سمادير بنية
أرى بوضوح الآن دائرتي,
مداً مكوراً بالفقاعات والسمادير,
لم تتغير منذ طفولتي.
أذكر جيداً لعبة الفقاعات,
أصنعها, أركض خلفها بيدين مفتوحتين,
أتعثر, أمسك التراب.
ترب الافق تتوه!!
أبدأ من جديد..
لا أذكر يوماً أمسكتها,
لا أذكر يوماً يئست.
آه مني بالأمس,
لعبة المستحيل تسليني!!
الآن..
احتواني المستحيل.
أعبر أحلامي نحو السراب,
تكحل عيني سمادير بنية,
دوار حامض يفتح شهيتي,
أجتر أكوام تعاستي خطوطاً باتة وفواق:
(لا شيئ يحدث.. لا أحد يجئ.. يا للهول)


كفر بطعم الكلمة
لكننا ولدنا,
الحبل السري يكبلنا.
هي الولادة التي فصمت عرى الفضيحة.
حملنا راية الموت الأخضر,
مسافات
نلهث خلف السياج,
خلف السياح.
لم نسمع نداء الجب الغائر,
لم نذق طعم الزبد الهادر,
نداء البواخر, المراكب في المرافئ,
دخان تبغ الأجداد في المقاهي.
كل المراكب مرت,
تاهت في دروب الشوق
توشحنا الانتظار,
نحن القلوع الهشة.
تبأ لكل المتفرجين على المهزلة,
تباً لبائع الزهور,
تباً لنا.
حملنا راية الأيام الصرعى: كفر أن تتبول واقفاً,
كفر أن تلوك العلكة.
تباً لنا جميعاً,
تباً لك ايتها الكلمة!!


[center]

شكرا على التواصل الابداعي الجميل.. هذا محفز ضروري.. شكرا جزيلا