معجزة ”آدم وعيسى“ عليهما السلام
بقلم: عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com
حاول أحد الملحدين أن يشكّك في خلق سيدنا آدم وسيدنا عيسى عليهما السلام، وقال إن القرآن ”كتاب أساطير“ وهذا ما يعتقده الملحدون بل ويحاولون إقناع المسلمين به، ولكن....
هل يترك الله هؤلاء دون أن يهيء لهم البراهين التي تقنعهم بصدق كلام الحقّ عز وجل؟ وهل الله عاجز عن وضع معجزات يراها كل البشر في كتابه المجيد؟
لنتأمل هذه الحقيقة الرقمية الرائعة...
لقد أنزل الله آية عظيمة يؤكد فيها أن خلق آدم يماثل خلق عيسى، بل إن خلق آدم مدهش جداً لأنه خُلق من تراب!! يقول تبارك وتعالى:
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
[الآية 59 من سورة آل عمران]
ولكن كيف نكتشف معجزة في هذه الآية ونحن اليوم لا يمكن أن نشاهد خلق سيدنا آدم أو سيدنا عيسى عليهما السلام؟ هذا ما دفعني لتأمل كلمات الآية والتدقيق جيداً في المعنى الذي تحمله.. فنظرت إلى الآية بطريقة ثانية.
الله تعالى يؤكد لنا أن (مَثَلَ عِيسَى) (كَمَثَلِ آَدَمَ) أي أن هناك تماثل في معجزة الخلق فهل من الممكن أن نجد تماثلاً رقمياً في ذكر اسم عيسى واسم آدم؟؟
هل من الممكن أن نرى معجزة مادية لا تقبل الشك وترد على أولئك المشككين وتثبت أن القرآن هو كلام الله تعالى؟
هذا ما بحثتُ عنه في كتاب الله عز وجل وهنا كانت المفاجأة...
تكرر اسم عيسى في القرآن كله
25 مرة
تكرر اسم آدم في القرآن كله
25 مرة
هل يمكن أن يكون هذا التماثل مجرد مصادفة؟
الآن نتأكد من هذه النتيجة
لنبحث عن الآيات التي ذُكر فيها اسم سيدنا (آدم) عليه السلام لنجدها كما في الجدول:
1- وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا
2- قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ
3- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ
4- وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
5- فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ
6- إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ
7- إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ
8- وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ
9- ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ
10- وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
11- يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا
12- يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ
13- يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
14- يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ
15- وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ
16- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ
17- وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ
18- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ
19- مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ
20- وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ
21- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ
22- فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ
23- فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ
24- وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى
25- يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ
الآن نتابع فنبحث عن الآيات التي ذُكر فيها اسم سيدنا (عيسى) عليه السلام لنجدها كما في الجدول:
1- وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ
2- وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى
3- وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ
4- اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
5- فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ
6- يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ
7- إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ
8- وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى
9- وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
10- وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ
11- إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ
12- وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى
13- عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
14- إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى
15- إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى
16- قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
17- وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى
18- وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى
19- ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
20- وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
21- إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى
22- وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ
23- وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
24- وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
25- كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
الآن وبعدما تأكدنا من الأعداد هناك شيء لفت انتباهي ألا وهو الآية السابعة ... انظروا معي إلى الآية السابعة هي ذاتها في ترتيب الاسمين الكريمين.
لنتأمل من جديد تكرار اسم (آدم) وتكرار اسم (عيسى) حسب الجدولين:
ونلاحظ بالتحديد الآية الكريمة في الرقم (7) في كلا الجدولين:
(((7- إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ)))
السؤال الذي حيَّرني: كيف يمكن أن يأتي عدد مرات ذكر آدم مماثلاً لعدد مرات اسم عيسى... والآية تؤكد على التماثل (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ) ثم يأتي ترتيب هذه الآية لتكون السابعة سواء في تكرار اسم آدم أو تكرار اسم عيسى...
والعجيب أن عدد كلمات هذه العبارة: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ)
هو سبع كلمات...
بالله عليكم ... هل يمكن للمصادفة أن تصنع هذا التطابق العجيب؟؟!...
والآن: لماذا وضع الله هذه الآية ليكون ترتيبها السابعة؟ هل هناك إشارات عددية تتعلق بهذا الرقم أي الرقم سبعة؟
إن التماثل يشمل عدد الأحرف أيضاً... ولكن كيف ذلك؟
لنتأمل هذه التناسقات السباعية الرائعة...
”عدد حروف (مَثَلَ عِيسَى) هو سبعة أحرف“
”عدد حروف (عند الله) هو سبعة أحرف“
”عدد حروف (كمثل آدم) هو سبعة أحرف“
”عدد حروف (ثم قال له) هو سبعة أحرف“
”عدد حروف (كن فيكون) هو سبعة أحرف“
هل هذه مصادفة أم إحكام إلهي؟!
”مرات تكرار كل اسم هو 25 مرة“
العدد 25 مجموع أرقامه هو سبعة!!
المجموع 5 + 2 = 7
أيضاً رقم هذه الآية هو 59 والمجموع هو مضاعفات الرقم سبعة:
المجموع 9 + 5 = 14 = 7 × 2
كذلك فإن عدد حروف اسم السورة (آل عمران) هو سبعة أحرف
هل هذا كل شيء... بالتأكيد لا! فلا زالت معجزات الآية مستمرة، والآن لنتأمل الآية التاسعة عشرة ...
إنها حقيقة رقمية جديدة تتجلى في تكرار هذين الاسمين الكريمين.
لنتأمل هذه الحقيقة الرقمية الرائعة...
لاحظوا معي أن الآية رقم 19 في كلا السلسلتين في الجدول جاءت في سورة مريم التي رقمها 19 أيضاً!!
(((19- مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ – ”سورة مريم رقمها 19“)))
(((19- ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ”سورة مريم رقمها 19“)))
سبحان الله!!!
الآن لنتأمل هذه اللوحة الهندسية الرائعة
ونسبح الله تعالى...
وأخيراً...
لنقف لحظة ونتساءل ... والخطاب لكل من يشك برسالة الإسلام وبصدق هذا القرآن:
هل يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يأتي بمثل هذه التناسقات الهندسية الرائعة وهو النبيّ الأميّ؟
هل كان النبي الأعظم متفرغاً للحسابات والأرقام، أم أنه كان يقود أمة بأكملها؟
وهل كان لديه حاسبات رقمية وعلم في الإحصاء والعدّ والرياضيات؟؟؟!
لا نملك إلا أن نقول كما قال تعالى:
وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [يونس: 53].
ندعوكم لزيارة الموقع الإلكتروني المجاني
www.KAHEEL7.com
حول مؤلف البحث
- المهندس عبد الدائم الكحيل هو باحث في إعجاز القرآن والسنَّة.
وهو من مواليد مدينة حمص – سورية – عام 1966 .
- وهو مكتشف البناء الرقمي السباعي في القرآن الكريم.
- مؤلّف لأكثر من عشرين كتاباً وثلاثين كتيّباً في إعجاز القرآن والسنة.
- لديه مئات المقالات والحوارات المنشورة على صحف عربية ومواقع إلكترونية متنوعة.
- من أعماله كتاب ”إشراقات الرقم سبعة“ الذي صدر عن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وهو أول مرجع محكّم يصدر عن هيئة علمية في مجال الإعجاز العددي.
- شارك في العديد من المؤتمرات العالمية والندوات العلمية حول إعجاز القرآن والسنة.
- لديه موقع على الإنترنت حول أسرار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويحوي أكثر من 1300 مادة علمية موثقة، وهي عبارة عن أبحاث ومقالات وصور وكتب... جميعها مجانية، ومتاحة للنشر.
- حصل موقع عبد الدائم الكحيل للإعجاز العلمي على جائزة الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية عام 2008.
- من أهدافه تبسيط علم ”الإعجاز“ وإيصاله لأوسع شريحة ممكنة، وتصحيح نظرة الآخرين للإسلام.
نرجو إرسال هذا البحث لأصدقائكم وأحبتكم في الله
يُرجى من الإخوة القُرّاء فتح الملف للاطلاع على البحث المُرفق حول موضوع:
(((معجزة آدم وعيسى -عليهما السلام-)))
هند