عالم لسانيات أمريكي, يعد مؤسس النحو التوليدي, وقد لعب دورا حاسما في اللسانيات خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
يقتضي مشروع شومسكي تطوير بعض القواعد النحوية الأساسية التي قد تشكل قاعدة كافة لغات العالم, كما يتجسد طموح هذا العالم في تقديم نموذج نحوي يكون في الآن نفسه كونيا وتوليديا. فهو كوني لأن هنالك فيما وراء الأنحاء السطحية (الخاصة بكل لغة على حدة) قواعد تركيبية مشتركة مابين اللغات, وهو توليدي لأن هذه القواعد تمكن من إنتاج (توليد) كافة ملفوظات اللغة, من أبسط الجمل إلى أعقدها.
يتجسد أمل شومسكي إذن في إيجاد بعض القواعد التي تمكن من توليد كافة أشكال الجمل السليمة نحويا.
أعلن شومسكي عن المبادئ العامة لنحوه التوليدي سنة 1957 في مؤلفه "البنيات التركيبية" والذي قاد في السنوات الموالية إلى بناء نموذج عرف باسم النظرية المعيار, وقد صيغ هذا النموذج في كتاب "مظاهر النظرية التركيبية" (1965). ترتكز نظرية شومسكي على فكرة استقلالية تامة للنحو بالنسبة للدلالية sémantique, غير أن هذه النظرية المعيار الأولى اصطدمت بصعوبات, إذ وجد شومسكي نفسه مكرها على تعديل نموذجه وتمديده حتى يتمكن من أن يدرج داخله بعض الجمل الشادة, فعلى سبيل المثال, تعتبرالجملة "أعد الخباز من طرف الخبز" سليمة نحويا, ولكنها بدون معنى, وهو الأمر الذي أجبر شومسكي على أن يتصور بشكل مغاير الروابط ما بين علم الدلالة والنحو. وبالمثل تخلى عن نظرية "الجمل النواة" ومن تم حدا به الأمر إلى إعادة صياغة نظريته للعديد من المرات. يسمى أول تعديل لنموذج جديد بالنظرية المعيار الممتدة, وهو يستعرضها في كتابه "أسئلة علم الدلالة" (1975) وكتاب "تأملات في اللغة" (1975) و"حوار مع ميتسو رونا" (1977). وقد أجرى هذا التعديل على خلفية أزمة مع بعض من قدماء تلامذته, مثل جورج لاكوف Georges Lakiff الذي يتبنى علم الدلالة التوليدي.