في عتمت الليل و ضوء القمر
خرجت من الدّيار و باعدت عن الخيام
وواعدت الحبيب على فنجان قهوة عند اخر الشارع
فدست على صمت الأيام و شوق الحنين
وواصلت السير بين الطريق و الرصيف
أجالس دقات قلبي ... و أحادث ساعة يدي
بأن تسرع بالموعد
لألاقي عاشق فؤادي
.. .. ..
جلست على طاولة الكلام ...؟؟
و قابلني الحبيب في نفس المكان ..
إرتشفت قطرات القهوة وأنا أشم رائحة الحب
... ... في لون الفنجان .. ..
وأقرأ عبارات الغزل المزيف و كلمات الوداع ..
في حين أستمع إلى أنغام قلبي الذي يعزف
.. .. .. أشجان الرحيل و الفراق .. ..
فما تحدث حبيبي و لا حرّك أهداب العيون
فقد كانت عيناه تحدثانني و قد تلثم لسانه
.. .. بلجام الكذب و الخداع .. ..
و بين لساني أنا كلام كثير و إشتياق لساكن العيون
.. .. و بجعبتي من العشق بجنون .. ..
.. .. .. .. .. ..
ولكنه سرعان ما غادرني التحنان إليه
و متلأت أفئدة جفوني بالدموع
دموع على الخد تقف سجود و ركوع
و دموع من شدت قهر الغدر إنتحرت في
... ... بحر الفنجان ... ..
فتطيبت رائحة القهوة و كأنها خلف أمد البحر .
فإرتشفت الحنين .. وأسكت الأنين
بصبر لعله جميل
... ..... .... ...
هيهات هيهات
فالممثل البارع تمثيله على المسرح
ألهمني حقيقة المشاهد ....
بنضرات و غزل و كلمات لاتزال بالبال
فأخذت منديلا من ورق الصمت و الأيام
... ومسحت دمعي الشاجي لكي لا يستعطف ضعفي
... ذالك الشقي الذي مثل أمامي طوال الأيام ...
فلو سمحت له الفرصت لعاود التمثيل دون النسان
... أني أميرة الكيان ...
...أني أسيرة الحرمان
... أني علمته الحب و ..
.. ...
كان من سميته حبيبي يتطلع على ساعة اليد
فعلمت منه دون طرح السؤال ...
أنه ينتظر الوقت السامح للإنسحاب
فتألمت لرحيله بلا شرح ولا حتى
.... سابق إنذار ...
فلم يترك مجالا لتنهيدة الايام فرصتها
فإستنكرت الشقي الجالس أمامي هذا ليس
.. حبيبي ليس من عرّفتني به الأيام
و لكنه أكد بصريح اللسان أنا الذي مثلت أمامكي
أدوارا و أدوار
أنا الذي داعبت هوى رضيعكي و الذي لاقتكي به الأيام
فتقاطعت كلماتي و ارتجفت يدي لسلطان الكلام
و عمت القهوة في المكان ...
و داهمني الصمت بين الرحيل و البقاء
فسبقني الذي أسميته الحبيب في يوم من الأيام
.... فغادرني ولم يترك لي ....
...... عنوان ..

هاجر *سطيف *