شادي مجلي سكر *
البلد : المملكة الأردنية الهاشمية عدد المساهمات : 7 نقاط : 21 تاريخ التسجيل : 05/10/2010 المهنة : مدرس
| موضوع: نظرية النحو التحويلي – تشومسكي 2017-09-26, 16:51 | |
| ملخص النظرية : هناك تركيبات أساسية تشترك فيها اللغات جميعها , إن وظيفة القواعد التحويلية هي تحويل تلك التراكيب الأساسية إلى تراكيب سطحية – هي التراكيب المنطوقة فعلا , ويسمعها السامع . ويعرف التركيب الباطني عند تشومسكي أو البنية العميقة : هو المعنى الكامن في نفس المتكلم بلغته الأم . ومقياسه المقدرة أو الكفاءة التي تتكون في الفرد وتجعله يعبر عما في داخله بجمل عديدة لم يسمعها من قبل . فالكفاءة والمقدرة اللغوية هي التي يقاس بها التركيب الباطني لدى الفرد . ورأى تشومسكي أن اللغة إنما هي جهاز محكوم بقواعد معينة ينبغي اكتشافها , وأن العلاقات بين أجزاء الجملة الواحدة أعمق بكثير من تلك العلاقات الظاهرة على السطح . هناك شقان للغة عند التحويليين : الأول : هو المظهر الخارجي لها , أي الكلام المنطوق به فعلا . الثاني : يتمثل في المقدرة أو الكفاءة الكامنة في الانسان التي تجعله يستوعب القواعد والأسس التي ينبني عليها الكلام . فالنحو التحويلي : نظرية ذهنية تهتم بالحقيقة الذهنية التي تكمن وراء الأداء اللغوي . واللغة تتكون من مجموعة محدودة من الأصوات ومع ذلك فهي تنتج عند التحويليين عددا غير محدود من الجمل , وفي ذلك يقول تشومسكي " إن أية لغة طبيعية تتكون من عدد غير محدود من الفونيمات ومن حروف الهجاء مكتوبة كانت أم منطوقة , وكل جملة تمثل عددا محددا من الفونيمات والحروف ومع ذلك تنتج تلك الفونيمات والحروف عددا غير محدود من الجمل " بناء على ذلك هناك أربعة قوانين أو مراحل تمر بها اللغة ( النحو ) في ذهن الانسان : 1. قواعد التركيب الأساسي : وهي ما قصده تشومسكي عند حديثه عن اللغة بأنها : "جهازمحكوم بقواعد معينة ينبغي اكتشافها " . وقد كانت قواعد التركيب الأساسي محل اختلاف التحويليين وذلك راجع إلى افتراض العالمية فيها . أي " كونها مشتركة بين معظم اللغات الانسانية إن لم تكن مشتركة بين جميع اللغات المستعملة في العالم كله " إذ أن الاستعداد اللغوي الموروث المشترك بين جميع بني الانسان لا بد أن يصاحبه وجود عناصر مشتركة بين جميع لغات بني الانسان هذه العناصر المشتركة هي التي تكون التركيب العالمي الباطني , إن قوانين التركيب الباطني قائمة على تحليل الجملة إلى عناصر مختلفة ثم تحليل كل عنصر إلى عناصر صغيرة لا تقبل أن تكون أصغر من ذلك . فمثلا في العربية تتكون الجملة من قسمين : جملة فعلية : من فعل + اسم أو من فعل + جملة جار ومجرور ( حرف جر + اسم مجرور ) جملة اسمية : من اسم + اسم ( مبتدأ ) + ( خبر ) أو من اسم + صفة أو من اسم + جار ومجرور ( حرف جر + اسم مجرور ) والمقصود بالعالمية هنا أن نجمع جميع معطيات اللغة ( اللغات العالمية ) في فرضية واحدة معينة تطبق عليها جميع اللغات الموجودة في العالم . لكن هذا مستحيل , لأن الفرضيات التي تصلح للغة لا تصلح للغة أخرى , بل إن الفرضيات لا تستطيع أن تستوعب كل أنماط اللغة الواحدة . من هنا جاء اختلاف التحويليين حول تصورها . ولا يوجد في الانجليزية جملة فعلية وجملة اسمية , لديهم فقط جملة اسمية فجميع الجمل لديهم تبدأ إما باسم أو ضمير . ثم يأتي الفعل بعد ذلك . في الجملة العربية يكون الاسم عادة إما فاعلا في الجملة إذا كانت جملة فعلية مكونة من (فعل + اسم) وإما مبتدأ إذا كانت الجملة اسمية مكونه من( اسم + اسم) ( مبتدأ + خبر ) . أما في اللغات الأخرى وخاصة الانجليزية فالفاعل والمبتدأ عندهم هو ( اسم ) وهو (فاعل ) في جميع الأحوال أيا كان ترتيبه في الجملة , من هنا يأتي الاختلاف في الفرضيات اللغوية . ولو نظرنا إلى الفارسية نجد أن الفعل لديهم في آخر الجملة , ولا يستطيع شخص لا يعرف الفارسية أن يفهم المعنى المطلوب من الجملة إلا إذا كان يتقن الفارسية . فالقول بعالمية التراكيب مع هذه الاختلافات قول بعيد جدا عن الصواب . 2. مرحلة القواعد المفرداتية : قانون المفردات يزودنا بالمفردات المناسبة والمختارة لتعويض العناصر الموجودة في التركيب الأساسي أو احلالها محل تلك العناصر . وكل مفردة لها ملامح خاصة يتم على أساسها تصنيف المفردة باكتسابها . 3. مرحلة القانون التحويلي : وفي هذه المرحلة نستطيع أن نستعمل القوانين التحويلية لنجعل من التركيب الباطني تركيبا ظاهريا أو سطحيا لشكل الجملة . أي انها تستعمل في نتاج قوانين التركيب الأساسي لأنها تركيبات قابلة للتحليل ولا تستعمل في نتاجات أخرى غير قابلة للتحويل . وهناك عدة وظائف للتحويل منها : 1. الحذف . 2. الاضافة أو الزيادة 3. التبادل وإعادة الترتيب 4. النسخ 5. التقديم ومثال ذلك من النحو العربي , مثلا : نقول في ( اكتب ) فعل أمر مبني على السكون والفاعل محذوف وجوبا تقديره أنت . ويترجم هذا الكلام في النحو التحويلي إلى التركيب الأساسي : اكتب أنت , ثم نستعمل قانون التحويل ( الحذف ) فتصبح : اكتب . 4. مرحلة القوانين المورفيمية الصوتية : وهي قوانين تحدد الصيغة المختلفة لأشكال التركيب السطحي فهي تحدد صيغة الماضي أو المضارع أو الأمر , وهي تحدد كسر الساكن الأول عندما يلتقي مع ساكن آخر , وحذف حرف العلة إن كان قبل حرف ساكن وهكذا ..... . نخلص إلى أن نظرية النحو التحويلي ليست متكاملة بمعنى أننا لا نستطيع أن نطبقها تطبيقا كاملا في درسنا النحوي بكل ما يحتويه من معطيات أو معلومات نحوية . إن نظرية النحو التويلي لها جانبان : جانب لغوي : وهو خاص بالكفاءة أو المقدرة على اللغة التي يزود بها الانسان منذ ولادته وتجعله قادرا على النطق بمئات الجمل . جانب نحوي : وهو خاص بقوانين الحذف والاضافة والتبديل حيث نبحث في التركيب السطحي الذي أمامنا ونحاول أن نرده إلى بنيته العميقة أو تركيبه الأساسي . إن دراسة باب من أبواب النحو التقليدي على الطريقة التحويلية يقف أمامه عقبتان : الأولى : خاصة بالاعراب والبناء من حيث الحركات ( فتحة , ضمة , كسرة , ......... الخ ) حيث لا مكان لها في النحو التحويلي . الثانية : خاصة بالجملة الفعلية , فالفرضيات التحويلية تبدأ بالعبارة الاسمية أو الجملو الاسمية . وهي مناسبة جدا للانجليزية والفرنسية , أما العربية فهناك الجملة الفعلية التي تبدأ بفعل ولا نجد لها مكانا في القواعد التنحويلية . وقد طبق المؤلف منهج التحويليين على باب من أبوب النحو وهو باب الابتداء وهو أصلح الأبواب النحوية للدراسة على منهج التحويليين ثم اخضاع ما يمكن من تلك القواعد للمنهج التحويلي . باب الابتداء : وفيه نجد مجالا لاخضاع ما فيه إلى المنهج التحويلي وذلك لسببين : الأول : أن معظم الدراسات في هذا الباب تتعلق بالحذف والاضافة والتقديم والتأخير . كقاعدة حذف المبتدأ أو الخبر , أو تقديم الخبر على المبتدأ أو المبتدأ على الخبر في جميع أحوالهما جوازا و وجوبا , وغيرهما مما يندرج تحت باب الابتداء . وهذا مجال النحو التحويلي أو جانب فيه . الثاني : أن الابتداء بالجملة الاسمية المبدوءة بالمبتدأ , وهذا يتفق مع التراكيب اللاساسية التي وضعها التحويليون والتي تبدأ دائما بالعبارة الاسمية . اختار المؤلف بابا آخر من ابواب النحو بين فيه قصور الدرس النحوي التحويلي عن الإلمام بكل القواعد التي يطرحها الدرس النحوي التقليدي . وهو باب الحال , وليس هذا الباب وحده هو الذي يظهر فيه قصور النحو التحويلي بل إن هناك أبوابا كثيرة يتجلى فيها هذا القصور . وباب الحال نموذجا على بقية الأبواب . باب الحال : يتبين عجز النحو التحويلي عند تطبيق قوانينه على باب الحال لعدة أسباب منها : تعريف الحال ( هو الوصف الفضلة المنصوب للدلالة على الهيئة ) . يعجز النحو التحويلي عن بيان تعريف الحال لأنه يتعامل مع الجملة وليس مع تعريفات نظرية . وكذلك بالنسبة لخصائص الحال فإن النحو التحويلي يعجز عن استيعاب خصائص الحال وكل ما يتعلق بالحال من ( عامل الحال , صاحب الحال , ..... الخ ) في النهاية : إن النحو التحويلي يعيد صياغة أو بناء الجملة من بنيتها السطحية إلى بنيتها العميقة أو تركيبها الأساسي , أما في الدرس النحوي التقليدي فهناك التعريفات النظرية وهناك التفصيلات عن كل قاعدة وإحصاء لحالاتها المتعددة , وهذا ما لا نجده في النحو التحويلي . |
|