د/ عصام عبدالرحيم عارف عضو شرف
البلد : مصر عدد المساهمات : 275 نقاط : 390 تاريخ التسجيل : 01/05/2011 المهنة : عضو هيئة تدريس
| موضوع: من عيوب القافية: السناد 2012-03-18, 19:03 | |
| من عيوب القافية: السناد وهو اختلاف ما يجب أن يراعى قبل الرويّ من الحروف والحركات , وهو خمسة أنواع : سناد الردف – سناد التأسيس – سناد الإشباع – سناد الحذو – سناد التوجيه . ونلاحظ أن نوعين منها يتعلقان بالحروف , وثلاثة تتعلق بالحركات : أولا : سناد الردف : وهو اختلاف القافية بالردف وعدمه , أي : تكون قافية مردوفة , وأخرى غير مردوفة , نحو قول حسان بن ثابت : إذا كنت في حاجةٍ مُرْسِلاً ** فأرْسِلْ حكيماً ولا تُوصِهِ وإنْ بابُ أمر عليكَ الْتَوَى ** فشاورْ لبيباً ولا تُقْصِـهِ فالقافية في البيت الأول (تُوصِهِي) مردوفه , وفي الثاني (تُقْصِهِي) غير مردوفة , وهذا عيب يسمى : سناد الردف . ثانيا : سناد التأسيس : وهو اختلاف القافية بالتأسيس وعدمه , أي : تكون قافية مؤسسة , وأخرى غير مؤسسة , نحو قول العجاج : يادارَ ميَّةَ اسْلمِي ثُمَّ اسْلمِي بسمسمٍ أوْ عَنْ يمينِ سمْسمِ فخندفٌ هامةُ هذا العالـمِ فهذه ثلاثة أبيات من مشطور الرجز , وقد جاءت القافية في البيتين الأولين غير مؤسسة , وجاءت في البيت الثالث مؤسسة (عَالمِي) , وهذا عيب يسمى : سناد التأسيس . ثالثا : سناد الإشباع : وهو اختلاف حركة الدخيل ، نحو : وكُنا كغُصنيْ بانةٍ ليس واحدٌ ** يزول على الحالات عن رأي واحِد تبدَّل لي خـلٌّ فخاللْتُ غَيْرَهُ ** وخلَّيْتُـــهُ لمَّا أراد تباعُــدِي فالدخيل في البيت الأول – وهو الحاء – حركته الكسرة , وفي البيت الثاني – وهو العين – حركته الضمة , ومثل هذا العيب يسمى : سناد الإشباع ، ونحو : يا نخْلُ ذاتُ السِّدرِ والجـداوِلِ تطاوَلي ما شئتِ أن تطـاوَلِي فالدخيل في البيت الأول – وهو الواو- محرك بالكسر , وفي البيت الثاني – وهو أيضا الواو – محرك بالفتح , وهذا سناد الإشباع . رابعا : سناد الحذو : وهو اختلاف حركة الحرف الذي قبل الردف بفتح مع ضم أو كسر, فإن كان الاختلاف بين ضم وكسر لم يكن عيبا . ومن الأمثلة قول عمرو بن كلثوم : علينـا كـل سابغـة دلاص** ترى فوق النطاق لها غُصونا إذا وضعت على الأبطال يوما ** رأيت لها جلود القوم جُونا كأن غصونهن متـون غـدر ** تصفقها الرياح إذا جَريْنـا وتحملنا غداة الروع جـرد ** عرفنا لنا نقائذ وابتلينــا فحركة ما قبل الردف في البيتين الأول والثاني : الضم , وحركة ما قبل الردف في البيت الثالث الفتح , واختلاف الحذو بضم وفتح يسمى : سناد الحذو . وحركة ما قبل الردف في البيت الرابع الكسر , وهو بالنسبة للبيت الذي قبله يعد عيبا لأنه اختلاف بين فتح وكسر , ولكن بالنسبة للبيتين : الأول والثاني لا يعد عيبا لأنه اختلاف بين ضم وكسر . خامسا : سناد التوجيه : وهو اختلاف حركة ما قبل الرويّ المقيد – أي: اختلاف التوجيه – وفي سناد التوجيه ثلاثة مذاهب : أ – مذهب الأخفش : وفيه يرى أن سناد التوجيه ليس بعيب , وتابعه في ذلك ابن القطاع وابن الحاجب , لأن الشاعر يوجههُ كما يشاء من الحركات ولذا سمي بالتوجيه .
ب- مذهب كراع : وفيه يرى أن يجوز الجمع بين الضمة والفتحة , ولا يجوز الجمع بين الكسرة والضمة , أو الكسرة والفتحة . ج – مذهب الخليل : وفيه يرى أنه يجوز الجمع بين الضمة والكسرة , ولا يجوز الجمع بين الفتحة والضمة , أو الفتحة والكسرة . ومن الأمثلة قول الشاعر : ليت هندا أنجزتنا ما تعـدْ ** وشفت أنفسنا ممـا نجـدْ واسْتبدَّتْ مـرة واحـدة ** إنما العاجز من لا يستبـدّ زَعَموها سألت جارتهـا ** ....... ذات يـوم تبتـردْ أكما ينعتنـي تبصرننـي ** عمركن الله أم لا يقتصـدْ فتضاحكن وقد قلن لهـا ** حسنٌ في كل عين من تودّ حسد حملنه من أجلهـا ** وقديما كان في الناس الحسدْ كلما قلت : متى ميعادنا ** ضحكت هندٌ وقالت بعدَ غدْ فحركة ما قبل الرويّ المقيد في الأبيات الأربعة الأولى الكسر , وفي الأبيات الثلاثة التالية الفتح , وهذه المخالفة بين الكسر والفتح ليس بعيب عند الأخفش , ولكنها عيب عند الخليل وكراع . ومن الأمثلة قول أبي العتاهية : رُبَّ يأْسٍ قد نَفَى منك المنـى ** فاستراح القلبُ منها وسَكَنْ ساهـلِ الناس إذا ما غضبوا ** وإذا عزَّ صديقـوك فَهُـنْ فحركة ما قبل الرويّ في البيت الأول الفتح , وفي البيت الثاني الضم , والمخالفة بين الفتح والضم ليس بعيب عند الأخفش ولا عند كراع , ولكنه عيب عند الخليل . |
|