التحليل الدلائلي
عند جوليا كريستيفاJULIA KRISTEVA
لقد استطاع الانفجار النقدي خلال العقود الأخيرة، أن يعيد صياغة رؤيا نقدية جديدة وذلك بفضل النتائج التي حققتها الدراسات اللسانية البنيوية وما بعد البنيوية في مجال النقد الأدبي. فمرحلة الستينات تشهد على كثافة الاتجاهات النقدية التي تتميز بنضج تحليلاتها وعمقها. وقد منحت هذه الاتجاهات أو المقاربات النقدية، مساهمة كبرى في عملية استنطاق النصوص وبشكل خاص في تركيزها على معاينة البناء الداخلي للنص، والكشف عن طرق تشكل مستويات النص داخل نسيج الخطاب الأدبي، بوصفه ظاهرة لغوية اجتماعية للوصول إلى رؤيا حول الأدب والثقافة والحياة والكون.
لقد شكلت هذه الإستراتيجية النقدية تحولا في مسار النقد الغربي، مثلما العربي. فأصبح الناقد الجديد مجبرا على إيجاد، بل وضع أسس منهجية تكسب الظاهرة الأدبية طابعا فكريا معمقا وفلسفيا، تنطلق من الكشف عن النص بخطوات إجرائية محددة ، عن باطن الأشياء وظواهرها. داخل هذه الكثافة النقدية بدأ الاهتمام بالدراسات السيميائية يتزايد، وبدأ الاهتمام بتحليل اللغات الطبيعية يتخذ طابعا تحليليا، وبدأ مجال الاهتمام بالعلامة يتسع ، ويهيمن على مجالات البحث. وإذا كان فردناند دوسوسير هو أول من صرح بوجود نظام سيميائي أشمل ، يضم اللسانيات رغم اعترافه بأن النموذج اللغوي يعتبر أكثر أنساق التعبير تعقيدا، فإن ش.س. بورس قد وسع مجال اشتغال العلامة، لتسع حقولا معرفية وعلمية واجتماعية مختلفة، لتصبح السيميائيات معه نسقا مستقلا يشمل مختلف الدراسات . وهو يرى أنه لم يكن بوسعه دراسة أي علم ،غير اللسانيات إلا باعتباره دراسة سيميائية. ومن الملاحظ أن ش. س. بورس CH.S.Purce كان يميل إلى إعطاء السيميائيات دورا أهم من اللسانيات، كبديل لعلم المنطق نفسه، فهو يعلن« ليس المنطق بمفهومه العام - كما أعتقد أنني أوضحته - إلا اسما آخر للسميوطيقا، والسيميوطيقا نظرية شبه ضرورية أو نظرية شكلية للعلامات. وعندما أقول النظرية "شبه ضرورية" أوأنها شكلية فإني أعني بذلك أننا نرصد طبيعة العلا مات … عبر عملية لن اعترض على تسميتها بالتجريد…».( ). وهذا يجعلنا نستنتج أن كلا من دوسوسير وبورس يتفقان على اعتبار السيميائيات علم تتفرع منه اللسانيات. ونذكر باعتراف دوسوسير في معرض حديثه عن اللسان وتحديد موضوعه، حين قال:« إنه من الممكن أن نتصور علما، يدرس حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية، سيكون جزء من علم النفس الاجتماعي وبالتالي من علم النفس. سنسميه السميولجيا - من اليونانية سيميون semeon بمعنى علامة -وسيخبرنا مما تتكون العلامة وأي قانون يحكمها - وبما أن هذا العلم لم يوجد بعد فإننا لا نستطيع أن نقول ، كيف سيكون لكن له الحق في الوجود ومكانه محدد سلفا. لن تكون اللسانيات سوى جزء منه والقوانين التي ستكشفها السميولوجيا ستطبق على اللسانيات ، وهذه الأخيرة ستجد نفسها مرتبطة بمجال جد محدد من مجموع الوقائع الإنسانية «( ) . لكن هذا لن يمنعنا من ملاحظة أن السميولوجيا أو السيميائيات مع دو سوسير، كانت لها منطلقات لسانية، في حين أن سميولوجيا بورس منطقية وفلسفية، تنطلق من رؤية شمولية للكون. لكننا نجد أنفسنا أمام الناقد الفرنسي رولان بارت الذي يدعو إلى قلب الاقتراح السوسيري، فهو يرى أن اللسانيات ليست جزء من السيميائيات، بل العكس السيميائيات هي التي تشكل جزء من اللسانيات، كما يؤكد على أهمية النسق السيميائي اللغوي على اعتباره النظام الذي يمتلك تكاملا ، وقد يعطي تحليلا شموليا للظاهرة اللغوية.
هذا القلب فسح المجال أمام العديد من الأبحاث التي كانت تدعو إلى توسيع مجال البحث السيميائي، في محاولة لإلحاق السميولوجيا بالعلوم الأخرى ، كالرياضيات والفيزيائيات والمنطق ، بهدف جعل السيميائيات علم نقد ، والناقدة جوليا كريستيفا التي نحن بصدد تحديد منهجها، تتميز بهذا الطرح المنهجي من بين أقطاب النظرية السيميائية. كيف ذلك؟
ترى الناقدة جوليا كريستيفا أنه لا يمكن أن تكون السميولوجيا سوى « تقعيد وإنتاج نماذج- وهكذا عندما نقول السيميائيات، نفكر في إ عدا د النماذج (الذي هو غير منجز بعد): في إعداد أنظمة شكلية تكون بنياتها مشا كلة أ و مماثلة لبنية نظام آخر(النظام المدروس)، وبتعبير آخر في مرحلة ثالثة ستتكون السيميائيات كبديهيه» ( ). وهذا يعني أن السيميائيات ستقوم عند جوليا. كريستيفا على « نمط فكري حيث يدرك العلم(ويعي ذاته) بحكم كونه نظرية ، كلما أنتجت السيميائيات ذاتها ، كلما فكرت في موضوعها و ذاتها وعلاقتها ، وبالتالي كلما تأملت في ذاتها وأصبحت ، في هذه العودة إلى نفسها نظرية العلم الذي تؤلفه.»( ) ومن هذا المنظور أقامت الناقدة جوليا كريستيفا تحليلها الدلالي كمعارضة صارخة لسيميولوجيا التواصل لدى بويسنس وبرييطو، فهما يحصران كل الأنساق الدالة في مجال التواصل وقد وضعا أسسا متينة« للسميولوجيا التي سوف تكون أولا وصفا لاشتغال كل أنساق التواصل غير اللسانية …»( ). وقد أ قا م بويسنس تمييزا بين سميولوجيته وسميولوجيا بارت R.Barthes التي تشكل علما لكل أنساق العلامات« يتحدد موضوعها في ما يسميه بالعلامات على عكس بارت ، الذي يوسع مجال هذا العلم على كل الأفعال الدالة ، بإدخاله فيها حتى اللباس مثلا، الذي يتركه بويسنس خارجا.»( ) إن هذا الفهم الأحادي الجانب الذي أعطاه للسيميائيات يقيدها في الطرح الأول البسيط الذي أعطاه لها دوسوسير، ويحد من مجال اشتغالها في حين أن القلب البارتي يوسع مجال بحثها. وتعترف الناقدة بأنها مدينة أيضا باستعمال مصطلح السيميائيات الحديث لبورس، بحيث أنها انفتحت أمامها إمكانية الهروب من قوانين دلالة الخطابات كأنساق للتواصل، ومن تم انفتحت أمامها إمكانية التفكير في مجالات أخرى لفعل التدليل، تُخضع تشكل هذا النظام لتفكيك لكل العمليات الدالة، وهذا يعني أن السيميائيات تعود دائما إلى أسسها لتحللها وتحولها . وبتعبير آخر إن السيميائيات مع الناقدة جوليا كريستيفا هي علم نقدي أ ونقد علمي للمعنى ولعناصره ولقوانين اشتغاله.
لقد صرح دوسسير مسبقا أن تحديد موقع السيميائيات يعود إلى علم النفس وهذا ما سيطرح مشكل مكانة التحليل الدلالي داخل نسق العلوم. إن الصعوبة تكمن في تحديد هذه المكانة بالنسبة لعالم النفس، فخصوصية هذا العلم تنبع من نظرية عامة للاشتغال الرمزي، الذي ستعمل السيميائيات على تأسيسها، حيث سيتحدد موقعها في تقاطع مع عدة علوم تكون هي ناتجة عن سيرورة تداخل هذه العلوم فيما بينها.
من هذا المنطلق عملت الناقدة جوليا كريستيفا على تحديد علاقة التحليل الدلالي بالعلو م الأخرى ، وبالتالي تحديد المجال الذي سوف تشتغل عليه، تفاديا لإدراك التحليل الدلالي كخطوة ترسمل المعنى وتخلق الحقل الموحد والكلي لتكتل لاهوتي جديد.
إذن « السيميائيات هي جزء من جسد العلوم لأن لها موضوعا خاصا: أنماط وقوانين الدلالة (المجتمع والفكر) ، لأنها تتأسس في نقطة تقاطع مع العلوم الأخرى» ( ) وبخلق شكل من التبادل مع علم الاجتماع والرياضيات والتحليل النفسي واللسانيات والمنطق والفكر الماركسي، يصبح هذا التحليل الأساس الذي يوجه العلوم نحو تأسيس نظرية معرفية مادية. « فالسيميائيات / التحليل الدلالي ، محفل يدرك قوانين فعل التدليل دون أن يترك نفسه يحاصر بمنطق اللغة التواصلية ، حيث يغيب موقع الذات، ومن هنا وبعودتها إلى ذاتها، مثلما لمواضيعها، سوف تنبني بالفعل كمنطق، لكن عوض أن تكون منطقا صوريا، من الممكن أن تكون ما قد أسميناه " منطقا جدليا" - وهو مصطلح يضفي طرفاه بالتبادل غائية الجدل المثالي والرقابة المسلطة على الذات داخل المنطق الصوري » ( ).
يمكن اعتبار التحليل الدلالي جزء من منهج فلسفي بما أنه ينتقد منهجه وخطاباته، وبتمفصله» كنظرية علمية للأنساق الدالة داخل التاريخ وللتاريخ كنسق دال»( ).
إنها رغبة من الناقدة جوليا كريستيفا في بناء جهاز علمي إجرائي جديد مادي، لدراسة النصوص، وأنساق من العلامات القائمة على الدراسة البنيوية. إنها انطلاقة جديدة لتفكير نظري يتعلق بأفعال اللغة، مستوحى من النموذج اللساني والنموذج النفسي والنموذج الماركسي والنموذج المنطقي والنموذج الظاهراتي. ولقد ساهمت في تحقيقها الظروف المواتية التي أفرزتها مرحلة البنيوية وما بعدها التي وفرت الشروط الضرورية لهذه النقلة، لمتطلبات خلق "علمية" داخل الأبحاث السيميائية، التي أوحت لباحثين سيميائيين بنقد خطاباتهم ووسم حدودها، ليتمكنوا من ولوج حقول المعرفة المختلفة.
إن مسا ر مثل هذه السيميائيات سيبنى من« انفجار للموضوع المدروس ومن الذات الدارسة، ومن تحديد مستمر لأنساق الملفوظات الممتلكة دائما من وضعية نظرية يجب الدفاع عنها فورا، ونرى كم يقلق هذا المسار، ويشوش مادام يمنع المستمع من أن يبنى كمرسل مؤكد بالمعرفة التي يجب أن تؤكد قبوله كتلميذ مجيب أو بالرفض باعتباره تلميذا ناقدا»( ).
تحدد الناقدة جوليا كريستيفا أكثر مجال هذا التحليل فتقول: « بالنسبة لنا السيميائيات المسماة أدبية، ليست تعبيرا عن البلاغة الكلاسيكية بمفاهيم حديثة، بل هي تحليل للعمل على الدال: إنها التحليل الذي سيبدأ بوضع مفهوم النص والذي سيكون هدفه الكشف عن العمليات الدلالية داخل كل نص خاص على اعتبارها تلحق بنسق أسطوري أو مرحلة علمية، وبهذه الطريقة تغير التحويلات الأسطورية والعلمية داخل نسيج اللغة- وهذا يعني في نهاية المطاف داخل التاريخ الاجتماعي الذي يبقى تطوره عميقا ولا واعيا…»( )
إذن سيكون موضوع التحليل الدلالي عند الناقدة جوليا كريستيفا هو "النص" فهي تلاحظ وجود « نقص داخل كلية مفاهيمية قادرة على التوصل إلى فرادة "النص" واستخلاص مواقع قوته وتحوله وصيرورته التاريخية وأثره على مجموع الممارسات الدالة.»( ) وهذا يعني أن النص يمثل إشكالية معقدة ويحظى بموقع متميز داخل الجدل الحداثي على العموم، وداخل الطرح السيميائي و التحليلي الدلائلي الذي يولي هذا المصطلح أهمية خاصة ويعطيه خصوصية يتميز بها التحليل الدلالي عن باقي التوجهات السيميائية الأخرى.
يقوم عمل اللغة على إعادة النظر في كل العوامل التي تحكم الخطابات الموجودة ، وإعادة النظر في قوانينها، لتعميق البحث وإيجاد مجالات تتسع لهذا الفعل الدال ، الذي يبين دور اللغة على الساحة التاريخية ويرسم التحولات التاريخية والاجتماعية ، عبر مادة ا للسان ، وهذا الفعل يجعل « النص يكون خاضعا لاشتغالين اثنين: بحكم لغته ولسان المرحلة التي ينتمي إليها، فهو موجه نحو النسق الدال، الذي ينتج ضمنه من جهة، وبما أنه ساهم في السيرورة الاجتماعية كخطاب فهو موجه إليها»( ). وبتعبير آخر إن هذا العمل يعني رفض تلك القراءة ا لساذجة لكل نص ، وهو مع الناقدة جوليا كريستيفا ليس النص ذاته وكفى ، وهنا يتمثل تحولها عن البنيوية، فهي تؤكد على قيمة النص في كثافته وحتى على تلك الوظيفة التي يؤديها وعلى تلك القوانين الصارمة التي تتحكم في نسيجه الداخلي ومستوياته عند تحويل مادة اللسان ونقل العلاقات من الساحة التاريخية إلى مجال اللسان.« إن النص ليس تلك اللغة التواصلية التي يقننها النحو، فهولا يكتفي بتصوير الواقع أو الدلالة عليه. فحيثما يكون النص دالا في هذا الأثر المنزاح والحاضر حيثما يمثل، ويساهم في تحريك وتغيير الواقع الذي يمسك به في لحظة لا- انغلاقه. وبتعبير آخر ،لا يجمع النص شتات واقع ثابت ، وإنما يبني مسرحا متحركا لحركته التي يساهم فيها ويكون محمولا لها»( ).
يدرك التحليل الدلالي بهذا الطرح النظري لمفهوم النص كنظرية مفاهيمية وصفية واستقرائية ومنطقية ترتبط بطبيعة العلاقات التركيبية التي تحكم النص، وبالذوات السيميائية، التي تنتج المعنى، بعملية تحويل المعنى المعطى، وكعلم نقدي جديد، يعمل على توليد نماذج الأنساق دالة، التي تعلو إلى مستوى نماذج العلوم الدقيقة، ويتحدد موضوعها، كعمل ، كممارسة سيميائية مختلفة تتناول مجمل الدلالات التي يحتوي عليها النص كترميز له إسقاطا ت مختلفة عن السيميائيات البنيوية التي تبحث عن تلك الدلالات الناتجة عن دراسة الوحدات الكلامية الملفوظة كمرجع لعملية التواصل، ولاستنطاق مدلول اللغة. وهذا الغنى - كما سبق وذكرنا - لن يكون ممكنا إلا بالإسناد إلى معطيات ومفاهيم تستقى من حقول معرفية مختلفة ، من تحليل النفسي ولسانيات وماركسية ورياضيات وظاهراتية، وكل ما يمكن أن يساعد على الإمساك بالنص كممارسة هادفة.إذن من المهام الأساسية لهذه السيميائيات، هو تخصيص هذا التنظيم النصي وتمييزه عن مختلف الأنظمة الأخرى وذلك بموقعة النص داخل النص العام الذي هو الثقافة الذي هو جزء منها والتي هي جزء منه.» إن تقاطع تنظيم نصي ( لممارسة سيميائية) معطاة مع الملفوظات (المتتاليات) التي يمثلها داخل فضاءه أو التي يحيل عليها داخل فضاء النصوص ( الممارسات السيميائية) الخارجية ، سيسمى إيد يو لو جيم… إنه تلك الوظيفة التناصية التي يمكن أن نقرأها "مادية" على مختلف مستويات بنية النص، والتي تمتد على طول مساره بإعطاء ه عناصره التاريخية والاجتماعية»( ).
وهذا لا يعنى أن نضفي الطابع الإيديولوجي على ما هو معطى كلساني ، بل إن هذا الفهم للنص يحدد مساره داخل السيميائيات التي تدركه داخل نصوص المجتمع والتاريخ وهذا بالطبع يحيـلنا على مصطلح تسيمه الناقدة جوليا كريستيفا "التناص "الذي هو تقاطع مجموعة من النصوص داخل النص - الواحد وسنعرض لهذا المصطلح فيما سيأتي .
من هذا المنظور تؤسس الناقدة جوليا كريستيفا سيميائيتها التحليلية، لتمنحها فرصة احتلال مكانة متميزة وثابتة في تاريخ المعرفة والايديولجيا، في تسلسل من الهدم والبناء ، الذي يوازي ما تتعرض له الظاهرة الاجتماعية، والفرد داخلها ، موسعة بذلك مجال البحث السيميائي وإخراجه إلى فضاءات أرحب حيث تتوالد الدلالة والمعنى لتخلق فلسفة للغة، فلسفة للمعنى تنساب تحت كل نص وتكون متضمنة في نماذج كل علم. إنها فيض من الأمثلة والأسماء والنماذج اللغوية والعلامات ، يميل إلى طابع رؤيوي تنظيري، يقوم على الثورة ، وينبئ باكتساب ثروة طائلة، باستقراء للعلامات وربطها بما هو اجتماعي وما هو سياسي وما هو ثقافي، تسمو بالباحث إلى مستوى المبدع الذي يمتلك معرفة وبعد نظر سياسي يمكنه من التعمق في الظاهرة اللغوية واعتبارها لتحقيق الثورة المنشودة.
المراجع
-1- العرب والفكر العالمي .العدد الثاني ربيع 1988..
- 2- سيزا قاسم ونصر حامد أبو زيد . مدخل إلى السميوطيقا. الجزء الأول ( ترجمة لمجموعة من النصوص) منشورات ،عيون المقالات . الطبعة الثانية الدار البيضاء ،1986.
-3-
F. D Saussure, Cours de Linguistique General.Editions Payot..
-4-
Julia.Kristeva.Semanalyse. Editions du Seuil 1969.
5-
Julia.Kristeva . Le Texte du Roman.Mouton Publishers.Paris 1979.
-6-
Julia.Kristeva.Essais de Sémiotique poétique Larousse.1972 - 7-
G.Mounin Introduction à La semiologie.Ed de Seuil1970.