طال انتظاري

طَالَ انْتِظَارِي يَا حَبِيبِي والشَّجَى
قَـدْ سَاقَ قلبِي للعَـذَابِ جَائَرا

وتَرِفُّ رُوحِـي حِيْنَ أحْلمُ أنَّنـِي
سَأرَاكَ حَتْماً فِي المَسَا أو بَاكِرَا

آهٍ ، وآهٍ مـِنْ حَنِينِـي للقَــا
فِي مُهْجَتِي لَحْنٌ يَهُزُّ الخَاطِـرا

وَيَطِيرُ سمْـعِي إثْرَ كُلِّ إشَـارَةٍ
فلعَلهَا همْسُ الحـَبِيبُ الهَاجـِرَا

وَيَهُبُّ قلبـِي في مكَانـِه خَافِقَـاً
يُمْسِي كَرِيمَـاً فِي غِيَابِكَ عَـاذِرَا

وَأصَيرُ فِي رَوضِ الخَيَالِ فَرَاشَةٌ
ذبْلـى هِيَاماً فِي شَـذَاكَ العَاطِرَا

طَالَ انْتِظَارِي للِقـَـاءِ وَهَــدَّنِي
شَوقٌ إلِى مَرْآى عيونُكَ غَــامِرَا

وَتَلوكُنــِي مَنْ طُولِ هَجْرِكَ حِيْرَةٌ
تَغْتَالُنـِي وَتَظلُّ روحِـي آسِــرَا

يَقْتَاتُنِي في بُعْدِكَ الشَّـــكُ الَّـذِي
حَاطَ الجَوارِح والفُؤادَ حَاصَـــرَا

وطُيُورُ شَكِّــي فِي هَوَاكَ هَمُّهَــا
مَوَتُ الهَوَى وَالدَّمعُ يُصْبِح غَــازِرَا

تسْتَعْرِضُ الجُرْحَ القَدِيمَ تَقوُلُ لِـــي
عُبِّـــي بِكَأسِكِ قَدْ هَويْتِ غـَـادِرَا

عُبِّي جِرَاحَــاً مَا لهـَــا طِبٌّ وَلاَ
نَضُبَ الَّنزِيـــفَ بلْ يَظلُّ ثـَـائِرَا

لا تَسْجُنِي القَلبَ الَّذبِيـــــحَ كَأَنَكِ
نِلتِ الوَفَــــــاءَ وَللِوفَاءِ نَاظِرَه

كُفِّي دمُوعَكِ فَالهـَـــوَى أسطُورَةٌ
قَدْ عَافَهَا كفُّ الَّزمـَــــان وَحَوَّرَا

وَكَفَــاكِ آمـَـالاً سَقيتِ سَذاجـَـةً
فالحُــــبُّ وهمٌ في دِيارٍ قَافـِـرا

متن القصيدة :
طال انتظاري
1-طَالَ انْتِظَارِي يَا حَبِيبِي والشَّجَى=قَـدْ سَاقَ قلبِي للعَذَابِ جَائَرا
2-وتَرِفُّ رُوحِـي حِيْنَ أحْلمُ أنَّنـِي=سَأرَاكَ حَتْماً فِي المَسَا أو بَاكِرَا
3-آهٍ ، وآهٍ مـِنْ حَنِينِـي للّقَـا =فِي مُهْجَتِي لَحْنٌ يَهُزُّ الخَاطِـرا
4-وَيَطِيرُ سمْـعِي إثْرَ كُلِّ إشَـارَةٍ=فلعَلهَا همْسُ الحـَبِيبُ الهَاجـِرَا
5-وَيَهُبُّ قلبـِي في مكَانـِه خَافِقَـاً=يُمْسِي كَرِيمَـاً فِي غِيَابِكَ عَـاذِرَا
6-وَأصَيرُ فِي رَوضِ الخَيَالِ فَرَاشَةٌ=ذبْلـى هِيَاماً فِي شَـذَاكَ العَاطِرَا
7-طَالَ انْتِظَارِي للِقـَاءِ وَهَـدَّنِي =شَوقٌ إلِى مَرْآى عيونُكَ غَــامِرَا
8-وَتَلوكُنـِي مَنْ طُولِ هَجْرِكَ حِيْرَةٌ =تَغْتَالُنـِي وَتَظلُّ روحِـي آسِـرَا
9-يَقْتَاتُنِي في بُعْدِكَ الشَّـكُ الَّـذِي =حَاطَ الجَوارِح والفُؤادَ حَاصَـرَا
10-وطُيُورُ شَكِّـي فِي هَوَاكَ هَمُّهَـا=مَوَتُ الهَوَى وَالدَّمعُ يُصْبِح غَـازِرَا
11-تسْتَعْرِضُ الجُرْحَ القَدِيمَ تَقوُلُ لِي =عُبِّـي بِكَأسِكِ قَدْ هَويْتِ غـَادِرَا
12-عُبِّي جِرَاحَــاً مَا لهـَا طِبٌّ وَلاَ =نَضُبَ الَّنزِيـفَ بلْ يَظلُّ ثـَائِرَا
13-لا تَسْجُنِي القَلبَ الَّذبِيـحَ كَأَنَكِ =نِلتِ الوَفَـاءَ وَللِوفَاءِ نَاظِرَه
14-كُفِّي دمُوعَكِ فَالهـَوَى أسطُورَةٌ=قَدْ عَافَهَا كفُّ الَّزمـَـان وَحَوَّرَا
15-وَكَفَـاكِ آمـَالاً سَقيتِ سَذاجـَةً =فالحُـبُّ وهمٌ في دِيارٍ قَافـِرا


ملاحظات حولها :
نظرة تفصيلية
صاحب القصيدة يملك موهبةً جيّدة لا تزال في بدايتها ، لذلك يجب عليه المواصلة في الكتابة دائما و لا يدعها مهما يكن ، بالاعتماد على الحفظ الكثير للشعر العمودي ، و التحرّز ما أمكن بعلم النحو الوظيفي لتجنّب الأخطاء .
أمّا الحفظ الكثير فهو يُكسب صاحبَه ملَكَةً و يُذيبُ في خلَده أوزانَ ما استعمله العرب في شعرهم ، حتى تكونَ له قدرةُ النظم على منوالهم و لا يحيدَ عن ذلك إلى نظريات و قواعد علم العروض فإنّ هذا الأخير ما استُخرج إلا من ذاك .
لديْنا الأبيات:
البيت رقم 9 ــ حذف الحركة الثانية من التفعيلة الأخيرة .
و كذلك البيت 11 حذف الحركة نفسها .و كذلك البيت 13.
و 12 ــ حذف الحركة الثانية من التفعيلة الثانية و من الثالثة .
و 13ــ خُتم الشطر الأول بـ(كأنك) و لا بد أن يختم الشطر الأول في أيّ بيت بسكون ، و كاف الخطاب في (كأنك) لا تفي بذلك السكون لذلك لا نجد أي شعر يُختم شطره الأول بكاف الخطاب إلا إن كان حرف الرويّ في الأصل هو كاف الخطاب فيُؤتى به في ختام الشطر الأول من باب التصريع أي تشابه المصراعين أو الشطرين في القافية . أو كأنْ يلي كاف الخطاب الألف و اللام لكلمة أخرى تأتي تتمّة دون الفصل بين الشطرين فيكون البيت مدوّرا .و عدا ذلك لا يُختمُ المصراع الأول بكاف الخطاب .
و 14 ـ آخر البيت لفظة (حوَّرا) ، و هي مشتملةٌ على عيْب من عيوب القافية ، إذ أنّ الساكن ما قبل الأخير في القافية إذا كان ألِفًا (مثل : جائر، باكر ، خاطر ..) لا يجوز أبدا ترْكه في كلّ القصيدة و إلاّ كان عيْبا .
فالأبيات المذكورة فيها كسْرٌ للوزن ، الذي يتمثّل في بحر الكامل . مع أنه قد يوجد لها مخرجٌ فيما قعّدوه في علم العروض ، إلاّ أنّنا لو عرضنا الحذف الواقعَ في الوزن على ما نظمَه العربُ في بحر الكامل لوجدْنا الغالبية العُظمى لا تسْتعمِله ، بلْ لا يكون اسْتعمالُه إلا على وجْه الشذوذ .
أمّا النحو فهو ضروريّ جدّا لاجتناب الأخطاء التي قد لا يُتنبّه لها .
الأبيات : 4 و 6 و 7 و 13 و 15
4ــ الأصل : همسُ الحبيبِ الهاجرِ
6ــ الأصل : وَأصَيرُ فِي رَوضِ الخَيَالِ فَرَاشَةً=ذبْلى هَيَاماً فِي شَذَاك العَاطِرِ
7ــ شَوْقٌ إلِى مَرْآى عيونِك غَــامِرُ
13ــ نِلتِ الوَفَـاءَ وَللِوفَاءِ نَاظِرَه
15 ــ فالحُـبُّ وهمٌ في دِيارٍ قافره
الأبيات 4 . 6 .7 رويّها حركته مخالفة لحركة رويّ القصيدة المفتوح ، و لا نستطيع القول أن هذا من باب الضرورات أو الجوازات الشعرية ، لأن هاته الأخيرة لا تكون أبدا في حركات النحو الآن .
الأبيات 13 . 15 رويّها جاء مخالفا لنمط رويّ القصيدة بانتهائه بتاء التأنيث المربوطة التي صارت بالوقف هاء سكْت ، و لا نستطيع حذفها و إحلال الألف مكانها . مراعاة لتوافق التأنيث الذي يطلبه السياق .
بالإضافة إلى استعمال بعض الألفاظ من أمثال : آسر( التي استُعملت و هي يُراد بها معنى المأسور ، بمعنى استُعملَ اسم الفاعل بدل اسم المفعول ، و هذا و إنْ وُجِدَ في شعر العرب إلا أنه قليل جدا لا يكاد يُذكر ، و لذلك أنصح بالابتعاد أيضا عمّا قلّ في استعمال العربِ من ألفاظٍ أو تراكيبَ أو أوزان ) . و أيضا لفظة (غازر) و (عبي) و (حاط) واستعمال (تسجني) . و عدم توافق بعض الألفاظ فيما بينها (في نظري) مثل : (عَافَهَا كفُّ الَّزمـَـان) ، فلم أجد توافقا بين (عاف) و (كفّ) فلو قيل : (عافها نفسُ) ربما كان أليق .
هذا كلّ ما ألمسُه في هاته القصيدة من الناحية الشكلية عمومًا ، أمّا المعاني و التراكيب و تناسُقها فهو بابٌ و مجال وحده .

بيسان بعد كل ما قيل من شكر ونقد
لم يبقى لي سوى أن أقول : استمري على بركة الله
جميلة أنت
محبتي