إدماج التكنولوجيات الحديثة في تعليمية الفلسفة .
اعداد:أوبليل حميدي............................تحيات بــلال موڨــاي
أهداف المشروع :
1- ترسيخ ثقافة استعمال التكنولوجيات الحديثة وتثبيتها في ممارسات أستاذ الفلسفة وكذا، المشرفين عليه ؛
2- تمكين الأساتذة والمفتشين من آليات إدماج التكنولوجيات الحديثة في تعليمية الفلسفة ؛
3- اقتراح نماذج إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في تعليمية الفلسفة (نماذج دروس نظرية؛ نماذج ممارسة المقال الفلسفي؛ نماذج ممارسة النصوص الفلسفية + نماذج ندوات وملتقيات تكوينية ..) .
مدخل:
• تشكل "التقنيات الحديثة للمعلومات والاتصال"، حاليا، أهم الوسائل التي يمكن أن تعمل على الدفع بتعليمنا خطوات كبيرة إلى الأمام، وتفتح أمامنا آفاق رحبة لبلورة تصورات جديدة يمكن أن تساهم في تقليص الهوة بين مادة الفلسفة وقدرة المتعلمين على استيعابها (من خلال الطرق التقليدية التي لازلنا نستعملها). إن القدرة الهائلة للاستعمال الخصب والمتعدد لهذه التقنيات، في جميع مجالات الحياة، يجعلها قابلة للتوظيف في جميع المواد التعليمية وجميع الوضعيات التربوية والبيداغوجية، ويجعلها تستحق – بحق - أن تحمل اسم "التقنيات الحديثة للتربية" Les Nouvelles Technologies de l'Education .
• وفوق هذا وذاك، فإن هذه التقنيات تعمل على صقل كثير من المواهب، وتجعل الفرد يكشف في ذاته عن مواهب كامنة، بل إنها تساعده على الانفتاح عن إمكانات جديدة للخلق والابتكار. وكي يتضح الخط العام الذي يحدو الرغبة في بلوغ الهدف سنعمل على مقاربة المسألة من خلال النقاط الآتية :
1- الحاجة إلى إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في الفعل التربوي :
* محدودية الطرائق التعليمية التقليدية؛
* ضرورة التغيّر ومسايرة التطوّر؛
* إلزامية إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في الفعل التعليمي/ التعلمي ؛
* مفهوم إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال؛
* أهداف إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال ؛
* شروط نجاح عملية إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال؛
* التوظيف الايجابي لتكنولوجيا الإعلام والاتصال (المتعلّم؛ الأستاذ؛ المفتش)؛
* طرق إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال؛
* البرمجيات المساعدة على إدماج التكنولوجيات الحديثة في تعليمية الفلسفة .
2- نماذج إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في تعليمية الفلسفة :
3-اقتراحات :
أولا: الحاجة إلى إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في الفعل التربوي :
1- محدودية الطرائق التعليمية المعتمدة:
• إن النظام التعليمي التقليدي، يرى أن التدريس يعتمد أساسا على وسائل بيداغوجية تنحصر في سبورة، كتاب مدرسي، مطبوعات، مختبرات (بمفهومها التقليدي) ، وقد يلجأ الكثير من الأساتذة إلى الإملاء . إنّه نظام يؤدي إلى تثبيط الاجتهاد وقمع روح التنافس وتغييب المتفوقين من المتعلمين، وذلك لأن الفكر ليس تجميعا لمعلومات؛ إنه قبل كل شيء، حركة مستمرة في إعادة تنظيم هذه المعلومات تبعا لمتطلبات واقع الشخص ومحيطه وما يقتضيه هذا المحيط من كفاءات.
• يواجه النظام التعليمي التقليدي مشكلات منها :
• الانفجار المعلوماتي الهائل وما يترتب عليه من متاهات معرفية وتشعب في التعليم ؛
• القصور في مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ، فالمدرس ملزم بإنهاء كم من المعلومات في وقت محدّد (حصة واحدة مثلا)، مما قد لا يمكّن بعض المتعلمين من اكتساب الكفاءات اللازمة ..
إذن ، ما العمل ؟
2- ضرورة التغيّر ومسايرة التطوّر:
وفي هذا الإطار ، فإن نظم التربية والتعليم تجد نفسها أمام أمرين: - إما مسايرة حتمية التغيّر والتطوّر مسايرة واعية، وهذا بقصد التأقلم مع متطلبات الحياة المتجدّدة . وإما الوقوف موقف المتفرّج، وهو الأمر الذي يهيئ أسباب الفشل والتخلف ويتلف أسباب التكيف .
3- إلزامية إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال:
إن ثورة المعلومات، والتدفق العلمي، والانترنت، والتكنولوجيا الحديثة بعامة تفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفاعلية لنلحق بركب هذه الثورة . لأن من يفقد في هذا السباق العلمي والمعلوماتي مكانته، لن يفقد فحسب صدارته، ولكنه يفقد قبل ذلك إرادته ووجوده، إذ أنّ الفجوة بينه وبين التكنولوجيا ستكون كبيرة جدا. إن الأمر يحتم علينا مواجهة هذا التحدي، وتلك الثورة المعلوماتية، والتعامل مع معطياتها، لتمكين أبنائنا من العيش مواكبين لكل ما يحدث في هذا القرن من متغيرات، وكذلك التعامل مع آليات العصر الحديثة، واستثمار الوقت الاستثمار الجديد النافع، والقدرة على التكييف في الظروف المحيطة .
لذا، بات من اللازم إعادة النظر في أساليب التدريس التقليدية وتجاوزها والأخذ من ثمة، بالأساليب الجديدة التي تثير الفهم والاستقصاء في التعلّم الذاتي وتجعل من المعلّم (موجها مشرفا ينظم عملية التعليم والتعلّم في ضوء استخدام وظيفي للتقنيات المتطورة، ومنها إدخال الحاسوب إلى قاعة الدرس لما يتميز به من كفاءة عالية في اقتراح طريقة تعتمد على المشاهدة والاستقراء والعمل وتنمية الميولات والاتجاهات .
4- مفهوم إدماج تكنولوجا الإعلام والاتصال :
- استعمال الحاسوب كأداة للتصرف الإداري في المؤسسة التربوية .
- استعماله كأداة للاتصال: بين الإدارة والمعلّم ؛ بين الإدارة والمتعلّم ؛ بين الإدارة والولي؛ بين الولي والمعلّم .
- استعمال التقنيات الحديثة للمعلومات والاتصال كوسيلة للتّعلّم
- استعمالها كأداة للاتصال: بين المعلّم والمتعلّم؛ بين المعلّم والمعلّم ؛ بين المتعلّم والمتعلّم؛ بين المعلّم والمعلومة؛ بين المتعلّم والمعلومة ..
• فإدماج تكنولوجيات الإعلام والاتصال معناه الاشتغال على بناء سلوكات ومهارات وكفاءات، وإكساب مفاهيم ومبادئ وطرائق تفكير وعمل تعين المتعلّم على فهم منطق التعامل مع هذه التكنولوجيات وتيسّر انخراطه في منظومة التكنولوجيات الرقميّة.
5- أهداف إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال:
توفير وسائل إيضاح إضافية (الوسائط المتعدّدة: النص والصورة والصوت...) ؛ تحمّل التلميذ بعض المسؤولية: * في تحصيله المعرفة * في تقييمه ذاته ، فيكتسب المتعلّم ثقته في ذاته وينمي كفاءته في البحث والنقد ؛ يكشف في ذاته عن مواهب ويتفتح على إمكانات جديدة للخلق والابتكار؛ يتعاون مع الآخرين في الحصة وخارجها بروح الفريق، فيبحث عن الخبر ، يفهمه، ويقدّره ، ويستثمره؛ ويتكيف ايجابيا مع متطلبات العصر، فيرتقى إلى الفكر العالمي .
توفير ظروف العمل الجماعي: داخل القسم الواحد؛ بين أقسام المؤسسة التربوية الواحدة؛ بين جهات مختلفة .
تلوين أشكال التكوين بما يوفر فرص التّكوين المستمرّ للأستاذ ويفعّل قيمة التكوين مدى الحياة (التكوين عن بعد – المدارس والجامعات الافتراضية...) ومساعدة المعلّم على مواكبة النظرة التربوية الحديثة التي تعد المتعلّم محور العملية التعليمية التعلّمية
6- التوظيف الإيجابيّ لتكنولوجيا الإعلام والاتصال:
أ) على مستوى المتعلّم: إنّ دور المربّي يتمثّل في مساعدة المتعلّم على:
أن يرفع كلّ غربة بينه وبين هذه التكنولوجيات، ويدمجها ضمن بساطة التعامل اليومي مع الآخرين ومع الأشياء؛ أن يستعمل المتعلّم هذه التكنولوجيات في البحث عن المعلومات وفي تنويع مصادرها وفي انتقاء المناسب منها؛ أن يحسن استغلال البرمجيات والتطبيقات؛ أن يعوّل على هذه التكنولوجيات في حلّ الصعوبات ويُفعلّها في مختلف المشاريع ومختلف ميادين التعلم؛ أن يستغل هذه التكنولوجيات في تفعيل قيمة التعلّم مدى الحياة وفي التصدّي للمتجدّد من الصّعوبات والمشاكل . أن يبحث عن المعلومة على الإنترنيت والأقراص المدمجة؛ أن ينتج وثائق كالصّور والرّسومات؛ أن يوظف جهاز الكمبيوتر بالطريقة الصّحيحة؛ أن ينخرط في العمل الجماعي ويتبادل الوثائق والبحوث عن طريق البريد الإلكتروني؛ أن يمكنّ المعلّم تلميذه من تـنمية قوة ملاحظته واستكشاف الشيء الملاحظ بكل جزيئاته.
ب) على مستوى الأستاذ:
يتعرف على التقنيات التعليمية المتنوعة؛ يستخدم الوسائل التقنية الضرورية المتوفرة في البيئة لتحسين العملية التعليمية التعلُّمية؛ يكوّن اتجاهات إيجابية لدى المتعلمين نحو التقنيات التعليمية؛ ينتج الوسائل التعليمية المناسبة لموضوعات اختصاصه؛ يعلّم طلابه كيفية استخدام الوسائل التقنية في عمليتي التعليم والتعلّم؛ يهيئ شروط التدريس لكي يتعلم الطالب بنفسه؛ يستخدم عناصر التقنيات الالكترونية المختلفة في عملية التعليم والتعلم؛ يطبق أشكال التعليم والتعلم بالحاسوب في القسم؛ يقوِّم التقنية المختارة لعملية التعليم والتعلم؛ يصمِّم دروساً وأنشطة بتقنيات تعليمية متعددة ومنوعة.
ج) على مستوى المفتش:
رقمنة المقاطعة التفتيشية ؛ تأطير العمليات التّكوينيّة ( الندوات، الملتقيات، الأيام الدّراسيّة)؛ تنظيم أعمال المكتب؛ التّواصل مع الهيئات المشرفة عليه ؛ نقل التّعليمات والتّوجيهات إلى الأساتذة من أجل القيام بوظائفهم في الميدان؛ تزويد الأساتذة بالمستجدات التّربويّة في التّوّ والحين؛ مساعدتهم على تجاوز الصّعوبات التي تعترضهم في التّدريس؛ إمدادهم بالوثائق والسّندات التي يحتاجون إليها.
7- طرق إدماج التكنولوجيا الحديثة في تعليمية الفلسفة :
يُمكِن تقسيم الوظائف التي تؤديها ((التقنيات الحديثة)) في تدريس الفلسفة، إلى الدور الذي تؤديه الوسائط المتعدّدة في برمجيات العرض، والوسائط التفاعلية على الأقراص المضغوطة والانترنيت .
Ø إنّ التقنيات الحديثة تمكن أستاذ الفلسفة من: التنويع في تحضير دروسه حسب المستويات الإدراكية للتلميذ؛ توظيف الصورة والصوت. ومن ثمة، يستطيع المدرس أن يضطلع – داخل الحصة وخارجها - بدوره كمنشط وموجه ومحفز، بل وكباحث .
Ø يستغل أستاذ الفلسفة تكنولوجيا الإعلام والاتصال من خلال :
الشرائح الرقمية ((Les Diapositives )): تعتبر من أهم الوسائل التي يمكن أن يدمجها الأستاذ في طريقة التدريس ، ويمكنه أن ينتجها بنفسه من خلال برمجيات أشهرها PowerPoint ، فهي تتيح للمدرس :
- أن ينشئ درسا تفاعليا يستغني فيه عن الكثير من الوظائف التقليدية ، كتسجيل عناصر الدرس على السبورة مثلا أو اللجوء إلى الإملاء . ويضيف إلى عرضه نصوصا أو صورا، ومقاطع صوتية، ومقاطع فيديو .
- إنّ الشرائح الرقمية قابلة للنسخ على الأقراص المرنة وعلى الأقراص المضغوطة ، والطبع والنشر على شبكة الانترنيت وشبكة الانترانيت . أما الأقراص المضغوطة، فهي تثري الدرس، كوسائل مكملة، فيتم استثمارها كموسوعات، أو تسجيلات صوتية، أو على شكل دروس ومحاضرات مستنسخة (من الانترنيت) يعد الانترنيت أكثر الوسائل استعمالا بين التلاميذ، لكنها من أسوئها استغلالا . وهنا يأتي دور المربي لتفعيل هذه الوسيلة لكي تضطلع بدورها التربوي والبيداغوجي كأن : ينشر دروسه على شبكة الانترنيت؛ يستغلها، كوسيلة لإغناء الدروس وتعليم التلميذ تقنية البحث على هذه الشبكة؛ يدلّ تلاميذه على مواقع جادة وجيّدة تغني معارفهم وتكسبهم مهارات جديدة؛ يشجع فيهم روح الإبداع والمبادرة، فينتجون وينشرون أعمالهم (كمجلة القسم مثلا)؛ يتواصل مع التلاميذ أو المدرسين الآخرين .
8- البرمجيات المساعدة على إدماج التكنولوجيات الحديثة في تعليمية الفلسفة: ( برنام =Bernam = برامج معلوماتية ) : 1. برنام WORD لتحرير النصوص وإنجاز الملفات والوثائق بما فيها النصوص والصور؛
2. برنام EXCEL لإنجاز المعدلات والرسوم البيانية والجداول الإحصائية؛
3.برنام PowerPoint لإعداد وتقديم عروض تحتوي على الصوت والصورة الثابتة والمتحركة والأفلام؛
4.برنام PUBLISHER لإنجاز صفحات الويب على الشبكة وإعداد المطويات وإنجاز البحوث؛
5. برنام INFO-PATH لإعداد التقارير والطلبات والتقاويم والاستمارات؛
6.برنام FRONTPAGE لإعداد صفحات الويب والملفات ذات الروابط التشعبية؛ و بإمكان الأستاذ أن يستثمر الموارد المتوفرة على شبكة الإنترنيت (دور الأستاذ أساسي في تبين مدى سلامة ما سيستعمله منها، مع الحرص على موافقتها للبرامج).
كيف يعدّ الأستاذ درسا بإدماج تقنية الإعلام والاتصال ؟
تخطيط الأنشطة في اتجاهين: اتجاه بيداغوجي يراعي خصوصيات المادة واتجاه أفقي يسعى إلى تطوير كفاءات المتعلّمين على استعمال تقنية المعلومات والاتصال.
تصوّر الأنشطة: حسب أنواع الوضعيات البيداغوجية المختلفة. حسب مقتضيات المشروع (بيداغوجيا المشروع) في إطار الدعم لاستقلال التلميذ وتنمية روح البحث والعمل الجماعي لديه، وعبر منطق تتضافر فيه المواد ولا تتدافع .
ثانيا: نماذج إدماج التكنولوجيات الحديثة في تعليمية الفلسفة:
ولنا في ذلك عدة نماذج بتقنية (PowerPoint): 1) نماذج ممارسة الدرس الفلسفي وما يرتبط به من أنشطة المادة (المقال الفلسفي؛ النص الفلسفي؛ الإنتاج؛ العروض؛ مشروع بحث) ، وهذه النماذج خاصة بالأستاذ .
2) ونماذج تنشيط ملتقيات تتناول تعليمية الفلسفة ، وهي خاصة بالمفتش .
ثالثا: اقتراحات :
1) تهيئة شروط نجاح عملية إدماج التكنولوجيات الحديثة في تعليمية الفلسفة :
Ø انخراط كلّ أطراف العمليّة التربوية في عملية الإدماج ؛
Ø توفير الفضاءات: في الثانويات: مختبر الإعلام الآلي + فضاء الانترنيت ...؛
Ø إنشاء شبكة الانترانيت قصد ربط مؤسسات التعليم الثانوي وتفعيل رقمنة المدرسة الجزائرية ؛ بناء شبكة محلية عابرة للمواد في كلّ ثانوية مع أستاذ منسق أو أستاذين؛
Ø تكوين الأساتذة في مجال استعمال تكنولوجيا الإعلام والاتصال؛
Ø إنتاج محتويات بيداغوجية رقمية: صالحة للاستغلال داخل القسم، حسب حاجة المعلّم والمتعلّم.
2) إنشاء خلية بحث تربوي تتألف من مفتشي المادة وأساتذتها تحت إشراف منسق وطني (شريطة تمرس أعضاء الخلية وكذا، منسقها من الإعلام الآلي وبرمجياته) على أن تتكفّل هذه الخلية بإنتاج محتويات بيداغوجية رقمية: صالحة للاستغلال داخل القسم، حسب حاجة المعلّم والمتعلّم .
3) إنشاء مواقع ومنتديات تربوية تتكفّل بتعليمية الفلسفة .
منقول: المصدر
تحيات بــلال موڨــاي