منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك hgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة hgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة hgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارhgslu ,hgwv I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 hgslu ,hgwv

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بتول عثمان
.
.


القيمة الأصلية

البلد :
الولايات الأمريكية المتحدة

عدد المساهمات :
93

نقاط :
257

تاريخ التسجيل :
06/10/2015


hgslu ,hgwv Empty
مُساهمةموضوع: hgslu ,hgwv   hgslu ,hgwv I_icon_minitime2015-10-06, 21:02

بسم الله الرحمن الرحيم
[دور وسائل العلم (السمع والبصر والأفئدة ) في العلم بالأشياء]
لقد اختلف العلماء في سبب ذكر السمع قبل البصر في القرآن كما ورد في الآية {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل: 78)
التي ابتدئت بالواو (والله يخرجكم). فإذا كانت الواو التي في بداية الآية "78" هي واو عطف فهذا يعني أن ما ورد في الآية 78 معطوف على ما ورد في الآية التي سبقتها وهي: :{وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (النحل: 77)
مما يشير إلى أن الجهل الذي يخرج به الخلق من بطون أمهاتهم هو جهلهم بالغيوب الثلاثة (غيب السماء وغيب الأرض وغيب الساعة). وإذا كانت الواو في وسط الآية (وجعل لكم) واو عطف أيضاً، يكون معنى آيتي النحل "77و78" كالآتي: (لله وحده ما غاب عن الخلق من علوم السماوات والأرض والساعة وهو القدير على كل شي. وقد خلق الله جميع الخلق في جهل بهذه الغيوب الثلاثة وهم في بطون أمهاتهم خلقاً من بعد خلق، ولهذا يخرجون من بطون أمهاتهم وهم لا يعلمون شيئاً عنها. وقد جعل الله لهم جميع الوسائل التي يعلمون بها علوم تلك الغيوب، لعلهم يشكرونه بالايمان به غيبيا) وهذا المعنى يؤيده التفسير الميسر الذي جاء فيه: (ولله سبحانه وتعالى عِلْمُ ما غاب في السموات والأرض, وما شأن القيامة في سرعة مجيئها إلا كنظرة سريعة بالبصر, بل هو أسرع من ذلك. إن الله على كل شيء قدير...والله سبحانه وتعالى أخرجكم مِن بطون أمهاتكم بعد مدة الحمل, لا تدركون شيئًا مما حولكم, وجعل لكم وسائل الإدراك من السمع والبصر والقلوب; لعلكم تشكرون لله تعالى على تلك النعم, وتفردونه عز وجل بالعبادة). والتحقق من سبب ذكر السمع قبل البصر يتطلب توضيح دور الوسائل (السمع، البصر، الأفئدة) في العلم بالأشياء عامة ودورها في العلم بالغيوب خاصة من آيات القرآن.
دور السمع والبصر والأفئدة في العلم بالأشياء بصورة عامة
إن توضيح دور وسائل الإدراك يتطلب أولاً معرفة الفرق بين المعنى الحسي والمعنوي للظلمات والنور والصلة بينهما. فالظلمات الحسية هي سواد الليالي أي العتمات التي تخفي الأشياء التي تقع في مدى الأبصار فيتعذر العلم بها عن طريق الرؤية حتى ولو كان النظر سليماً لا نقص فيه. ولهذا يرمز للظلمة الحسية بالجهل بالأشياء التي تقع في نطاق الرؤية بالبصر. والنور الحسي هو الضياء الذي يظهر الأشياء فيتسبب في العلم بها لأنه يقشع الظلمة الحسية. فالنور إذاً رمزٌ للعلم بالأشياء الواقعه في نطاق الرؤية بالبصر. أما الظلمة المعنوية فهي الظلمة التي تحجب العلم بالأشياء الغيبية أي بالأشياء التي تغيب عن العين لوقوعها في مدىً أبعد من نطاق أبصار الخلق المحدود. فلا مجال للإنسان أن يراها حتى ولو كان النور الحسي متوفراً والبصر سليماً. أي أن الظلمات المعنوية هي رمز للجهل بما يغيب عن الأبصار لوقوعها في مدىً أبعد من نطاق الرؤية بالبصر. والنور المعنوي هو العلم الذي يخبر عن الأشياء الغيبية التي يتعذر العلم بها عن طريق البصر فيقشع الجهل بها. فالعلاقة إذاً بين الظلمات الحسية والمعنوية هي: أن كلاً منهما رمزٌ للجهل بالأشياء والعلاقة بين النور الحسي والمعنوي هي: أن كلاً منهما رمزٌ للعلم بالأشياء.
فالبصر هو الوسيلة الأولى للعلم بالأشياء التي يمكن رؤيتها لوقوعها في نطاق البصر. والسمع هو الوسيلة الأولى للعلم بالغيوب أي العلم بالأشياء التي لا يمكن رؤيتها أي التي لا تقع في نطاق الأبصار. فيتم العلم بها عن طريق سماع الأخبار عنها. وبما إن غيب السماوات والأرض والساعة لا مجال لأحد أن يعلم بها إلا عن طريق الأخبار فهي تحتاج للسمع أولاً ولهذا تقدم السمع على الأبصار والأفئدة في ذكر هم في الآية 78 النحل. أما دور الأفئدة فهو مرتبط بكل من السمع والبصر. بمعنى أن الأفئدة لا تعمل بدونهما. وتوضيح أهمية الأفئدة للعلم بالأشياء و كيفية ارتباطها بالسمع أو البصر يحتاج إلى ضرب بعض الأمثال من واقع الحياة لتقريب الفهم. ففي حالة العلم بالبصر نلاحظ أن الإنسان في بعض الأحيان لم يتذكر الأشياء بالرغم من أنه رآها ، لعدم الاهتمام بها والتركيز فيها عند رؤيتها. فمثلاً إذا قابل أحمد عالم من العلماء لأول مرة ويدعى سعيد مثلاً. وتحدث معه دون أن يركز في طريقة كلامه أو في شكله أو في لبسه لعدم إهتمامه به.. فيعتبر أحمد قد علم بسعيد علم عين لأنه رآه بالفعل. ولكن علمه هذا لم يكن ذو فائدة له. فيسمى علم أحمد بسعيد في هذه الحالة "علم عين فقط."
أما إن ركز أحمد مثلاً في طريقة كلام سعيد بعقله وتفاعل معه بقله إما إعجاباً أو كرهاً، سيظل سعيد عالقاً بعقل أحمد وبقلبه. فإما أن يتمنى ملاقاته مرة أخرى للاستفادة منه وإما أن يتفادى لقائه . فيسمى العلم بهذه الطريقة "علم العين اليقين " وهو العلم الذي يجني لصاحبه الفائدة. وأهمية الأفئدة للعلم بالسمع لا تختلف عن أهميتها للعلم بالبصر. فمثلاً إذا سمع إنسان بأن حيواناً مفترساً قد ظهر في مكان ما بالقرب من منطقة سكنه وهو خبر حقيقي موثقاً بالدلائل والبراهين. فإما أن يعقل الإنسان ذلك الخبر ويصدقه ويتفاعل معه بالقلب خوفاً فيأخذ حذره من الذهاب لتلك المنطقة، وإما أن يكذبه وكأنه لم يسمعه. فالذي صدَّق الخبر سيأمن شر الحيوان. أما من صدَّ عن الحقيقة ولم يصدقها فلن يحتاط وسيذهب إلى تلك المنطقة غير مكترس فتواجهه الحقيقة ويقع في التهلكة. فكل منهما قد علم الحقيقة لأنه سمع بها. ولكن علم من لم يصدِّق بها ووقع في التهلكة يسمى "علم سمع فقط" وهو علم لا فائدة منه. أما علم من صدَّق بما سمعه كأنه يرى ما أخبر به أمامه وتفاعل معه يكون قد علم بذلك الخبر"علم اليقين " وهو علم ذو فائده لأن صاحبه استفاد منه. هذه المعاني توضحها الآيات التالية:{ أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ }{ حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ }{ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ }{ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ }{كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ}{ لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ }{ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ ٱلْيَقِينِ }{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ } (التكاثر: 1-8)
حيث أن معناها هو : (لو أنكم أيها الذين ألهاهم التكاثر من متاع الدنيا صدقتم ما سمعتم به من علوم الساعة وحساب اليوم الآخر، وعلمتم بها (علم اليقين) أي أنكم سترونها حقيقة ماثلة أمام أعينكم ( عين اليقين) ثم تفاعلتم مع ذلك الخبر بقلوبكم وخفتم من العذاب وخفتم من أنكم ستسألون عن النعيم لاجتنبتم الوقوع في الجحيم في الآخرة بالعمل لها.) والله أعلم. وتوكيد هذه المعاني يقتضي التحقق من علاقة وسائل العلم بالغيوب الثلاثة من آيات القرآن
علاقة وسائل الإدراك بالغيوب من القرآن
إن العلاقة بين أدوات العلم والغيوب الثلاث قد أوضحتها كثير من الآيات. فالآية:{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} (الأنعام: 25)
تخبر أن من بين الناس من يستمع إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الله جعل على قلوبهم غشاوة فلم يفقهوا قوله. فهم إذاً قد أُخبروا وعلموا بالهدى ولكنه علم سمع فقط. حيث جاء معنى الآية موضحاً صلة السمع والبصر بالإيمان بوحدانية الله أي بغيب السماء وهو1: (يجيئون ليستمعوا قراءتك, ولا تجزي عنهم شيئاً لأن الله {جعل على قلوبهم أكنة} أي أغطية, لئلا يفقهوا القرآن {وفي آذانهم وقراً} أي صمماً عن السماع النافع لهم, كما قال تعالى: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء} الآية, وقوله {وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها} أي مهما رأوا من الآيات والدلالات والحجج البينات والبراهين, لا يؤمنوا بها فلا فهم عندهم ولا إنصاف, كقوله تعالى: {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم} الآية ) وتعتبر الآية التالية من أكثر الآيات توضيحاً لعلاقة أدوات العلم بالغيوب وهي:{وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون}
( الأحقاف: 26)
فقد جاء تفسير هذه الآية كالآتي2:( ولقد يسَّرنا لعاد أسباب التمكين في الدنيا على نحوٍ لم نمكنكم فيه معشر كفار قريش, وجعلنا لهم سمعًا يسمعون به, وأبصارًا يبصرون بها, وأفئدة يعقلون بها, فاستعملوها فيما يسخط الله عليهم, فلم تغن عنهم شيئًا إذ كانوا يكذِّبون بحجج الله, ونزل بهم من العذاب ما سخروا به واستعجلوه. وهذا وعيد من الله جل شأنه, وتحذير للكافرين.) أما الآية:{وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} ( الأعراف:198) فتؤكد أن العلم بالبصر فقط لا يجدي والعلم بالسمع فقط لا يجدي. وإنما الذي يجدي هو العلم اليقين عن طريق السمع الذي يصطحبه التأييد بالعقل والتفاعل بالقلب، والعين اليقين عن طريق البصر الذي يصحبه التفكر بالعقل والتفاعل معه بالقلب. فالمشركون كالأصنام ينظرون إلى الرسول ولكن أعينهم كأعين الأصنام لا ترى. وكذلك تفسير الآية:{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف: 179)
هذا التفسير يؤكد أن وسائل العلم والإدراك "السمع والبصر والأفئدة" قد جعلها الله سبباً للعلم بأركان العقيدة الثلاثة (الغيوب الثلاثة) والتفسير هو1: {لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها} يعني أنهم لم ينتفعوا بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله سبباً للهداية, كما قال تعالى: {وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله} الآية. وقال تعالى:{صم بكم عمي فهم لا يرجعون} هذا في حق المنافقين. وقال في حق الكافرين {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} ولم يكونوا صماً ولا بكماً ولا عمياً إلا عن الهدى, كما قال تعالى: {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} وبالتمعن في الآية التالية: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج:46)
نجد بها استنكاراً من الله على الكفار؛ كيف لا تكون لهم قلوب يعقلون بها. فأوضحت الآية أن البصر وحده لا تتم به الرؤيه المجديه وإنما القلوب هي التي تؤدي للرؤية النافعة. وبالتالي تصير القلوب هي التي تعمى وليس الأبصار! وقد جاء في معنى الآية ما يعضد ذلك2: (قال قتادة: البصر الناظر جعل بلغة ومنفعة، والبصر النافع في القلب. وقال مجاهد: لكل عين أربع أعين؛ يعني لكل إنسان أربع أعين: عينان في رأسه لدنياه، وعينان في قلبه لآخرته؛ فإن
عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه فلم يضره عماه شيئا، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه فلم ينفعه نظره شيئا.) وكذلك الآية: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} (الكهف: 101)
التي كان معناها كالآتي3: (أي هم بمنزلة من عينه مغطاة فلا ينظر إلى دلائل الله تعالى. "وكانوا لا يستطيعون سمعا"
فالأعين التي لم تر الدلائل عين اليقين تصير كأنها مغطاة بالرغم من أنها في الحقيقة قد رأت. وكانت نتيجة ذلك هي أن بصرها ليس له نفع لعدم التفكر فيما رأته بالعقل والتفاعل معه بالقلب قبولاً وتصديقاً.ولذلك لن تذكر الله. والذكر هو الذي يؤكد ويثني التصديق بوحدانية الله. والدليل على كل ما أوردناه من معاني هو معنى آيتي سورة يونس التاليتين: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ}{وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ} (يونس: 42-43)
حيث تؤكد هاتان الآيتان سلامة بصر الكفار" وسلامة سمعهم لقوله "وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ "وقوله " َمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ". ولكن نتيجة لعدم الاستماع للرسول عليه السلام وعدم النظر إليه بتعقل ، وصفهم الله بأنهم صم وعمي. إذاً سلامة السمع والبصر لا تتأتى إلا عن طريق الأفئدة التي تؤدي للعلم اليقين بالسمع وعلم العين اليقين.
لقد اتضح من كل الآيات المذكورة أن العلاقة بين أدوات العلم الثلاث والعلم بالغيوب الثلاثة علاقة قوية جداً وهي: أن من يستمع لكلام الله ويصدقه ويتفاعل معه بقلبه طمعاً في رحمة الله ورضوانه وخوفاً من غضبه وعذابه فسوف يعمل لاكتساب حب المولى عز وجل ورضوانه ويتجنب الوقوع في التهلكة وهي غضب الله ونيرانه. أما الذين يسمعون كلام الله ولم يصدقوه فمصيرهم الوقوع في التهلكة وهي العذاب بنار جهنم.
وبما أن الله قد خلق الخلق لعبادته فقط لقوله تعالى: } وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ{ (الذاريات: 56) وأن القرآن كله قد أنزل لتوضيح العبادة المكونة من التصديق بالغيوب الثلاثة والعمل بتكاليفا وما يترتب عليها فقط فإن خلق الخلق في جهل بعلوم الغيوب الثلاثة هو المقصود بخلق الخلق في ظلمات ثلاث في الآية (6 الزمر) أي في جهل بتلك الغيوب الثلاثة. ولهذا جعل الله للخلق وسائل الإدراك ليعلموا بها بعد خروجهم من بطون أمهاتهم.
وكيفية خلق الخلق في جهل بالثلاثة غيوب في بطون أمهاتهم هي خلقهم في مرحلة من مراحل خلقهم محدودي السمع فلم يستطيعوا سماع ما يدور في السماء بين الله وملائكته فكانوا في جهل بما في السماء وفي جهل بما في الساعه وجهل بما سيحدث من أقدار في الأرض. وفي مرحلة أخرى من خلقهم خلقوا محدودي البصر فلم يستطيعوا رؤية ما في السماء ولا رؤية الجنة والنار ولا رؤية الملائكة والكتاب فجهلوا بالغيوب الثلاثة. وفي مرحلة خلق اخرى خلقوا محدودي الأفئدة أيضاً. وسوف أوضح دريقة تخريجهم من الجهل بالغيوب الثلاثة في مقال آخر والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

hgslu ,hgwv

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  التعارف والتهاني والتعازي فقط-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


hgslu ,hgwv 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
العربية كتاب النص على موقاي اللغة ننجز اللسانيات التداولية قواعد الخيام مبادئ محمد بلال العربي النحو الخطاب المعاصر النقد الأشياء مجلة الحذف مدخل البخاري اسماعيل ظاهرة


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | الحصول على منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع