علي الطاهر
مشرف عام
وسام النشاط :
وسام المبدع :
البلد : ليبيا
عدد المساهمات : 173
نقاط : 245
تاريخ التسجيل : 04/03/2010
المهنة : محاضر مساعد
 |  موضوع: الكون العام والكون الخاص:  2010-03-24, 00:31 | |
| الكون العام والكون الخاص:
ينقسم الحدث الذي تتعلق به شبه الجملة إلى قسمين : الكون العام ، والكون الخاص ، ولكل نوعٍ منهما حالاته الخاصة به من حيث الذكر والحذف وجوباً أو جوازاً .
أ- الكون العام :-
يعد الكون العام الوجود العام والمطلق ، ويسمى الكون المطلق ، كالاستقرار والحصول والوجود ، وجاءت تسميته " العام " من عموميته ؛ أي عدم اشتماله على الأفعال الخاصة كالأكل والمشي والجلوس وما إلى ذلك ، ولا يخلو منه وقت من الأوقات ( 1 ) ، ويجب حذف الكون العام ، ولا يجوز إظهاره ، ويقدر بالاستقرار أو الوجود أو بـ " كائن " نحو : " زيدٌ في الدار " والتقدير : " زيد كائنٌ في الدار" أو " زيد مستقرٌ في الدار " ، أما في قوله تعالى : ( فلمَّا رآهُ مسْتقِرَّاً عنده ) (2) فليس بمعناه العام ؛ أي ليس كوناً عاماً مذكوراً بل هو كون خاص بمعنى الاستقرار على وجهٍ مخصوص .
ب - الكون الخاص :-
ويسمى الكون المقيد ، وهو الوجود المقيد بصفة خاصة كالقيام والجلوس والأكل ، وما إلى ذلك من أفعال الحياة العامة ، وجوده
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - شرح قطر الندى وبل الصدى :ابن هشام ص111
2 - النمل 40
|
|
علي الطاهر
مشرف عام
وسام النشاط :
وسام المبدع :
البلد : ليبيا
عدد المساهمات : 173
نقاط : 245
تاريخ التسجيل : 04/03/2010
المهنة : محاضر مساعد
| | موضوع: رد: الكون العام والكون الخاص: 2010-03-24, 00:33 | |
| أما من حيث في الجملة فهو واجب الذكر ؛ لأنه إذا ما حذف فليس هنالك ما يدل عليه ؛ لذا لا يجوز حذفه ، أما إذا وجدت قرينة تدل عليه فيجوز حذفه ، كما في قوله تعالى : ( الحرُ بالحرِّ والعبدُ بالعبدِ ) (1) والتقدير الحر مقتولٌ بالحر ، والعبدُ مقتولٌ بالعبد (2). فالأصل في الكون الخاص أن يذكر ليـكون نصاً علــى المراد به ؛ نحــو قولـه تعالى : ( فأخرجنا منه خَضِراً نخرج منهُ حبَّاً متَرَاكِبَا ) (3) .
و نحو قول زهير : (4) ( الطويل )
غَدَتْ بِسلاحٍ مثله يُتَّقَى بِهِ ويُؤمَنُ جَأشُ الخَائفِ المُتَوَحِّدِ
وقوله أيضاَ : (5) ( البسيط)
يخرُجْنَ من شَرَباتٍ ماؤُها طَحِلٌ على الجُذُوعِ يخفنَ الغمَّ والغَرَقَا
يجب ذكر الأحداث التي وردت في الشواهد السابقة وهي : " أخرجنا ، نخرج ، غدت ، يتقى ، يخرجن ، طحل " ؛ لأنه ليس في أشباه الجُمَلِ : " منهُ ، منهُ ، بسلاح ، به ، من شربات ، على الجذوع " ما يدل على تلك الأحداث إذا لم تذكر بنفسها .
أما الكون العام المطلق فإن كل جملة تتضمن معناه وتدل عليه ؛ ولذا كان حذفه وهي موجودة سائغاً للاختصار وإقامة البيان .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 - البقرة 178
2 - شبه الجملة : سوزان فهمي ص20
3 - الأنعام 99
4 - شرح ديوان زهير بن أبي سلمى : صنعة ثعلب ، ص 225
5 - المرجع نفسه 40
|
|
