أختي وصديقتي الغاليه نجاة ( نجّاك الله يا حبيبتي من كل ألم ) خاصة ألم الفراق أعجبني الموضوع كثيرا وسأكتب لك رأيي وما أشعر به تجاه الفراق ..
تلك الكلمة التي لا أحب النطق بها وهي مرادفة للوداع الذي طالما كتبت فيه أنني أكرهه وأكره حروفه
من منا يحب الفراق ؟ ومن منا يسعد به ؟

ولقد ناحَ في الغُصونِ حمامٌ
فشجَاني حنينُهُ والنَّحيبُ
باتَ يشكُو فِراقَ إلفٍ بَعيدٍ
وَينادِي أَنا الوحيدُ الغريبُ
ياحمامَ الغصونِ لو كنتَ مثلي
عاشقاً لم يرُقكَ غُصْنٌ رَطيبُ
فاتركِ الوجدَ والهوى لمحبٍ
قلبُهُ قدْ أَذَابَهُ التَّعْذِيبُ
كلُّ يومٍ لهُ عتابٌ معَ الدَّهر
وأَمْرٌ يَحارُ فيهِ اللَّبيبُ
وَبلايا ما تنقضي ورزايا
مالها منْ نهاية وخطوبُ
(عنترة بن شداد)

لكن أرى أن هذا الفراق قدر علينا نحن البشر وأراه من سنن هذه الدنيا التي لا ولن تكتمل ذات يوم لان الكمال والخلود لله وحده ،والكمال في حياة خالدة هو في الآخرة أيضاً يوم نقف جميعا أمام الرحيم الجبار ،فإما خلود في الجنة وإما في النار والعياذ بالله ..
غاليتي : نحن لا نحب الفراق ولا نتمناه ابداً ما حيينا لكن الفراق انواع كثيرة منها فراق الحبيب وفراق الأهل وفراق الصديق وكلها من القسوة بمكان
سأقول لك شيء : ليس أقسى عليّ من فراق اغلى وأعز ما في الوجود ( أمي ) كم كنت أدعو الله دوماً أن يكون أجلي قبل أجلها فهي الروح التي توهبني الحياة ، بل كانت الحياة بأكملها بالنسبة لي .. وهاهي تودعني لأنه قضاء الله
ما اقسى فراقها وما أشد الألم ، لكنني تقبلته ليس بوسعي سوى ان أتقبله لأن الله كتب لنا هذا الفراق وعلى أمل اللقاء في جنات النعيم .... لا شيء يدوم في هذه الدنيا

لكل اجتماع من خليلين فرقَةٌ
وكل الذي دون الممات قليل
وإن افتقادي واحدا بعد واحد
دليلٌ على ألَّا يدوم خليل
(على بن ابى طالب)

يأخذنا الحنين لمن نحب ،،، ويستثار فينا الوجع كل وقت ،،، ونذرف الدموع عليهم ،،، لكن لطف الله بنا ورحمته واسعة
وتسألي يا أختاه / هل فارقتم يوما شخصا عزيزا على قلوبكـم وأنتم مُجبرين على فعل ذلك؟؟ طبعاً هناك من فارقناه مجبرين كي تستمر الحياة وقد يكون قرارنا نحن كي لا تتأزم الامور أكثر فأكثر فنؤثر الفراق ...
وهناك من فارقنا وكم تمسكنا به لكنه آثر الفراق ( فـ الله يسهل له طريقه إذن )!!
وهل قد نرى الحبيب ذات لقاء وبعد ألف سنة ونقول له من أنت ؟؟؟ لا أظن ذلك ، سنذكره ولكن (سنبتسم ) وليس كما كنا في السابق ( نبكي )!!
هو الفراقُ فماذا تأمرين إذنْ؟
أنوحُ؟أصمتُ؟أجري عنك؟أتّئدُ؟
هل التقينا؟أم الأوهام تعبثُ بي؟
أين التقينا؟متى؟ ألسبتُ؟ألأحدُ؟
وهل مشينا معاً؟ في أيّ أمسيةٍ؟
في أي ثانيةٍ أودى بها الأبدُ؟
وهل همستِ"حبيبي!"أم سَمعتُ صدى
من عالم الجنِّ لم يهمس به أحدُ
(غازي القصيبي)

علينا ان نسير قدماً في الحياة إذا لم يكن بإرادتنا فنحن مضطرين لفعل هذا من اجل الاستمرار في هذه الحياة ونسأل الله الصبر والثبات وانشراح الصدر ويظل الحنين لا ينتهي بل يقل مع مرور الوقت ...
اللهم لا تحرم أحداً من حبيبه وخليله وأهله وصديقه آمين
محبتي