سُئِل الدكتور الفاضل: فاضل صالح السامرائي عن الفرق بين الناس والبشر والإنسان وأناس وبني آدم، وكان السؤال بالتحديد هو:
سؤال: يخاطب القرآن بني آدم والإنسان والبشر والناس وأناس فما الفرق بين هذه الكلمات؟
* والإجابة هي *:
الإنسان كما يقول أهل اللغة اختلفوا في اشتقاقاته قسم قالوا هو من الإنس خلاف النفور يعني الواحد يأنس بصاحبه، فيها إنس. وقالوا الإنسان لا قوام له إلا بإنس بعضهم ببعض ولا يمكن أن يقوم بجميع أسبابه الإنسان لا يمكن أن ينفرد في حياته يحتاج إلى الآخرين. قسم قال الإنسان كونه من أنس كونه يُرى لأن آنس بمعنى أبصر (إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا (10) طه) يرى فلأنه يُبصر بخلاف الجن، وقسم قالوا من النسيان ولكن هذا مستبعد. إنسان من أنِس على وزن فِعلان. البشر يقولون من البَشَرة وهي ظاهر الجلد وقالوا عبر عن الإنسان بالبشر لأن جلده ظاهر بخلاف كثير من المخلوقات التي يغطيها وبر أو شعر أو صوف فسمي بشراً باعتبار ظهور بشرته. بني آدم نسبة إلى كونهم بنو آدم، لكن كيف يستعملها القرآن؟. استعمل القرآن الإنسان وبشر وبني آدم وكلهم يدلون على مخلوق واحد وإن كانت أصل الدلالة الاشتقاقية مختلفة لكن المسمى المعني هو شخص واحد. القدامى قالوا كلمة البشر يستعملها القرآن عندما تراد المساواة، الناس من حيث البشر متساوين كلهم سواء من هذه الناحية لأنه من حيث ظهور البشرة كلهم متساوون ولذلك تأتي (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ (110) الكهف) (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ (24) القمر) لأنهم متساوون في البشرية لكن مختلفون في الإنسانية من حيث كونه يأنس بعضهم إلى بعض ويعين بعضهم بعضاً. رب العالمين يخاطب (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الإنفطار) لما يصير خطاب غير خاص بالبشرية هذه ليست أمور ظاهرية متعلقة بظاهر البشرة. إذن البشر هو من حيث ظهور البشرة واحدة والإنسانية فيها اختلاف. بني آدم إما يذكرهم بما وقع بأبيهم آدم حتى لا يقعوا في مثل ما وقعوا فيه (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ (27) الأعراف) وقبلها (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا (26) الأعراف) نفس السياق آدم مع إبليس يذكرهم بما وقع لهم مع أبيهم، (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي (35) الأعراف)، أو في مقام التكريم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ (70) الإسراء) لأن الله كرمه بسجود الملائكة. أما الناس قالوا جمع إنسان لأن إنسان يجمع على أناسي وعلى ناس، أما الأُناس فهم مجموعة من الناس ليس كل الجنس (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ (71) الإسراء) الأُناس هم مجموعة من الناس والناس أعم والناس أحد جموع إنسان.
المصدر: * لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي* حفظه الله.