مؤلف الكتاب :
هو أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي بالولاء ، شاعر ، ناقد ، مصنف ، أديب فاضل .ولد سنة 390 هـ بمدينة المحمدية بالمغرب ، فكان يعرف بالمحمدي والمسيلي نسبة إلى " المسيلة " وهو الاسم القديم لتلك المدينة .
كان أبوه روميا من موالي الأزد فنسب إليهم ، وقد كان ابن رشيق نزيل صقلية غير أن ابن شرف القيرواني كان قد سبقه إليها ؛ لما سمع عن كرم أميرها ، وكانت بين الأديبين الكبيرين في القيروان مناقضات ومهاجاة ، أزكى نارها التنافس الأدبي بينهما والتفات الأمير المعز إلى هذا تارة وإلى ذاك أخرى..
قال ياقوت : كان ابن رشيق شاعرا نحويا لغويا أديبا حاذقا عروضيا ، كثير التصنيف ، حسن التأليف تأدب على محمد بن جعفر القزاز النحوي القيرواني وغيره .
عاش ابن رشيق بين أواخر القرن الرابع والنصف الأول من القرن الخامس .اختلف العلماء في تاريخ وفاة ابن رشيق ، فقيل :
أنه توفي سنة 463 هـ ، وقيل : سنة 456 هـ ، ولعل الراجح الثاني .
كتاب العمدة ما هو إلا موسوعة جامعة لمحاسن الشعر وآدابه وفنونه ، ووجوه نقده ، ووسائل تحسينه وتزيينه ، فقد اشتمل على جل فنون البلاغة لاسيما أغلب مباحث البيان والبديع . وضعه ابن رشيق لاختلاف الناس قبله في فنون الشعر ومحاسنه ، وعدم استحسانه لما صنفوه فيه حيث لم يحسنوا تبويبه ولا تسمية أنواعه فبوبوه أبوابا مبهمة ، ولقبوه ألقابا متهمة .
بلغ عدد أبواب هذا الكتاب( 108 )أبواب ، ( 44 ) بابا في الجزء الأول ، و ( 64 ) بابا في الثاني .
ولعل أبرز عناوينها :
* باب فضل الشعر
* باب منافع الشعر ومضاره
* باب في الشعر والشعراء
* باب تنقل الشعر في القبائل
* باب في الأوزان
* باب القوافي
* باب في الرجز والقصيد
* باب في البديهة والارتجال
* باب البلاغة
* باب الإيجاز
* باب البيان
* باب النظم
*باب التجنيس
* باب الاستطراد
* باب التفسير
* باب الغلو
* باب في المديح
* باب الرثاء
* باب الافتخار
* باب الاعتذار
* باب ذكر منازل القمر
* باب الإنشاد وما ناسبه .
ألف ابن الرشيق كتاب العمدة وجعله في جزأين يضمان معاً مائة وستة أبواب، تناول فيها ما كتب عن صناعة الشعر ومسائله البلاغية عند المصنفين من قبله وعالجه وفقاً لخطة أبان عنها في مقدمة كتابه(3) "فجمعت أحسن ما قاله كل واحد منهم في كتابه ليكون" العمدة في محاسن الشعر وآدابه "إن شاء الله تعالى، وعولت في أكثره على قريحة نفسي، ونتيجة خاطري، خوف التكرار، ورجاء الانتصار إلا ما تعلق بالخبر، وضبطته الرواية، فإنه لا سبيل إلى تغيير شيء من لفظه ولا معناه، ليؤتى بالأمر على وجهه، فكل ما لم أسند إلى رجل معروف باسمه، ولا أحلت فيه على كتاب بعينه، فهو من ذلك، إلا أن يكون متداولاً بين العلماء لا يختص به واحداً منهم دون الآخر، وربما نحلته أحد العرب، وبعض أهل الأدب، تستراً بينهم، ووقوعاً دونهم، بعد أن قرنت كل شكل بشكله، ورددت كل فرع إلى أصله، وبينت للناشئ المبتدئ وجه الصواب فيه، وكشفت عنه وجه الارتياب به، حتى أعرف باطله من حقه، وأميز كذبه من صدقه."
للمزيد يمكن الانتقال الى الرابط التالي : رابط الموضوع