منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك  تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـة تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجر تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصور تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزة تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزة تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلود تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجير تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة  تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنا تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة  تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجب تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخدير تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حب تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصار تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

  تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بتول عثمان
.
.


القيمة الأصلية

البلد :
الولايات الأمريكية المتحدة

عدد المساهمات :
93

نقاط :
257

تاريخ التسجيل :
06/10/2015


 تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة Empty
مُساهمةموضوع: تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة    تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة I_icon_minitime2015-10-27, 22:19

بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب تعددية الرسول عليه السلام

لقد فرض الله تعدد النساء على الرسول صلى الله عليه وسلم لتوضيح أحكام الرسالة عملياً وهي سنة الله في الذين سبقوه من الرسل، ولم يتزوج الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لهوىً في نفسه. والدليل على ذلك الآيات: {مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا} {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} (38-39) الأحزاب
حيث كان فى تصرفاته مع زوجاته وتصرفات زوجاته معه أعظم وأرقى مدرسة لتعليم الناس دينهم نظرياً وتطبيقاً حتى لا تكون على الناس حجة في سوء التطبيق كما قال الشعراوي (حتى لا يقول الناس لم نفهم). وهو الأسلوب الذي أضاء وما زال يضئ للناس حياتهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم. ومن أهم ما تعلمه الناس منهم هو حقوق النساء في فترة إباحة التعددية من أجل التمتع حيث لا يمكن فهمها من غير أن توضح عملياً.
وما يوضح أن حياة الرسول عليه السلام ليست ملكاً له ليتمتع بها وإنما هي نبراساً للأمة الإسلامية الآيتين:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (45-46) الأحزاب
عليه اختار الله له كل واحدة من زوجاته لتوضيح حكم محدد بهدف محدد لا يمكن أن يتضح بغيرها من الزوجات الأوائل. فلنأخذ كل واحدة منهن على حدا لنوضح كيف كان زواجها مقضي من الله لرسوله. وسبب زواجها منه ودورها في توضيح أحكام الله وتشريعاته في مجال الحياة الزوجية وحقوق النساء والرجال.
السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
تزوج المصطفى عليه السلام من السيدة خديجة التي خطبته لنفسها وهى تكبره بخمسه عشر عاماً وهي ذات مال وجمال وذات حسب ونسب. فمن الواضح أن الله قد اختارها له لتكون له سنداً عند نزول الرسالة عليه. وبالفعل هي التي هدأت من روعه وأخذته لابن عمها ورقة ابن نوفل الذي أخبره بأن ما حدث له هو وحي السماء وهو نفس الناموس الذي أنزل على كل من سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى عليهما اسلام. فولدت له السيدة خديجة جميع أبنائه ما عدا إبراهيم، وعمرها أربعون عاماً. وأحسب أن في ذلك حكمة وهي أن تلد له السيدة خديجة كل أبنائه ليتفرغ للرسالة عند سن الأربعين حتى لا ينشغل بهذه الأمور الدنيوية. فهو ترتيب رباني والله أعلم. فأحبها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج عليها بل استقام معها لأنها أم أولاده. وهي التي ساندته في أموره الدينية بعد نزول الوحي. فالتزم بولائه ووفائه لها ولعقدها وهو الذي قد أدبه ربه فأحسن تأديبه، وهيأه لأن يكون سراجاً منيراً. فقد حمد الله على نعمة الله له (السيدة خديجة) ولم يمل منها أبداً بالرغم من كبر سنها. وحتى بعد وفاتها ظل وفياً لها ولأهلها وصديقاتها.
غن ما تعلمه الناس من زواجها هو كيف يكون الوفاء بين الزوجين وحفظ العهد والوفاء بالعقد الذي كان الله عليه وكيلاً حتى ولو كانت المرأة تكبر الرجل سناً.
السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها
لقد خالفت السيدة سوده عشيرتها كما خالفت بني عمها وهاجرت مع زوجها للحبشة مؤمنه بالله ورسوله. وبعد رجوعها من هجرتها مات عنها زوجها وهى كبيرة في السن مما يشير إلى أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم قد كان لحكمة وهي تعليم المؤمنين تشريعاً محدداً. والتشريع هو قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) (128) النساء
فمثل هذا الحكم يتطلب امرأة مسنة ومن أتت من بعدها هي بكر صغيرة وكانت صاحبة العقد الأول. فأوضحت كيف يكون الصلح عملياً بأن وهبت يومها للسيدة عائشة لهدفين: أولهما أن هذا اليوم قد أخذ أصلاً من السيدة عائشة لأن عقدها الأول بعد وفاة السيدة خديجة. وثانيهما أن السيدة عائشة كانت البكر التي لم يعرف قلبها رجلاً قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان الوفاء والحب لها ولعقدها هو العدل كل العدل.
فما تعلمه الناس من زواجه هو توضيح حكم الصلح في فترة الإباحة إذا مال الرجل عن زوجته لأخرى. حيث لم يكن من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم أن يمل من زوجته لأنها كبرت وهو الذي كان وفياً للسيدة خديجة. ولكن كان لابد من توضيح الحكم عملياً ليطبقه الناس آنذاك.
السيدة عائشة (رضي الله عنها)
إن حديث السيدة عائشة رضي الله عنها التالى: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها رأيتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه.) يشير إلى أن السيدة عائشة قد اختارها الله للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتزوجها بمشيئته. والدليل على ذلك قولهSad إن يك هذا من عند الله يمضه.) فزواجه من زوجاته كان أمراً مقضياً كما كان أمر هبة سيدنا عيسى لمريم مقضي من قبل. لقد عقد الرسول صلى الله عليه وسلم على السيدة عائشة بعد وفاة السيدة خديجة بمكة وعمرها بضع سنوات. ودخل عليها بالمدينة وعمرها تسع سنوات. ولم يتزوج بكراً غيرها وهى من بيت أعظم البيوت ديناً وهو بيت أعز أصدقائه الذين ناصروه ونصروا الدين معه وهو سيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله عنه). وقد تعلم الناس من زواجها الآتي:
• أن يتزوج الشاب بالبكر الصغيرة الودود الولود كي يستقيم معها على حبها لأنها لم تنل حب رجل من قبله. والدليل على ذلك هو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رفض أن يزوج ابنته فاطمة إلى سيدنا أبى بكر أو سيدنا عمر لأنهما كانا متزوجين. وقد كان عذره أنها صغيرة. فالرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى. وقد جاءه الوحي بأن يزوجها علياً بالرغم من صغر سنها. وأحسب أن ذلك امتثالاً للآية: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (32) النــور التي جاء: (وزوِّجوا- أيها المؤمنون- مَن لا زوج له من الأحرار والحرائر والصالحين مِن عبيدكم وجواريكم، إن يكن الراغب في الزواج للعفة فقيرًا يغنه الله من واسع رزقه...) وهذا دليل كاف على أن آل البيت وخلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أبطال مسرحيات التشريعات السماوية ولم تكن حياتهم ملكاً لهم بل ملكاً لتعاليم الدين الإسلامي.
• إن المرأة مهما علمت من أن زوجها يحبها وحدها دون نسائه الأخر، كان لابد أن تغير وتقلق وتحيك المؤامرات لزوجها(قصة العسل والسيدتان عائشة وحفصة). وفى ذلك قلق وإرهاق للزوج مما يؤدي لانشغاله وانشغالهن عن ذكر الله الذي هو إثم أكبر من منفعة الزواج.
• إن المرأة الصغيرة البكر والتي يتزوجها الشاب رغبة فيها هي التي تستحق الاستقامة بحبها وعقد زواجها. وهذا توضيح للرجال في وقت الإباحة أن لا يميل الرجل منها لإحدى زوجاته الأخريات أي أن يعتدل ويستقيم كما جاء في حديثها في صحيح بخاري أن الرسول كان (يعدل ويقسم) اي معتدل معها حباً ووفاءً للعقد لقوله تعالى: { ُوَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} (34) الإسراء وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ُ} (1) المائدة مع القسمة بالتساوي بينها وبينهن في المبيت والرزق. وهو أمر لا يمكن حدوثه لقوله تعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا ولو حرصتم) إذاً في الزواج منفعة دنيوية ولكن فيه ظلم وجور وميل وانشغال عن الذكرولهذا كان إثم تعدد الزوجات أكبر من منفعته.
فتعلم الناس منه معنى العدل وهو الاعتدال بحب صاحبة العقد الأول حيث لم يمل الرسول صلى الله عليه وسلم من حب السيدة عائشة بالرغم من أن بين زوجاته الجميلات جداً والصغيرات وذوات المال والحسب والنسب. كما أن من بينهن من رزق منها بالولد وهي ماريا القطبية. فالاستقامة بالوفاء بالعقد والعهد الأول حباً هو الاستقامة التي هي أساس الدين الإسلامي. وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن الولاء والوفاء يكون دائماً للأول فالأول حتى للولاة. ولهذا كان وفاؤه وولاؤه للسيدة خديجة أولاً ومن بعدها للسيدة عائشة.
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما)
تزوجها وقد كانت صغيره في سنها وتوفى عنها زوجها وهى ذات حسب ومال وذات دين
ونسب لأنها من بيت من أعظم البيوت الدينية وهو بيت ثاني الخلفاء الراشدين. وقد تعلم الناس من زواجها أن تعلم المرأة الثانية أن الحب للأولى فلا تحاول أن تنازعها فيه حتى ولو كانت صغيرة في السن. فقد كان والدها يحثها دائماً على ألا تغضب الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه يحب السيدة عائشة فكانت مقتنعة بذلك. وتتعامل مع السيدة عائشة وهى تعلم بأنها لا ترقى لمكانتها عند الرسول صلى الله عليه وسلم بالرغم من صغر سنها وحسبها ودينها.
فما تعلمه معددي الزوجات هو أن لا تفكر الزوجات الأخريات حتى ولو كن صغار في السن أن ينازعن الأولى في مكانتها. وأن يرضين بذلك ويقتنعن به. ألم يكن ذلك منتهى العدل وهى التي لم يكن لها زوج يحبها وتحبه في حين أن الأخريات قد حظين بحب رجالهن من قبل! والآن وقد شاركنها في كل شيء من أجل توضيح الرسالة، ألا يكون من العدل أن تمتلك وحدها قلب زوجها؟
السيدة زينب بنت جحش
تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن قضى منها ربيبه زيد بن الحارثة وطراً. علماً بأن الذي زوجها لزيد هو الرسول صلى الله عنه بنفسه وهي بنت عمته. وقد رفضت الزواج من زيد في بداية الأمر لأن ذلك يقلل من مكانتها لنظرة المجتمع الضيقة آنذاك لزواج الربيب. ولكنها امتثلت لقوله تعالى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) الأحزاب مما يدل على أن زواجها من زيد كان أصلاً أمراً من الله لحكمة ولهدف. لمّا ورد في سبب نزول الآية: (روى قتادة وابن عباس ومجاهد في سبب نزول هذه الآية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب زينب بنت جحش، وكانت بنت عمته، فظنت أن الخطبة لنفسه، فلما تبين أنه يريدها لزيد، كرهت وأبت وامتنعت، فنزلت الآية. فأذعنت زينب حينئذ وتزوجته) إذاً زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم لزيد وهو يعلم بجمالها من قبل. وعندما احتد الأمر بينها وبين زيد وطلقها زيد، تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر من الله. فكانت الحكمة هي أن يتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي طليقة ربيبه ليوضح حكماً شريعياً للناس عملياً وهو جواز زواج زوجة الربيب. لأن زواج زوجات الأدعياء كان مرفوضاً إجتماعياً. ولكنه كان يحذر مما سيقوله الناس وهو أن محمداً قد تزوج زوجة ربيبه وهكذا. فنزل الحكم السماوي بتزويجها له حتى لا يكون هنالك حرج في زواج الأدعياء إذ جاء فيه:{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا } (37) الأحزاب
ولما اختلف الناس في هذه الآية وقالوا ما قالوا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قد أعجبه حسن زينب وهي زوج لزيد، قال الترمذي الحكيم في نوادر الأصول اسناداً إلى علي بن الحسين (أنه إنما عتب الله عليه في أنه قد أعلمه أن ستكون هذه من أزواجك بعد أن يطلقها زيد، فكيف قال بعد ذلك لزيد: (أمسك عليك زوجك) وأخذتك خشية الناس أن يقولوا: تزوج امرأة ابنه، والله أحق أن تخشاه.) فتعلم الناس أن الأدعياء ليسوا بأبناء الذين يتبنونهم. وإنما آباؤهم هم الذين أتوا بهم للحياة. فإذا لم يكن هنالك أحد يعلم بآبائهم فهم إخوان في الدين. ولذلك يحل الزواج من زوجاتهم إن قضوا منهن وطراً أو ماتوا عنهن.
السيدة صفية بن حيي بن أخطب
لقد رأت السيدة صفية في منامها أن القمر قد وقع في حجرها وهي متزوجة آنذاك. وعندما قصت رؤياها على والدها الذي كان رئيس قومه وهم اليهود أعداء الإسلام، لطمها في خدها وقال لها: أتفكرين في ذلك النبي العربي الجديد ؟ ألم تكن هذه إشارة إلى أن الله قد هيأها لذلك وأن زواجها من الرسول كان أمراً مقضياً من قبل؟ تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم عندما سبيت في غزوة خيبر. وهي الغزوة التي لم يستطع المسلمون فيها هزيمة اليهود إلا بعد ضنك وعذاب لما لليهود من حصن قوي أرهق كاهل المؤمنين حتى اجتازوه. وقد جاء في فقه السيرة الآتي: "وكان أبوها ملك اليهود. فهلك أبوها وأخوها وزوجها. ووقعت في سهم جندي، لا يعرف إلا أنها أسيرة حرب، من حقه، بملك اليمين، أن يسلك معها كيف يشاء". فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم لحكمة وهي: نصرة الإسلام والمسلمين حيث دخلت معظم قبيلتها في الإسلام.
فبزواجها كفى الله المؤمنين القتال. فتعلمنا من زواجها استقامة الرسول صلى الله عليه وسلم. فهو لم يمل إلى السيدة صفية بالرغم من جمالها الذي غارت منه السيدة عائشة نفسها. وقد كانت غيرتها منها نوعاً من تعليم البشر وهو أن يعلم الناس بدرجة جمالها. فإن لم يمل الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة زينب لأنها زوجة ربيبه فلماذا لم يمل إلى السيدة صفية وهي بهذا القدر من الجمال؟
• أن مصاهرة القبائل التي ظهر للمؤمنين أن لها قوة ومنعة بزواج بنت رئيس قبيلتهم يكفل للمؤمنين عدم عداوة أهل تلك القبيلة نتيجة حسن معاملة بنت رئيسهم. حيث اقتنعت السيدة صفية هي وقومها بسماحة الدين الإسلامي واعتنقوا الإسلام.
السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها
عقد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة وقد كان ذلك في أيام عمرة القضاء الثلاثة التي حددت في العقد في صلح الحديبية. وهي أخت أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب ، وسبب زواجه إياها هو أن ميمونة كانت في السادسة والعشرين من عمرها. فلما رأت ميمونة ما رأت من أمر المسلمين في عمرة القضاء هفت إلى الإسلام نفسها، فخاطب العباس ابن أخيه سيدنا محمداً في أمرها، وعرض عليه أن يتزوجها، وقبل الرسول زواجها فتزوجها وهو محرم اضطراراً لأن المدة التي نص عليها عهد الحديبية ستنقضي ، فعقد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأراد أن يتخذ من زواجه ميمونة وسيلة لزيادة في التفاهم بينه وبين قريش ، وقد طلب من قريش أن يمهلوه حتى يدخل بميمونه وأن يولم لهم بمناسبة الزواج فرفضت قريش ودخل بميمونة في سرف وتوفيت هناك. فتعلم المسلمون من زواجها النهي عن البناء بمن تم عقدها أثناء الاحرام سواء أن كان الاحرام للعمرة أو للحج لما ورد في الحديث: عن ابن عباس رضي الله عنه قال تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم وبنى بها وهي حلال وماتت بسرف .قال أبو عبد الله وزاد ابن إسحاق حدثني ابن أبي نجيع وأبان بن صالح عن عطاء ومجاهد عن ابن عباس قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة في عمرة القضاء"
زواجه من أم سلمة رضي الله عنها
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة أم سلمة بعد أن استشهد زوجها في إحدى المعارك ولها أبناء وبنات فامتثلت لأمر رسول الله الذي علم النساء إذا استشهد أزواجهن أن تقول الواحدة منهن : "اللهم أجرني في مصيبتي وأرزقني خيراً منه" ولكنها قالت بعد ذل(ك: ومن هو خير من أبي سلمة). فخطبها الرسول صلى الله عليه وسلم وهى في عدتها بناءً على الحديث التالي: وقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة وهي متأيمة من أبي سلمه ، فقال: (لقد علمت أني رسول الله وخيرته ، وموضعي في قومي) وكانت تلك كالخطبة وليست خطبة.
فما تعلمناه من زواجها:
• " أن الصبر على وفاة الزوج وإرجاع الأمر لله بقول"اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منه" يجلب الخير الكثير حيث سألت السيدة أم سلمة الله أن يعوضها خيراً من أبي سلمه تماماً ولكنها قالت: وهل هنالك خير من أبي سلمه؟ فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأكدت هي والمؤمنون أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى. وأن الله يعوض من يرجع الأمر إليه بأحسن مما فقد. فإذا تزوجها أي رجل آخر غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لشكت وشك الناس في خيرته على زوجها. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أخير منه.
• كما تعلم المسلمون كيف يعرض به للمرأة من خطبتها وهي في عدتها بشرط أن لا يعزم عقدة النكاح إلإ بعد إكمال عدتها لقوله تعالى: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (235) البقرة
حيث دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة وهي متأيمة من أبي سلمة، فقال3: (لقد علمت أني رسول الله وخيرته، وموضعي في قومي) وكانت تلك خطبة. وخلاصة الأمر4: (إن التصريح بالخطبة حرام لجميع المعتدات، والتعريض مباح للبائن وللمعتدة من الوفاة، وحرام في المعتدة من طلاق رجعي.
السيدة ماريا القبطية (رضي الله عنها)
لقد كانت جارية مصرية، سميت بمريم. وقد بعث بها المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم بعد
أن أسلمت، فأعتقها وتزوجها. وولدت له سيدنا إبراهيم رضي الله عنه.
• إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمل من استقامته مع السيدة عائشة من أجل الولد. فربما يقول الناس لو ولدت له إحداهن ولداً لمال إليها من عائشة لحلاوة الأبناء. فمنحه الله الولد من ماريا القبطية ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم ظل مستقيما وفياً لعقده الأول.
• تعلم المسلمون من زواجها كيف يكون الحزن على الفقد الجلل. فعند وفاة سيدنا إبراهيم دمعت عليه عينا الرسول صلى الله عليه وسلم بالدمع فقط ثم قال: قولته الشهيرة (تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون) ولم يجزع بل أرجع الأمر لله وصبر على وفاته.
جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
هي جويرية بنت زعيم بني المصطلق التي كانت في سبايا بني المصطلق من خزاعة.
فيقال: إنها وقعت في سهم ثابت بن قيس فاشتراها منه وأعتقها وتزوجها. ويقال: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما انصرف من غزوة بني المصطلق ومعه جويرية دفعها إلى رجل من الأنصار وديعة وأمره بالاحتفاظ بها. وقدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة. فأقبل أبوها الحارث بفداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء فرغب في بعيرين منها، فغيبهما في شعب من شعاب العقيق، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال يا محمد أصبتم ابنتي، وهذا فداؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق في شعب كذا وكذا؟" فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله، صلى الله عليك، فو الله ما اطلع على ذلك إلا الله تعالى فأسلم الحارث وأسلم معه ابنان له وناس من قومه، وأرسل إلى البعيرين، فجاء بهما، فدفع الإبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ودفعت إليه جويرية، فأسلمت وخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيها، فزوجه إياها).
والواضح من هذه الزيجة في كلتا الحالتين، أن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنات رؤساء القبائل التي تحارب المؤمنين، يكفي المؤمنين القتال ويدخل تلك القبائل في الإسلام لأن النسب في ذلك الوقت كان الناس يحترمونه ويقدرونه. فزواج الرسول منهن فيه تكريم لآبائهم وقبائلهم. وأن لا تكون الواحدة أمة وسبية عند أحد المسلمين فيؤدي ذلك للقتال مرة أخرى. وحتى تكون زوجة لرئيس الأمة كما كانت ابنة لرئيس قبيلتها معززة مكرمة.
ففي نهاية الأمر نجد أن الهدف من زوجاته اللاتي ذكرناهن واللاتي لم نذكرهن هو إعلاء كلمة
الحق وتوضيح الأحكام وتنظيم الحياة. فلم يكن زواجه للمتعة كما يعتقد البعض.
زوجاته المطلقات
ومن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم اثنين قد طلقهما لتوضيح الأسباب التي تستدعي الطلاق وهي:
• عدم إظهار عيوب الزوجة أو الزوج قبل الزواج. حيث تزوج من أسماء بنت النعمان الكندية، فوجد عندها بياضاً ولم يخبروه به قبل الزواج فمتعها وردها إلى أهلها. وفي ذلك تعليم للبشر أن يبدأ الزواج بالخداع وأن من أسباب الطلاق عدم معرفة حقيقة ما عند الزوجه أو الزوج من أمراض.
• إذا أجبرت البنت على زواج من لا ترغب فيه فاستعاذت بالله من الزوج. حيث تزوج بعمرة
بنت يزيد الكلابية وكانت حديثة عهد بكفر. فلما قدمت على الرسول صلى الله عليه وسلم استعاذت منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منيع عائذ الله" فطلقها قبل أن يدخل بها. وفي ذلك درس للرجال أن يطلق الرجل من لا ترغب فيه وقد أجبرت عليه. اللهم صلي وسلم وبارك على سيد الخلق الذي وهب حياته وسعادته لتعليم الأمة
موقف زواجه منهن بعد نفي التعددية
وبعدما أن أوضحت زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أحكام الله وتشريعاته لتوضيح كل الشئون الإجتماعيه التي تنظم حركة الحياة الدنيوية عملياً والتي أهمها نواة المجتمع( الأسرة والحياة الزوجية)، أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يطلق زوجاته لأنه يعلم أن هذه الزيجات قد انتهى المقصود منها وأنه والله أعلم قد أمر الرجال في خيبر أن يخلي كل واحد سبيله من النساء اللاتي تزوجهن من أجل التمتع بمالهن وجمالهن وحسبهن ونسبهن."فانكحوا ما طاب "
أحسب أن لهذا السبب أراد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يطلق زوجاته لأن مهمتهن قد انتهت. والتعددية قد نهي عنها في خيبر. والدليل على ذلك ما ورد في الآية 50 الأحزاب وهي:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (50)الأحزاب التي فسّرت بالآتيSad يا أيها النبي إنَّا أبَحْنا لك أزواجك اللاتي أعطيتهن مهورهن, وأبَحْنا لك ما مَلَكَتْ يمينك من الإماء, مما أنعم الله به عليك, وأبحنا لك الزواج من بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك, وأبحنا لك امرأة مؤمنة مَنَحَتْ نفسها لك من غير مهر, إن كنت تريد الزواج منها خالصة لك, وليس لغيرك أن يتزوج امرأة بالهِبَة.)
ومن الآية 50 الأحزاب يبرز السؤال التالي: لماذا خاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن أحل له أزواجه ولم يكن مطلقات؟ إن الإجابة أحسبها تكمن في النقاط التالية:
- لقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يطلقهن عندما اجتمعن عليه يطالبنه بالنفقة بعد غزوة خيبر التي حرم فيها التمتع بالنساء وقد انتهت مهمتهن الدينية التي تزوجهن من أجلها. فهل يعقل أن يطلق النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته لمجرد أن طالبنه بالنفقة وهو الذي يعلم أن أبغض الحلال عند الله الطلاق؟ ولكنني أحسب أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد تطليقهن للسببين الآتيين:
أولاً: لأن مهمتهن وهي "تعليم الأمة أمور دينهم في حياتهم الاجتماعية" قد انتهت على أكمل وجه. وثانياً: إن التعددية قد نهي عنها في خيبر بصورة عامة، وفي فتح مكة نهى الله عنها حتى ولو كانت هنالك ضرورة لها. ولما كن نساءً كسائر النساء يردن أن يتنعمن برغد العيش بعد المعيشة الضنك وشغف العيش، طالبن الرسول صلى الله عليه وسلم بالنفقة فأراد عليه السلام أن يطلقهن ليجدن متاع الدنيا الذي لا يستطيع هو أن يكفله لهن. ولكن قبل تطليقهن آل منهن شهراً ليوضح معنى الإيلاء وكيفيته وهو الهجر نتيجة الغضب من الزوجه تطبيقاً لحكم الآية: { للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم} { وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم} 226-227 البقرة وهو سبب قوله: "هذا قسمي فيما أملك فلا تملني فيما تملك ولا أملك" أما تفسير ذلك بالقلب فهو قول ابن داؤود ولم يكن جزء من الحديث. ومعنى الحديث هو أن ما كان يملكه من الرزق بعد غزوة خيبر قد قسمه ولهذا كان يخشى أن يلومه الله في قسمته لهن من العيش والله أعلم. فنزلت الآيتان التاليتان تخيرهن بين الدنيا وزينتها وبين أن يخترن الله ورسوله وحياة الضنك فاخترن الله ورسوله ونعيم الدار الآخرة والآيتان هما:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}{وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} (28-29)الأحزاب
فالله لم يحل للرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته من بعد طلاق لأنه لم يطلقهن بعد. وإنما أحلهن له بعد النهي عن التعددية في خيبر وهن قد مددنّ أعينهن إلى الحياة الرغدة. ولهذا جاء قوله تعالى" لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا". وأحسب أن ذلك والله أعلم لتحرج الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يقول الرجال منعنا التمتع بالنساء وهو له عدد منهن فأراد تطليقهن ولكنني أحسب أن الله أحلهن له للأسباب التالية:
أولاً: أن الله أختارهن له من البداية ليكن مربيات وأمهات لهذه الأمة أي أنهن مساعدات في توضيح التشريعات السماوية بخصوص الأسرة. وليس للتمتع بهن الرسول صلى الله عليه وسلم . ولهذا لم يكن النهي عن التعددية من أجل التمتع ينطبق عليهن.
ثانياً: أنهن أحق بالجنة ونعيمها وصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها، طالما صحبناه في الحياة الصعبة وصبرن على ضنك العيش معه لتعليم البشرية دينها واخترن نعيم الآخرة على النعيم الدنيوي.
ثالثاً: أحسب أن الله لم يرد لهن أن يكن تحت أزواج أقل مرتبة، وقد كن تحت خير البرية. لهذا نزلت الآية 50 الأحزاب تحلل له جميع نسائه، ومن وهبت نفسها للرسول صلى الله عليه وسلم خالصة له من دون المؤمنين وبنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته اللآتى هاجرن معه. ألم يكن ذلك دليل قاطع على أن الأمر كان تعليمي فقط وبعد المهمة أحل الله له أزواجه وغيرهن؟ ولماذا كان أمر المرأة التي تهب نفسها خالصة للرسول صلى الله عليه وسلم من دون المؤمنين؟ والإجابة على هذا السؤال أحسبها لسببين:
أحدهما: أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم من نظرته للمرأة إن كانت تريد الله ورسوله أم أن الرسول قد شغفها حباً. والله ورسوله يختاران من يستفيد منها الناس دينياً. أما من كانت غير ذلك فلا الله يرغب في صحبتها لرسوله ولا رسوله يرغب فيها. والدليل على ذلك الحديث التالي:عن ابن عباس قال: " لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له". أي أنه لم يقبل واحدة ممن وهبت نفسها له وإن كان ذلك مباحاً له ومخصوصاً به, لأنه مردود إلى مشيئته, كما قال الله تعالى: {إن أراد النبي أن يستنكحها}. وهذا دليل آخر على أن الرسول صلى الله عليه لم يتزوج من أجل التمتع بالنساء وإلا لقبل الزواج من كل اللاتي وهبن أنفسهن له.
وثانيهما: سد الطريق نهائياً على التعددية من أجل التمتع حتى لا يعدد الرجل النساء بحجة أن المرأة هي التي وهبت نفسها له والله أعلم.
والدليل الثاني على أن زواج الرسول الله صلى الله عليه وسلم بعدد من النساء كان لتوضيح أحكام رسالته في شئون الحياة الزوجية وأن التعددية من أجل التمتع قد نسخت، هو:
- إن الله سبحانه وتعالى قد أسقط عنه القسمة بالتساوي لزوجاته بعد أن أحلهن له وأعطاه الفرصة ليرجئ من يشاء من نسائه وتؤوى إليه من يشاء بعد إتمام بيان جميع الأحكام التي تخص تنظيم الأسرة وحقوق كل فرد فيها. كما أعطاه الفرصة أن يرجع إليه من عزل منهن إن شاء كالسيدة سوده بنت زمعه لما ورد في الآية: {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا} (51) الأحزاب
- قوله تعالى: " وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ " هو دليل آخر على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكره سوده بنت زمعه ولم يفكر في عزلها. ولكن كانت الحكمة من زواجها وهي كبيرة في السن، هي تطبيق حكم الصلح الذي تم به عزلها. فإن كان قد كرهها الرسول فعلاً لما أعطاه الله الفرصة ليرجعها مرة أخرى. وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكرهها وهو القائل" لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقاً رضي منها الآخر"
- إن تحليل نساء النبي له عليه أفضل الصلاة والسلام بعد توضيح الأحكام، فيه تكريم لهن من ناحية وعدم التضييق على الرسول بالقسمة التي هي أمر شاق قد تحمله لتوضيح الأحكام في فترة الإباحة من ناحية أخرى.
- لقد حرمت عليه النساء من بعدهن وإن أعجبه حسنهن والمقصود بحسنهن هو إيمانهن وحسن لباس تقواهن. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي نهى عن الزواج من أجل الجمال وأمر بزواجهن من أجل الدين كما ذكرنا سلفاً. ومن الملاحظ أيضاً أن بنات العم وبنات الخال اللاتي هاجرن معه لم يتزوج منهن ولا واحدة بالرغم من أن الله قد أحلهن له. وأحسب أن الحكمة في ذلك هي: أن لا يعتقد الناس أن الزواج بهن قد نسخ عندما حرمت النساء على النبي بعد زوجاته والله ورسوله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم
» من مواقف الرسول(صلى الله عليه وسلم)
» معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام
» مالذي أبكى الرسول صلى الله عليه وسلم
» مالذي أبكى الرسول صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  التعارف والتهاني والتعازي فقط-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


 تعدد زواج الرسول عليه السلام من ورائه حكمة 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
الحذف البخاري على كتاب العربي اللسانيات النص اللغة الخطاب مبادئ موقاي قواعد ننجز مدخل مجلة الأشياء التداولية النقد اسماعيل النحو محمد بلال العربية الخيام ظاهرة المعاصر


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | الحصول على منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع