أعلن أمس رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، الأمير خالد الفيصل أسماء الفائزين بالجائزة العالمية في فروعها الخمسة، حيث نالها في "خدمة الإسلام" رئيس وزراء تركيا رجب طيب إردوغان، وفي اللغة العربية والأدب فاز كل من: رئيس مجمع اللغة العربية بالجزائر البروفيسور عبدالرحمن الهواري الحاج صالح، مناصفة مع رئيس الدائرة العربية في الجامعة الأمريكية ببيروت البروفيسور رمزي منير بعلبكي، وتقاسمها في مجال الطب كل من: رئيس قسم جراحة العظام في جامعة بيرن بسويسرا البروفيسور الألماني رينهولد جانز، وأستاذي الأمراض الباطنة البروفيسورين الكنديين جين بيير بليتير، وجوان مارتل بليتير، وفي مجال العلوم تقاسم الجائزة كل من: البروفيسور الأمريكي إنريكو بومبيري، والبروفيسور الأسترالي تيرينس شاي شن تاو، بينما حجبت جائزة الدراسات الإسلامية وموضوعها "الدراسات التي تناولت الوقف عند المسلمين"، لعدم توافر متطلبات الفوز بالجائزة في الأعمال المرشحة.
وعن اختيار الفائزين لهذا العام وفق معايير جديدة، أوضح أنه لم يتم العمل بمعايير جديدة؛ موضحا أن النظام هو نفسه لم يتغير.
وكشف الأمير خالد عن موعد حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية على الفائزين الذين تم الإعلان عن أسمائهم مساء أمس، سيكون في شهر مارس -كعادته من كل عام- وفيما يتعلق بتوسيع فروع جائزة الملك فيصل العالمية، قال أن هيئة الجائزة لم تر توسيع ذلك حتى الآن. موضحا إمكانية منح الجائزة لفرد أو مؤسسة؛ حسب ما تراه الهيئة العلمية للجائزة.
وأشار الأمير خالد الفيصل في كلمة افتتاح مؤتمر الإعلان عن الفائزين إلى أن الجائزة وصلت إلى جميع أقطار العالم، قائلاً "ليس أدل على ذلك من كثرة الترشيحات الدولية للجائزة وخصوصا في حقلي العلوم والطب"، مؤكداً أن الجائزة "وصلت إلى مكانة تُحسد عليها من جوائز أخرى"، و"أن عدداً من الفائزين بجائزة نوبل قد فازوا قبلها بجائزة الملك فيصل العالمية"، مما دفع جمهور الحضور للتصفيق بحرارة.
ودعا الأمير خالد الفيصل اللجان العلمية للجائزة إلى ضرورة الاهتمام بالموضوعات المعاصرة أكثر من التاريخية. وبين أن جائزة الملك فيصل العالمية تقدم ما في وسعها لخدمة الجوائز الأخرى التي استحدثت في المملكة العربية السعودية.
وبشأن عقدة (الخواجة) في الإعلام العربي التي أطلقها سموه على الإعلام العربي العام الماضي، قال "إلى أن يتعدل فهو ساري المفعول".
وفي رده على سؤال لـ"الوطن" حول إمكانية أن تتبنى الجائزة منحاً دراسية في المستقبل، قال الأمير خالد الفيصل: "إذا رأت هيئة الجائزة ضرورة لعمل ذلك".
وكان الأمير خالد الفيصل قد وصل إلى موقع الحفل في مركز الخزامى بالرياض في تمام السابعة وعشرين دقيقة من مساء أمس وقام بمصافحة جميع الحاضرين في أماكنهم واحداً واحداً، حتى وصل إلى آخر بهو المركز، ثم عاد للوقوف في مدخل البهو مستقبلاً رواد الحفل ممن ووصلوا بعده، وظل واقفاً حتى موعد بداية موعد العشاء في الساعة الثامنة.
رجب طيب إردوغان
ولد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في 26 فبراير 1954 في حي قاسم باشا، وهو أحد الأحياء الفقيرة بمدينة إسطنبول التركية، وتلقى تعليمه الابتدائي ثم التحق بمدرسة الأئمة والخطباء الدينية، ثم انتقل إلى المرحلة الجامعية والتحق بكلية التجارة والاقتصاد بجامعة مرمرة بإسطنبول.
عمل إردوغان أثناء مرحلة الطفولة في بعض الأعمال والمهن البسيطة من أجل جني المال لمساعدة والده وتوفير جزء من مصاريف تعليمه.
وقد تأثر رئيس الوزراء التركي بتعليمه الديني كثيراً وانعكس ذلك على شخصيته بشكل بالغ، وكان وما زال يؤكد دائماً أن الإيمان والأخلاق الإسلامية والاقتداء بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته هي السبب الرئيس وراء النجاح.
وخاض الحياة السياسية من خلال حزب السلامة الوطني برئاسة الزعيم نجم الدين أربكان، ثم تولى منصب رئيس الحزب في مدينة إسطنبول ورشحه الحزب لعضوية البرلمان التركي مرتين في عامي 1987 و1991 ولكن لم يحالفه الحظ. وأصبح عمدة إسطنبول عام 1994، وحقق العديد من الإنجازات من خلال تطوير المدينة وإضافة لمسة جمالية عليها مما زاد من ارتباط الشعب به.
وتولى إردوغان رئاسة وزراء تركيا عام 2003، بعدما فاز في الانتخابات على الرغم من وجود العديد من الأحزاب العلمانية، وشكل حكومة قوية اجتذبت عدداً من الأتراك المتدينين وغيرهم من الباحثين عن التغيير والإصلاح.
وقام بتقديم وعد بإلغاء القانون الذي يمنع السيدات والفتيات من دخول المصالح الحكومية والمدارس والجامعات والمحافل الرسمية بالحجاب. ويحتل الجانب الإنساني ركناً هاماً في حياة إردوغان، فهو يحب العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وهذا ما خلق جواً من الحب والألفة بينه وبين أفراد الشعب التركي، فقد قام برعاية المعاقين وخصص لهم العديد من الامتيازات والحفلات وقام بتوزيع المقاعد المتحركة عليهم، وكان هو أول رئيس حزب يقوم بترشيح عضو معوق في الانتخابات البرلمانية لتركيا وهو لقمان آيوا الكفيف ليصبح أول معوق يدخل البرلمان في تاريخ تركيا.
وكان موقف إردوغان في حرب غزة 2009 حازماً ضد إسرائيل وخرقها للمعاهدات الدولية وقتلها للمدنيين، وقام بجولة في الشرق الأوسط تحدث فيها إلى قادة الدول بشأن القضية.
وفي مؤتمر دافوس في 29 يناير 2009 غادر إردوغان منصة مؤتمر دافوس احتجاجاً على عدم إعطائه الوقت الكافي للرد على الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بشأن الحرب على غزة، وقال رداً على بيريز: "إن الجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال على شواطئ غزة ورؤساء وزرائكم قالوا لي إنهم يكونون سعداء جداً عندما يدخلون غزة على متن دباباتهم.
أمريكي وأسترالي يفوزان بجائزة العلوم
قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم منح الجائزة في موضوع (الرياضيات) هذا العام لكل من: البروفيسور الأمريكي إنريكو بومبير (معهد الدراسات المتقدمة، جامعة يرينستون)، والبروفيسور الأسترالي تيرينس شاي شن تاو (جامعة كاليفورينا، لوس أنجلوس).
وجاء في حيثيات فوزهما أن البروفيسور بومبيري صاحب إسهامات رائدة ومؤثرة في حقول الرياضيات المختلفة. وتتميز أعماله بالأصالة والتمكن والعرض الواضح، وعنيت بحوثه الأساسية بمعالجة المسائل الصعبة في نظرية الأعداد والهندسة الجبرية والتحليل المركب والسطوح المثلى، كما غطت إسهاماته طيفاً واسعاً من الموضوعات اشتملت على توزيع الأعداد الأولية والهندسة الحسابية والجموع الأسية. وكان من أبرزها حله لمسائل في السطوح المثلى وتطوير مفهوم "المصفاة الكبرى" التي أدت إلى نظرية بومبيري – فينو جرادوف.
أما البروفيسور تاو فقد اشتهر منذ أن نال درجة الأستاذية في الرياضيات وعمره 24 سنة، وحاز على أعلى جائزة عالمية في الرياضيات وعمره 28 سنة. وقد عمل في عدد من فروع الرياضيات بما في ذلك التحليل التوافقي، والمعادلات التفاضلية الجزئية، والتوافقيات، ونظرية الأعداد، ومعالجة الإشارات. وقد عرف بحلوله المبتكرة للمشاكل الصعبة، وأشهر أعماله نظرية جرين – تاو التي تنص على لزوم وجود متواليات حسابية عشوائية طويلة من الأعداد الأولية. كما اشتهر في أبحاثه حول معادلة شرْودينجر اللاخطية.
إنجازات طبية رشحت ألمانيا وكنديين للفوز بالجائزة
منحت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب الجائزة في موضوع (علاج أمراض تآكل المفاصل بدون استخدام الجراحة الاستعاضية) هذا العام (1430هـ/ 2010م) للبروفيسور الألماني رينهولد جانز، والكنديين البروفيسور جين بيير بليتير، والبروفيسورة جوان مارتل بليتير لإنجازاتهم الطبية في هذا المجال.
البروفيسور رينهولد جانز اكتشف علاجاً جراحياً، لا يتطلب استخدام الجراحة الاستعاضية، للمرضى الذين يعانون من عدم توافق طرفي مفصل الفخذ، وذلك بالحفاظ على عظمي المفصل مع استدارة جزء من عظم الحوض، ولقد أحدث ذلك تغييراً في علاج مثل هذه الحالات على مستوى العالم، حيث أدى هذا الاكتشاف إلى منع تآكل مفصل الفخذ، كما أنه درب جيلاً كاملاً من الجراحين لعلاج تآكل المفاصل بالطريقة الجراحية التي ابتدعها. وله بحوث كثيرة عن العلاج الجراحي لتآكل المفاصل دون الحاجة إلى استخدام الجراحة الاستعاضية.
أما البروفيسور جين بيير بليتير والبروفيسورة جوان مارتل بليتير فيشغل كل منهما وظيفة أستاذ أمراض باطنة. وقد عملا معاً في أبحاث تآكل المفاصل منذ عام 1979م، وكانت وجهة نظرهما أن التعرف على عملية الأيض الجزيئية في أنسجة وخلايا المفاصل المتآكلة يمكن استهدافها بغرض استحداث وسائل لوقف تآكل المفاصل أو تحجيمها، وكشفا عن العلاقة بين الالتهابات والإنزيمات ودورها وعوامل النمو في تآكل المفاصل، كما استخدما الرنين المغناطيسي في تشخيص علاج تآكل المفاصل ومتابعته بصورة غير مسبوقة. كما استطاعا أيضاً إيجاد علاقة دائمة مع صناعة العقاقير لتطوير عقاقير تستخدم في علاج تآكل المفاصل دون الحاجة إلى جراحة. وتميزت أعمالهما بالغزارة والأصالة وإثراء المعرفة.
عبدالرحمن الهواري
ولد الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية في مجال اللغة العربية والأدب البروفيسور عبدالرحمن الهواري الحاج صالح في 8 يوليو 1927م، بمدينة وهران في الجزائر، وهو الرئيس الحالي للمجمع الجزائري للغة العربية.
وقد حصل الهواري على العديد من الدرجات العلمية، ومنها بكالوريا (من بوردو)، وليسانس في اللغة العربية وآدابها من جامعة بوردو بفرنسا، 1958، ودبلوم الدراسات العليا في فقه اللغة واللسانيات الفرنسية، من نفس الجامعة عام 1960، ودكتوراه الدولة في اللسانيات من جامعة باريس الرابعة (باريس السوربون) 1979.
أما أبرز النشاطات العلمية للهواري فتتمثل في رئاسته اللجنة الدولية لمشروع الرصيد اللغوي (المشرف على المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) من 1975 – 1984، وكذلك رئاسته اللجنة الدولية لمشروع الذخيرة اللغوية العربية (نفس المشرف) 1991، ثم الهيئة العليا لنفس المشروع تحت إشراف جامعة الدول العربية (من 2004). ورأس الهواري اللجنة الوطنية الجزائرية لإصلاح المنظومة التربوية بالجزائر عام 2000، وعينه رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة رئيساً للمجمع الجزائري للغة العربية في عام 2000 أيضاً.
رمزي بعلبكي
ولد رمزي منير بعلبكي في 27 أكتوبر 1951، ببيروت، ويعمل حالياً رئيساً للدائرة العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت.
حصل بعلبكي على ليسانس في اللغة العربية وآدابها، من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1973 (بدرجة الامتياز الرفيع، مع نيل جائزة penrose لسنة 1973)، كما حصل على ماجستير في اللغة العربية، من الجامعة ذاتها عام 1975، ثم حصل على دكتوراه من جامعة لندن عام 1978.
اكتسب عددا من الخبرات فعمل محاضرا مساعدا في جامعة كامبردج في بريطانيا (1976 – 1978)، وأستاذا زائرا في الجامعة ذاتها (مارس – يونيو 1988)، وأستاذا زائرا في جامعة جورج تاون (سبتمبر 1997)، وأستاذا مُقيما Scholar in Residence في جامعة جورج تاون (يناير وفبراير 1999)، كما عمل رئيسا لتحرير مجلة "الأبحاث" الصادرة عن كلية الآداب والعلوم في الجامعة (1985 – 1996)، ورئيسا لمركز الدراسات العربية ودراسات الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية في بيروت (1985 – 1990).