الحداثة!.. وما الحداثة..؟
لستُ أَدْرِي.. !
موجودة هي.. ! أم خرافة..؟
لستُ أدري.. !
أوراق شجرٍ هي.. ! أم سيجارة..؟
لستُ أدري.. !
إن كنتُ لا أدري .. ! فهي تدري..؟
فما الحداثةُ..؟ وأنتِ الحداثةُ.. !
نعم.., أصيلة أنا في حسَبي.., غربيّةٌ أنا في نسبي.., محبوبةُ في مَوْطِني.., عظيمة أمام شَعْبِي.. !
وما لُغزُكِ أَنتِي..؟
لستُ أدري.. !
مُنْفتحةٌ أنا على ثقافتي.., مُجتمعي.., إقتصادي.., أجهِزة دولتِي.. !
مُصَحِّحَةٌ ِلِفكري.., مُتمَرِّدةٌ على عَصْرِي.., ثائرةٌ على نفْسي.. !
فما دليلُكِ أنْتِي..؟
لست أدري.. !
عدالَتِي الإجتماعيّة.., تعَدُدُ أَحْزَابي السِّياسية.., اِكْتِشَافاتي العِلميّة.., تطور كِتَاباتي الأدَبيَّة.. !
مِيزَتِي: تَمَرُدي على قدِيمِي.. !
فهل أصبحتَ تدري..؟
نعم أدْرِي.. !
كيف تدْرِي..؟ وأنت بعيدٌ عن مَمْلَكَتِي.. !
كيف لا أدري..؟ وقدِ استَعمرتِ قريتِي.. !
وكيفَ وجدتَ حدَاثَتِي..؟ فأَنتَ تحتَ وِصايتِي.. !
أَخيراَ أصبحتُ أدْري.. !
حدَاثَتُكِ مُزَيّفَةٌ عِندنا.., خَرَّبتْ عقولَنا.., أَماتَتْ قلوبَنا.., جَمَّدَتْ إحساسَنا..,
بَعْثرَتْ أقلامَنا.., زلزَلَتْ عقيدَتَنا.., شوَهَتْ إسلامَنا.., صَعقَتْ ايمانَنا.. !
وأنتَ يا منْ أصبحتَ تَدْرِي.. ! هلْ أنتَ مِنْ عَرْشي..؟
نعم أَصبَحْتُ أدري وأدري وأدري..
أنا معَ مسيِّرِ الأنهارْ.., ولستُ معَ زارعِ النّارْ..
فتبًّا لِحَدَاثةٍ شوَّهتْ سُمْعَةَ الأُمَّهاتْ.
تبّا لحداثةٍ تُظهِرُ العَوراتْ.
تبا لحداثة تُحِلُّ الاِخْتِلاطْ.
تبا لحداثة تشُكُّ في خالقِ الأرْضِ والسَّماواتْ.
تبا لحداثةٍ تَدعواْ إلى المَعاصي والمُنكراتْ.
تبا لحداثةٍ أذابتِ الأَخْلاقَ الفاظِلاتْ.
تبا لحداثةٍ أصبحَ فيها الخمرُ مِنَ العاداتْ.
تبا لحداثة عُدَّ فيها الحِجابُ مِنَ المُحَرَّماتْ.
تبا لحداثةٍ نَبَشَتْ في أعْظَمِ المُعجزاتْ.
تبا لحداثةٍ طَعَنَتْ في أكْرَمِ المَخلوقاتْ.
تبا لحداثةٍ تَزْعُمُ إسقاطَ أُمِّ اللُّغاتْ.
الّرَّأْيُ رَأيي.., وقد أصبحتُ أدْرِي.. !
فلا تُجادِلْني.., غداً أنتَ أيضاً ستَدْري.. !
تمت بحفظ الله,
يومه الخميس 20 صفر 1434هـ
الموافق لـ 3 يناير 2013
بقلم: علاء الدين ابن الحسن الطماوي
2013-01-06, 05:47
