إلى آخر امرأة فينيقية
عمار زعبل الزريقي

اعتصر لذة الصمت
والليل والكتابة
أمخر عباب الغياب
أؤبجد الوقت لصالحك
لصالح ملايين الحروف المتطايرة
أمامي بلا سكون
أتدركين ذلك
أتدركين ألوان
شعرك المتكوم خلف أوردتي
وشراييني....
أتدركين أمطارك المسائية الملونة
وخفقات تربتي السهلة لك
ولنقشك الفينيقي
ولحزنك الفارسي
المثقل بالكرامات
والمزارات الروحية....
أترك لك كل ذلك
وأعبث بخصلات الليل عبثاً
طقساً لا أحضره كثيراً
إلا وأنت تتوهجين سماءً
أدرك كنهها
بأنك لا تنطفئين الآن
تنامين متوهجة
ثملة ببهار أقداري
وأسراري الفرعونية
المنسابة على سريرك اللازوردي
........
حلماً....
هذياناً.....
وصراخاً من قار المغارات المسكونة
على خدود قارتي الماهولة بالمطر
والنساء
وأحلام الأطفال
أتركك تشعرين لوهلة أنك وحيدة
ارتحلت بلا حدود
غابت بك النجوم المكتظة
اكتظاظ صفحتك "الفيسبوكية"
صفحتك .....
التي تهيبت سكناها
دهراً من الثواني
وولجتها على حين غرة
من الميكروثوان
غازلت فيها روحك وأنفاسك
وأنوثتك الغائرة
في جسدك المثخن بالطفولة
والحنين المقدس
الموغل بالكرامة
....
بعثرت أسئلتي
لعبت كأطفال الشوارع
لم أكتب تعليقاً
لم أبد إعجاباً
كنت مبهوراً.... مشدوهاً
أصنع عالماً لي وللزائرين
الباحثين عن نون النسوة وتاء التأنيث
وغسيل الأطباق
ومساحيق التجميل وأغلفة الهدايا والكتب الملونة
سالمت لم أعلن تمردي
تركتك توقعين حضوري
وحضور أسفاري
واشعار كنت أكنزها
لينتهي الصيف
وتنتهي الغيمات المثقلات بتعبي وتعبك
وينتهي العالم
وتبقين شاهدة على انصهاري العاري
انشطاري...
تطايري اللانهائي
للفراغ
للبكاء
......
الذوبان
أتدركين ذلك
يا آخر النساء
وأنت طافية في الغيم
كالعذراء على قوس قزح
واختراقه العظيم
أتدركين الليل وصراخ طفلك الصغير
تهدهدين همسك... وبقايا عطرك
وبقاياي
وبقايا أثداء الليل
وأحلام لم تنته
عنك
عن امرأة
قصيدة
رصيف وطن
عن سلام عابر ورذاذ مطر

بالفعل كلمات رائعة ومتميزة، وإحساس يبحثر كل شيء؛ بل يخفي كل شيء، فلم نكد نفيق من ثمالة النص السابق إذا بقدح جديد من أقداح النصوص يهرول إلينا، عبثاً ندفعه بعيداً فلا نستطيع، إنها الشهوة العارمة الغالبة، فلن تفيق منها أبداً ما حييت.


لضيق المقام، أشير إلى كيفية قراءة النص المتميز/
الدلالة العارمة فيه؛ هي دلالة الإلغاء؛ المحو، تنصهر المفردات في بوتقة واحدة، ثم يتلاعب بها الشاعر، فيمحوها، ولتعميق الفكرة أكثر أشير للرابط التالي بين الأسطر ( أترك لك كل ذلك ) ، والسؤال هو/ ماذا بعد الترك؟؟؟
سؤال مفخخ، ومليئ بالعقبات للإجابة عليه.


وتحياتي لك، لربما في مناسبة قادمة، الأيام مزدحمة، واليالي قصيرة، فما عساي أفعل في تهاويم الزمان؟

أخي العزيز عمّار
أحييك و أحيي أرض اليمن السعيد
هنيئاً لهذه الفينيقية التي فازت بكلماتك و تعبيراتك الجميلة
نص يستحق من التقدير ما يستحق
فلله درّك
أخوك عبد السلام كنعان - سوريا

للاخوين الناقدين الجميلين كل الحب
يصفاء الروح وتألق الجمالات المنبعثة قرأت ردكما
الحميدي مشروع ناقد سيحلق في سماء العربية بفرادة الجزيرة وعنفوان صحرائها شكراً لك أيها الجميل
ولكنعان أخصك وشام البطولة بتحايا عبقة... كل الود لك

عمار الزريقي كتب:

الحميدي مشروع ناقد سيحلق في سماء العربية بفرادة الجزيرة وعنفوان صحرائها شكراً لك أيها الجميل

هَل أحمرُّ، أم أصفَرُّ، أم أزرَقُّ؟
شُكراً لِثنائِكَ العالي أيها الغالي
أينَ كُنتَ؟
أوما زِلتَ إلى اليومِ هُنا؟
تَأخرتَ كَثيراً في العُبورِ، لَعلَّ المَانِعَ خَيراً.

عبارات مذهلة... تقطر بالروعة
نسج بديع ...فاق الدهشة
وكلمات راقية تتبتل في في معبد الجمال
شكراً سيدي لأنك أسقيتنا رحيق القصيد
رائع ما قرأت هنا
دمت مبدعاً