لم أستجدي أحدا مثلك يوما
لم أستجدي عطف الريح
حتى لا تكسر أغصان شجرة الروح
لم أتوسل عفريت قنديلي حين أظلم المكان
لم أتوسل عزرائيل حين ألقوا بجثتي في حفرة النسيان
لم أتوسل أحدا
أبدا
لم أتوسل أحدا حين غمرني حزن المكان
لم أتوسل أحدا حين بتت خارج جلد الإنسان
حين بتت بلا غطاء و لا وسادة
و لا أنيس ذلك الزمان
حين كانت قشرة الخبز بطعم الهوان
حين كانت الأحزان تطاردني في كل مكان
و أشعاري تئن في كل أركان الحب الضائع
والخيانة تساوم شياطين روحي المنهكة
وعربدة النساء تؤرق  كبريائي وغروري  
لم أتوسل أحدا
حين كنت وحيدا بلا أنيس
منكسرا حزينا بذون أحاسيس
لم أتوسل
حين كان الغراب ينظر الي و ينقر زجاج نافذتي
و يغازل وحدتي
و يمشي مختالا فوق سكون المكان
لم أتوسل أحدا
حين عاقرت خمرا رخيصا
و سجائر بخسة
وحين نمت فوق نهدي جنية خيالي
أقبل فراغ المخيلة
لكوني مارد إنسان
لم أتوسل
حين كان الليل يخيفني
و قلة الزاد تؤرقني
و كل عفاريت المكان تئن لحالي
أناديها و لا تلبي ندائي
لم أتوسل
حين طلبت من كل عفاريت الدنيا أن تجالسني
لتكسر سكون المكان
و تنسيني أنني بدون عنوان