علامات الترقيم في الكتابة العربية
بقلم
محمود عبد الصمد الجيار
علامات الترقيم: إشارات اصطلح عليها علماء اللغة، توضع في أثناء الكتابة أوفي آخرها؛ لتعيين مواقع: الوقف، والفصل، والابتداء، وغير ذلك، في الكلام؛ مما يكشف عن مقاصد الكاتب في تعبيره الكتابي.
«... وهي ما يعرف في اللغات الأوربية (Punctuation) وهي مهمة جداً؛ لأنها تكشف عن مقاصد الكاتب، وتؤدي إلى فهم أفضل. يهمل كثيرون في بلادنا هذا الأمر تعليماً وممارسة، ولك أن تقارن تعليم أبنائنا هذه العلامات بالقدر الذي يخصص لها في تعليم اللغة الفرنسية مثلا.
والعجيب أن العرب كانوا من أوائل من اهتم بعلامات الترقيم كما هو ظاهر في كتابة المصحف الشريف حيث تجد علامات مخصصة للوقف اللازم أوالراجح أوالمرجوح أوالجائز أوالممتنع ... إلخ». (العربية الجامعية لغير المتخصصين: 114).
قد كان لعلمائنا العرب السبق في فكرة هذه الرموز (=علامات الترقيم) واستخدامها في الكتابة؛ للتعبير الكتابي الجيد. فقد أورد العلامة المحقق عبد الفتاح أبو غدة (1336 - 1417 هـ) نماذج من مخطوطات ونصوص لعلماء من أهل الحديث وأهل اللغة والأدب- في مقدمته لكتاب «الترقيم وعلاماته في اللغة العربية» للأستاذ أحمد زكي باشا؛ اعتنى مؤلفوها بكلماتها شكلا وبنصوصها ضبطاً، وبيَّن مجهوداتهم في هذا الأمر؛ وخلص إلى أن ذلك حجة في سبق علماء المسلمين الإفرنج إلى رعاية الوقف والابتداء والفواصل وما يتصل بذلك في القراءة والكتابة من قبل نحو ألف سنة. وقد كان أسبق علمائنا العرب اهتماماً بهذه الضوابط هم قراء القرآن الكريم، حيث أُفردت مصنفات لذلك. وكذلك في تعليقاته المفيدة على الكتاب القيِّم (تصحيح الكتب العربية.. وصنع الفهارس المعجمة.. وكيفية ضبط الكتاب.. وسبق المسلمين الإفرنج في ذلك) للعلامة المحدِّث أحمد شاكر (1309 – 1377 هـ) – أدلة كثيرة وبراهين متعددة على ذلك.
يقول العلامة أحمد شاكر:«لم يكن هؤلاء الأجانب مبتكري قواعدِ التصحيح، وإنما سبقهم إليها علماء الإسلام المتقدمون، وكتبوا فيها فصولاً نفيسة، نذكر بعضها هنا، على أن يَذْكُر القارئُ أنهم ابتكروا هذه القواعدَ لتصحيح الكتب المخطوطة، إذ لم تكن المطابع وُجدت، ولو كانت لديهم لأتوا من ذلك بالعَجَب العُجَاب، ونحن وارثو مجدهم وعِزَّهم، وإلينا انتهت علومهم، فلعلنا نَحْفِزُ هِمَمَنَا لإتمام ما بدأوا به...» (تصحيح الكتب: ص 15).«وعلى هذا.. فما عرف في أيامنا باسم (علامات الترقيم)، وظُنَّ أنه من إبداع الغربيين، وأنهم سبقونا إليه- هو في أصله موجود عندنا من ابتكار المسلمين: مُحدِّثين أوقرَّاء لكتاب الله تعالى وحفظةً لكلامه الكريم...». (عبد الفتاح أبو غدة: تصحيح الكتب: ت. 2 من هامش صفحة 30).
وقد جعل الأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب (1348 - 1422هـ) الفصل الثاني من كتابه الرائع (مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين)- للحديث عن (جهود علماء العربية القدامى في التحقيق)، وفي المسألة السابعة من هذا الفصل ذكر جهودهم في (علامات الترقيم والرموز والاختصارات). فهذه هي الحقيقة التاريخية: «وإذا استرجعنا التاريخ.. وجدنا أن لها أصلاً في الكتابة العربية»
عبد السلام محمد هارون: تحقيق النصوص ونشرها: ص 85).
أهمية علامات الترقيم في الكتابة:
ترجع أهمية علامات الترقيم في الكتابة إلى ما تقدمه للنص من وضوح ويسر؛ فهي تيسر عملية الفهم على القارئ أثناء قراءته، فلا يتشتت عقله في الربط بين الأحكام، ولا يتعثر لسانه في قراءة نصٍ ما: قديماً كان أو حديثاً؛ فكما تستخدم الانفعالات النفسية، والحركات اليدوية، ورفع الصوت وخفضه...إلخ؛ للتعبير الجيد أثناء التحدث- كذلك تحتاج الكتابة إلى ما يحل محل هذه الدلالات.
«وللترقيم منزلة كبيرة في تيسير فهم النصوص وتعيين معانيها، فرُبَّ فصلةٍ يؤدي فقدُها إلى عكس المعنى المراد، أو زيادتها إلى عكسه أيضا، ولكنها إذا وُضِعت موضعها.. صَحَّ المعنى واستنار، وزال ما به من الإبهام»: (محمد عبد السلام هارون: تحقيق النصوص ونشرها: ص 86).فالترقيم عنصر أساسي من عناصر التعبير الكتابي.
يقول الأستاذ عبد العليم إبراهيم (توفي بعد: 1395هـ. تقريبا): «الترقيم في الكتابة هو: وضع رموز اصطلاحية معينة بين الجمل أوالكلمات؛ لتحقيق أغرض تتصل بتيسير عملية الإفهام من جانب الكاتب، وعملية الفهم على القارئ، ومن هذه الأغراض تحديد مواضع الوقف، حيث ينتهي المعنى أو جزء منه، والفصل بين أجزاء الكلام، والإشارة إلى انفعال الكاتب في سياق الاستفهام، أو التعجب، وفي معارض الابتهاج، أوالاكتئاب، أوالدهشة، أو نحو ذلك، وبيان ما يلجأ إليه الكاتب من تفصيل أمر عام، أو توضيح شيء مبهم، أوالتمثيل لحكم مطلق؛ وكذلك بيان وجوه العلاقات بين الجمل؛ فيساعد إدراكها على فهم المعنى، وتصور الأفكار.
وكما يستخدم المتحدث في أثناء كلامه بعض الحركات اليدوية، أو يعمد إلى تغيير في قسمات وجهه، أو يلجأ إلى التنويع في نبرات صوته؛ ليضيف إلى كلامه قدرة على دقة التعبير، وصدق الدلالة، وإجادة الترجمة عما يريد بيانه للسامع (1) - كذلك يحتاج الكاتب إلى استخدام علامات الترقيم؛ لتكون بمثابة هذه الحركات اليدوية، وتلك النبرات الصوتية، في تحقيق الغايات المرتبطة بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1): يحضرني في هذا المقام سؤال وجهته (مجلة العلم الثقافي التونسية، عام 1981م) إلى الأستاذ الدكتور عبده الراجحي(1356 - 1431 هـ)، رحمه الله، حول ما يقبل على إنجازه في ميدان اللغة؛ فقال: «من نعمة الله أن هناك مشاريع كثيرة لأن هناك مشكلات وأسئلة كثيرة تلح على الإنسان ونحاول أن نجد الطاقة والوقت والجهد لتنفيذها إما بنفسه أو عن طريق إخوانه وأصدقائه وتلاميذه بالتعاون، ... ». وعدد مشاريع لغوية مهمة، إلى أن قال:
«فمثلا، من جملة الأشياء التي نحاول تقديمها في دراسة النصوص القديمة وأطمع أن ينجز هذا البحث في الوقت القريب، دراسة الكنيسك يعني علم استخدام الحركة الجسمية في التوصيل اللغوي، مثلا استخدام الذراع، والحاجب، أوالذقن، أو الأذن، إن هذا الاستخدام ليس مسألة غريزية، إنما هو مسألة عرقية اجتماعية كاللغة بالضبط، وهو الآن يدرس في داخل التواصل اللغوي على أن الكلام الذي تقوله معناه لايتحددمن منطوق الألفاظ وحده، إنما بأشياء كثيرة أخرى منها استخدام الحركة الجسمية، فما هذه الأبحاث التي يمكن أن نؤديها على مستوى العالم العربي في بيآت عربية معينة حتى نعرف طريقة نظام الاتصال في هذه المجتمعات وقد بدأتُ بالبحث في التراث وذلك بفحص الحديث النبوي الشريف فوجدتُ أن الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم في الحديث أعضاء الجسم في التواصل في الكلام، فالحديث لاينبغي أن ندرسه فقط من منطوق الكلام، لذلك حاولت أن أجمع في الحديث الشريف كاستخدامه لأصابعه حين يقول:«المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ المرصُوصِ يَشُدُّ بعضُه بعضا»ثم عقد بين يديه يعني جعل أصابع يديه متشابكة مع بعضها، للدلالة على فكرة الرصّ يمكن أن يكون إلى جوار بعضه، وليس فكرة للتشابك التي عبر عنها بالأصابع، ومثلا كأن يكون مضطجعا ونهض وقال:«أَلا وقول الزورِ»، كان مضطجعا ونهض، هذه الحركة الجسمية هي التي يمكنها أن تعطي البعد الحقيقي للمعنى والدلالة للحديث الذي لايمكن فهمه فقط عن طريق الألفاظ بل مما جاء به الرواة وصفا لحركة الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان يكتب الحديث، وقد وجدت أحاديث كثيرة يستخدم فيها الرسول صلى الله عليه وسلم الإصبع الواحد، والإصبعين، والأصابع الثلاثة، واليد فقط، والذراع، واستخدم الأذن، والخد، واستخدم الكتف، والفخذ، يعني ضرب على فخذه وقال... إلى غير ذلك، وقد جمعتُ هذا وصنفته، وأرجو أن يكون مثالا أو نموذجا لدراسة النصوص؛ لمحاولة الوصول إلى الدلالة وفتح مجالات جديدة في الدراسة اللغوية في استخدام علم اللغات في فهم شيء من التراث». (مقالات الأستاذ الدكتور عبده الراجحي: ص 164 - 165).
وموضوع الترقيم يتصل اتصالا وثيقاً بالرسم الإملائي، فكلاهما عنصر أساسي من عناصر التعبير الكتابي الواضح السليم، وكما يختلف المعنى باختلاف صورة الهمزة مثلاً في بعض الكلمات، كذلك يضطرب المعنى إذا أسيء استعمال إحدى علامات الترقيم، بأن وضعت في غير موضعها، أو حلت محل غيرها.
فمثلاً: إذا أخطأ الكاتب في كتابة كلمة «سُئل» بأن كتب الهمزة على ألفٍ «سأل» انعكس المعنى، وصار المسئول سائلاً، وكذلك إذا كتب كلمة «يكافئ» على هذه الصورة «يكافأ» صار الكلام حديثا عمن أخذ المكافأة، لا من أعطى المكافأة.
وكذلك إذا كتب: أعطى أحمد أصدقاءه نسخاً من مصور الوطن العربي، صار المعنى المفهوم أن أحمد هو الذي قدم لأصدقائه هذه النسخ، وربما كان الكاتب يريد أن هؤلاء الأصدقاء هم الذين أعطوا أحمد هذه النسخ، وهذا المعنى يتطلب أن ترسم الجملة بصورتها الصحيحة، التي تكون فيها «كلمة» «أصدقاؤه» فاعلاً مرفوعاً، والهمزة المضمومة في هذا الموضع ترسم على واوٍ «أصدقاؤه».
ويحدث مثل هذا الاضطراب في المعنى إذا أخطأ الكاتب، ووضع علامة ترقيم بدل أخرى، فمثلاً: إذا كتب الجملتين الآتيتين وبينهما فصلة: ساءت حال الأسرة بعد موت عائلها، لأنه لم يدخر شيئاً- فهم القارئ أن كل جملة إنما هي جزء من التعبير عن معنى معين، وخفيت عليه العلاقة الحقيقية بين هاتين الجملتين، وهي أن الجملة الثانية سبب للجملة الأولى، وفي هذا الموضع تستخدم الفصلة المنقوطة، لا الفصلة، ووضع الفصلة المنقوطة يوقف القارئ على هذه العلاقة الحقيقية حين يقرأ.
وكذلك إذا طالعنا الجملة الآتية وبعدها علامة التأثر )ما أعظم الآثار المِصرية!( وطلب إلينا ضبط آخر الكلمتين: أعظم. الآثار- أدركنا من وضع علامة التأثر، أن الجملة أسلوب تعجب؛ فنفتح آخر «أعظم» لأنها فعل ماض للتعجب، وآخر «الآثار» لأنها مفعول به.
أما إذا كان بعد هذه الجملة علامة الاستفهام أدركنا أن الجملة استفهامية؛ فنرفع كلمة «أعظم» لأنها أفعل تفضيل خبر (ما)، ونجر كلمة «الآثار» لأنها مضاف إليه، ولو حذفت علامة الترقيم من كل جملة لتَحيَّر القارئ في تصوير المعنى، وفي ضبط بعض الألفاظ.
ولأهمية علامات الترقيم حرص علماء اللغات على استخدامها، مع شيء من الاختلاف أوالتقارب بين صورها، ومواضع استعمالها في مختلف اللغات.
وطلابنا يؤخذون بمعرفتها واستخدامها في كتابة اللغات الأجنبية التي يتعلمونها؛ ولهذا كان الاهتمام بتعلمها واستخدامها في لغتنا أمراً أساسياً مطلوباً». (الإملاء والترقيم في الكتابة العربية: ص. 95 – 97).
ويمكن حصر هذه العلامات في مجموعات ثلاث:
1- علامات الوقف: ( ، ؛ . / ).
2- علامات النبرات الصوتية: ( : ... ؟ ! .. =).
علامات الحصر: ( «» - - () [ ] )().
مواضع علامات الترقيم:
أولاً- علامات الوقف:
1- الفاصلة، أوالفصلة، أوالشولة (،).
توضع بين المعطوفات: مفردات، أوجملاً، وبعد المنادى، وبعد أنواع الشيء، وأقسامه، وأجزائه.
2- الفاصلة المنقوطة (؛).
توضع بين جملتين؛ ثانيتهما مسببة عن الأولى، أوسبباً لها، كما توضع بين الجمل الطويلة؛ لأجل التنفس.
3- النقطة، أوالوقفة (.).
توضع في آخر كل جملة تامة، وفي آخر الفقرات، وفي داخل الفقرات بعد الجمل التامة المستقلة، وفي آخر الكلام كله.
كما يستحب أن توضع بعد الرموز المختزلة، وبخاصة إذا كان بعدها كلام.
4- الشرطة المائلة (/).
توضع بين أرقام اليوم والشهر والعام في التاريخ، كما توضع بين السطور في المخطوطات المحققة؛ لتحديد بداية السطر ونهايته في الأصل.
ويستخدمها الباحثون -في توثيق النص- للفصل بين رقم الجزء ورقم الصفحة، في الكتب ذات الأجزاء.
كما تستخدم للفصل بين اسم الشخص ومسماه الوظيفي، أوالمهني، أواللقب والكنية.
ثانياً- علامات النبرات الصوتية:
1- النقطتان الرأسيتان (
.
توضع بعد ألفاظ القول، وقبل ذكر الأمثلة، وبين أقسام الشيء وأنواعه، وقبل الكلام المُبَيِّن لما سبقه.
2- علامة الحذف (...).
توضع للدلالة على أن في مكانها كلاماً محذوفاً، أومضمراً؛ لسببٍ ما.
3- علامة الاستفهام (؟).
توضع في آخر كل استفهام؛ سواء أكانت كلمة الاستفهام موجودة في الجملة أم مقدرة، وإذا خرج الاستفهام عن غرضه الأصلي.. يستحب أن يوضع بعد علامة الاستفهام علامةُ الانفعال: (!).
4- علامة الانفعال، أوالتأثر (!).
توضع بعد التعبيرات الانفعالية: كالتعجب، والفرح، والحزن، والاستنكار، والتهديد، والدعاء، والمفارقة، ونحو ذلك. وبعد الاستفهام -بعد علامته- الذي خرج عن غرضه الأصلي، هكذا: (؟!).
5- النقطتان الأفقيتان (..).
غالباً ما توضعان بين جمل الشرط والجزاء، والقسم والجواب؛ خاصة إذا طال الركن الأول.
ويمكن أن توضعا بين ركني الجملة إذا طال الركن الأول.
6- السهم ().
يوضع في آخر هامش الصفحة؛ ليشير إلى اتصال الكلام في الصفحة التالية، إذا كان هناك اتصال، وإلا.. فلا.
وبعضهم يستخدم علامة المساواة (=) موضع السهم.
7- علامة التابعية، أوالمساواة (=).
تستعمل استعمال السهم، فتوضع في آخر حاشية لم تتم؛ للدلالة على أن تمامها في الصفحة التالية، وتوضع أيضاً في أول الحاشية التي تتمم حاشية سابقة.
كما يستعملها بعض الكتَّاب للربط بين كلام طويل قد يُنسِي آخرُه أوَّله، مثل النقطتين الأفقيتين.
ويستخدمها بعض المعاصرين دلالة على التفسير والإيضاح بدل كلمة (يعني) أو(أيْ) ونحوهما من الألفاظ التفسيرية.
ثالثاً- علامات التنصيص:
1- علامة التنصيص («»).
يوضع بينهما كل كلام منقول بنصه وحرفه، وهي مهمة جدا في البحوث العلمية.
2- الشرطة، أوالوصلة (-).
توضع بين ركني الجملة إذا طال الركن الأول؛ لربط الكلام، مثل النقطتين الأفقيتين وعلامة المساواة.
وتوضع بين العدد ومعدوده، كما توضع لفصل كلام المتخاطبين في المحاورة.
وكذلك بين الكلمات المسرودة، والكلمات المتقطعة.
كما تستخدم بمعنى (إلى) أو(حتى)... كأن تشير إلى صفحات في مرجعٍ ما، فتقول: (ص. 5 - 10).
3- الشرطتان (- -).
يوضع بينهما الجمل الاعتراضية، والجمل الدعائية، كما يضع البعض بينهما كل كلمة تفسيرية.
4- القوسان ( () ).
غالباً ما يوضع بينهما الكلمات والعبارات التفسيرية؛ للانتباه إليها، كما يكتب بينهما الجمل الاعتراضية، وألفاظ الاحتراس، ونحو ذلك مما يحتاج إلى الإبراز.
وأستحسن أن يُكتب بينهما توثيق النصوص في متن الصفحة، ليس في حاشيتها، بخط أصغر قليلاً من خطِّ النص.
يستخدم الباحثون ومحققو التراث قوسين صغيرين هكذا () )؛ لوضع الرقم المشار إليه في حاشية الصفحة.
5- القوسان المعكوفان، أوالمعقوفان ( [ ] ).
يوضع بينهما الزيادة التي ليست بالأصل؛ لتفادي الخلط، وغالباً ما يستخدمهما محققو التراث. وهي مهمة جداً.
كما يكتب بينهما بعض الباحثين المعاصرين مصدر كتابتهم (= التوثيق) في متن الصفحة.
فائدة مهمة:
التخفُّف من استخدام الهامش في ذكر المراجع، بكتابتها في متن الصفحة، بأن يُكتب المرجع بعد نقل النص مباشرة- يعود بالنفع والراحة على القارئ؛ فتسير القراءة متصلة دون أن تنتقل العين من المتن إلى الهامش عند كل توثيق، ويخلص الهامش للتعليقات الضرورية؛ حيث شرح مسألة، أوتوضيح قضية، أوفكّ نصّ، أوعرض فكرة،... وهكذا.
القوسان العزيزان، أوالمزخرفان ( )().
يوضع بينهما النص القرآني الكريم فقط.
فائدة دقيقة:
كما لكل مُعَلّم طريقته الخاصة في الدرس والإلقاء، وما يستخدمه من وسائل لإيضاح ما يقوله- كذلك لكل كاتب ذوقه وأسلوبه في استخدام تلك العلامات، في إبراز ما يكتبه؛ لكن القدر الأكبر في وسائل التعبير تلك.. متفق عليه، من الكتّاب والمتحدثين، ويبقى جزء لذوق كل واحد وفقهه، في فن التعبير الصوتي والكتابي. فلا يذهبن ذاهب إلى خرق ذلك.
يقول العلامة أحمد زكي باشا -رائد هذا الفن- (1284 - 1353هـ): «تلك هي القواعد الواجب مراعاتها في كل حال. ولكنّ للكاتب مندوحة في الإكثار أو الإقلال من وضع هذه العلامات، بحسب ما ترمي إليه نفسه من الأغراض ولفت الأنظار والتوكيد في بعض المحالّ ونحو ذلك مما يريد التأثير به على نفوس القراء. فكما يختلف الناس في أساليب الإنشاء، وكما تختلف مواضع الدلالات كما هو مقرر في علم المعاني، فكذلك الشأن في وضع هذه العلامات. ولكنّ الترقيم إذا كان يختلف باختلاف أساليب الإنشاء، فليس في ذلك دليل على جواز الخروج عن قواعده الأساسية التي شرحناها. وإنما يكون ذلك بمثابة تكثير لبيان الأحوال التي تستعمل علاماته فيها.
وملاك الأمر كله راجع لذوق الكاتب، وللوجدان الذي يريد أن يؤثر به على نفس القارئ ليشاركه في شعوره، وفي عواطفه.
والممارسة هي خير دليل، يهدي إلى سواء السبيل». (الترقيم وعلاماته في اللغة العربية: ص. 32).
تنبيهات:
1- في بداية الصفحة، أو الفقرة نترك فراغاً: (قدر كلمة)، وفي السطر الثاني لا نترك هذا الفراغ؛ بل نبدأ الكتابة من أول السطر.
2- جميع علامات الترقيم تكون ملاصقة للكلمة التي قبلها؛ بحيث لا يكون هناك فراغ بين الكلمة والعلامة.
3- لا توضع علامات الترقيم في أول السطر؛ إلا: علامة التنصيص، والشرطة عند إدارة الحوار.
4- علامة الحذف (...) ثلاثة فقط، لا أكثر ولا أقلّ..
5- تستخدم هذه العلامات في الشعر، كما تستخدم في النثر.
6- إذا خرج الاستفهام عن غرضه الأصلي.. يستحب أن يوضع بعد علامة الاستفهام علامة الانفعال والتأثر.
7- يستحسن أن يكون ترقيم الصفحات في أعلاها، ومن طرفها الأيمن والأيسر.
8- ينبغي ملاحظة تقطيع الموضوع في كل صفحة من صفحات البحث، والوسط في هذا أن يبلغ المقطع خمسة أسطر تقريبا.
9- موقع الفهرس في أول الكتاب أسهل من أن يكون في آخره.
تطبيقات:
1- قال الله تعالى:
)اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(.(الحديد:20).
2- عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ.. فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِامْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا.. فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ». (صحيح البخاري: 1، وصحيح مسلم: 1907).
3- للقلب أخلاق محمودة، منها: التوكل على الله تعالى، والإخلاص له سبحانه وتعالى، والحمد والشكر على النعم، والتوبة من المعاصي، والخوف، والرجاء، والزهد، والصبر، والمحبة، والرضا، وذكر هادم اللذات، ... إلخ.
4- اهجر النوم؛ لتحصيل العلم؛ لأن من طبع النفس: النوم، والكسل.
5- قال التابعي الجليل الحسن البصري -رضي الله عنه-: «يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم.. ذهب بعضك». (حلية الأولياء، لأبي نعيم: 2/148).
6- القبر صندوق العمل.
7- أين من شادوا وسادوا وبنَوا؟!
8- أَكُلَّ الناس أصبحت مانِحاً لسانك؛ كيما أن تغر وتخدعا؟!
9- ما لي أراك مهملا؟!
10- الكلمة العربية: اسم، وفعل، وحرف. والجملة العربية: جملة اسمية، وجملة فعلية.
11- ما أجمل الجوَّ!
12- وا إسلاماه!
13- أين أخوك؟
14- اجمع الكلمات الآتية: هلال - قمر - نجم.
15- نصر الله تعالى الجيش المِصري على العدو الصهيوني في: 6/ 10/ 1973م.