معاني أسماء سورة الفاتحة
يختص هذا الفصل بالبحث عن معاني أسماء الفاتحة التالية: الفاتحة ، أم الكتاب، السبع المثاني، الشفاء، الصلاة، والقرآن العظيم. ويبدأ بتوضيح آراء العلماء المتوفرة في بعض الأسماء. ومن ثم يتم توضيح معناها ومعنى مسمياتها مما تم استنباطه من تفصيل آيات سورة الفاتحة.
أولاً:تسمية الفاتحة
إن ما استنبط من تفصيل الآيات هو أن فاتحة الموضوع هي مقدمته ومختصره ومجمله. فالمقدمة هى الفكرة الأصلية والعامة لمحتويات الموضوع. أما تفصيلها وفروعها فيكون داخل الموضوع أو الكتاب. لهذا جاءت تسمية سورة الفاتحة بفاتحة الكتاب أي مقدمته لأنها لم تترك صغيرةً ولا كبيرةً في القرآن إلا وأعطت فكرة عنها.
يمكن توضيح هذا المعنى بتوضيح كيف كانت كل آية من آيات الفاتحة مقدمة لما في الكتاب.
الآية {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
لقد أعطت {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فكرة عن أن لذات الإله أسماء جلالة وتر. حيث ورد الاسم الله ووجد في التفصيل إسم آخر وتر لذات الإله هو الرحمن. كما أعطت فكرة أيضاً عن أسماء الإله الحسنى الشفع الاسم الرحمن الرحيم وهي أسماء مفاضله لا يكافئه فيها أحد. وقد وجد داخل الكتاب أسماء كثيرة مثله كالعزيز الحكيم والعزيز الرحيم. وبنفس الطريقة أعطت فكرة عن الأسماء الثلاثية على وزن "الله الرحمن الرحيم" ، " كالله العزيز الحكيم" و"الله العزيز الرحيم". فالأصل هو: "الله الرحمن الرحيم" في سورة الفاتحة. كما أعطت فكرة عن كيفية ذكر الإله باسمه توكيداً للإيمان بوحدانيته. فيمكن أن يذكر الإله بأي من أسمائه الوتر أوالشفع أوالثلاثية أو....الخ
الأية : {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
جاءت الآية {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} مقدمة وأصل للآتي: أن مكانة الله أوالرحمن
التي يتبوؤها في الكون ليدير منها مملكته في الدنيا لها أسماء كثيرة. مثل رب السموات
والأرض ، ورب المشارق والمغارب ، ورب العرش ، ورب الخلق ، وإله الناس وملك
الناس وأن رب العالمين هي الأصل.. وكما أن الحمد يكون للإله بأي من أسمائه الوتر وبأي من أسمائه الشفع يكون له بأي من أسماء مكانته التي يدير منها مملكته في الأولى.
الآية {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
هذه الآية مقدمة لأسماء صفات ذات الإله العليا التي لا يكافئه فيها أحد. وهي أسماء وحدانية للذات تعدل أسماء الجلالة. فمنها العزيز الحكيم، الحي القيوم، اللطيف الخبير، العلي العظيم،....الخ كما جاءت مقدمة للحمد لذات الإله بأي من أسمائه الشفع
الآية {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
لقد كانت هذه الآية مقدمة لأسماء مكانة الاله في الآخرة مثل مالك يوم القيامة، مالك يوم التناد، مالك يوم التغابن ،..الخ. فأخبرتنا أن الإله الذي له مكانة اسمها "رب العالمين" يدير منها شئون الدنيا هو نفسه الإله الذي له مكانة يدير منها شئون خلقه في الآخرة اسمها مالك يوم الدين. ولهذا له الحمد في الأولى باسم مكانته "رب العالمين" وله الحمد أيضاً في الآخرة باسم مكانته مالك يوم الدين أو أي اسم من أسمائها. كما أعطت فكرة عن الأحداث التي تحدث في ذلك اليوم. وقد جاءت مسمياته دلالة على الأحداث التي تحدث فيه. ومالك يوم الدين هو الاسم الأصل.
الآية: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
جاءت هذه الآية مقدمة لتوحيد الإله الخالص بتنزيهه من الشريك والصاحبة والوالد والولد والاستعانة به وحده. كما كانت مقدمة إلى لفظي العبادة سبحان وتبارك. فجاء هذان اللفظان بجميع الأسماء التي جاءت في الفاتحة. فقد كانت العبادة بالاسم الله بلفظ سبحان الله وكانت بلفظ سبحان الرحمن. وقد جاء التسبيح "سبحان الله رب العالمين" بنفس صورة "الحمد لله رب العالمين". وجاء التسبيح أيضاً بالأسماء الشفع؛ "سبحان الله العظيم" . وجاءت العبادة أيضاً بأسماء المكانة سبحان رب العزة عما يصفون. كما كانت العبادة أيضاً بلفظ تبارك مثل تبارك "الله " وتبارك "الله رب العالمين" و تبارك "الرحمن"..الخ.
وبهذا يكون توحيد المولى عز وجل بجميع أسمائه الوتر والشفع والثلاثية وغيرها وبجميع أسماء مكانته المختلفة في الأولى والآخرة لا فرق بين أسمائه.
الآية {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}
أما هذه الآية فقد كانت مقدمة للهدي وأسمائه المختلفة حيث أوضح التفصيل أن الهدي مترادف للأيمان وللقرآن وللذكر وللتوحيد وللإسلام كما أثبتته الآيات والأحاديث . وقد كانت أيضاً مقدمة لأسماء الصراط المستقيم الأخري، كصراط العزيز الحميد وطريق الرشاد والصراط السوي و...الخ. وكانت أيضاً هذه الآية مقدمة لأنواع الهدي التي يهتدي الناس بها لوحدانية الله وهي آيات الله في الكون وقصص الأمم السابقة والأمثال.
الآية {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}
لقد أعطتنا هذه الآية فكرة عن أن كل أمة تنقسم تجاه الهدى إلى فريقين؛ فريق مؤمن قد أنعم الله عليه وفريق مغضوب عليه وضال. فكانت مقدمة إلى وجود صراطين مختلفين. أحدهما يكسب الذين سلكوه النعم وهو الصراط المستقيم الذي نطلب الإهتداء إليه، وصراط يكسب من يسلكه العذاب والعقاب. فجاء تفصيل كامل لهما في القرآن. فالذين أنعم الله عليهم قد فصلتهم الآيات ولهم مسميات كثيرة كالمتقين والمسلمين والمحسنين و…الخ . أما المغضوب عليهم والضالون فصراطهم غير مرغوب فيه وقد كانت لهم أسماء مختلفة أيضاً كالمنافقين والفاسقين والمشركين...الخ. هذا بالإضافة إلى توضيح عاقبة كل فريق من الفريقين. ولهذا كانت الفاتحة مقدمة وفاتحة لكل ما ورد في القرآن الكريم. وهذه الاستنتاجات تعضد وتؤيد رأي الزمخشري في المقصود بفاتحة الكتاب والله أعلم.
ثانياً: تسمية الفاتحة بأم الكتاب وبالسبع المثاني
تسمية أم الكتاب
لقد جاءت تسمية الفاتحة بأم الكتاب من حقيقة أن آياتها هن الآيات الأصل اللاتي أحكمت معانيهن ثم فصلت أي فسرت لقوله تعالى: " الر، كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير". وقد فصلت كل آية من آيات سورة الفاتحة بعدد من سور القرآن، وهي السور التي افتتحت ببدايات آيات سورة الفاتحة أو ما يدل عليها.
فآية {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قد افتتحت بها أربعة سور وهي التي بدايتها الحمد كالأنعام. وقد جاء في تفصيلهن توضيح لمعنى الحمد وكيفيته ولمن يكون الحمد وأسبابه. كما أوضحت معنى "رب العالمين" والفرق بينه وبين الاسم "الله". وتم تفصيل الآية {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} في أربعة وعشرون سورة كالحاقة والواقعة، حيث ورد فيهن تفصيل لمعنى الدين ويوم الدين ولمن تؤول ملكية يوم الدين. وجاء فيهن تصوير دقيق للأحداث التي تقع في يوم الدين. وآية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قد فصلتها ثمانية سور وهي السور التي ابتدأت بأي من ألفاظ العبادة؛ سبحان أو سبح أو يسبح أوتبارك وهي ألفاظ التوحيد بتنزيه الإله عن الشريك والصاحبة والوالد والولد. وآية {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} قد فصلتها أربعون سورة وهي التي جاءت بطرق مختلفة. فمنها السور التي جاء فيها الخطاب بالأوامر لفئات مختلفة مثل يا أيها الناس اتقوا ربكم ويا أيها المدثر قم فأنذر ويا أيها الذين آمنوا أقيموا الصلاة. ومنها ما جاء فيها توضيح لبعض التشريعات مثل "يسئلونك عن الأنفال" و"سورة أنزلناها وفرضناها"..ومنها ما أنزل لتوضيح مصدر الكتاب مثل "تنزيل من الله" و"تنزيل من الله العزيزالحكيم" و"تنزيل من الرحمن الرحيم" و"تنزيل من رب العالمين". أما الآية {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} فقد جاء تفصيلها في ثمانية سور كالسور الآتية: المطفين والمنافقون والمؤمنون.
ومن كل ذلك يتضح أن لكل آية من آيات سورة الفاتحة عدد من السور قد أنزلت لتفصيل مجملها. وبقي عدد تسع وعشرون سورة وهن السور اللاتي ابتدئن بالحروف المقطعة. الأمر الذي يشير إلى أن السور التي ابتدأت بالحروف المقطعة هي التي أنزلت لتفصيل "بسم الله الرحمن الرحيم" ، انظر جدول"2" الذي أوضح أن مجموع السور هو 113. وبإضافة سورة الفاتحة يكون المجموع 114 سورة. وربما يكون هنالك خطأ في تصنيف سورة أو أكثر. وبالرغم من ذلك تظل النتيجة كما هي. وبناءً على هذا الإستنتاج تكون {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}آية من سورة الفاتحة ومن كل سورة في القرآن إذ أنها الآية الأولى التي افتتحت بها الرسالة. كما تكون آيات الفاتحة السبع وأولهن {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} هن الأصل الذي انبثقت منه كل آيات الكتاب الكريم نتيجة تفصيلهن.
تسمية المثاني
لقد أعطي الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوتي سبعاً من مجموع مثاني الكتاب كله.
وبما أن الفاتحة هي أم الكتاب نستنبط أن السبع المثاني التي أوتيت الرسول صلى الله عليه وسلم هن أم التشابه وأم المثاني وأصلهما، وأن السبع المثاني قد فصلهن الحكيم الخبير في السبع الطوال. التي أوضح الله فيهن الفرائض والحدود والقصص والأحكام، والأمثال والخبر والعبر كما جاء في آراء العلماء وكما أوضحته الآية "1 هود":" الركتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير".
وقد نتج عن البحث في معاني آيات الفاتحة السبع أن سورة الفاتحة قد سميت بالمثاني لأن تكرار كل آية من آياتها هو تثنية وتوكيد لكلمة الإيمان "لا إله إلا الله". فكلما كبر عدد تكرار أي آية من آياتها بلفظها، كلما زاد الإيمان درجات وزاده بذلك قوة ورسوخاً. فالإيمان يزيد وينقص بهن بناءً على قوله تعالى: {وَيَزِيدُ الله الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا} 76 مريم
فهن أم الباقيات الصالحات وأصلهن. فذكرهن المتكرر يطرد الشيطان عدو الله وعدونا وبالتالي يجني المؤمن بتكرارهن خير الرحمن ويبعد عنه ضرر الشيطان. فالمثبتات المتكررات المثنيات لكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" هن الباقيات الصالحات قولاً مدعماً بالباقيات الصالحات عملاً أي الأفعال والأعمال الصالحة،أي العمل بالأحكام والسنن
والتشريعات والأوامر والنواهى. وكل ما ورد من مثاني أخرى في القرآن فهي من بنات جنس السبع المثاني. إذاً المثاني هي المتكررات من الذكر والحمد والتسبيح وطلب الثبات على الهدى وعلى الصراط المستقيم الذي هو صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين التي تغذي بذرة (لا إله إلا الله ) وتنميها كما تنمي الشجرة بالماء والهواء والضوء والغذاء فيثبت إيمان الإنسان وإسلامه كما تثبت الشجرة.
عليه تكون السبع المثاني هن سبع صيغ مختلفةً في اللفظ ومتفقةً في المعنى. أي أنهن ألفاظ مختلفة لتوكيد توحيد الإله عز وجل. وبالتالي هن صيغ أخرى لصيغة "لا اله الا الله". وكل صيغة منها لها صيغ من بنات جنسها تشبهها في المعنى والمدلول. ولنضرب أمثلة للصيغ الأخرى. فصيغ لآية: " بسم الله الرحمن الرحيم" الأخرى هي: "الله أكبر" و"ربنا الله" و"لا إله إلا الله". أما "الحمد لله رب العالمين" فصيغتة الأخرى هي الشكر لله رب العالمين مع الصبر عملاً. وألفاظ العبادة الأخرى هي "سبحان الله" و"تبارك الله". وألفاظ الإستعانة هي :"حسبى الله" و"لاحول ولا قوة الا بالله" و "أستغفر الله" و"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"....الخ. والصيغ الاخرى للآية اهدنا الصراط المستقيم هي "ربنا ثبتنا على الصراط،" و"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا "...الخ. وتكرار أي واحدة صيغ الآيات السبع باستمرار مع العمل باحكام الله وتشريعاته هو تثنية وتثبيت مستمر على التوحيد "لا اله الا الله" وعلى الصراط المستقيم. فكما يحتاج المؤمن للقول المتكرر لتثبيته يحتاج أيضاً للعمل بالأعمال الصالحة الأوامر والنواهي للثبات على الهدى والصراط المستقيم. كما ورد في الآيات التالية: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ الله وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} 265 البقرة {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} 66النساء
ثالثاً- تسمية الفاتحة بالشفاء
لقد أوضحت الأحاديث أن سورة الفاتحة هي أم الكتاب وأم القرآن وأصلة. وقد أوضح وبما أن القرآن العظيم فيه شفاء للناس من مرض الضلالة والكفر والشرك والداء بناءً على الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} 57 يونس والآية {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} 44 فصلت تكون الفاتحة هي أم وأصل الشفاء. إذ أن تكرارآياتها يبعد الشيطان ويقرب المؤمن من الحق عز وجل. وهن أيضاً رقية تشفى بها بعض الامراض و الله أعلم.
رابعاً- تسمية الفاتحة بالصلاة والأيمان
لقد ثبت بالأدلة من الآيات والأحاديث أن الصلاة هي الإيمان وهي الدعاء وهي القرآن وهي الذكر. وبما أن الفاتحة هي أصل القرآن وأصل الإيمان فهي إذاً أصل الصلاة التي هي الإيمان. وبالتمعن في الآيات التي وردت لتصف المصلين في سورة المعارج:
{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}{إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} {إِلَّا الْمُصَلِّينَ} {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ}{لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ}{وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ}{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}{فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}{وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } 19- 34 المعارج نجدها نفس أوصاف المؤمنين التي وردت في سورة المؤمنون وهي: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْر مَلُومِينَ} {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} 1-9 المؤمنون
إذاً المصلون هم المؤمنون والصلاة هي الإيمان. فتكرار الذكر هو صلاة وحمد وهدى وعبادة واستعانة وتقوى وسير في الصراط المستقيم. وتكرار الحمد هو صلاة وذكر وعبادة وتقوى وهدى وسير في الصراط المستقيم وتكرار التسبيح هو عبادة وصلاة وإيمان وهوى وتقوى و...وكذلك جميع آيات الفاتحة فهن مترادفات في المعنى والمدلول ومختلفات في اللفظ فقط. ويمكن توكيد ما توصلنا إليه بالمعادلات الحسابية التالية:
لا إله إلا الله + تكرار البسملة او أحد صيغها + العمل بكل الفرائض والسنن والنوافل والتشريعات = إيمان مكتمل وعدم الميل من الصراط المستقيم
لا إله إلا الله + تكرار البسملة او أحد صيغها + العمل بكل الفرائض والسنن والنوافل والتشريعات = إيمان مكتمل وعدم الميل من الصراط المستقيم
لا إله إلا الله + تكرار البسملة أو أحد صيغها + العمل بكل الفرائض والسنن والنوافل والتشريعات = إيمان مكتمل وعدم الميل من الصراط المستقيم
لا إله إلا الله + تكرار الحمد أو أحد صيغه + العمل بكل الفرائض والسنن والنوافل والتشريعات = إيمان مكتمل وعدم الميل من الصراط المستقيم
لا إله إلا الله + تكرار العبادة والاستعانة أو أحد صيغها + العمل بكل الفرائض والسنن والنوافل والتشريعات = إيمان مكتمل وعدم الميل من الصراط المستقيم
لا إله إلا الله + تكرار طلب الهدى والاستقامه أو أحد صيغه + العمل بكل الفرائض والسنن والنوافل والتشريعات = إيمان مكتمل وعدم الميل من الصراط المستقيم
لا إله إلا الله + تكرار طلب صراط المنعمين فقط أو أحد صيغه + العمل بكل الفرائض والسنن والنوافل والتشريعات = إيمان مكتمل وعدم الميل من الصراط المستقيم
وهذا يعني أن تكرار: الذكر(البسملة) =الحمد=العبادة والاستعانة =طلب الهدى والصراط المستقيم=طاب صراط الذين أنعم الله عليهم وعدم طلب صراط المغضوب عليهم والضالين والله أعلم من قبل ومن بعد