منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارقصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت"

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن الشتيوي
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
المغرب

عدد المساهمات :
6

نقاط :
12

تاريخ التسجيل :
20/11/2012


قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت"   قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2012-11-25, 13:44

"على سرير الموت" بقلم حسن الشتيوي
كان اليوم يوم عطلة، استيقظت على صراخ الباعة المتجولين، أصوات تتعالى وأصوات تنخفض والأمر شبيه باحتجاج أو ثورة يقودها المحرمون والجياع، أزحت اللحاف عن وجهي ونضرت إلى الساعة الحائطية قبالتي، عقرب الساعة يشير إلى التاسعة صباحا، قمت من مكاني غسلت وجهي وغيرت ثيابي ثم خرجت إلى الشارع، الشارع مملوء عن أخره بالمارة وبائعي الملابس والأحذية والأواني الصينية المصطفة على الرصيف، حيث لم يتركوا إلا مكانا ضيقا كالسرداب لمرور الراجلين، أنا لا أحتمل هذا الصراخ والضجيج ولا أطيق هذا الاكتضاض والازدحام، لذا كان من عادتي أن أتوجه كل يوم عطلة إلى مكان جميل عبارة عن فسحة خضراء على هامش المدينة، غالبا ما يقصدها أصحاب الكروش المنتفخة المتدلية بغية التخلص من السمنة، أو فائض القيمة الذي تمت مراكمته على حساب مرضى الهزال الاقتياتي. كنت أتخذ من هذا المكان متنفسا لي، أجلس هناك وأتأمل وأعيد ترتيب الأفكار في مخيلتي، وأضع برنامجي الأسبوعي، وبينما أنا أسير وحيدا وسط أشجار الأرز الطويل أتجول واستنشق النسيم العليل، وإذا بي وجها لوجه مع قمر منير ، فتاة في عنفوان شبابها تبدو من خلال ملامحها أنها أوشكت على ربيعها الثاني، بادية عليها أثار النعمة من خلال بشرتها الأسيلة، كانت ترتدي حذاء رياضي وتنورة قصيرة فوق الركبتين وقماش أبيض ملتصق بنصف جسمها العلوي، وعلى كتفها محمل كرة المضرب، تمثل الاستثناء بقامتها الرشيقة وخصرها النحيف وصدرها الممتلئ وسط العجائز ذواتي البطون المترهلة. وقفت متسمرا في مكاني فاغر الفم شاخص العينين وكأنني صنم من الأصنام الأزرية، وفي هذه اللحظة أحسست أن شيئا ما تسلل إلى قلبي خلسة دون أن يستأذن بالدخول، تسارعت دقاته فأحسست بدبيب ذلك الشيء يجري في شراييني وأوردتي وكأن الروح والحياة تبعث في من جديد، إنها فترة الراحة التي يحس بها المريض بعد مرض مزمن والتي يعقبها الموت الأكيد. نظرت إليها ونظرت إلي، لا أدري إن كانت نظرتها نظرة حب أم نظرة كره أم نظرة إشفاق، المهم نظرتي إليها كانت سهما مسموما من سهام إبليس، اخترق الصدر ووصل إلى الفؤاد فتمكن السم من القلب الذي ضخه عبر الدم إلى باقي الأعضاء والأطراف، فلم تفلح معه تميمة ولا تعويذة ولا ترياق. أشاحت بوجهها وتابعت المسير في استعلاء بخطى متأنية في اتجاه سيارة كانت مركونة في إحدى زوايا ملعب التنس حيث كان السائق ينتظر هناك، فحياها بأدب وفتح الباب الخلفي للسيارة فصعدت فأغلق الباب ثم ركب في مكان القيادة وأدار محرك السيارة وانصرف. فعلمت للتو أنني لست من مستواها الاجتماعي، وأنني مقدم على خطوات غير محسوبة أجهل نتائجها.
قرفصت تحت جدع شجرة الأرز أفكر في هذا البلاء الذي ابتليت به، بلاء الحب حب من النظرة الأولى لمرأة تنتمي إلى طبقة لطالما كنت أكيل لها الشتائم صباح مساء خلال سنوات الجامعة، وأنعتها بالبرجوازية المتعفنة. فصرت أعيش صراعا بين العقل والقلب أحدهما يهوى والأخر يأبى، وكما هو معلوم "العقل للغرب والقلب للشرق" وبما أنني شرقي كان من الطبيعي أن أكبح جماح العقل وأطلق زمام القلب، واليتني ما فعلت. نهضت من مكاني وعدت شارد العقل مسرور الفؤاد بعشق وهمي لا يعدو أن يكون سرابا أحسبه ـ أنا الظمآن ـ حبا.
دخلت إلى المنزل واستلقيت على ظهري أحملق في السقف وأفكر في كيفية التخلص من هذا الحمل السفاح الذي عدت أحمله في قلبي، وبعد تفكير عميق وتردد طويل فشلت مرة أخرى في تحكيم العقل أمام رغبات القلب الجارفة وأمام حبها الأخطبوطي الذي استولى على مشاعري وتفكيري، ووجدت نفسي مشدودا إليها بقوة خفية لا قبل لي بها، وفي محاولة يائسة مني للتخفيف من حرقة الصبابة منيت النفس أن أعود الأسبوع المقبل إلى نفس المكان لعلي أقابلها مرة أخرى وأكشف لها عن طويتي وما يعتمل داخل صدري من عواطف تدغدغ شعوري.
أسبوع من الانتظار كل يوم فيه يعد بالشهور، طال فيها ليلي وفارق النوم جفوني وصورتها لاتفارق خيالي، وأصاب الشاعر إذ قال: أبيت أراعي الليل أرجو نفاده وما ليل العاشقين نفاد
وأخيرا جاء اليوم الموعود يوم اللقاء، لقاء من ؟ لقاء الأميرة، التي بت ليلته أنتقي الكلمات والعبارات المنمقة التي تليق بمقام جلالتها. استيقظت باكرا، هذه المرة لم أستيقظ على صراخ الباعة وإنما استيقظت شوقا ولهفة للنضر إلى وجها، أخذت حماما وارتديت أجمل ثيابي بما فيها ربطة عنق استعرتها من زميل لي يعمل نادلا في المقهى، تأنقت وانتعلت حدائي وخرجت إلى الشارع أشق طريقي نحو المكان المعلوم، وفي يميني وردة كنت قد اقتنيتها خصيصا لهذا اليوم، وفي شمالي قطعة قماش ألمع بها حذائي بين الفينة والأخرى، وفي مخيلتي عبارات الحب المسكوكة التي استقيتها من كتب العشق والغرام خصيصا لهذا اللقاء. وصلت إلى ذلك المكان الذي رأيتها فيه أول مرة، وأخذت أمشي بين أشجار الأرز ذهابا وإيابا في انتظار قدومها.
هاهي ذي قد لاحت بين الأشجار كعادتها بمشيتها المعتادة ولباسها الخفيف الملتصق على جسدها ومحمل كرة المضرب على كتفها وقد ازدادت بهاء وحسنا وازددت شحوبا واصفرارا، تقدمت نحوها بخطى متصنعة، وقفت أمامها نضرت إلي بعينيها الساحرتين، أردت أن أتكلم فلم أستطع لقد شلت أعضائي النطقية وخانتني اللغة وكأنني مجوسي متبتل أمام نار متقدة، حاولت أن أتدارك الموقف وأخاطبها بلغة الرموز ظنا مني أنها تفي بما لم أستطع أن أتلفظ به ولثقتي في لغة الرموز على التواصل وأداء الرسالة خاصة في هذا المجال.
وبابتسامة خفيفة وانحناء عبودي قدمت إليها الوردة ، فأخذتها بيمينها ورسمت ابتسامة مزيفة على شفتيها، ثم رمت بهذه الوردة على الأرض وأخذت تسحقها برجلها وهي تنظر إلي نظرة استهزاء وإشفاق توحي بأنني لست من مستواها الاجتماعي، فأحسست أن كرامتي قد سحقت مع تلك الوردة وغالبت دمعتين كادتا أن تقفزا من مقلتي، وهذا أقل ما يمكن أن يصل إليه من يسلم المقود إلى القلب ويركن إليه.
ذهبت إلى حالي سبيلها وعدت مطأطأ الرأس مفطور الفؤاد أجر ذيول الخيبة والهزيمة في معركة خسرتها بسبب انتمائي الطبقي، لم تنفع معه ربطة عنق مستعارة والتي أصبحت بعد ذلك لا تصلح لشيء إلا أن تكون مشنقة أضع بها حدا لحياتي من جراء ما جناه علي الحب من مذلة ومهانة لم أتعود عليهما. دخلت المنزل وكلي عزم وإصرار على أن أنساها وأنسى كل شيء يذكرني بها، لكن كيف السبيل إلى ذلك، إذ ما هي إلا لحظات قليلة حتى وجدت نفسي مرة أخرى في صراع مرير بين الغريمين التقليديين العقل والقلب، الأول يطلب الثأر ورد الاعتبار والثاني يصفح ويعفو ويسامح ويلح وكأنه نبي يأبى أن يتراجع عن دعوته ورسالته رغم ما يلقاه من قومه من استهزاء واستخفاف. أحسست بالدوار والأرض تترجرج تحت قدمي وكدت أقع على أمي رأسي لولا أنني تمالكت نفسي واستعنت بالحائط للوصول إلى سرير النوم، فوقعت طريح الفراش صريع الهوى، وقد استبد بي الوجد وأصبح كل عضو من أعضائي من ناصيتي إلى أخمص قدمي يهتف بحبها الذي أتنفسه في كل ذرة من ذرات الأوكسجين، أنا في حاجة إلى حبها أكثر من حاجتي إلى الماء والتنفس، لم أقو على الذهاب إلى العمل، أصبحت ملازما للفراش حالتي الصحية أخذت في التدهور والارتداد، وبينما أنا ممد على الفراش سمعت باب المنزل يقرع حاولت الكلام فلم أستطع حاولت النهوض فلم أستطع وطال بالزائر الانتظار أمام الباب قبل أن يقتحمه ويسرع نحوي مهرولا، فأزاح اللحاف الذي كنت مدثرا به وصاح ما بك يا زميلي ما بك يا زميلي واضعا يده على جبيني يتحسس حرارة جسمي، فلما رآني لم أنبس ببنت شفة علم أن حالتي خطيرة وأنها تستدعي الطبيب، فاستدعى سيارة الإسعاف ونقلت على وجه السرعة إلى المستشفى وبالضبط إلى قسم المستعجلات من أجل تلقي الإسعافات الأولية ريثما يتم الكشف عن نوعية المرض لأنقل بعد ذلك إلى القسم الذي يناسب مرضي، وبعد الفحص وإعادة الفحص لم يتمكن الأطباء رغم الأجهزة الحديثة من تبيان المرض، فقلت في نفسي هذا مرضي وأنا الوحيد الذي أعرفه وأعرف القادر على علاجه، لكن هيهات هيهات استفحل الداء وعز الدواء، ابتسامة كلمة همسة منها كانت ستغنيني عن الطبيب.
تردد الأطباء حول مكاني بين قسمي الأمراض العقلية وأمراض القلب، فتدخلت وحسمت هذا التردد لفائدة قسم مرضى القلب، وقلت للطبيب أن عقلي سليم وقلبي هو المريض، وتوسلت إليه أن يقوم ببتره حفاظا على أعضائي المتبقية وأن يستبدله بقلب أخر فولاذي الصنع يملأه حقدا وكرها قبل أن يودعه في صدري.
خصصي لي تجاوزا سرير داخل قسم أمراض القلب مع العلم أنه لا يناسبني وإنما مكاني الصحيح هو قسم مرضى العشق بيد أنه لا يوجد قسم داخل المستشفى بهذا الاسم .
أنا الآن قضيت في المستشفى حوالي أربعة أسابيع دون جدوى ولا أمل لي في الشفاء، حالتي الصحية تزداد سوءا يوما بعد يوم، انقطعت عن الأكل والشراب، أستمد الحياة وأسترق هذه اللحظات من قنينة "السيروم" المعلقة بجانبي، هذا اليوم يوم كئيب، الساعة التاسعة والنصف والشمس لا زالت تتوارى تحت الغمام، الرياح تزمجر، صوت طائر البوم ينبعث قريبا مني، ما أظن هذه الأشياء إلا مقدمات لشيء رهيب إسمه الموت، أحس أن ساعتي اقتربت وأزف الرحيل، بدأت أشم رائحتها، أستشعر وجودها داخل الغرفة، القلب لا زال يتمنى والقدر يقهقه.
نعم إنها الموت لقد جاءت ها هي ذي تسلبني أعضائي عضوا عضوا وأنا أنظر إليها عاجزا عن الدفاع عن نفسي، بدأت من أطرافي السفلى ماتت قدماي، ساقاي، ركبتاي، فخداي، هاهي ذي أوشكت أن تتمكن من أناملي وهاأنذا أسلم القلم إلى الممرضة لتتمم قصتي.
بعينين دامعتين وقلب مكلوم ويد ترتجف تسلمت القلم والأوراق وجلست بجانبه أشاهد القدر ينسج نهايته، وما هي إلا لحظات حتى أغمض عينيه وفغر فاه ونام نومته الأبدية. كم أحسست أنني عديمة الفائدة، ما فائدة السنوات التي قضيتها أتعلم كيفية إنقاذ الأرواح وانتشالها من براثن المرض ومخالب الموت، وبينما أنا أحاول أن أهدأ من روعي وأتخلص من الأفكار التي تصطرع في رأسي وتندد بالعجز المهني، جاءت إحدى صديقاتي التي كانت في زيارة خاصة لشخص من أقربائها يوجد في قسم الأمراض النفسية، سلمت علي ولما رأت الدموع تترقرق في عيني سألتني إن كان الفقيد من عائلتي، فأجبتها بالنفي وطلبت منها أن تجلس ريثما أتأكد من موته قبل يتم نقله إلى مستودع الأموات. جلست على الكرسي وأخذت الأوراق التي كانت فوق السرير وبدأت تقرأها بدافع حب الاستطلاع ظنا منها أنها وصية تركها الهالك لأحد من أقربائه، أخذت جس النبض ووضعته فوق صدره أستمع لدقات قلبه فوجدته لا زال ينبض بالحياة، فوا عجبا لهذا القلب إنه يتحدى القدر، وبينما أنا أحاول قصارى جهدي أن أحسم الأمر، سمعت شهقات وزفرات في تصاعد مستمر، رفعت رأسي فوجدت زميلتي قد رسمت الدموع أخدودين على وجنتيها وبدأت تقطر من دقنها، فحسبت أن قلبها قد رق لما هو مكتوب في تلك الأوراق وهذه الدموع تسكبها تضامنا مع هذا الشهيد شهيد الحب والعشق، لكن الأمر لم يكن كذلك حيث ألقت بالأوراق جانبا ونهضت مسرعة وكشفت عن وجهه، وصرخت صرخة أفزعت من في المستشفى وجعلت الأطباء والممرضين يتوافدون على هذا القسم أفواجا أفواجا، وقف الجميع بألسنة مستفسرة وعيون دامعة وقلوب منكسرة ينظرون إلى هذه المسكينة وهي تولول وتنوح نياح الثكلاء واضعة يده بين يديها تقبلها بحرارة الشوق ومرارة الفقدان، وهي تقول أنا المسئولة عن كل ما وقع ، أنا المسئولة عن موتك أنا من عفرت الوردة في التراب ولم ألقي بالا لحبك، أنا من استهزأت بمشاعرك، لم أكن أعلم أنك تحبني إلى حد الموت، فلتسامحني حبيبي فلتسامحني حبيبي لقد كنت أنانية معك وقاسية عليك، وانطلقت من صدرها زفرة حارة ثم تهاوى رأسها في استرخاء على صدره وأغمضت عينيها وظن الجميع أنها فارقت الحياة.
وما هي إلا ثواني معدودة حتى أخذت الحياة تدب شيئا فشيئا في أعضائه، إنه الفينق يبعث من رماده، فنهض مذعورا ينظر حوله والكل مشدوه بهذه المعجزة التي تحدث أمامه وقد كان من قبل يسمع عنها أو يقرأها في كتب الأناجيل، إنا فتاة حقا قد حازت بعض من خصائص عيسى المسيح في إحياء الموتى.نظر إليها ونظرت إليه وهما معا لا يصدقان ما تراه عينيهما، وأخذا كل منهما يتحسس الأخر ظنا به شبح تقمص شخصية صاحبه.
تعانقا عناقا طويلا ودموع الفرح تنهمر من عينيهما، وتعاهدا ألا يفرق أحد بينهما إلا القدر الذي جمعهما مرة أخرى.
إنها قصة عجيبة فعلا كان القدر بطلها..

بقلم: حسن الشتيوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لولو السنيورة
*
*
لولو السنيورة

القيمة الأصلية

البلد :
العراق

عدد المساهمات :
6

نقاط :
6

تاريخ التسجيل :
06/11/2012


قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت"   قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2012-11-25, 15:26

قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 283957
أرسلها لك مع أمنياتي بكتابة المزيد
سلامي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمطلب امان
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
العراق

عدد المساهمات :
9

نقاط :
9

تاريخ التسجيل :
08/11/2012


قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت"   قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2012-11-25, 21:25

اما آن الاوان ان نعود الى الاهتمام بالمضمون وليس بالشكل ؟ اما آن الاوان ان نخرج من ربقة الغرب وان نخط لنا منهجا خاصا بنا؟
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمطلب امان
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
العراق

عدد المساهمات :
9

نقاط :
9

تاريخ التسجيل :
08/11/2012


قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت"   قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2012-11-25, 21:26

آن الاوان ان نعود الى الاهتمام بالمضمون وليس بالشكل ؟ اما آن الاوان ان نخرج من ربقة الغرب وان نخط لنا منهجا خاصا بنا؟
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الأندلسي
عضو ذهبي
أحمد الأندلسي

القيمة الأصلية

البلد :
السودان

عدد المساهمات :
72

نقاط :
96

تاريخ التسجيل :
11/11/2012

المهنة :
استاذ


قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت"   قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" I_icon_minitime2012-11-25, 23:12

قصرة رائعة جدا جدا
قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 463596 قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 463596 قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 976116 قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 976116 قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 976116 قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 431838 قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 431838 قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 431838 قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 431838
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت"

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» قصة قصيرة جد بعنوان: لو..
» قصة قصيرة/غفوة على قارب الموت....
» يا نفس قبل الموت
» الموت تحت الكاميرات
» حديث مع الموت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  الدراسات العليا :: طلبات المساعدة-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


قصة قصيرة بعنوان " على سرير الموت" 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
الحذف مدخل ننجز على المعاصر النقد ظاهرة محمد قواعد الخطاب النص موقاي مجلة الأشياء العربي اسماعيل اللسانيات اللغة مبادئ التداولية كتاب البخاري الخيام العربية بلال النحو


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع