منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك الكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة الكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة الكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 الكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا ت: حسن المودن

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد صغير نبيل
عضو شرف
عضو شرف
محمد صغير نبيل

وسام النشاط :
وسام النشاط

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
204

نقاط :
476

تاريخ التسجيل :
16/05/2010

الموقع :
الجزائر


الكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  Empty
مُساهمةموضوع: الكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا ت: حسن المودن    الكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  I_icon_minitime2011-02-21, 23:56

الكلمة والحوار والرواية
تأليف: جوليا كرستيفا



النص المترجم
إذا كانت فعالية المقاربة العلمية في مجال العلوم الإنسانية موضوع جدال على الدوام، فالمثير أن ينتقل هذا الجدال لأول مرة إلى مستوى البنيات المدروسة نفسها التي تتعلق بمنطق آخر غير المنطق العلمي، سيتعلق الأمر بهذا المنطق اللغوي (أو بالأحرى بمنطق اللغة الشعرية) الذي يعود "للكتابة" (أفكر الآن في ذلك الأدب الذي يجعل من صياغة المعنى الشعري كوحدة دينامية أمراً ملموساً) الفضل في إبرازه، وهكذا تُمنَح إمكانيتان للسيميائية الأدبية: الصمت والامتناع، أو بذل مجهود أكبر لتشييد نموذج مُشاكل لهذا المنطق الآخر، أي لبناء المعنى الشعري الذي يوجد اليوم في مركز اهتمام السيميائيات.
إن الشكلانية الروسية التي يغترف منها اليوم التحليل البنيوي قد وجدت نفسها أمام بديل مماثل عندما تدخلت أسباب خارج –أدبية وخارج- علمية لتضع حدّاً لدراساتها. ومع ذلك توبعت الأبحاث لترى النور بعدئذ مع تحليلات ميخائيل باختين الذي يمثّل واحداً من الأحداث الأكثر بروزاً وواحدة من المحاولات الأكثر قوة لتجاوز هذه المدرسة، فبعيداً عن الصرامة التقنية للسانيين، وبنهج كتابة اندفاعية، بل تنبؤية في بعض اللحظات، عرض باختين لمشاكل جوهرية هي التي تواجهها اليوم الدراسة البنيوية للمحكي، وهي التي تجعل من قراءة النصوص التي درسها قبل أربعين عاماً تقريباً قراءةً معاصرة. ولأن باختين كاتب قَدْرَ ما هو "عَالِم"، فقد كان أحد الأوائل الذين استبدلوا التقطيع السكوني للنصوص بنموذج لا توجد فيه البنية الأدبية، بل فيه تتكون في علاقة ببنية أخرى. وهذه الدينامية البنيوية ليست ممكنة إلا انطلاقاً من تصور تبعاً له لن تكون "الكلمة الأدبية" نقطة (معنى ثابت)، بل تقاطع مساحات نصية، وحواراً بين عدة كتابات: للكاتب، وللمتلقي (أو للشخصية) وللسياق الثقافي الراهن أو السابق.
وبوضع مفهوم الوضع الاعتباري للكلمة كأصغر وحدة في البنية، حصر باختين النص داخل التاريخ وداخل المجتمع، منظوراً إليهما على أنهما نصّان يقرأهما الكاتب وينصهر فيهما عند إعادة كتابتهما. هكذا تتحول الدياكرونية إلى سانكرونية وعلى ضوء هذا التحول يظهر التاريخ الخطي على أنه تجريد: والطريقة الوحيدة التي يمكن بها للكاتب أن يشارك في التاريخ هي إذن اختراق هذا التجريد بواسطة كتابة –قراءة يعني بواسطة الاشتغال على بنية دالة في علاقة أو تعارض مع بنية أخرى، والتاريخ والأخلاق يُكتبان ويُقرآن من خلال البنية التحتية للنصوص، وبهذا تسير الكلمة الشعرية المتعددة المستويات والمتعددة التحديدات وفق منطق يتجاوز منطق الخطاب المقنّن ولا يتحقق نهائياً إلاّ على هامش الثقافة الرسمية، وإذن في الكرنفال سيبحث باختين عن جذور هذا المنطق كأول باحث تصدى لهذه الدراسة، فالخطاب الكرنفالي يكسر قواعد اللغة التي يراقبها علم النحو، وعلم الدلالة، وبهذا الفعل نفسه ينتصب معارضة اجتماعية وسياسية. والأمر لا يتعلق بالتوازن بل التطابق بين معارضة الشفرة اللغوية الرسمية ومعارضة القانون الرسمي.
الكلمة في فضاء النصوص:
إن تأسيس وضع اعتباري خاص بالكلمة في مختلف الأجناس
(أو النصوص)، باعتبارها دالاً على مختلف أنماط الإدراك (الأدبي)، يضع التحليل الشعري اليوم في المنطقة الحساسة للعلوم "الإنسانية": أي في نقطة تقاطع اللغة (الممارسة الواقعية للفكر(2) ) والفضاء (الحجم الذي تتشكل فيه الدلالة بالوصل بين الاختلافات)، فدراسة الوضع الاعتباري للكلمة تعني دراسة ترابطات الكلمة (كمركب دلالي) بالكلمات الأخرى للجملة، واستخراج نفس الوظائف (العلاقات) على مستوى ترابطات المتوالية الكبرى. وإزاء هذا التصور الفضائي للاشتغال الشعري للغة، سيكون من الضروري أن نحدّد أوّلاً الأبعاد الثلاثة للفضاء النصي الذي ستتحقق فيه مختلف عمليات المجموعات الدلالية والمتواليات الشعرية. وهذه الأبعاد الثلاثة هي: ذات الكتابة والمتلقي والنصوص الخارجية (ثلاثة عناصر في حوار). وبهذا يتحدد الوضع الاعتباري للكلمة(3):
أ) أفقياً : تنتمي الكلمة في النص إلى ذات الكتابة وإلى المتلقي في نفس الوقت.
ب) عمودياً : الكلمة في النص موجهة نحو المتن الأدبي السابق أو المتزامن.
لكن في العالم الخطابي للكتاب، يكون المتلقي نفسه مدرجاً باعتباره خطاباً فقط.
إنه يلتحق إذن بهذا الخطاب الآخر (هذا الكتاب الآخر) الذي بالنظر إليه يكتب الكاتب نصّه الخاص؛ بحيث يتلاقى المحور الأفقي (الذات –المتلقي) والمحور العمودي (النص- السياق) قصد الكشف عن عمل عظيم: إن الكلمة (النص) هي ملتقى كلمات (نصوص) حيث نقرأ على الأقل كلمة أخرى (نصاً)، ومع ذلك، فعند باختين، نجد هذين المحورين، اللذين يسميهما على التوالي حواراً وازدواجاً، غير مميَّزين بشكل واضح. لكن غياب هذه الصرامة هو بالأحرى اكتشاف كان باختين أول من أدرجه داخل النظرية الأدبية: يتأسس كل نص كفسيفساء من أقوال مستدعاة من نصوص أخرى، فكل نص هو امتصاص وتحويل لنص آخر. وهكذا يقوم مفهوم التناص مقام مفهوم التداوت، وتتم، على الأقل. قراءة اللغة الشعرية على أنها لغة مزدوجة.
هكذا يبدو الوضع الاعتباري للكلمة باعتبارها الوحدة الصغرى في النص أنه الوسيط الذي يعيد ربط النموذج البنيوي بالمحيط الثقافي (التاريخي)، ويبدو أيضاً أنه ضابط الانتقال من الدياكرونية إلى السانكرونية (في البنية الأدبية). فبواسطة مفهوم الوضع الاعتباري نفسه، تم وضع الكلمة في الفضاء: إنها تشتغل حسب ثلاثة أبعاد (الذات- المتلقي- السياق) كمجموعة من العناصر الدلالية في حوار أو كمجموعة من العناصر المزدوجة. وبناء عليه، فمهمة السيميائيات الأدبية هي إيجاد الأشكال المناسبة لمختلف أنماط تراكب الكلمات (المتواليات) في الفضاء الحواري للنصوص.
إن وصف الاشتغال النوعي للكلمات داخل مختلف الأجناس (أو النصوص) يتطلب إذن مقاربة عبر لسانية:
1) تصوراً للجنس الأدبي كنظام سيميولوجي غير خالص "يدل من اللغة لكنه لا يدل أبداً بدونها".
2) عملية قائمة على وحدات كبرى من الخطابات –الجمل، والردود، والحوارات، إلخ –دون أنت نتبع بالضرورة النموذج اللساني –يتمُّ إثباتها بمبدأ التوسع الدلالي. وبهذا يمكننا أن نضع ونبين فرضية مضمونها أن كل تطور للأجناس الأدبية هو تجسيد لا واع للبنيات اللغوية بمختلف مستوياتها. والرواية، على الأخص، هي التي تجسد الحوار اللغوي(4).
الكلمة والحوار
لقد كانت فكرة "الحوار اللغوي" من انشغالات الشكلانيين الروس، فهم يلحّون على الطابع الحواري للتواصل اللغوي(5) ويرون أن المنولوج، باعتباره "شكلاً جنينياً" للسان المشترك(6)، قد أتى بعد الحوار، وكان بعضهم يقوم بالتمييز بين الخطاب المنولوجي "كمعادلة لحالة نفسية"(7) وبين المحكي "كمحاكاة فنية للخطاب المنولوجي"(8). والدراسة المشهورة لاخنباوم حول معطف كوكول تنطلق من تصورات مماثلة. فإخنباوم يلاحظ أن نص كوكول يستند إلى شكل شفوي للسرد وإلى خصائصه اللغوية (النبرة، البناء التركيبي للخطاب الشفوي، القاموس الخاص، الخ). ولأنه بهذا يكون قد عيّن نمطين من السرد داخل المحكي، غير المباشر والمباشر، ودرس روابطهما، فإن اخنباوم لم يأخذ بعين الاعتبار أنه في أغلب الحالات يقوم كاتب المحكي، قبل الاستناد إلى خطاب شفوي، الاستناد إلى خطاب الآخر التي لا يعتبر الخطاب الشفوي بالنسبة إليه إلا نتيجة ثانوية (الآخر هو حامل الخطاب الشفوي(9)).
أما بالنسبة لباختين، فالتقسيم حوار –مونولوج له دلالة تتجاوز بشكل واسع المعنى العيني الذي استعمله به الشكلانيون، فهو لا يناسب التمييز بين المباشر –غير المباشر (مونولوج- حوار) في محكي أو مسرحية، لأن الحوار، عند باختين، يمكن أن يكون منولوجياً، وما يسمى مونولوجاً غالباً ما يكون حوارياً. فبالنسبة إليه، تحيل هذه المصطلحات إلى بنية لسانية تحتية دراستها واجبة على سيميائيات النصوص الأدبية التي لا ينبغي أن تكتفي لا بالمناهج اللسانية ولا بالمعطيات المنطقية، بل ينبغي أن تتأسس انطلاقاً منهما معاً. "إن اللسانيات تدرس اللسان في حد ذاته، تدرس منطقه النوعي ووحداته التي تجعل التواصل الحواري أمراً ممكناً، لكنها تقوم بتجريد الروابط الحوارية نفسها.. إن الروابط الحوارية لا يمكن اختزالها إطلاقاً إلى روابط المنطق والدلالة التي تفتقر، بنفسها، إلى اللحظة الحوارية، ينبغي أن تكسى هذه الروابط بالكلمات، وأن تصير تلفظات وتعابير بواسطة الكلمات ومواقف لمختلف الذوات، من أجل أن تظهر الروابط الحوارية من خلالها… فالروابط الحوارية هي حتماً مستحيلة بدون روابط المنطق والدلالة، لكنها لا تختزل في هذه الروابط، فهي ذات نوعية خاصة". (مشاكل شعرية دوستويفسكي Problemi poetiki Dostïevskovo).
ومع هذا الإلحاح على الاختلاف بين الروابط الحوارية والروابط اللسانية الخالصة، يشير باختين إلى أن الروابط التي ينبني على أساسها المحكي (المؤلّف –الشخصية؛ ويمكن أن نضيف ذات التلفظ –ذات الملفوظ) تكون ممكنة لأن الحوارية ملازمة للغة نفسها، ودون أن يفسر في ماذا يتجلى هذا المظهر المزدوج للسان، يسجل باختين أن "الحوار هو المنطقة الوحيدة الممكنة لحياة اللغة". ويمكننا اليوم أن نجد الروابط الحوارية في مستويات عديدة من اللغة: في الثنائية التركيبية: لسان/كلام، وفي أنظمة اللسان (العقد الجماعي، المونولوجي، وكذا كل نظام القيم المترابطة التي تتحين في الحوار مع الآخر) وفي تبادل الكلام ("التركيبي" بالضرورة، التي ليس إبداعاً خالصاً بل تأليف فردي قائم على أساس تبادل العلامات).
وفي مستوى آخر (يمكن مقارنته بمستوى الفضاء المزدوج للرواية) تمَّ حتى الكشف عن "الطابع المزدوج للغة": الطابع التركيبي (وهو يتحقق في المساحة، وفي الحضور وبالكناية) والطابع النسقي (وهو يتحقق في الاشتراك، وفي الغياب والاستعارة). سيكون مهمّاً أن نحلّل لسانياً التبادلات الحوارية بين محوري اللغة هذين كأساس للازدواج الروائي. ولنشر أيضاً إلى البنيات المزدوجة وتشابكاتها في روابط الشفرة/ الإرسالية (ر. جاكبسون، أبحاث في اللسانيات العامة، الفصل 9) التي تساعد أيضاً على ضبط الفكرة الباختينية عن الحوارية الملازمة للغة.
إن الخطاب الباختيني يشير إلى ما يقصده بنفنيست عندما يتحدث عن الخطاب، يعني "اللغة التي ينهض بها الفرد باعتبارها ممارسة"، أو لنقل، إذا شئنا استعمال عبارات باختين، أنه "من أجل أن تصير روابط الدلالة والمنطق روابط حوارية لابد لها من أن تتجسّد، يعني أن تدخل في منطقة وجود أخرى: أن تصير خطاباً، يعني ملفوظاً، وأن تحصل على مؤلّف، يعني ذات الملفوظ" (مشاكل شعرية دوستويفسكي Problemi poetiki Dostoïevskovo). لكن بالنسبة لباختين، المنحدر من روسيا الثورية المنشغلة بالمشاكل الاجتماعية، ليس الحوار لغة فقط تنهض بها الذات، بل هو كتابة نقرأ فيها الآخر (دون أية إشارة إلى فرويد). وهكذا فالحوارية الباختينية تحدّد الكتابة على أنها ذاتية وتواصلية في نفس الوقت؛ أو بتعبير أفضل، على أنها ذاتية وتواصلية في نفس الوقت، أو بتعبير أفضل، على أنها تناص، وإزاء هذه الحوارية، بدأ مفهوم "الشخص –ذات الكتابة" يختفي ليترك المكان لمفهوم آخر، مفهوم "ازدواج الكتابة".
الازدواج
نستتبع عبارة "الازدواج" إدراج تاريخ (المجتمع) داخل النص، وإدراج النص داخل التاريخ، فبالنسبة للكاتب هما معاً شيء واحد.
وعندما يتحدث باختين عن "طريقين يتلاقيان داخل المحكي"، فهو ينظر إلى الكتابة على أنها قراءة للمتن الأدبي السابق، وإلى النص على أنه امتصاص وردٌّ على نص آخر (تمت دراسة الرواية البوليفونية على أنها امتصاص للكرنفال، ودراسة الرواية المنولوجية على أنها طمس لهذه البنية الأدبية التي يسميها باختين، بحكم نزعته الحوارية، "بالمنيبة La ménipée"). وإذا انطلقنا من هذا المنظور، فالنص لا يمكن إدراكه بواسطة اللسانيات فقط، ولهذا يطالب باختين بضرورة علم يسميه عبر –اللسانيات الذي سيتمكن، بانطلاقه من حوارية اللغة، من فهم العلاقات التناصية، تلك العلاقات التي يسميها خطاب القرن 19 "بالقيمة الاجتماعية" أو "الرسالة" الأخلاقية للأدب. لقد أراد لوتريامون أن يكتب من أجل أخلاقية سامية. وفي ممارستها، تتحقق هذه الأخلاقية كازدواج للنصوص: إن "أغاني مالدورور" و "الأشعار" عبارة عن حوار متواصل مع المتن الأدبي السابق، ومناقشة متجددة للكتابة السابقة، وهكذا يظهر الحوار والازدواج على أنهما الطريقة الوحيدة التي تسمح للكاتب بالدخول إلى التاريخ ممارساً أخلاقية مزدوجة، أخلاقية النفي باعتباره إثباتاً.
يقود الحوار والازدواج إلى نتيجة مهمة: إن اللغة الشعرية في القضاء الداخلي للنص كما في فضاء النصوص لغة "مزدوجة". والباراغرام الشعري الذي يتحدث عنه سوسير (في "الأناغرامات") يمتد من صفر إلى اثنين:
ففي حقله لا وجود للـ "واحد" (أي: التعريف، "الحقيقة")، وهذا يعني أنه لا يمكن تطبيق مفهوم التعريف والتحديد وعلامة "="، ومفهوم العلامة نفسه الذي يفترض تقسيماً عمودياً (تراتبياً) إلى دال ومدلول على اللغة الشعرية كلاتناه من المزاوجات والتركيبات.
إن مفهوم العلامة (الدال –المدلول)، الناتج عن تجريد علمي (الهوية –الجوهر- السبب- الغاية، بنية الجملة الهندو أوربية)، يشير إلى تقطيع خطي عمودي قائم على التراتبية، أما مفهوم المزدوج، الناتج عن تفكير في اللغة الشعرية (اللاعلمية)، فهو يشير إلى "الصوغ الفضائي" والعلائقي للمتوالية الأدبية (اللغوية) ويستلزم أن تكون أصغر وحدة في اللغة الشعرية مزدوجة على الأقل (ليس بمعنى ثنائية الدال –المدلول، بل بمعنى الواحدة والأخرى)، كما يدفع إلى التفكير في اشتغال اللغة الشعرية كنموذج جدولي تتصرف فيه كل "وحدة" (من الآن فصاعداً لا يمكن استعمال هذه الكلمة إلا بوضعها بين مزدوجتين، بما أن كل وحدة مزدوجة) على أنها قمة متعددة التحديد، وهكذا سيكون المزدوج أصغر متوالية لهذه السيميائيات البارغراماتية التي بدأت تتكون انطلاقاً من سوسير (في "الأناغرامات") وباختين.
ودون أن نذهب إلى أقصى حدود هذا التفكير، سنؤكد فيما سيأتي على إحدى نتائجه: عدم قدرة نسق منطقي قائم على أساس صفر –واحد (خطأ –صحيح، لا شيء- ترقيم) على الأخذ بعين الاعتبار اشتغال اللغة الشعرية.
وبالفعل، فالمنهج العلمي منهج منطقي قائم على أساس الجملة الإغريقية (الهند – أوربية) التي تتألف من المسند إليه –المسند وتعمل بالتعريف والتحديد والسببية والمنطق الحديث من فريج Frege وبيانو Peano، إلى لوكاسيلفيج Lukasiewic وأكرمان Ackermann وشيرش Church، الذي يتطور من خلال أبعاده 0-1، بل وحتى منطق بول Boole الذي يقدم، لانطلاقه من نظرية المجموعات، تعقيدات أكثر مشاكلة لاشتغال اللغة، منطق بدون فعالية في منطق اللغة الشعرية حيث لا يكون الواحد 1 حدّاً.
وإذن لا يمكن وضع صوغ شكلاني للغة الشعرية بواسطة الطرق المنطقية (العلمية) الموجودة دون أن يتم تجريدها من طبيعتها، ولذلك فعلى السيميائيات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا ت: حسن المودن

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» السرد والرواية
» التواصل والحوار في الفلسفة
» جوليا كريستيفا علم النص
» تأويل الاستعارة تأليف: امبرتو إيكو
» جوليا كريستفا الكآبة: حزنٌ عذب .. انها حنين تلتقط اصداءه في الفن والأدب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: البلاغة والنقد-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


الكلمة والحوار والرواية تأليف: جوليا كرستيفا   ت: حسن المودن  561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
البخاري ظاهرة ننجز اللسانيات على العربي النحو المعاصر مدخل النص مبادئ الخطاب بلال الأشياء اللغة النقد موقاي مجلة كتاب الحذف محمد قواعد اسماعيل الخيام التداولية العربية


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع