يعد جاكوبسن(1896-1982) أحد أكبر وجوه اللسانيات في القرن العشرين, وقد خلفت أعماله صدى كبيرا في كافة العلوم الإنسانية وبخاصة في فترة أمجاد البنيوية, وقد كان جاكوبسن أحد المصادر الأساسية التي استلهم منها كلود ليفي ستراوس Claude Lévi-Strauss.
ولد جاكوبسن بالإتحاد السوفياتي, وهو أحد مؤسسي دائرة موسكو في سنة 1915,والتي أرست قطيعة مع النحاة الجدد في تلك الفترة,الذين ركزوا على التطور الفونيطيقي للغات الهندوأوربية.على خطى فرديناند دوسوسيرFerdinand De Saussure, يفضل جاكوبسن من جهته دراسة اللغة, التي تعتبر نسقا من العلامات, ويولي أهمية خاصة للغة الشعرية. في سنة 1920,استقر جاكوبسن بتشيكوسلوفاكيا حيث شارك بمعية نيكولاي تروبتسكويNikolai Troubetskoi وسيرجي كارسيفسكيSergi Karcevski في تأسيس مدرسة براغ, وهي التي ستتولد عنها اللسانيات البنيوية التي ترى في اللغة أداة للتواصل ترتكز على نسق من الإختلافات. وبمعية تروبتسكوي, أسس جاكوبسن الفونولوجياPhonologie. أي دراسة الأصوات الملائمة في اللغة, وفي سنة 1939 بعد احتلال النازيين لتشيكوسلوفاكيا فر جاكوبسن إلى الدانمارك ثم النرويج, فالسويد ليستقر في الأخير بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1941 حيث ربطته علاقة صداقة بكلود ليفي ستراوس.فيما بعد درس بجامعة كلومبيا(1949-1946) ثم بجامعة هارفارد(1967-1949) وبعد ذلك بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا(1977-1957).
يفسر اتساع المجالات الدراسية لجاكوبسن(فونولوجيا,شعرية,نظرية التواصل,السيميوطيقا...) مكانته الحاسمة التي يحتلها في مجال اللسانيات, وسيؤسس اثنان من بين تلامذته(نعام شومسكي وموريس هال) النحو التوليدي. من أعماله المعروفة "ست محاضرات في الصوت والمعنى" ."أساسيات اللغة"."اتجاهات رئيسية في علم اللغة"."مقالات في علم اللغة العام"...