بيــــــــان
*************
أسافر فيك يا سفري
فتضلُ بي الدروبُ
في زمنٍ جم السواد مُعتكرِ
وحلمٍ طوى صفحتَه غروبُ
وأملٍ دائم التبديلِ والغِيَرِ
بعثرتْ أشلاءَه كروبُ
يا نفسُ عليك الدهر يجورُ ويقسُو
دنياك أفلتْ منها سمشٌ وشمسُ
ورياح الرزايا بك لعُوبُ
وفؤادك للبلايا مستودعٌ ورمسُ
السعود بها تتلاشى
والأماني اعتراها خَنْسُ
تلهو بها كفُ البِلى
ويشتتها نحسُ كأنها ذنوبُ
ففي قرارة الصدرترسُو
فتَفزُ الأشجانُ عنها تنوبُ
فما يفْتَأُ ليل أحزاني يؤوبُ
فيسودُ مُحياك يا سفري
ويرتدُ لي حسيرا لي بصري
وعمري من عمري منهوبُ
وزمني من آتي الدهور مكروبُ
غاص في ضمير الانتظارضجري
وتعلق بأهداب الاحتضار قمري
فارتد الصدى من كل معنى محلوبُ
يا أُمْنِيَةً كنتُ في ضمير الاخفاقِ قدري
بك الفؤادُ طروبُ
يحلقُ في الفضاء بأجنحةٍ
ويروي للورى أغنيةً
من لحنها تنتشي للسالكين قلوبُ
فيرجعُ أنغامها وتري
والنفسُ من إيقاعها تذوبُ
فتتفتحُ في ثرى عمري ورودُ
متوضعةً بشذاها العطرِ
فتترع ُ منها للحياةِ كؤوبُ
يا أمنيةً كانت غرةً من الغُرَرِ
تلوح على جبينِ الأدهار والعُصُرِ
ها أنت خيالٌ لضمير العدمِ منسوبُ
ها أنتِ طيفٌ يطوفُ تارةً ويغيبُ
ها أنتِ سرابٌ صدقه الضمآنُ
وهو كذوبُ
كوني في طيات الآتي حقيقةً
يسافرُ بها الخيال ويجوبُ
كوني نفحةً من نورٍ
كوني لفحةً من نارٍ
لا يسكن لها لهيبُ
كوني فضاءً يشعُ سناءً
كوني بستانا بالزهر مزدانا
طيب النشرِ
نسماته بالأريج تسري
إن النفسَ عطشى
والغديرُ منها قريبُ
كوني بلسما تفرُ منه الخطوبُ
وتندملُ به الندوبُ
فأعود من سفري بالفوز والظفرِ
وللأماني ضجةٌ ووثوبُ
ونفسي لنفسي تثوبُ
والدنيا بك تطيب يا كَعوبُ