كتاب قرأته-٢
رواية(اسم الوردة)
تأليف الايطالي امبرتو ايكو صدرت لاول مرة في ميلانو ١٩٨١،وقد اعتبرت حدثا ادبيا مهما ليس في ايطاليا وحدها بل في اوربا كلها وترجمت الى العديد من اللغات ،ترجمها الى العربية التونسي احمدالصمعي اصدرتها دار اويا ١٩٩١وتقع في ٥٤٤صفحة،الا ان المترجم يحمل في مقدمته على العراقي كامل عويد العامري الذي صدرت له ترجمة للرواية في ١٩٩٥،حيث يتهمه بتحريف وسرقة ترجمته، قصة الكتاب تدور في دير بايطاليا في القرن ١٤وقد بنيت على مخطوطة لراهب عاش تلك الاحداث ، حيث صراعات عديدة وعنيفة تحدث بين الامبراطور والبابا الكاثولكيين وبين الطوائف والمذاهب المسيحية وخاصة بين البندكتية والفرانشسكانية ومدار الصراع حول فقر وملك السيد المسيح وكذلك الصراع داخل الدير حول رئاسته وتعد مكتبة الدير هي مكان الاسرار والاحاجي ومفتاح السر لاحداث الرواية والبحث عن الكتاب السر وحصول سلسلة من الجرائم التي يحقق بها راهب زائر مع تلميذه و الذي هو الراوي ايضا في حبكة بوليسية مبهرة الا انها تعنى ايضا بطرح افكار فلسفيةونقاشات فكرية و لاهوتية وكذلك تستعرض التناقضات بين ادعاء الرهبنة والصراع مع الرغبات الجسدية وحتى الشاذة منها مما لايليق ان يحدث بدار خصص للعبادة والتبتل ،كما ترد الكثير من الاشارات الى تأثير العلماء العرب كابن رشد وابن سينا و الرازي على الاوربيين خلال العصور الوسطى ،والغريب ان احد النبؤات التي تروى على لسان احد الرهبان تتحدث عن ظهور الدجال وعلامات ظهوره وقد يتطابق بعضها مع المرويات الاسلامية ومنها (ستنهار سوريا وستبكي ابنائها) الذي قد يثير دهشتنا و ما تشهده سوريا من صراع واقتتال حاليا ويمكن ان يكون ذلك من تأثير رغبة الانتقام ذلك الوقت بعدانتصار المسلمين وانهاء الوجود الصليبي في فلسطين والشام ومنها سوريا كما تحدثت الكتب الدينية اليهودية عن بابل وعن تدميرها تعبيرا عن الحقد ورغبة الانتقام لما قاساه اليهود في السبي البابلي ، وينظر الكاثولكيين الى المسلمين في العصور الوسطى كذلك نظرة متعصبة ويصفوهم بالكفار ،رغم اعجابهم بما وصل اليهم من مؤلفات عربية تؤكد تفوق العرب و المسلمين عليهم ،الرواية كما اراد مؤلفها نص مفتوح ويؤمن بنظرية موت المؤلف وهي رواية فلسفية فكرية في اجواء لاهوتية و تنسج خيوطها حبكة بوليسية شديدة الاتقان وتفاجؤك الى اخر صفحة حيث النهاية المأساوية تنتظر . 10/2013