منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةيورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجريورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصوريورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةيورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةيورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلوديورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيريورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنايورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبيورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديريورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبيورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصاريورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 يورغن هابرماس: عقل الحداثة ووعد السعادة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بلال موقاي
نائب المدير
نائب المدير
بلال موقاي

وسام الإداري المميز

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1216

نقاط :
1939

تاريخ التسجيل :
28/04/2012

الموقع :
https://twitter.com/mougay13

المهنة :
جامعة معسكر، الجزائر


يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة Empty
مُساهمةموضوع: يورغن هابرماس: عقل الحداثة ووعد السعادة   يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2012-08-27, 09:41

يورغن هابرماس:
عقل الحداثة ووعد السعادة
بقلم عادل حدجامي
"الحداثة مشروع لم ينته بعد لأنه لم يتجسّد قطّ" *
تقديم: بــلال موڨــاي

لقد تبلورت فلسفة التواصل المعاصرة في لحظتين وهما:
1 – لحظة التداولية:
قبل ان نعطي تعريفا للتداولية نقول، ان ما هو ملاحظ في بخصوص مصطلح " التداولية " هو عدم استقرار المصطلح على صيغة واحدة ( تداولية، مقامية، وظيفية، سياقية، ذرائعية، نفعية........الخ)، الأمر عائد بالأساس الى عدم استقرار مفهوم التداولية نفسه وموضوعها في تيار واحد ، حيث تقول " فرانسوا أرمينغوا": " ...يظهر اننا امام تداوليات وليس امام تداولية واحدة ".
2 - تعريف التداولية:
يعرفها " تشارلز موريس ": " هي جزء من السيميائية واحد مكوناتها تهتم بدراسة العلاقة بين العلامات ومستعمليها أو مفسريها ( متكلم، سامع، قارئ، كاتب...الخ)، وتحديد ما يترتب عن هذه العلامات "(1)
ذلك ما نلمسه حينما شرح ابعاد السيميائية الثلاثة:
1 - علاقة العلامات فيما بينها، وذلك بعد تركيبي يهتم به علماء التركيب
2- علاقة العلامات بالموضوعات المعبر عنها، وذلك بعد دلالي يهتم به علم الدلالة
3 - علاقة العلامات بالناطقين بها وبالمتلقي، وبالظواهر النفسية والاجتماعية المرافقة لاستعمال العلامات وتوظيفها وذلك هو البعد التداولي
وتعرفها فرانسوا " أرمينغو : " انها تعني دراسة استعمال اللغة في الخطاب شاهدة في ذلك على مقدرتها الخطابية " (2)
ان التداولية تناولت مفاهيم كانت غائبة تماما من الدرس اللغوي واللساني الذي اهتم بقضايا شكلية وبنائية في اللغة كالنظام، النسق، البنية.
وهنا تكمن الثورة التي قادتها التداولية أي في تجاوزها للبعد الداخلي للغة والالسنية، الى البعد ألاستعمالي للغة.
كما كان للمفكر المغربي " طه عبد الرحمان " دور كبير في اسهامه في وضع هذا المصطلح سنه 1970م كمقابل للمصطلح الاجنبي " البراجماتية " دالا به على البراكسيس (الممارسة )، علما ان لهذا المصطلح مقابلات عربية اخرى اقل شهرة في نظرنا امام شهرة التداولية وقد ذكرناه سابقا، ذلك لان مصطلح " التداولية " يتضمن دلالات على التفاعل والواقية والممارسة وكلها معاني يسعى هذا العلم لاستكشافها في نظام اللغة واستعمالها.
اما المعنى الحرفي المعجمي للتداولية، فهو الانتقال من حال الى حال اخرى حيث يقال: دال، يدول، دولا، وادال الشيء جعله متداولا.
اما من الناحية الاصطلاحية : ان التداولية هي الدراسة التي تتناول اللغة من جهة استعمالنا لا من جهة معناها او مبناها.
اذن فالتداولية تتناول البعد الاجرائي الخارجي للغة، ذلك البعد المنسي في الدراسات اللغوية باعتبارها تركز على علاقة اللغة بمستخدميها ومنه نقول ان التداولية متطورة ومتغيرة، في حين ان النحو دلالة ثابتة وشكلية.
فالنحو يعنى بتوضيح الشروط المحددة والقواعد التي تضمن صياغة الاقوال الجيدة، وتهتم الدلالة بالشروط التي تجعل الاقوال مفهومة وقابلة للتفسير، بينما التداولية هي العلم الذي يعنى بالشروط اللازمة لأن تكوت الاقوال مقبولة وناجمة وملائمة للموقف التواصلي الذي يتحدث فيه المتكلم.(3)
اما الفرق بين الدلالة والتداولية يكمن في ان المعنى في الدلالة يعتمد على التفسير الحرفي لمنطوق الجملة والمعنى بشكل مطلق، ونقصد به المعنى المعتمد على العناصر المؤثرة في انتاجه في الابعاد اللسانية وغير اللسانية ، وضمنه يدخل المعنى التداولي أو السياقي.
فالدلالة جزء يتناول العلامة اللغوية باعتبارها ذات شكل نحوي معجمي، بينما التداولية تتعامل مع البلاغة، أي مع العلامة اللغوية باعتبارها احالة سياق وجودي، أي رمز إشاري ( يشير الى سياق معنى ).(4)
تقريب للفهم:
ان الاشارة في كلمة ( انا هنا ) لا تتحقق الا من خلال السياق، وذلك بمعرفة الملابسات السياقية وذلك بمعرفة الملابسات السياقية عن المتحدث والمخاطب والخطاب.
ان التداولية تعد المرحلة الثالثة لتاريخ الدراسات اللغوية وابحاث المعنى، اضافة الى كونها الفرع الثالث من فروع السيميائية ، وعن اصولها النظرية تعد الفلسفة التحليلية المنهل الاول الذي انبثقت منه اولى البوادر التداولية والمتمثلة في الافعال الكلامية .وهذه الفلسفة تفرعت عنها فلسفات اخرى ساهمت كلها في بلورة هذه المقاربة بصورة عامة(5).
هابرماس:
اهتم بدراسة البعد التداولي للخطاب، حيث يربط هابرماس التداوليات بأفعال الكلام التي يصدرها الفاعل والمتكلم ازاء فعل تواصلي ما، لإثبات حقيقة شيء ما موجود في الواقع، أي ان التداوليات الكلية بالنسبة ل" هابرماس " تقوم بثلاث وظائف هي(6):
1 - وصف شيء ما بواسطة جملة، فالمتكلم عليه بصياغة جمل نحوية صحيحة والتعبير عنها بطريقة صحيحة
2 - التعبير عن قصد أو نية المتكلم
3 – اقامة علاقة بيشخصية بين السامع والمتكلم (Interpersonnelle)
اهمية التداولية:
تتضح اهميتها وذلك من حيث انها مشروع شاسع في اللسانيات النصية ، تهتم بالخطاب ومناحي النصية فيه نحو: المحادثة ، المحاججة، التضمين...الخ.
ولدراسة التواصل بشكل عام بدا من ظروف انتاج الملفوظ الى الحال التي يكون فيها الاحداث الكلامية قصد محدد الى ما يمكن ان تنشئه من تأثيرات في السامع وعناصر السياق فهي تتساءل(7):
" الي أي مدى تنجز الافعال الكلامية تغيرات معينة ايضا وبخاصة لدى الاخرين "
وتظهر اهميتها من حيث انها:
- تهتم بالأسئلة الهامة والإشكاليات الجوهرية في النص الأدبي المعاصر، لأنها تحاول الاحاطة بعديد من الاسئلة من قبيل(8):
" من يتكلم، والى من يتكلم ؟ ماذا نقول بالضبط عندما نتكلم ؟ما هو مصدر التشويش والإيضاح ؟ كيف نتكلم بشيء ونريد قول شيء اخر ؟...."
وهي بهذا الطرح في امكانها الاجابة عن كثير من الاسئلة التي لم تجب عنها مجموع النظريات اللسانية السابقة بما عرضته من مفهوم اوسع للتواصل والتفاعل وشروط الاداء.
ولكنها مع ذلك لا ينبغي مقابلتها بمجال محدد لآن نشأتها الغير مستقرة جعلت منها تداوليات عديدة نحو (9):
تداولية حقيقية لدى المناطقة، تداولية مقاربة لدى اللسانيين، تداولية الاقناع لدى البلاغيين....الخ.
وان هذه الصفة تفتح امامها رهانات عديدة، وتجعل تطورها انطلاقا لا يحد، وتنوعها غير محصور، وامتدادها غير محدود.
2 - لحظة النظرية النقدية:
نشأت هذه المدرسة في جامعة فرانكفورت حول معهد البحث الاجتماعي الذي تأسس عام 1923 م، وكان مؤسسوها أربعة من الفلاسفة وعلماء ألاجتماع وهم: ماكس هوركهايمر (1859 ـ 1973م) مؤسس معهد البحث الاجتماعي ومديره لمدة طويلة، وأدورنو(1903 ـ 1969م) الذي عمل أستاذاً في جامعة فرانكفورت، وماركوز (1898 ـ 1979م) الذي درس الفلسفة في برلين وفريبورج وحاضر في جامعات كولومبيا وهارفارد، وكان أستاذاً للفلسفة والسياسة في جامعة براندايز، ثم اصبح استاذاً للفلسفة في جامعة كاليفورنيا بسان ديبجو، وهابرماس (1929م) الذي كان أستاذا للفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة فرنكفورت ثم أصبح مديراً لمعهد ماكس بلانك في شتارنبرج. أسس المعهد (مجلة البحث الاجتماعي) لنشر أبحاث هذا الفريق، فكانت الأبحاث تحقيقاً لمشروع مشترك، وهو تأسيس النظرية النقدية للعلوم الاجتماعية في صيغة برنامج مشترك، وهو يعادل في الفكر المعاصر المذهب في الفلسفة الحديثة(10).
كانت هذه المدرسة تعمل كفريق مشترك، إذ يأخذ هوركهايمر الموقف، ويقوم زملاؤه بالبحث: (بولوك) في الاقتصاد السياسي، و(فروم) في التحليل النفسي، و(لوفنتال) في النقد الأدبي، و(ماركوز) في الفلسفة، و(أدورنو) في الموسيقى خاصة وفي النقد الادبي والتحليل النفسي وعلم الاجتماع عامة (11).
أجرت مدرسة فرنكفورت مراجعة شاملة للوعي الأوروبي تكويناً وبنية، وأعادت النظر في أهم مذاهب الفلسفة الغربية وتياراتها، وقد بيَّنَ هوركهايمر وأدورنو حدود التنوير بأنه أعلى ما وصل إليه الوعي الأوروبي، وأعلنا نهايته (12)
وإذا كان " يورغن هابرماس " ينتمي الى الجيل الثاني لمدرسة فرانكفورت والوريث الشرعي لمدرسة فرنكفورت يتفق معهم في نقد حركة الانوار الا انه يختلف معهم في كيفية هذا النقد كيف ذلك ؟
يرى هابرماس ان مدرسة فرنكفورت لم تفهم الانوار كما كان يجب ان يكون ، ولكن للأسف لم يكن بالإمكان افضل بكثير مما كان ،فهابرماس يرى بأنه لا يجب التنكر لمنجزات الحداثة من تقدم هائل احدثته في شتى المجالات المختلفة ، اقتصادية سياسية...الخ. إلا انه يجب اعادة النظر في مشروع الحداثة وعدم تجاوزها الى ما بعد الحداثة وذلك باعتبارها مشروع لم يكتمل، أو لم يتجسد بعد.
ومنه السؤال المطروح ما هو السبيل الى اكمالها ؟
سنجيب باختصار ونقول:
يرى هابرماس ان مشروع الحداثة انحرف عن الطريق وبالتالي وجب اعادته اليها ويتم ذلك عن طريق التواصل.
فالمشكلات التي نتجت عن حركة الانوار ماهي في الحقيقة إلا تواصل مشوه ومزيف اذ كما يقول هابرماس انه من رحم التجريبية ولد الاغتراب والاستلاب والتشيؤ وبالتالي وجب علينا الانتقال من العلاقة بين ذات وشيء الى العلاقة بين ذات وذات اي الانتقال من النظرة الاحادية الى النظرة الثنائية او الانتقال من الاتصال الى التواصل ، ذلك لان الاتصال يكون من متصل الى مستقبل وتكون فيه المبادرة من احد المتصلين، بينما التواصل يتطلب شخصين اثنين ليتم التواصل بينهما وذلك من اجل الوصول الى التفاهم ولا يتم ذلك الا عن طريق الحوار الفعال، وعندما نقول الحوار فإننا نكون مع التواصل الذي يتطلب شروطا اهمها : الحقيقة - الصدق- الدقة- الذي يستلزم لغة بغيغ التفاهم. هذا باختصار ما اراد هابرماس التأكيد علية من خلال نظريته الفعل التواصلي.
المقال:
يرتبط التفكير الفلسفيّ في عمومه بقطبين اثنين، أو لنقل بعقلين، عقل نظريّ ينظر في العلل والماهيات، وآخر عمليّ ينظر في التاريخ والواقع مجتهدا في ابتكار مناهج لتدبيرهما وفي اجتراح وسائل لتطويعهما. وإذا كان البحث الفلسفيّ قد تركّز، ومنذ بداياته الأولى، على العقل النظريّ، فإنّ اهتمامه قد تحوّل أكثر، من فترة وجيزة، إلى العمليّ، واضعا يده في عجين التاريخ، مسائلا وباحثا ومنقّبا، غير مكتف بالتفسير بل ساعيا إلى التقويم والتغيير، حتى صار هذا الأمر هو السمة الطابعة للفكر الفلسفي المعاصر. ولعلنا لن نجد شاهدا على هذا الأمر أفضل من الفيلسوف الألماني المعاصر"يورغن هابرماس".
من الصعب أن نقدّم "بطاقة تعريف" فلسفية لهابرماس في بعض جمل، فقد راكم الرجل منذ نصف قرن ونيف، عشرات الكتب وصنّف وما يزال تآليف عدّة، عارضا ومعترضا؛ منافحا ومساجلا، وفي ميادين شملت تاريخ الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس واللسانيات والسيمياء والتاريخ والسياسة، وهو ما يجعل من قراءته أمرا غير يسير، فكيف بتلخيصه وتركيبه. لكن إن شئنا التقديم الموجز سنقول إنّه واحد من المرجعيات الكبرى للفكر المعاصر، ومرجعيته وأهميته هاتان، آتيتان من كونه الممثل الأقوى، ولعلّه الأخير، للتقليد الفلسفيّ الألماني وسِمته البارزة الجمع بين التكوين النظري المتين والتوجّه العملي المنخرط في هموم عصره.
واجتهادات هابرماس وكتاباته، إن كان لنا أن نصنّفها، تتوزّع عموما في محورين اثنين، أوّلهما "نقديّ" ذو نفحة ماركسية، نجمع فيه مجمل ما كتبه قبل كتابه الأمّ "نظرية الفاعلية التواصلية"؛ ثم آخر "معياريّ" ذو نفحة كانطية، نجمع فيه ما ألفه بعد هذا النص، وخصوصا ما ألفه في الفترة الأخيرة: "كتابات سياسية"، "القانون والديمقراطية"، "القانون والأخلاق"(1) . ورغم هذا الفصل الذي يميّز بين هابرماس "ماركسيّ" وآخر "كانطيّ"، ، فإنّ عناصر قد ظلت تجمع بين المرحلتين، الشباب والنضج، عناصر تعود إلى سبب أعمق في نظرنا هو الأصل الفلسفي الذي صدر عنه هذا الفيلسوف والأفق النظري الذي تكوّن فيه، وهو ما يعرف اختصارا بـ"النظرية النقدية".
النقد كأساس، النقد كأفق:
ارتبط اسم هابرماس بما عرف باسم "النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت". ومهما يكن من أمر بخصوص كونه يشكّل امتدادا للتراث النظري لهذه المدرسة أو قطيعة معه(2)، فإنّ الباحث لا يجد بدّا من إثبات وشائج قوية واصلة بين ما خلفه رواد هذه المدرسة الأوائل وبين ما يكتبه هو. أوّل هذه الروابط، مزاوجته بين كونه عالم اجتماع وفيلسوفا، وتلك سمة ميّزت أسلافه من فلاسفة النظرية النقدية (3)؛ وثانيها نفوره من النزعة العلموية الوضعية، واستحضاره الدائم للتراث الفلسفي الألماني كأساس لكلّ فلسفة اجتماعية ممكنة.(4) وثالثها انتصاره للنقد كأهمّ خاصية تسم الفكر الفلسفي المعاصر.
على أنّ مقصود هابرماس بالنقد وبالتالي بالنظرية النقدية، مختلف كثيرا عن مقصود أسلافه منها، وهو الاختلاف الذي يتبدّى واضحا في تصنيفه الخاص لأنواع المعارف وغاياتها الفلسفية والأخلاقية .
يميّز هابرماس في كتابه "المعرفة والمصلحة" بين ثلاثة أصناف من المعارف تقابلها ثلاثة أنواع من المصالح: أوّلها المعرفة العلمية التجريبية التحليلية (العلوم الرياضية والفيزيائية وتطبيقاتها)، وتمثل العلوم ذات البعد المصلحي التقني (5)، وهدفها السيطرة على الطبيعة لصالح حاجات الإنسان، وعمادها في ذلك العقل الأداتي. ثانيها المعارف العملية، ممثلة في العلوم التاريخية والتأويلية (كل العلوم التي تحقق التفاعل البشري، علوم اللغة مثلا)، والتي تكون غايتها تحقيق التواصل والتفاعل بين الناس في إطار عمومي، وعمادها العقل التواصلي. وثالثها المعارف التحريرية (العلوم الاجتماعية والفلسفة)، والتي هدفها تمكين الناس من التحكم في دواليب السلطة والمجتمع وتحريرهم من الاستلاب بمعناه العام، وعمادها العقل النقدي، إذ النقد هو أفق الفكر والمعرفة عند هابرماس، تماما كما بين ماركس الذي كان أول من حاول "أن يجعل من إرادة صنع التاريخ، المسلّمة التي تكون بها المعرفة ممكنة"(6) وهذه هي الحسنة الكبرى للماركسية التي تشكل، ولهذا السبب بالذات، النموذج الأمثل لكل فلسفة نقدية مستقبلية (7).
وهابرماس يكشف، ومنذ البداية، بأنّ همّه النظري وغايته الفلسفية مندرجان في إطار النوع الثالث من المعارف تحديدا، ولهذا كان من أسماء نظريته: "العقلانية النقدية"ّ.
ويحدد هابرماس المهام الأساسية لهذه العقلانية النقدية في ثلاثة أساسية :
الانتصار للتكامل في الرؤية العلمية بدل التجزيء. بيان ما يمثل العنصر الجامع والكوني في المعرفة العلمية وكشف العناصر التي تجعل من الممارسة العلمية نشاطا جامعا بين الثقافات على اختلافها. الانتصار للنقد الجذري، ببعديه الإيديولوجي والمعرفي، ضد دعوى "الاستقلالية الوهمية للنظريات (…) عن الشروط العملية التي ولدتها"ا (8). لكن هذه "العقلانية النقدية" لن تستطيع أن تحقق هذه المهام وأن تكون فاعلة في زمنها ما لم تنفتح على مجمل علوم عصرها وما لم تحاول أن تتبنى "استراتيجية تركيبية"، أي ما لم تكن "بحثا متعدد الاختصاصات تتمفصل فيه فلسفة مغذّاة بالعلوم الوضعية والاجتماعية على الخصوص، بوعي نظري واضح بالغايات والأهداف التي نروم تحقيقها"(9). ومن هذا المنطلق لا تبقى الفلسفة مجرد مذهب فردي أو اختيار ذاتي، بل تتحول إلى مشروع مجتمعي سياسي بمهام تاريخية محددة.
إذا كان النقد هو الأفق الوحيد الممكن للفلسفة في زمن العالم المعاصر، وكان التحرر من النزوعات والقوى اللاعقلانية التي تؤسس لها "الإيديولوجيا" العلموية و"ثقافة" الاستهلاك هي المهمة التي ينبغي أن نوجه نحوها نظرنا، فما الأساس الفلسفي الذي ينبغي الاستناد عليه؟ وفي ظل أيّ تصور ممكن للعقل يمكننا أن نعمل؟ وبغاية أي نموذج للمجتمع ينبغي أن نناضل؟
مع فيبر، ضد فيبر:
تقدم معنا أن الانتصار للفلسفة والنقد ومعاداة النزاعات التكنوقراطية هي العناصر الأساسية التي توصل وتربط بين النظرية النقدية الأولى ومشروع يورغن هابرماس، غير أن هذه العناصر المشتركة لا تنفي وجود عناصر اختلاف، بل وقطيعة، بين التوجهين، أهمها يتحدد في الأسس النظرية التي استند عليها كل من التوجهين. ففي الوقت الذي انتهت فيه النظرية النقدية الأولى إلى "إقالة" العقل من كل دور إيجابي فاعل (10) في التاريخ، وإعلان "إفلاس" المشروع الفلسفي والسياسي للحداثة، ظل هابرماس مؤمنا بمعيارية العقل كأساس لكل بديل أخلاقي أو سياسي، وبالحداثة كمشروع لم يستنفد بعد، وكقوة بمقدورها أن تجبر كسورها الذاتية وأن تصحح انفلاتاتها بالاعتماد على نفسها (11)، ولهذا فعوض أن يتحول، كما رواد المدرسة الأوائل، إلى البديل الاستطيقي باعتباره "مجال الخلاص" من "خيانة" الحداثة لوعدها، يتحول هابرماس إلى ماكس فيبر، ليستمد منه الأدوات التي تمكنه من جبر ما لحق بمشروع الأنوار من أعطاب.
يذهب بعض الدارسين (12) إلى أن لا إمكان للحديث عن مفهوم الحداثة عند هابرماس دون العودة إلى ماكس فيبر، من حيث أن فيبر هو ، وبتعريفه، "جرّاح" العصر الحديث الذي شرح مستندات الحداثة الشرعية والسياسية وحدد بدقة نوع الاختيارات الفلسفية والأخلاقية التي تأسست عليها، إنه العالم الذي استطاع أن "يلم شتات التصورات الفلسفية عن العصر الحديث في إطار نظري معرفي جامع" (13). لهذا السبب كان من المتعذر فهم الحداثة عند هابرماس ما لم نفهم أن فيبر هو محاوره الخفي فيها، فكل جهد الرجل الفلسفي، في الحقيقة، هو محاولة في الإجابة عن الأسئلة المقلقة الحرجة التي وضعها فيبر على الحداثة، أسئلة من مثل:
- كيف يمكن أن نعوض الفراغ الذي خلفه خسوف المؤسسات التقليدية في عصر الحداثة؟ كيف نؤسس لإمكانات أخرى في الإسناد، دون السقوط في النزعات الكليانية أو العدمية الأخلاقية؟ كيف نحرر العقل من سمته "القمعية" الغائية، وهي السمة التي تعد عند فيبر الماهية الثابتة للعقل الحديث ؟كيف تكون الديمقراطية ممكنة بعد أن قطع البحث السوسيولوجي بأنها مستحيلة، وأن قدر المجتمع الحديث أن يحكم من طرف نخبة "امتيازية" متسلطة (14)؟
تفكير هابرماس في الحداثة إذن لا يفهم إلا بربطه بفيبر، وهذا ما ينبغي استحضاره عند قراءته، وهذا ما يبرر أيضا كون الرجل، وفي مناسبات عدة، يفتتح تناوله لقضاياه بعرض تصور فيبر عنها قبل أن يتحول لنقدها (15).
من أهم عناصر حضور فيبر في فكر هابرماس مفهومه عن العقل، فالعقل عنده، كما عند فيبر، هو جوهر الحداثة نفسها، فالحداثة والعقل مفهومان متماهيان، فسيرورة الحداثة هي سيرورة العقلنة، والتجسيد التاريخي للعقل لم يكن ليحصل إلا مع مقدم أنوار العصر الحديث، وهذا هو ما يجعل هابرماس يرادف، و في مناسبات عدة، بين المفهومين، فمن أسماء الحداثة عنده "العقلانية"، ولو أنها عقلانية مخصوصة مقيدة على ما سنرى؛ ومن نقائض الحداثة عنده "اللاعقلانية"، إذ عند هابرماس، وعلى النقيض من مجموعة من التيارات الفلسفية الأخرى، لا إمكان مطلقا للتوفيق بين العقل الأنواري وأضداده، تحت أي مسمى كان هذا الضد. (16)
تعني العقلانية عند هابرماس أمرين اثنين : المنافحة عن العقل باعتباره الملاذ الوحيد والأوحد، مع الوعي بضرورة تجديده، وذلك بنقل عنصر الثقل فيه من المسلك الأداتي إلى الحوارية التواصلية القائمة على النقد؛ ثم بالبحث في هذا العقل ذاته عن عناصر تمكننا من لحم التمزقات التي خلقتها الحداثة على مستوى المشروعية السياسية والأخلاقية، وذلك باجتراح أسس منه تكون كونية ومتعالية في طبيعتها (17) .غير أن فهم هذا الشق "التأسيسي" في فكر الرجل (التأسيس لنظرية في التواصل باعتماد مبادئ العقل الأنواري بقصد خلق مجال عمومي يشتق شرعي ) لا يتأتى ما لم نستحضر الشق الآخر "النقدي" فيه (النقاشات التي فتحها مع ما يسميه هو إجمالا "بالنزعات اللاعقلانية").
واللاعقلانية عند هابرماس هي وصف ينطبق عنده على كل النزعات الفلسفية والسياسية التي تناهض الحداثة، إما في صورتها الوضعية، والتي تجسدت في النزعات التي تستبعد كل الأبعاد النقدية في العقل الأنواري وذلك بالتركيز وعلى بعده الأداتي "تقني" (18)، أو في صورة نزعات "نسبية" وشكية ترفض عقل الأنوار برمته، إما باسم الاختلاف أو باسم الطوبى أو التصوف(19).
تسقط النزعة الأولى (الوضعية) فيما يسميه هابرماس بـ "التعطيل"، إذ أنها تحول العقل من قوة تشريعية وطاقة ثورية، إلى مجرد حساب وتطبيق باسم "منطق الأشياء"، وباسم "الموضوعية" التي تحددها "الحواسيب"(20). وتسقط النزعة الثانية (الشكية) في التناقض، لأنها تدعو إلى نبذ العقل الحداثي الذي هو من منظورها "قمعي" في جوهره، ودليلها في ذلك ما انتهى إليه القرن العشرون من كوارث، ولكنها تتناسى، من منظور هابرماس، أنها تعتمد العقل ذاته في نقد هذا العقل "القمعي"، وأنها بانتصارها للاعقل، تفتح باب القمع والتطرف على مصراعيه، فالقمع والتطرف لا يحضران إلا حيث يغيب نور العقل.

العقل إذن هو العمدة عند هابرماس، هو أساس النظرية الاجتماعية (مجتمع التواصل) والسياسية (الديمقراطية الحوارية)؛ وهو السلاح الأقوى في مواجهة النزعات اللاعقلانية، فلسفية كانت أو علموية. والحقيقة أن هذا الإيمان العميق بالعقل لا يفتر عن الرجل قط، بل نحن نجده يزداد مع تقدم مشروعه، وهذا ما يتبدى بوضوح في أعماله المتأخرة، خصوصا نص droit et démocratie » « الذي هو محاولة جريئة لتأسيس عقل عملي معاصر، يكون أساسا "أخلاقيا" يحكم العملية التواصلية في المجتمع. ولعل هذا الطموح المعلن هو الذي دفع بعض الدارسين إلى نعته بـ"المثالية"و بـ"الكانطي الجديد" التي تعود أصول فلسفته إلى الميتافيزيقا الألمانية (21).
التواصل والحجاج :
تحصل لدينا مما سبق أن المشروع الأساسي لهابرماس فيما يتعلق بمفهوم العقل هو تجديد دلالته وذلك بتحويله من عقل أداتي كلياني، كما شخصه فيبر، إلى عقل حواري تواصلي قائم على "الاتفاق" (consensus) الذي يصوغه المجال العمومي.
ما الذي يعنيه هابرماس بالتواصل ؟
ورد في مقدمة "التقنية والعلم كإديولوجيا" التعريف التالي:
"التواصل هو التفاعل الرمزي الذي يتحقق بين شخصين فاعلين على الأقل ويكون مستندا إلى معايير التداول " (22).
يتحدد التواصل بحسب هذا التعريف باعتباره تفاعلا بينيا (intersubjectivité ) غايته خلق تفاهم في إطار اجتماعي محدد بين ذاتين فأكثر، والسند في فعل التواصل هذا يكون هو معايير المشروعية والتفاهم كما يحددها العقل. التواصل بهذا المعنى هو التبادل اللغوي والبرهاني الذي يتحقق في المجال العمومي، وذلك بالاحتكام إلى ضوابط أخلاقية ومنطقية متوافق عليها تضبط منهجه وغاياته. ولهذا فلا يمكن فصل التواصل عن مفهوم جوهري آخر هو الحجاج (argumentation).
لا يحصل التواصل من منظور هابرماس، إلا متى ما كان مستقلا بذاته، أي متى استغنى عن الاستنادات الخارجية التي يمكن أن تغري لتعضيد الرأي،. فالتواصل الحق هو ذلك الذي لا يستند في إنتاجه للحقيقة وفي تأسيسه للمشروعية إلا على فعل التبادل البرهاني، لهذا فإدعاء الصلاحية ينبغي أن يكون تعليلا عقليا وليس استقواء مذهبيا أو سلطويا(23) بحيث يكون الحجاج في المحصلة هو العملية التي من خلالها "تنوي إقناع مستمع كوني" (24) باعتماد "حجج مترابطة منظمة (….)غايتها تحصيل الإجماع والاتفاق، إذ أن قوة حجة ما داخل سياق معين تتحدد بمدى" قدرتها على إقناع (جميع) الفاعلين في عملية التواصل"(25).
يأخذ التواصل، وبناء على هذا التحديد، دلالتين على الأقل، أولاهما معرفية: حيث لا تصبح الحقيقة مفهوما جوهريا متعاليا يدرك في "استقلاله" وتعاليه الميتافيزيقي، بل اشتغالا تفاعليا تواصليا يتحقق في المناقشة والحجاج، وفي هذا الأمر تجاوز للطرح المثالي التقليدي لمسألة الحقيقية ونزوع نحو تناول أكثر براغماتية و"تاريخية"؛ وثانيتهما سياسية: إذ أن المعيار في تحديد الاختيارات العامة وتدبير المصير التاريخي يصير موكولا إلى المجال العام وإلى التفاعل الذي يحصل بين العناصر المكونة للمجتمع الواحد، وفي هذا الأمر تجاوز للطرح التقليدي لمفهوم الديمقراطية القائم على اعتبارها مجموعة من الاختيارات السياسية "النظرية" التي تعمل جماعة ما على تطبيقها في فضاء اجتماعي وتاريخي افتراضي. على أنه ينبغي الانتباه إلى طبيعة هذا العقل و المشروع الذي نؤسس له حين نعمد إلى التواصل، فالعقل التواصلي هش في جوهره وقابل لأن يتحول في أية لحظة إلى عقل قمعي أداتي كلياني، فلا ينبغي أن ننسى بأن مبرر العقل التواصلي أصلا هو كونه بديلا عن العقل الأداتي، وهو العقل الذي رأى فيه فيبر "قدر" الحداثة. لا يعني هذا الأمر الاستبعاد التام للتصور الأداتي في الفعل الإنساني، بل التمييز بين الأداتي والغائي في هذا الفعل، إذ أن هابرماس، وكما قدمنا في البدء، يميز بين نوعين من الفعل العقلاني : استراتيجي قائم على التسخير والاستخدام لأغراض منفعية؛ وتفاعلي قائم على التذاوت، وإن كان النوع الأول هو الذي يناسب العلاقة التي تقوم بين الإنسان والأشياء، كما هي في الطبيعة، فإن الثاني هو الأنسب للعلاقة التي تقوم بين الإنسان والإنسان في إطار فضاء عمومي معين. هذا التمييز من منظور هابرماس هو ما لم يستطع أي من الفلاسفة المعاصرين الذين اهتموا بموضوع الحداثة أن يحصلوه، من ماركس إلى ماركوز، إذ أن جميع هؤلاء أخذوا العقل باعتباره استراتيجيا فقط؛ أي أنهم لم يعتبروا فيه غير الجانب الكمي العملي. وهذا هو السبب الذي جعلهم جميعا لا يفهمون العقل الحداثي إلا باعتباره قوة قمعية قهرية، فاختلفوا حوله ما بين مدافع عنه، وهو يعتقد بذلك أنه يدافع عن الحداثة برمتها، وما بين ناقد رافض له، وهو ما يضطر معه إلى رفض الحداثة في مجملها.(26)
***
لم يكن تصور كهذا ليثير، بين الفلاسفة وعلماء الاجتماع المعاصرين، إلا ما أثاره من انتقادات وردود فعل، انتقادات توزعت بين من اعتبر أن الرجل" كانط" جديد، يؤسس لمعمارية فكرية وقيمية متوافقة وأسئلة زمن العالم الذي نحيى فيه، بعد أن استنفدت المعمارية الكنطية ذاتها، وبين من عده محض "نزعة صورية لسانية" تسعى لصورنة ما لا يقبل الصورنة ( بورديو)، وبين من يعتبر فكره مجرد خطاب أخلاقوي، فج ينسى شروط إمكانه كخطاب، وهو لهذا لا يرقى إلى أن يكون فلسفة (دولوز)؛ غير أن تناول هذه الردود والانتقادات يحتاج لجهد آخر.
هوامش التقديم:
من (1)-......حتى الى ....(9) اودينة سالم، فلسفة التداوليات وأخلاقيات النقاش عند يورغن هابرماس، ملخص مذكرة لنيل درجة الماجيستير في الفلسفة، تحت اشراف د. لخضر مدبوح، جامعة منتوري قسنطينة- الجزائر - سنة 2008/2009.م.
10- الفلسفة المعاصرة
http://www.profvb.com/vb/t861.html
11 - المقال نفسه
12 - المقال نفسه
هوامش المقال:
*- Yves Sintomer « La Démocratie impossible? Politique et modernité chez Weber et Habermas » , Edition la decouverte ; paris 1999 , p : 140.
1- Stéphane HABER, « HABERMAS et la Sociologie », Première édition, PUF, p. 95, 1998.
- 2 أنظر في هذا الصدد مقدمة كتابJay, Martin., « L’imagination Dialectique », Ed. Payot Paris, 1977.
3- ibid
4 - RIVELAYGUE (J) : « HABERMAS et le maintien de la sociologie », Archives de philosophie n° 46. 1986.
في هذا السياق يدخل السجال الذي فتحه هابرماس مع "هانز ألبير" تتمة للسجال الذي كان قد فتحه أستاذه" ثيودور أدورنو" مع أستاذ البير "كارل بوبر"
5 - أنظر أيضا الصفحة 28-29 من مقدمة كتاب :
« La technique et la Science comme idéologie », Gallimard. Paris. 1973.
6 - « HABERMAS et la sociologie », op. cité : p. 27.
7 - إضافة إلى التحليل النفسي : أنظر الفصل 12 من « Connaissance et Intérêt »، المعنون ب :
« Psychanalyse et Théorie de Société », Ed. Gallimard, P. 305-331, 1976.
8- نظر الصفحات 302/309. من نص :
« Après MARX », Ed. Fayard, Paris, 1985.
9- « HABERMAS et la Sociologie », op. cité, p10.
10 - « Théorie de l’agir communicationnel », p.10. cité in : « école de Frankfurt », Assoun. P.L, Ed. PUF, 1998, p. 93. 11 - « HABERMAS et la Sociologie », op. cité, p10. 12 - « Théorie de l’agir communicationnel », p.10. cité in : « école de Frankfurt », Assoun. P.L, Ed. PUF, 1998, p. 93. 13 - « HABERMAS et la Sociologie », op. cité, p10. 14 - « Théorie de l’agir communicationnel », p.10. cité in : « école de Frankfurt », Assoun. P.L, Ed. PUF, 1998, p. 93.
15 - « La Démocratie impossible », op.cité p : 102-103 / p : 83-84.
يمكن هنا استحضار نصين يمثلان لذلك هما نص "التقنية والعلم باعتبارهما ايديولوجيا"، ثم "الخطاب الفلسفي للحداثة".
16 - « discours philosophique de la modernité »op cité, chapitre 16
17 - بالمعنى الكانطي للكلمة ، أي ما لا يشتق أساسه من التجربة.
18 - يمثل نص "المعرفة والمصلحة" "Connaissance et Intérêt" ونص "التقنية والعلم كإيديولوجيا "
« La Technique et la Science comme idéologie”
أهم النصوص التي حاور فيها هابرماس هذا الاتجاه.
19 - يمثل نص "الخطاب الفلسفي للحداثة "Discours philosophique de la modernité" ونص "الفكر بعد الميتافيزيقي، "La pensée post métaphysique" أهم النصوص التي حاور فيها هابرماس هدا الاتجاه.
20- « La technique et la Science comme idéologie », ibid, p : 92.
21- RAWLS, John : « Débat sur la justice politique » Référence, p : 51.
Voir aussi ROCHMORE, (T) : « De l’intérêt à la raison », p : 447 - 448.
22 - « La technique et la science comme idéologie », op.cité p : 22.
23– « Raison et légitimité ». P : 176. 24 – ماريا كارينو، " خطابات الحداثة" ، ترجمة عز الدين الخطابي وإدريس كثير، دار ما بعد الحداثة، فاس، 2001 : ص 142
25- "خطابات الحداثة" : ص 142.
26- Jean Grondin : « Rationalité et agir communicationnel chez HABERMAS», Revues : Critiques, n°464, 465, 1986. p : 43

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مها
عضو نشيط


القيمة الأصلية

البلد :
لبنان

عدد المساهمات :
22

نقاط :
32

تاريخ التسجيل :
29/07/2012

الموقع :
shokor_maha@hotmail.com

المهنة :
teacher


يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: يورغن هابرماس: عقل الحداثة ووعد السعادة   يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2012-08-27, 13:05

gamiiiiiiiiiil:)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بلال موقاي
نائب المدير
نائب المدير
بلال موقاي

وسام الإداري المميز

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1216

نقاط :
1939

تاريخ التسجيل :
28/04/2012

الموقع :
https://twitter.com/mougay13

المهنة :
جامعة معسكر، الجزائر


يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: يورغن هابرماس: عقل الحداثة ووعد السعادة   يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2012-08-27, 16:22

يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة 902102 يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة 390140 يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة 390140 يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة 902102
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نضال رضا
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
5

نقاط :
5

تاريخ التسجيل :
26/10/2013


يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: يورغن هابرماس: عقل الحداثة ووعد السعادة   يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2014-01-01, 20:19

موضوع ممتاز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بلال موقاي
نائب المدير
نائب المدير
بلال موقاي

وسام الإداري المميز

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1216

نقاط :
1939

تاريخ التسجيل :
28/04/2012

الموقع :
https://twitter.com/mougay13

المهنة :
جامعة معسكر، الجزائر


يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: يورغن هابرماس: عقل الحداثة ووعد السعادة   يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة I_icon_minitime2014-01-02, 18:01

يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة 463596 يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة 463596 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

يورغن هابرماس: عقل الحداثة ووعد السعادة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» فلسفة التداوليات الصورية واخلاقيات النقاش عند يورغن هابرماس... رسالة ماجستيرفي الفلسفة
» حول التداولية
» الحداثة وما بعد الحداثة في سجالات المفكرين العرب عن مجلة الثورة ( يومية سياسية )
» كارل أوتو آبل: التفكير مع هابرماس ضد هابرماس
» مفاتيح السعادة بين يديك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  :: منتديات الفلسفة والمنطق (جديد) :: منتدى فلسفة اللغة-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


يورغن هابرماس:  عقل الحداثة ووعد السعادة 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
النص اللسانيات ظاهرة ننجز بلال البخاري الأشياء المعاصر الخطاب محمد مدخل موقاي النحو مبادئ الحذف العربي التداولية النقد كتاب اللغة العربية على قواعد مجلة الخيام اسماعيل


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشئ منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع