[right]هذيان

دائما العاشق يهذي
في الليالي الحالكات
وسط موج من أساطير
تراءت..
وسراب من ركام الأمنيات
ورمال من بقايا الحلم
تمتد من الفجر المرجى
إلى الدجى..
لتفنى في مروج الذكريات
دائما العاشق يدري
أن ما كان جميلا
مثل ثغور البنات
قد غدا مثل أصمّ
الصخر..
والزهر الذي كان مشعّا
في مصابيح الليالي
أكلته الظلمات
والذي كان حنينا
مثل حضن الأمهات
يطعن القلب
ويعمي الحدقات
والأحبّة ولّوا
ولم تعد غير طيوف
الزجر..
تأتي ببقايا
الإهانات.
أي قصف يقصف الجمعان
من هذا الشتات..
أي نور يكشف الأرض
أمام الأقدام السوداء
يغريها الثبات.
أي جذر ضارب
تحت تراب الذلّ
يستسقي فلا يسقى
سوى ريح
هبّات...
دائما العاشق يمضي
في اتجاه الشجن
يسقي شجرة السنين
وادي الآهات
علّ جذرا
يتلوّى
تحت نار الشوق
يمتد
فتخضرّ على البقعة العذراء
كلّ أفنان الحياة
علّ حلما
يحضن الآ ن سحابا
تعزف الريح
أحلى الأمنيات
ويجيء الغيث مخضرّا
تنهض الأرض من سبات
وتمضي زهرة الحلم
تغنّي..
ينشر اللحد على
الفجر
الضباب
أي قصف
في مصير الآتي
تخفيه شجون العاشق الباكي
غير الذكريات...