزون يحصل التعامل معه وفق اتجاهين: " أ- إما أن يكون حاضرا في تحصيل المعارف اللسانية الحديثة، ب- أو أن يرجع إليه على سبيل تأصيل ما اكتسب من هذه المعارف."13

فلعله نتيجة واحدة لا تحصل الأولى منه إلا بحصول الثانية
فلا يكون التراث حاضرا في المعارف اللسانية الحديثة إلا بعد تأصيله ومعرفة ما له وما لغيرة من دراسات ونظريات (إن صحت التسمية)
ولا يكون التراث مجرد تأصيل وعمل الباحث مجرد رصد لأوجه الشبه والخلاف وإلا ضاعت قيمته ومكانته

مرحبا دكتورة فاطمة عماريش في منتديات تخاطب

بانتظار جديدك







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محبّ اللغة
عضو نشيط
محبّ اللغة

القيمة الأصلية

البلد :
السعودية

عدد المساهمات :
22

نقاط :
24

تاريخ التسجيل :
08/01/2012

الموقع :
السعودية

المهنة :
أستاذ


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: رد: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2012-03-23, 00:57

موضع يحتاج إلى دراسة وتأمل   النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص 463596
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصطفى عقلى
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
المغرب

عدد المساهمات :
2

نقاط :
2

تاريخ التسجيل :
03/03/2012


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: رد: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2012-03-23, 22:59

أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذة الفاضلة على موضوعها القيم الذي رصدت من خلاله العديد من القضايا ، كالتمييز بين الاتجاه الصوري والاتجاه الوظيفي في دراسة اللغة، وموقف نظرية النحو الوظيفي من التراث اللغوي العربي القديم وكيفية التعامل معه، وانتقال النحو الوظيفي من دراسة الجملة إلى دراسة (النص).... إلى غير ذالك من القضايا.
لكن أستاذتي الفاضلة أثارت فضولي نقطة وردت في مداخلتكم هي قولكم : " فموضوع الوصف في المقاربة الوظيفية إذن ليس الجملة بل النص باعتباره وحدة متكاملة سواء أكان مفردة أم جملة أم نصا"، فاعتقد أن موضوع النحو الوظيفي هو الخطاب وليس النص، بل النص هو مجرد وحدة من وحدات الخطاب، شأنه في ذلك شأن الجملة والمركب والكلمة، وهذا ما ذهب إليه الدكتور أحمد المتوكل في كتاباته الأخيرة التي تناول فيها موضوع الخطاب، ونستدل على ذلك بقوله" لنر الآن تصور نظرية النحو الوظيفي لما يجب أن يكون موضوعا للدرس اللساني.
ما يميز هذه النظرية في هذا الباب أمران:
أولا، يندر، بل ينعدم، استعمال مصطلح " النص" سواء أقصد به سلسلة صورية من الجمل أم عني به متوالية جملية مرتبطة بظروف إنتاجها.
ثانيا، يقارب المنتج اللغوي كما هو متوقع في كل نظرية مؤسسة تواصلية تعتمد " القدرة التواصلية" (لا " القدرة اللغوية الصرف" فقط) في علاقته بسياق إنتاجه (أو تأويله) أيا كان حجمه (جملة أو سلسلة جميلة) وقد واكب تطور النظرية تطور في موضوع الوصف والتفسير يمكن رصده على النحو التالي:
(أ‌) في النموذج المعيار (ديك (1997 ب)) تم نقل موضوع الدرس من الجملة إلى الخطاب باعتبار الخطاب سلسلة من الجمل المتناسقة تحكمها ضوابط ظروف إنتاجها........
(ب‌) في إطار نموذج الطبقات القالبي الذي اقترحناه (المتوكل (2003)) أعدنا النظر في مفهوم الخطاب حيث صغنا تعريفه كما يلي:
(3)" يعد خطابا كل ملفوظ/ مكتوب يشكل وحدة تواصلية قائمة الذات"
يفاد من التعريف (3) ثلاثة أمور:
أولا، تحييد الثنائية التقابلية جملة / خطاب حيث أصبح الخطاب شاملا للجملة؛
ثانيا، اعتماد التواصلية معيارا للخطابية؛
ثالثا، إقصاء معيار الحجم من تحديد الخطاب حيث أصبح من الممكن أن يعد خطابا نص كامل أو جملة أو مركب ......
(ج) في نفس الاتجاه، اتجاه تحييد الفروق بين أقسام الكلام التقليدية، يذهب منظرو نحو الخطاب الوظيفي (هنخفلد وماكنزي (2008)) على أن الوحدة الدنيا موضوع التحليل اللغوي هي ما اصطلحوا على تسميته" الفعل الخطابي" الذي لا يتحقق ضرورة في الجملة." (المتوكل 2010: 23 و24)
- للمزيد من التوضيح أحيلكم على كتاب الدكتور احمد المتوكل، الخطاب وخصائص اللغة العربية دراسة في الوظيفية والبنية والنمط، دار الامان الرباط، منشورات الاختلاف الجزائر، الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت ، ط1، 2010
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خديجة1
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1

نقاط :
1

تاريخ التسجيل :
03/04/2012

المهنة :
طالبة جامعية


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: رد: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2012-04-03, 20:22

أحلام لسانية كتب:

موضوع جاد ماتع
وطرح مميز بدء من توضيح المقصود إلى تأصيله

وأشدد على أهمية تلك القواعد والمبادئ التي ختم بها الموضوع

أما قول د.المتوكل
اقتباس :
أن التراث العربي الفكري مخزون يحصل التعامل معه وفق اتجاهين: " أ- إما أن يكون حاضرا في تحصيل المعارف اللسانية الحديثة، ب- أو أن يرجع إليه على سبيل تأصيل ما اكتسب من هذه المعارف."13

فلعله نتيجة واحدة لا تحصل الأولى منه إلا بحصول الثانية
فلا يكون التراث حاضرا في المعارف اللسانية الحديثة إلا بعد تأصيله ومعرفة ما له وما لغيرة من دراسات ونظريات (إن صحت التسمية)
ولا يكون التراث مجرد تأصيل وعمل الباحث مجرد رصد لأوجه الشبه والخلاف وإلا ضاعت قيمته ومكانته

مرحبا دكتورة فاطمة عماريش في منتديات تخاطب

بانتظار جديدك







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خديجة امة الرحمن
عضو شرف
عضو شرف
خديجة امة الرحمن

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر الحبيبة

عدد المساهمات :
229

نقاط :
285

تاريخ التسجيل :
09/03/2012

المهنة :
طالبة ماجستير


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: رد: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2012-06-06, 09:02

  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص 463596
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم مهدي
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
6

نقاط :
8

تاريخ التسجيل :
04/10/2012


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: رد: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2012-11-07, 23:46

[quote="فاطمة العربي"] الأستاذة : فاطمة عماريش المسجلة تحت اسم فاطمة العربي.
المركز الجامعي بخميس مليانة .
النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص

إنّ المتتبع للفكر اللّساني و تاريخه يدرك أنّه قد سار وفق منحيين مختلفين من حيث المبادئ و الأهداف. منحى / تيار يعتبر اللغة نسقا مجردا يمكن وصفها بمعزل عن وظيفتها التّواصلية / الاستعمالية ، و يتميّز هذا المنحى بعنايته بالشّكل أكثر من عنايته بالمعنى ، بل يعتبر المعنى خارج نطاق اهتمامه , كما يسعى إلى معالجة الجمل المصنوعة أكثر من سعيه إلى معالجة اللغة في تجلياتها الفعلية / اليومية ، من أبرز نظريات هذا المنحى " البنيوية ، والنحو التوليدي التحويلي ، و نحو التعليق أو التبعية ". منحى / تيار وظيفي يقوم على مبدأ رئيس يقول بأداتية اللغة التي تأوي مختلف و وظائفها الممكنة إلى وظيفة أساسية ألا وهي الوظيفة التّواصلية ، إذ تتعالق بنية اللغة و وظيفتها حيث يُحدد بناء الأولى " البنية " على أساس من الثانية " الوظيفة " . و ينبني على هذا المبدأ العام وصف مختلف المستويات اللّغوية " نحوا و صرفا وتركيبا " . وتتخذ اللّسانيات الوظيفة من القدرة التّواصلية - باعتبارها كلا متكاملا يجمع المعرفتين اللّغوية " نحوا و صرفا " و غير اللغوية " تداولية "- موضوعا لدراستها بغية وضع أنموذج لقدرة مستعملي اللغة الطبيعية " ّأنموذج يمثل للملكات اللغوية و غير اللغوية المسهمة في عملية التّواصل إنتاجا و فهما و بما يقوم بينها من علاقات... "1ويتكون هذا الأنموذج من خمسة قوالب تتمثل في : القالب المنطقي ، و القالب الإدراكي ، و القالب المعرفي ، و القالب الاجتماعي ،تتمركز حول القالب الأساس المتمثل في القالب النّحوي حيث ترصد هذه القوالب ملكات القدرة التّواصلية الخمس و تتفاعل فيما بينها باعتبار أن كل قالب يتمتع باستقلال مبادئه إلا انه يشكل دخلا - خرجا لكل القوالب . فالقدرة التّواصلية إذن قدرة واحدة تمكن مستعملي اللّغة الطبيعية من التّواصل فيما بينهم، حيث تتفاعل القوالب المذكورة في عمليتي إنتاج الخطاب و فهمه وفقا لموقف التّخاطب و نمط الخطاب. إنّ تمركز النّحو في قلب القدرة التّواصلية يجعله اْهمم مفعّل لها مما يحدونا إلى طرح السؤالين الآتيين :
ما المقصود من النّحو عند الوظيفيين ؟ هل النحو ههنا هو نحو جملة أم نحو خطاب ؟ لا شك أن النّحو يكتسي دلالة خاصة في سياق النّظريات الوظيفية إنّه: "... ليس مجموعة من القواعد أو القيود الصّارمة التي تطبق على النّص و إنما لا يتضمن مفهوم القاعدة سوى مجموعة من القواعد الاختيارية التي استخلصت من النّص ذاته "2 . إن النّحو ههنا - بتعبير آخر - عبارة عن مجموعة من المقولات القابلة للتغير بحسب طبيعة النّص المدروس إذ تنحصر مهمته حسب فان ديك في : " صياغة قواعد تمكننا من حصر كل النّصوص النّحوية في لغة ما بوضوح ، و من تزويدنا بوصف للأبنية ، و يجب أن يعد مثل ذلك النّحو النّصي إعادة بناء شكلية للكفاءة اللّغوية الخاصة بمستخدم اللّغة في إنتاج عدد لا نهائي من النّصوص " 3.
فنحو النّص إذا هو ضرب من التحليل يمتد بتشخيصه إلى مستوى ما وراء الجملة و الذي يبدأ من علاقات ما بين الجمل ثم الفقرة ثم النص ( الخطاب ) كاملا.
و لقد سعت النظريات الوظيفية منذ تأسيسها إلى ربط اللّسان بوظيفته الأساسية المتمثلة في إتاحة التواصل بين بني البشر – كما سبق و أشرنا – فكان من البديهي جدا أن تتجاوز حدود الجملة إلى خطاب فقد أشار فان ديك في أحد مؤلفاته إلى أن : "النّحو الوظيفي ليس نحو جملة – بالمعنى الذي يأخذه هذا المفهوم في اللّسانيات الصورية – ولا يمكن أن يكون نظرا لتوجه الوظيفي التّداولي إلا نحو خطاب ، إلا نحوا يرمي إلى وصف و تفسير الملفوظ اللغوي بما فيه الخطاب الأكمل أي النّص "4 .
فموضوع الوصف في المقاربة الوظيفية إذن ليس الجملة بل النص باعتباره وحدة متكاملة سواء أكان مفردة أم جملة أم نصا. و لئن تمحورت الأبحاث الأولى لهذه النّظرية حول الجملة فإنها لا يمكن أن تعد إلا عملية تمهيدية لدراسة النّص ككل مُوحّد و يمكن تصنيف الأبحاث التي أنجزت في هذا المنحنى إلى قسمين : " أبحاث تنطلق من مبدإ أنّ للنّص بنية الجملة ، و أّن معالجة قضايا الخطاب تستدعي إواليات غير ما اْستخدم في معالجة قضايا الجملة ، و أبحاث تفترض تماثلا أو على الأقل تقاربا بين بنية الجملة و بنية النّص و أنّ ما يرصد الأولى يمكن أن يكيف فيرصد الثانية " 5 . إنّ هذا التنوع و التناظر بينها مفهمي الصورية و الوظيفية لا يقتصر على الدراسات اللغوية الغربية بل إنا نجد له أصولا في الفكر اللّغوي العربي مماثلة يدفعنا إلى لتساؤل حول: مظاهر الوظيفة في الفكر اللغوي العربي ؟ هل اقتصر المنحنى الوظيفي في الفكر اللّغوي العربي على الجملة كحد أقصى ؟ على افتراض تجاوز الجملة، في المنحنى الوظيفي العربي ما هي مظاهر الدراسة الوظيفية للخطاب ؟ لقد نشأت مختلف علوم العربية حول النّص القرآني بغية فهمه و تفسيره ، حيث أملت وحدة هذا النص ، و تكامله على الباحث اتخاذ أدوات إجرائية بدءا من الصرف مرورا بالنّحو وصولا إلى وصف التّرابط النّصي ، و قد قدم عبد القاهر الجرجاني في هذا السّياق دراسة تتعلق بنحو النص ؟- بالمفهوم المعاصر - و آليات انسجامه بدءا بوجوب انصياعه لقوانين النّحو عند الصياغة ( النّظم ) يقول : " و اعلم أن ليس النّظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النّحو ، و تعمل على قوانينه ، و أصوله ، و تعرف مناهجه التي نهجت ، فلا تزيغ عنها ،.... و ذلك إنا لا نعلم شيئا يبتغيه النّاظم بنظمه، غير أن ينظر في وجوه كل باب و فروقه... "6 و لئن انطلق الجرجاني من معالجة ظواهر تخص نحو الجملة كالتّقديم و التّأخير فقد تعداه إلى النّظر في مسائل تصب في عمق نحو النّص و ذلك إذ يقول : " و ينظر في الجمل التي تسرد فيعرف مواضع الفصل فيها من مواضع الوصل "7 ، يعد هذا القول نقطة فاصلة بين نحو الجملة و نحو النّص إذ يتضح من خلاله ربط المتتالية الجملية التي تشكل نصا متماسكا موحدا . وقد التفت الجرجاني إلى الميزة التي تتفاضل بها النّصوص بعضها عن بعض ، إذ أنها المُظهرة لوعي النّاظم في ترتيب كلامه حسب توالي المعاني في النّفس - من جهة -و تأثيرها في المتلقي من جهة أخرى ، يقول : " و ينظر في التعريف و التنكير ، و التّقديم و التّأخير في الكلام كله ، و في الحذف و التّكرار ، ولإضمار و الإظهار ، فيضع كلامه من ذلك مكانه ،و يستعمله على الصحة و على ما ينبغي له "8 .
غير بعيد عما جاء به الجرجاني نجد البقاعي يشير إلى قضايا نحو النّص على مستوى التّطبيق في تراثنا الفكري العربي حيث ركز في تفسيره على ربط الجمل بعضها ببعض فيقول : " وهذا العلم يقصد به علم المناسبات يكشف أن للإعجاز طريقين أحدهما نظم كل جملة على حيالها بحسب التّركيب و الثاني نظمها مع أختها بالنظر إلى التّرتيب " ، ويضيف قائلا في توضيح الفكرة الثانية : " والذي نبغي في كل آية ، أن يبحث أول كل شيء عن كونها تكملة لما قبلها ، أو مستقلة ، ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها " 9.
و يشير البقاعي في هذا السياق إلى أنّ الأسلوب هو النسج المخصوص في نظم الآية ، فيقول متبنيا رأي الرازي في سورة البقرة :" ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة وفي بدائع ترتيبها ، علم أنّ القرآن ، كما هو معجز بحسب فصاحة ألفاظه، وشرف معانيه ، فهو أيضا بسبب ترتيبه ، ونظم آياته ، ولعل الذين قالوا : معجز بسبب أسلوبه ، أرادوا ذلك "10.
يبدو واضحا مما سبق أنّ ما استقر في أذهان علماء التراث من نحو النّص هو موضوع الفصل و الوصل كتجل فعلي لهذا النّحو، فلا نجد منهم من التفت إلى ربط المتتالية الجملية إلا وأشار إليه.
وأما حديثا فإنا نجد جملة من الباحثين الذين حاولوا الاستفادة من البحوث الغربية بغية تطوير الدرس اللّغوي العربي أمثال وليد منير الذي حاول تقديم فهم خاص للنّص القرآني ، من خلال تقديم فهم جديد لمفهوم النّص ، حيث قدم من خلال هذا المفهوم المفترض ، آليات التّرابط في النّص القرآني وهو يستند في بناء مفهومه هذا على جملة من النّظريات الغربية دون أن يتبنى – بشكل واضح – واحدة منها ، ويبدو أنّ النّص القرآني في عرفه نص كلي واحد فعمد إلى " تفسير منسوخه بناسخه ، وإن تباعدت المسافات بينهما ، ومجمله بمفصله ، وإن اختلف السّياق .....ودخل إلى علم التّأويل والتّصوف ليبدي من النّص ما خفي حينا.... ليصل إلى مصداق مفهومه للنّص المترابط .... " 11
ويعد الدكتور أحمد المتّوكل أحد أشهر اللّسانيين المعاصرين الذين حاولوا بناء نظرية عربية تتخذ من التّراث منطلقا محاولا الاستفادة مما وصلت إليه النّظريات الغربية الحديثة ، ويقر الدكتور في محاولاته إلى إيجاد نقاط التّقارب بين القديم والحديث-فيما يخص نحو الجملة الوظيفي أو نحو النّص - أنا " لا ندري إذا كان للدرس اللّساني الوظيفي الحديث نشأة وتطورا صلة بالتّراث اللّغوي العربي .... بتعبير آخر ، إذا كان لهذا الدرس جذور عربية إلا أنّه من الممكن في جميع الأحوال أن ننظر إلى التراث بحكم مفاهيمه ومنطلقاته و أهدافه على أنّه حقبة هامة من تطور الفكر اللّغوي الإنساني في توجهه الوظيفي "12
و يشير الدكتور إلى أن التراث العربي الفكري مخزون يحصل التعامل معه وفق اتجاهين: " أ- إما أن يكون حاضرا في تحصيل المعارف اللسانية الحديثة، ب- أو أن يرجع إليه على سبيل تأصيل ما اكتسب من هذه المعارف."13
فصلة التّراث اللّغوي العربي بالنسبة للوظيفيين العرب إذن لدى المتّوكل هي صلة مباشرة سواء أكانت أصلا أم نتيجة تأصيل
إنّ السعي إلى تسليط الضوء على الموروث اللّغوي و كذا الحداثي في شقه الوظيفي ينبغي أن تؤطره جملة من القناعات أو المبادئ أبرزها :
- إنّ محاولة إحياء التّراث اللّغوي العربي بغية تطوير الدرس اللّغوي المعاصر لا تكون إلا بمقاييس تنبع من عمق اللّغة العربية ذاتها.
- إنّ للتراث اللغوي العربي سماته و خصائصه التي تجعل الباحث يتفادى الإسقاط الذي قد يغيب حقيقته.
- إنّ قولنا بضرورة تفادي الإسقاط لا يعني تغييب تلك المعايير الكلية التي تنسجم إلى حد ما و حقائق الدرس الغوي العربي.
إنّ عملية تفعيل النحو الوظيفي الحديث في مراحله الأولى تقتضي اتخاذ التراث اللغوي مرجعا عند البرهنة و التحليل و مصدرا ينتهل منه كلما دعت إلى ذلك الضرورة ، فزخم التراث يحتاج منا إلى قراءة واعية تعيد بعثه من جديد و إعادة تصنيفه وفق ما تقتضيه معايير الحداثة .

1 - أحمد المتوكل ، التركيبيات الوظيفية قضايا و مقاربات ، دار الأمان للنشر و التوزيع ، الرباط،ط/1 ، 2005 ، ص49
2 - سعيد حسن البحيري ، علم لغة النص المفاهيم و الاتجاهات ، مكتبة لبنان ناشرون ، ط/1 ، 1998 ، ص 218 .
3 - المرجع نفسه ، ص 135 – 136 .
4 - أحمد المتوكل، الوظيفية بين الكلية و النمطية، دار الأمان للنشر و التوزيع، الرباط، ط/1، 2003، ص 97.
5 - ـــــــــــــ ، قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ـ بنية الخطاب من الجملة إلى النص ــ دار الأمان الرباط ، ص 15
6 - عبد القاهر الجرجاني ، دلائل الإعجاز في علم المعاني ، تحقيق محمد عبده ، دار المعرفة بيروت ، لبنان ط/ 1991 ، ص 70
7 - المرجع نفسه ، الصفحة نفسها .
8 - البقاعي ، نظم الدرر في تناسب الآيات و السور ، خرج أحاديثه و وضع حواشيه عبد الرزاق غالب المهدي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط/ 1995 ، مج 8 ، ص 611 .
9 - المرجع نفسه ، مج 1 ، ص 7 .
10 – المرجع نفسه ص 6 .
11- عمر أبو خرمة ، نحو النص ـ نقد نظرية و بناء أخرى ـ عالم الكتب الحديث ظ/1 ، 2004 ، ص 63 .
12- أحمد المتوكل ، المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي الأصول و الامتداد ، دار الأمان الرباط ، ط/1 ، 2006 ، ص 213 .
13- المرجع نفسه ، الصفحة نفسها .

[   النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص 637181 ]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ولاء سعيد أبو شاويش
مشرف عام
مشرف عام
ولاء سعيد أبو شاويش

وسام النشاط :
وسام النشاط

وسام الإداري المميز

عدد المساهمات :
2113

نقاط :
2822

تاريخ التسجيل :
16/01/2010

الموقع :
فلسطين


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: رد: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2012-11-09, 12:27

  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص 463596
  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص 976116
  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص 406167
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العربي الطائر
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
2

نقاط :
4

تاريخ التسجيل :
12/11/2011


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: رد: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2013-08-31, 21:25

أظنّ أنّ لسانيات النص تقوم على فكرة التمييز بين الجملة والنص. وتستند في الاستدلال لصالح هذا التمييز إلى أن بنية النص مغايرة لبنية الجملة، وإلى أن زمرة من الظواهر اللغوية ذات طبيعة نصية يقتضي وصفها وتفسيرها قيام لسانيات النص.

وتقوى نفوذ لسانيات النص بظهور نظرية النحو الوظيفي (ديك 1997أ وديك 1997ب) التي شككت في جدوى التعامل مع جمل مجردة مستقلة عن سياق استعمالها، وتعاملت مع الجمل اللغوية باعتبارها وحدات تواصلية، ونزعت إلى إثبات وجوه من التناظر والتماثل بين الجملة وبين النص، وانتهت إلى الإعلان عن نفسها "نحو خطاب".

وتعد نظرية النحو الوظيفي الخطابي (هنخفلد ومكنزي 2008) تعبيرا قويا عن هذا التوجه؛ حيث أصبح "الفعل الخطابي" هو المعطى الأساس الذي يشمل كل تجليات التعبير اللغوي: كلمة أو مركبا اسميا أو جملة أو نصا أو غير ذلك.

وهذا ما تحاول الأستاذة الفاضلة فاطمة العربي الذهاب إليه في موضوعها هذا مركزة على تداولية النحو الوظيفي اللساني من خلال النظرية اللسانية التواصلية وهي احدى المرامي الكبرى للغةنوما احوجنا إلى الجانب التطبيقي العملي لهذه الدراسة خاصة في مدارسنا وجامعاتنا التي أصبحت تفتقر إلى الممارسة الفعلية للغة التواصلية الخطابية المنتجة

أبارك جهد الأستاذة الفاضلة وأشكرها على الموضوع الجيد
د
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بن عزيزة بختة
عضو شرف
عضو شرف
بن عزيزة بختة

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر (سعيدة)

عدد المساهمات :
193

نقاط :
419

تاريخ التسجيل :
17/12/2012

الموقع :
dahmanis18@yahoo.com

المهنة :
طالبة ماستر


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: رد: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2013-09-24, 18:26

  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص 463596 عن جد يا أستادة الموضوع ممتاز وله أهمية كبيرة للدارسين العرب خصوصا المتخصصينفيالنحوالوظيفي   النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص 976116 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
آمال بن غزي
مدير المنتدى
آمال بن غزي

وسام النشاط :
وسام النشاط

وسام المبدع :
أفضل خاطرة

وسام الإداري المميز

البلد :
ليبيا

عدد المساهمات :
1570

نقاط :
2344

تاريخ التسجيل :
09/01/2010

الموقع :
بنغازي

المهنة :
أستاذ جامعي


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص Empty
مُساهمةموضوع: رد: النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص     النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص I_icon_minitime2014-09-28, 00:06

  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص 463596
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تحليل نص في الاطار الوظيفي للنحو
» مبادئ نظرية النحو الوظيفي ( 1 )
» مبادئ نظرية النحو الوظيفي ( 2 )
» مبادئ نظرية النحو الوظيفي ( 3 )
» كتاب جديد في النحو الوظيفي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  أروقة المدارس اللسانية :: اللسانيات الوظيفية-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


  النّحو الوظيفي بين الجملة و النّص 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
مجلة مبادئ التداولية المعاصر الخيام الحذف قواعد النحو البخاري كتاب اللسانيات الخطاب على ظاهرة موقاي مدخل الأشياء اسماعيل اللغة بلال محمد النقد ننجز العربية النص العربي


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشاء منتدى مع أحلى منتدى | العلم و المعرفة | اخر... | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع