ولاء سعيد أبو شاويش مشرف عام
وسام النشاط : عدد المساهمات : 2113 نقاط : 2822 تاريخ التسجيل : 16/01/2010 الموقع : فلسطين
| موضوع: من صفات المعلّم المتميّز 2010-06-12, 10:10 | |
| المعلم المتميز قضيتان هامتان يكاد يتفق عليهما التربويون ولا اظن عاقلا يخالفهم فيهما، الاولى: أن المدرسة هي البيت الثاني للطالب الذي يصوغ سلوكياته ويكون شخصيته. والثانية أن المدرس هو المعني بالدرجة الاولى بتحديد نجاح العام الدراسي أو فشله. قرابة ست أو سبع ساعات يحبس خلالها الطالب بين أسوار المدرسة ويتصل اتصالا مباشراَ بالمدرس أو من يعلوه في السلم الوظيفي كموجه أو غيره، وهذا لا شك له أهميته من ناحية التأثير المباشر على الطالب طيلة العام الدراسي فكيف للمدرس ان ينجح في المساهمةالإيجابية أثناء قيامه بالمهمة الموكلة اليه تربية وتعليما. المدرس الناجح هو الذي يعتبر الطالب أمانة في عنقه حمله إياها ولي أمر الطالب وسلمها له ليكون تحت تصرفه وطوع إشارته فعليه ان يؤدي حق هذه الامانة بصدق واخلاص فـ (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وللا\أسف فقد ابتلينا بمدرسين لا هم لهم سوى التفكير في قبض الراتب كاملا آخر الشهر وليذهب الطلاب بعدها الى الجحيم ففرطوا في مهمتهم وضاعت بسببه اجيال! وهنا يأتي دور مدير المدرسة أو الموجه المتمثل بعقد اجتماعات دورية مع المدرسين لتذكيرهم بهذه الحقيقة ومحاسبة المقصر منهم قبل فوات الأوان. المدرس الناجح هو الذي يكون قدوة حسنة لطلابه، فالطلاب يعتبرونه مثلهم الاعلى بعد والديهم، وقد أجمع علماء التربية والسلوك ان (القدوة) من أنجح الوسائل وأكثرها تأثيرا، فصلاح الطلاب بصلاح معلمهم ونجاحهم مرهون بنجاحه، والحسن عندهم ما استحسنه هو والقبيح عندهم ما استقبحه، فليكن شعاره معهم (لا أريد ان اخالفكم الى ما أنهاكم عنه) وليربطهم بالقدوة الأولى والمثل الاعلى للجميع وهو نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي قال فيه ربه جل وعلا (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة)، نريدك - أخي المدرس - قدوة لطلابك في اداء العبادات، في الادب، في الحلم، في حفظ اللسان، فلا يعقل ان يتعود الطالب على الصدق وهو يسمع المدرس يكذب، ولا يعقل ان نطلب من الطالب الحرص على صلاة الجماعة في المدرسة وهو يشاهد المدرسين يتجولون في ساحة المدرسة أو مجتمعين في غرفتهم على القيل والقال اثناء فترة اقامة الصلاة، ولا يعقل مطلقا ان يزجر المدير أو الموجه الطالب على موضوع التدخين ويرى المدرس يدخن السجائر ويطفئ السيجارة عند باب الفصل ولا يلومه على ذلك، ولن يحبب الحجاب والستر للطالبة وهي ترى مدرستها متبرجة متعطرة وتحضر المدرسة كل يوم بكامل زينتها، ويبرز هنا سؤال مهم نوجهه للمسؤولين في الوزارة: هل هناك امر اداري أو قراروزاري يلزم المدرسات بالحجاب الشرعي أو اللباس الساتر؟ وهل هناك قرار يمنع المدرسين من التدخين داخل اسوار المدرسة؟ نرجو ذلك. المدرس الناجح هو الذي يؤدب قبل أن يعلم، يؤدب بأقواله وسلوكياته وعلاقاته مع طلابه، فإذا دخل الفصل حياهم بتحية الاسلام، وقابلة بوجه طليق وحذرهم من (التعود) للقيام له اذا دخل، ثم يبدأ محاضرته بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله، ثم يعلمهم آداب المتعلم من حسن سؤال وانصات واحترام المدرس، والتنافس الشريف مع الأقران، واذا اجتهد وعمل مذكرة مختصرة في آداب طلب العلم مثل منظومة (لامية ابن الوردي) أو غيرها لكان ذلك حسنا، ولا ينسى أن يختم محاضرته بدعاء كفارة المجلس ويحث الطلاب على ذلك باستمرار. المدرس الناجح هو الذي يربط المنهج الدراسي بمبادئ الاسلام العظيمة ويحذر طلابه من كل ما يعارضها فمدرس التربيةالاسلامية يعلم العقيدة الصحيحة، وحقية (لا إله الا الله) ويحذرهم من كل ما يخالفها من أفكار هدامة أو شركية، ولا ينسى ان يركز عندهم مفهوم الاعتزاز بدين الاسلام والانتماء اليه، وكذا مدرسة التربية الاسلامية عليها ان تحبب للطالبات الحجاب الشرعي وانه يتنافى مع التحصيل العلمي ولا يعيق التفوق الدراسي بل هو نور على نور، ومدرس التاريخ مثلاً لا يكتفي بسرد الوقائع والأشهر والايام بل عليه أن يبين لهم سنن الله الكونية التي جرت على الأمم عبر القرون، وان أمة الإسلام لما تمسكوا بدينها واحترمت تعاليم ربها سادت وشرفت، لكنها لما تخلت عن ذلك كله صارت في مؤخرة الأمم وتسلط عليها أعداؤها، وعليه أن يحذرهم من الغزو الفكري الذي تتعرض له الأمة الإسلامية وجهود أعداء الاسلام في تشويه تاريخ الأمة ووجوب التحصن في ذلك كله. نعم، نجاح المدرس في مهمته نجاح للطلاب جميعاً، وتميزه في إنجاز مهمته تميز للعام الدراسي بكل المقاييس. منقول عن / موقع المعلم العربي |
|