السلام عليكم

ما هي الترجمة المناسبة لمصطلح corpus linguistic , وهل هناك تعريف اصطلاحي باللغة الانجليزية لهاذا المصطلح ؟؟؟ اي هل هناك مصدر انجليزي ؟
تحياتي ودمتم بخير

ثمة عدد من المحاولات لترجمة مصطلح corpus linguistics منها لسانيات المتون ولسانيات المدوّنة (أو المدوّنات) ولسانيات الذخائر ولسانيات المادة، ويبدو أن أفضل هذه المحاولات أولها لأن مصطلح المتن مصطلح معروف في تراثنا اللغوي وغيره، وهو يشير إلى المادة اللغوية التي تجمع للدراسة وإن أخذ بعد ذلك معنى آخر عند شراح الكتب حين أصبح يشير إلى الكتاب الأصلي المشروح، ولذا لا تستغرب إذا ما وجدت كتابا يشتمل على متن للمؤلف الأصلي، ثم شرح للمتن، ثم حاشية على الشرح.
أما المقصود بمصطلح corpus linguistics فهو ذلك الفرع من اللسانيات الذي يعنى بجمع المادة اللغوية لغرض وصفها وتحليلها ودراستها، وهو يقوم على منهج يرى أن ما يقوله المتكلمون السليقيون للغة المدروسة هو الحجة الحقيقية التي ينبغي الاحتكام إليها في دراسة اللغة، ولذلك اهتموا بجمع اللغة وتوسعوا في ذلك للحصول على نتائج موضوعية موثوقة، وقد كان تشومسكي يقلل من أهمية هذا المنهج؛ لأنه مهما توسّعنا في جمع اللغة فإن المتكلمين قادرون على أن يأتوا بجمل جديدة لم يسبق لأحد أن استعملها من قبل، ولذا فإن الاهتمام بحسب رأيه ينبغي أن ينصب على الدماغ البشري الذي ينتج تلك المادة اللغوية، وعلى خصيصة الإنتاجية التي عوّل عليها تشومسكي كثيرا، وعلى المتحدث المثالي الذي ينبغي أن يحتكم إليه، وليس متكلمي اللغة الواقعيين.
وشكرا لك أخي الودغيري على إثارة هذا الموضوع

السلام عليكم

بما انكم توقفتم عند ترجمة مناسبة و قلتم بلسانيات المتون او بمصطلح المتن فانني ارى ان مصطلح المتن اللغوي السائد في الدراسات اللسانية في المغرب, هو المناسب اذا طبعا وافقتم على هذه الترجمة , لان هناك فرق بين المتن اللساني و المتن اللغوي .في نفس الوقت أستبعد أيضا تلك المقابلات التي استبعدتموها ان اثارتي لهذا الموضوع جاء نتيجة اختلافي مع مجموعة اشخاص حول ليس فقط الترجمة و لكن حول الحمولة المعرفية للمصطلح و وقد لاحظانا في ردكم جزءا من ذلك الخلاف . فما نقوم بترجمته من الناحية العلمية ليس هو المصطلح او الجملة اللغوية ... الخ و انما البنية الدلالية للمصطلح او التركيب اللغوي المقصود ترجمته .
فحين قلتم أن corpus linguistic هو دلك الفرع من اللسانيات الذي يهتم بجمع المادة اللغوية لغرض الوصف و التحميل و الدراسة , فهل مقصودكم من ( فرع من اللسانيات ) هو منهج او نزعة او مدرسة ...لسانية ؟ أم شئ آخر و اذ التعريف هنا غير واضح. أما حين قلتم أن شومسكي قلل من اهمية هذا المنهج فهذا يدل على اننا امام منهج. فهل هذا المصطلح يدل على منهج في اللسانيات ؟؟ اذا كان ذلك صحيحا فما هي رؤية ذلك المنهج , ؟ و ما هي طريقته و منطلقاته العلمية و اهدافه ...؟
أما النقطة الثانية في تدخلكم فقولكم بان المتكلم قادر على تقديم جمل جديدة غير مسبوقة من حيث الاستعمال . فهل هذا يعني أنه انطلق في دلك من قواعد و معايير غريبة او خارجة عن لغته الام التي تعلمه و ينطق بها؟ و ما وجه الجدة في ذلك ؟
اذا كان الاسا س في الدراسة العلمية كما جاء في تدخلكم هو الدماغ البشري , او لنقل بتركيز العبارة منطقة الجهاز العصبي الخاص بانتاج و توليد اللغة فما الدي يميز المتحدث او المتكلم المثالي عن متحدث اللغة الواقعي ؟؟ و ما هي المعايير التي نستند اليها من اجل تحديد من هو ذلك المتحدث المثالي ؟؟ ومن هو المتحدث الواقعي ؟؟
أخيرا ما المقابل لدلك المصطلح في ذاته ؟هل ؟
لسانيات المتون؟
لسانيات المتن ؟
أم المتن اللغوي؟

تحياتي و تقديري

أهلا بك مرة أخرى أخ محمد
يبدو لي أن مصطلح لسانيات المتون أفضل من غيره من المحاولات الأخرى، ولكن لا ينبغي أن نتجاهل أهمية الترجمات الأخرى؛ ولاسيما تلك التي تحيل على بعض سمات هذا المفهوم، كما في مصطلحي "المدونة" و"الذخيرة" اللذين يوحيان بتعدد النصوص وبجمعها، وكلتا هاتين السمتين مقصود في المصطلح الأجنبي.
أما فيما يتعلق بسؤالك عن طبيعته، فهو أقرب إلى أن يكون منهجا منه إلى أي شيء آخر، مع أن اللسانيين قد يصفونه بأنه نظرية أو أنموذج أو حقل أو مجال من مجال اللسانيات. ومن الذين صرحوا بأنه منهج ليتش Leech.
وأما حدود هذا المنهج فهي غير واضحة المعالم وإن كانت معالجاته للمادة اللغوية تتقاطع مع اللسانيات الإدراكية، ولاسيما في العناية بالوحدات الأساسية للوصف والتحليل كالمورفيم والكلمة والقولة، كما أن التطورات التقنية الأخيرة أضافت بعدا آليا في معالجته، فأصبحت الإحصاءات أكثر دقة، وزادت العناية بمفاهيم التردد والورود والمصاحبة أو الاقتران.
أما أهدافه فتختلف باختلاف الباحثين واهتمامتهم، فمنهم من يعنى بالجانب البيداغوجي فيضع أهدافا تعليمية، ومنهم من يهتم بالجانب الحاسوبي فيضع أهدافا تجارية تسويقية أو علمية، ومنهم من يركز على الناحية النظرية فيهتم بالوصف والتفسير للتدليل على صحة نظرية أو وجهة نظر علمية معينة.
وأما سؤالك عن الفرق بين المتحدث المثالي والواقعي، فإن الأول افتراضي، وهو من تصورات اللساني نفسه الذي ينبغي أن يكون حجة في لغته كي يكون مؤهلا للتمييز بين العبارات الصحيحة لغويا وغيرها، وهو ينطلق عادة من صياغات افتراضية ثم يحكم عليها بحسه اللغوي، وأما المتحدث الواقعي فهو ليس واحدا عادة بل هو مجموعة كافية من المتحدثين السليقيين للغة المدروسة الذين ينظر إليهم على أنهم حجة في اللغة مهما تبين للغوي أن بعض ما يقولونه هو من قبيل الخطأ أو الانحراف اللغوي.
وأخيرا فإن هذه المسائل معقدة ومتشابكة ولا يمكن أن يسعها ما نملك من المكان والزمان في هذا المنتدى.
والسلام

دكتور محمد